قضية خطير جداً تنتشر بين بعض الشباب في مصر وتحتاج إلي علاج سريع وإلا انتشرت وزادت وأكلت الأخصر واليابس.. هذه القضية تتلخص في كلمتين اثنتين ولكنهما من أخطر ما يمكن.. وهما - عبادة الشيطان - والعياذ بالله.. والمسئول عن هذه المهزلة ليست جهة واحدة فقط ولكنها مجموعة من الجهات تشترك بقصد أو بدون قصد.. تبدأ من المنزل مروراً بالتعليم ومناهجه.. والإعلام وبخاصة الإعلام المرئي والمسموع من خلال برامج تروج - بقصد أو بدون قصد - للأفكار المنحرفة تحت لواء الحرية وأن لكل إنسان - وخاصة الشباب - حرية اختيار أن يفعل أي شيء دون رقيب ودون أي مسئولية.. ونبراسه هنا أو المعلم الأكبر الأفلام الغربية التي تروج لهذه الأفكار وتنتشر في القنوات الفضائية ليل نهار.. ولأنه لا توجد متابعة إيجابية بالمنزل لانشغال الأب والأم عن أولادهما وعن تصحيح مساراتهم في حالة الخطأ.. بالإضافة إلي شبه خلو المناهج الدراسية من المناهج الدينية التي تقوم فكر هذا الشباب كما كنا ندرس.. مع عدم وجود المدرس الفاهم والواعي للتربية الدينية.. والخوف من الحديث خارج المنهج الضعيف.. فإن الأولاد يقعون في براثن الشيطان وأزلامه ومن يدافعون عن الخطأ.. فظهرت هذه الفئة. وكما ذكرت في البداية فإن الأفلام السينمائية مسئولة مسئولية مباشرة عما حدث ويحدث خاصة الأفلام الغربية.. والأفلام المصرية التي تقوم بتقليدها حرفياً دون الانتباه لخطورة محتواها.. أو بتقليدها مع سوء النية أي مع سبق الإصرار والترصد ومحتوي هذه الأفلام أو لنقل الهدف منها نشر فكر عبدة الشيطان بين الشباب وهو فكر متطرف وإرهابي نتائجه رهيبة علي الشباب وعلي المجتمع وعلي مستقبل مصر.. أضف إلي ذلك فكرة مص الدماء والسحر الأسود.. وما إلي ذلك من أمور لا تتماشي مع الطبيعة الإنسانية.. فما بالنا ونحن مجتمع مسلم.. ومجتمع شرقي يرفض هذه الأمور الشيطانية والتي ترفضها جميع الأديان السماوية وتأباها النفس السوية المؤمنة.. وكالعادة فإن شبابنا أو حتي أكون موضوعياً.. البعض من شبابنا استهوته أفكار هذه الجماعات.. وللأسف وللأسف الشديد آمنوا بها وأصبح لهذا البعض كيان وجماعات واجتماعات وأفعال يشيب لها الولدان.. وقبل أن أدخل في التفاصيل فإنني يجب أن أشيد برجال الأمن في البداية حيث قاموا بمجهودات كبيرة ومضنية لكشف هذه الجماعات والقبض عليهم متلبسين.. ولكن للأسف مرة أخري وجد هذا الشباب المنحرف من يدافع عنهم ويبرر لهم ما أخطأوا فيه.. وأنهم مازالوا صغار السن ولا يعرفون شيئاً.. وهذا منطق يزيد من بلاء هؤلاء الأولاد لأنهم أيقنوا بذلك أنهم فوق القانون.. وفوق حكم القانون.. وفوق الشرطة.. وفوق كل شيء.. وخرجوا دون أي عقاب.. فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة أنهم عادوا إلي سيرتهم الأولي.. وألعن.. والفضل يعود في ذلك إلي من دافعوا عنهم من دعاة الحرية المطلقة العشوائية.. وإلي الأفلام السينمائية وإلي بعض البرامج الفضائية التي تعاملت مع هؤلاء كواقع موجود.. بالإضافة إلي عرض البرامج الأجنبية التي تروج لهذه الأفكار. ورغم أن الشرطة في الغرب تطارد أمثال هؤلاء.. وتطبق عليهم القانون دون تفرقة.. ورغم أن البعض هناك تنبه لخطورة هذه الفئة وبدأوا يعيدون حساباتهم في التعامل معهم.. وتم إنتاج بعض الأفلام التي توضح خطورة هذا الفكر علي الشباب وعلي المجتمع.. فإن البعض عندنا مازال يدفع الشباب دفعاً لهذا الفكر الشاذ وهو ما يؤكد وجود أياد خفية تكره مصر وتعمل علي تدمير قوتها في شبابها وتحيطه بالأفكار الشيطانية من كل جانب.. حتي ينحصر تفكيره في اللذة الحسية ويضيع عقله وسط الأفكار الشيطانية.. وتضيع قوته في الخمر والمخدرات والجنس.. والأسئلة التي تطرح نفسها من هم عبدة الشيطان؟ وكيف ظهر هذا الفكر؟ وكيف ينتشر؟ وما قصته مع مصر والعالم الإسلامي والعربي؟ في التراث الديني للأديان السماوية الثلاثة "اليهودية والإسلام والمسيحية" يمثل الشيطان أهمية بالغة في المعتقد الديني. فهو الذي تسبب بخروج آدم وحواء من الجنة إلي الأرض وهو الذي يعزز قيم بقاء الشر في الكون وظهرت هذه الطائفة في الغرب قبل عقود وخاصة في الولاياتالمتحدة. ويزعم عرابوها أن لجوءهم للموسيقي الصاخبة ليس إلا لتهيئة المناخ النفسي الذي يمكن به اكتشاف الأقوياء من أصحاب الطموح والخيال والحس المتفرد والذكاء النادر. ويقولون أن موسيقي "البلاك ميتال" من شأنها إزكاء هذه المزايا والخصال لدي من يصفون أنفسهم بأصحاب المزاج النادر ولهذه الجماعة كتاب عقائدي هو كتاب "الشيطان" من تأليف أمريكي يدعي ليفي. وهو المؤسس لكنيسة الشيطان بسان فرانسيسكو بالولاياتالمتحدة. ويتضمن تعاليم فلسفية مؤداها أن العالم ليس سوي خلية صراع لا يوجد فيه عدل ولا ظلم. وإنما فقط قوة وضعف. ونصر وهزيمة. والبقاء ليس للأفضل. وإنما للأصلح من منظور مادي أي للأقوي. وبالتالي فهناك مطلق واحد هو إرادة الإنسان البطل القوي المنتصر: أو ما يطلقون عليه "الإنسان المتألة". أي الشيطان بالمعني الفلسفي الدارج في المعتقدات الدينية التقليدية. أيد مخربة وجماعة عبدة الشيطان اشتهروا في مصر في أواخر سنة 1996م وأوائل سنة 1997م. وتحدثت عنهم وسائل الإعلام وخاضت في ذكر أوصافهم وطقوسهم ومصادر ثقافتهم. وقبضت الشرطة علي نحو 140 فرداً منهم من الذكور والإناث. كانوا جميعاً من أولاد الطبقة الغنية التي استحدثها الانفتاح الاقتصادي والثقافي. وأثرتها الأيدي المخربة الأجنبية وما انتهي إليه الأمر من الفساد حتي لم تعد بالساحة إلا هذه الجماعات التابعة للفكر الانحلالي الغربي. وقد تبين أن المقبوض عليهم من أعضاء ما يسمي بعبادة الشيطان. تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة. وأنهم من خريجي المدارس الأجنبية. ولا يعرفون شيئاً عن الإسلام برغم أنهم مسلمون. وهم لا يحفظون الفاتحة ولا أياً من سور القرآن. ولا يعرفون أركان الإسلام ولا معني الشهادتين. ولا أياً من القيم الإسلامية وتبين من بحوث الباحثين التي نشرت في الصحف والمجلات اليومية أن هذه الفرقة قد تلقت معلوماتها من طريق الاختلاط بالإسرائيليين في المنطقة المصرح فيها بدخولهم إلي الأراضي المصرية بدون جوازات إلي جوار طابا. الأفكار والمعتقدات وثبت أن الموساد الإسرائيلي يستهدف الشباب المصري بهذه التقليعات والبدع لإفساده. طالما أن هذا الشباب يمثل 75% من الطاقة العاملة المصرية. وعبادتهم للشيطان - كما ذكر هؤلاء الشباب لأساتذة الأزهر الذين ناقشوهم - إنما لأنه رمز للقوة والإصرار. ولكل ما هو لذيذ وينبغي اقتناؤه وحيازته. وفي الأسطورة الدينية في اليهودية والإسلام والمسيحية - كما ذكروا - يلعب الشيطان الدور الحضاري الكبير. فهو الذي عرف آدم وحواء شجرة الخلود أو المعرفة. والمعرفة خلود. وبسببه خرج آدم وحواء إلي الحياة ليتناسلا وينجبا الذكور والإناث. ويتكاثروا. ويفعلوا. ويرتقوا. ويعرفوا. والقانون الحاكم هو قيم الأقوي. والأقوي هو الأصلح. ولم تكن أخلاقيات التوراة والأنجيل والقرآن إلا لتكريس الضعف وحماية الضعفاء. ومرة أخري تظهر في مصر موجة جديدة من الشباب الذين اصطلح علي تسميتهم "عبدة الشيطان". وتصدرت الأنباء التي تتحدث عن عودة ساخنة لجماعات "عبدة الشيطان" إلي مصر وسائل الإعلام. حيث ذكرت بعض الصحف أن عدداً من الشباب تتراوح أعمارهم من 18 إلي 30 عاماً. أقاموا معسكراً بإحدي المناطق الجبلية بمنطقة طابا بجنوب سيناء. وشوهدوا وهم يرقصون رقصاً صاخباً ويمارس بعضهم الجنس العلني. الخطير في الأمر أن هذه الجماعات باتت تنتشر بشكل بنذر بالكارثة في عدد من البلدان العربية. فقد اشتبهت السلطات الأردنية في قيام مجموعة مراهقين بتنظيم نشاطات غير أخلاقية تحت شعار طقوس لها علاقة بعبادة الشيطان. كما ألقت أجهزة الأمن بالعاصمة السورية دمشق قبل فترة القبض علي مجموعة من الشبان بينهم أحداث بتهمة ممارسة طقوس غريبة "عبادة الشيطان" إضافة لممارستهم الدعارة واللواطة فيما بينهم. وقال مصدر في الشرطة أنه بفحص أجهزة الهاتف الخاصة ببعض الشبان الذين ألقي القبض عليهم شوهدنت صور لأشخاص وشعارات طقوس عبدة الشيطان كما عثر بداخل الأجهزة علي موسيقي الميتال الخاصة بعبدة الشيطان وأشخاص يرقصون عليها. كما تمكنت السلطات الأمنية في تونس من القبض علي أكثر من 15 شاباً لهم علاقة بقضية "عبدة الشيطان". وألقت السلطات الكويتية القبض قبل نحو العامين علي عشرات الشباب ممن ينتمون لجماعة "عبدة الشيطان" وذكر تليفزيون "الرأي" الكويتي أن المناطق الخارجية وغير المأهولة في الكويت. تشهد توافد معتنقي هذه الأفكار لممارسة طقوسهم وشعائرهم التي من بينها السجود للكلاب وذبحها ولعق دمائها. فضلاً عن أنهم يميزون أنفسهم من خلال أشكال الوشم التي يشمون بها أنفسهم ليعرفوا من خلالها. هذا بعض من قليل عن هذه الجماعات التي بدأت تنتشر في مصر والعالم العربي وتمثل خطورة كبيرة علي الشباب وعلي الأمن القومي المصري والعربي.. والمتهم الأولي فيها إلي جانب الأسرة والتعليم الإعلام الذي اتجه إلي القضاء علي البرامج الدينية وإفساح المجال لبرامج تعمل علي تدمير الشباب دون مراعاة لأمنها القومي.