الحمد لله الذي أنعم علي حجاج بيت الله الحرام بهذه الفريضة العظيمة والصلاة والسلام علي رسول الله المبعوث رحمة للعالمين وبعد مما لا شك فيه ان لرحلة الحج فوائد عظيمة وجليلة لا تحصي ولا تعد ومن أهمها ان يرجع الحاج من هناك زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة ويكون علي أحسن حال مطعماً للطعام مفشياً للسلام وعلي أحسن خلق وبذلك يكون حجه مبروراً بأمر الله. عملاً بقول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" فهذه نعم تستحق الشكر والبذل والعطاء وأداء ما افترض الله لأن الحاج عندما يرجع من الاراضي الحجازية كل العيون ترقبه وتلاحظه تريد منه ان يكون قدوة لغيره لانه رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من حج البيت ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه". ولقد وضح الرسول الكريم في خطبة الوداع بيانات هادفة عظيمة منها قوله صلي الله عليه وسلم "تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي". "أيها الناس: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلي ان تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا وانكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت". ولذلك بدأ الرسول هذا الخطاب بقوله "أيها الناس اسمعوا مني فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً". الشيخ/ صبحي الهادي عبيد خطيب مسجد الشافعي بكفر شبين قليوبية