السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الإثنين 29 أبريل 2024    تموين الإسكندرية: توريد 5427 طنا من الأقماح المحلية حتى الآن    EFG Hermes ONE تصبح أول منصة مالية في مصر تحصل على موافقة هيئة الرقابة المالية لإطلاق عملية تسجيل رقمية باستخدام "اعرف عميلك" إلكترونيًا (eKYC)    شهداء بينهم أطفال ونساء في قصف الاحتلال منزلا في غزة    إعلام عبري: العدل الدولية ستصدر أوامر اعتقال بحق مسئولين إسرائيليين    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    "بلومبرج": الولايات المتحدة تضغط من أجل هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن    ملف يلا كورة.. الزمالك يتأهل لنهائي الكونفدرالية.. وطائرة الأهلي تتوّج بالرباعية    تحرك عاجل من الخطيب ضد السولية والشحات.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    بعد حركته البذيئة.. خالد الغندور يطالب بمعاقبة مصطفى شلبي لاعب الزمالك    ميدو: لو أنا مسؤول في الأهلي هعرض عبد المنعم لأخصائي نفسي    عمرو أديب: أتمنى أن يحقق الزمالك البطولة ونعيش مرحلة جبر الخواطر    ميدو: سامسون أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    12 شخصًا.. أسماء مصابي الاختناق بالكلور داخل محطة مياه في قنا    حالة الطقس اليوم.. حار نهارًا على القاهرة ومائل للبرودة ليلا    "بحبها ومش عاوزه ترجعلي".. مندوب مبيعات يشرع في قتل طليقته بالشيخ زايد    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    الأرصاد الجوية تكشف حالة الطقس اليوم الإثنين وتُحذر: ظاهرة جوية «خطيرة»    عصام الشماع، علامات في مسيرة المخرج والسيناريست الراحل    فيديو.. سامي مغاوري: أنا اتظلمت.. وجلينا مأخدش حقه    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    هل مشروبات الطاقة تزيد جلطات القلب والمخ؟ أستاذ مخ وأعصاب يجيب    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    "مضغوط بقاله فترة ".. الزمالك يعلن موقفه من شلبي بعد احتفاله أمام دريمز    "بعد الوصول للنهائي".. أرقام تزين مشوار جوميز مع الزمالك في الكونفدرالية بالموسم الحالي    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    مناطق روسية تتعرض لهجمات أوكرانية في مقاطعة كورسك    فيصل مصطفى يكتب: عجلة التاريخ    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    مصرع 5 أشخاص صدمهم ميكروباص على الصحراوي الشرقي جنوبي المنيا    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    معاداة الصهيونية.. انقسام جديد يهدد النواب الأمريكي    حزب الله يعلن استهداف 4 مواقع عسكرية إسرائيلية على حدود لبنان    على مدار نصف قرن.. سر استمرار الفنان سامي مغاوري في العمل بالفن    ندوة حول تطور أذواق المستهلكين بالمؤتمر الدولي للنشر بأبوظبي    كانت هتعيط.. أول تصريح من ياسمين عبد العزيز على انفصالها من العوضي|فيديو    حدث بالفن| وفاة والدة فنان وأزمة بين بسمة وهبة وفنانة شهيرة وإيران تمنع مسلسل مصري من العرض    نجوى كرم تشوق الجمهور لحفلها في دبي يوم 3 مايو    عمرو أديب يكشف تفاصيل إصابته ب جلطة في القلب    هل يؤثر تراجع الطلب على الأسماك في سعر الدواجن.. مسئول بالاتحاد العام للدواجن يجيب    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    مصطفى عمار: الدولة خلال 2024 تضع على عاتقها فكرة التفكير في المستقبل    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    4 مليارات جنيه لاستكمال المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة لعام 24/25    الاقتصاد الأمريكي يحتاج لعمال.. المهاجرون سيشكلون كل النمو السكاني بحلول 2040    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    في أحد الشعانين.. أول قداس بكنيسة "البشارة" بسوهاج الجديدة |صور    محافظ بني سويف يلتقى وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    وظائف خالية ب الهيئة العامة للسلع التموينية (المستندات والشروط)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف خاص
متشددون وبلطجية ماذا يحدث في المنيا.. عروس الصعيد ؟

يقول الصوفي أبو يزيد البسطامي: "مررت بدير فيه راهبة، فقلت لها: هل هنا مكان طاهر لأصلي؟ فقالت: طهر قلبك وصل حيث شئت"، ربما لا يعرف البسطاء من أهالي المنيا "البسطامي" لكنهم يتخذون نفس نهجه في التعامل مع الأديان علي اعتبار أنها الطريق إلي الله، فهم يتعايشون منذ مئات السنين كإخوة، دون أن يشوب حديثهم لهجة عنف أو تطرف، إلا مع ظهور المتشددين الذين عكفوا علي تكفير الآخر والاعتداء عليهم وحرق دور العبادة، مثلما حدث مع المسيحيين في كثير من القري والتي كانت أشهرها "دلجا" التي ظلت تحت إرهاب بعض من المتطرفين لمدة عامين أجبروهم فيها بدفع إتاوات والاستغناء عن بيوتهم، إلي أن قررت قوات الأمن بعد تصاعد الأحدث التي تحولت من عنف طائفي إلي عنف سياسي باقتحام القرية وبسط الأمن، لكن كان ذلك متأخراً فقد احترقت عدة كنائس أثرية كدير العذراء الذي يعود إلي القرن الرابع الميلادي، الأمر الذي دفع المحافظة إلي الإصرار علي أن تعود المنيا "عروس الصعيد" مرة أخري بتطويرها وترويج سياحتها، ليبقي لنا أمل واحد : أن تتحرر باقي القري من بلطجية يهددون أمنها ويسرقون حلمها في البقاء.
المنيا.. معقل الإسلام السياسي وموطن الأقباط الأكبر
"ملوي" أول من فتحت ذراعيها للإخوان.. والدعوة السلفية انتشرت بكثافة بعد ثورة يناير
عندما تهبط إلي المنيا تجد حالة من التعايش سواء كان مع الطبيعة التي تتنوع بين الصحراوية والزراعية، ومع مواطنيها مسلمين أو أقباطاً، فمن الممكن أن تجد علي يمينك جبالاً شاهقة وعلي شمالك أراضي بها كافة المحاصيل، وعند ذهابك إلي أي قرية تجد مسجداً وكنيسة متجاورين، وقرص الشمس يوحد بينهما، لتمتزج الصلوات وترتفع إلي إله واحد.. فتعد المنيا أكثر محافظات مصر التي يوجد بها أكبر عدد من المسيحيين حيث تصل نسبتهم إلي 40% من 4 ملايين و701 ألف نسمة عدد السكان الأصليين، ورغم ذلك إلا أنها تعتبر معقل الإسلام السياسي والمتشددين، لتكون الوحيدة من مدن الصعيد أكثر المناطق الخصبة لإثارة الفتن.
الحقيقة ليس هناك تاريخ محدد لدخول جماعة الإخوان المسلمين إلي المنيا، لكن تاريخها يقول إنها موجودة من ثلاثينيات العام الماضي، إذ تعتبر ملوي- ثاني أهم المدن في المنيا- أول من فتحت ذراعيها للجماعة، الأمر إلي دفع حسن البنا المرشد الأول لجماعة الإخوان عام 1938م إلي زيارة ملوي وبعدها بني مزار، لفتح مقر الإخوان بالمركز ومن بعدها أصبحت المحافظة معقلاً للتيارات الإسلامية وبدأت تعمل علي الأميين والفقراء والبسطاء بالمحافظة، إذ تصل نسبة الأمية إلي 38% وتزيد بين النساء، وذلك بسبب عادات وتقاليد بعض العائلات والأهالي، فتعد المنيا أكثر المدن القادرة علي أن ينجح مرشح من عدمه.
وبعد ثورة 25 يناير 2011 أصبح إخوان المنيا هم أصحاب المصلحة الأولي، وظهر ذلك في اهتمامهم بالصعيد الذي يلعبون عليه في الانتخابات والاستفتاءات، وفي وجود أي خلاف بين التيارات الإسلامية والليبرالية، كما حدث في العامين الماضيين.
وإذا نظرنا إلي التاريخ سنجد أن الجماعات الإسلامية بدأت في الظهور من سبعينيات القرن الماضي، عندما أمر شكري مصطفي عام 1973م قائد جماعة "التكفير والهجرة" بهجرة الجماعة إلي الجبال بعد أن أعلن تكفير المجتمع وتكفير الحاكم الذي لا يحكم بما أمر الله، فلجأ أعضاء التنظيم إلي الجبال والكهوف والمغارات في المنيا وتحديداً قرب مدينة أبو قرقاص، بالإضافة إلي شعبية الإخوان الجارفة التي تجلت بوضوح في رحلة الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب المنحل ورئيس حزب الحرية والعدالة والمقبوض عليه حالياً، التي انطلقت من كلية العلوم بجامعة المنيا، ثم خوض انتخابات مجلس الشعب عام 2005 التي فاز فيها الإخوان بكل الدوائر التي تنافسوا عليها، وكذلك الانتخابات الأخيرة التي حصلوا فيها علي أكثر من نصف المقاعد.
هذا كان للجناح الأول من التيار الإسلامي، وإذا نظرنا للجناح الثاني من التيار فسنعرف أن الدعوة السلفية بدأت تنتشر بقوة بعد ثورة يناير، حتي أن قري بأكملها بالمحافظة مثل المطاهرة وطنبدي وإبا البلد شرق يسيطر عليها الشباب السلفي. ورغم أن جناحي التيارات الإسلامية بالمنيا دائمًا ما يتفقان في رؤيتهما السياسية إلا أن الصراع الإسلامي بين الجناحين كان يظهر تارة ويختفي تارة أخري، ولكن عند حشد المواطنين يتفق الجميع حينها.
ورغم هذا التوافق بين الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية بالمنيا، لم تخل المحافظة من بعض الاختلافات مثل اتهام "الإخوان" ل"السلفيين" بالتشدد والمغالاة في أمور الدين، وهذا ما تسبب في وقوع مواجهات بينهم وبين الصوفية خاصة في القري والنجوع، فالشباب السلفي حاول مرارًا وتكرارًا منع الصلاة علي النبي في الأذان وختم الصلاة جهرًا وإذاعة قرآن الفجر في مكبرات الصوت، ونجحوا في ذلك بالفعل في عدد من المساجد والزوايا.
وفي الأحداث الأخيرة التي مرت بها مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي، مرشح الإخوان والسلفيين والتيارات الإسلامية، شهدت المنيا اشتعالاً كبيرا بين المسلمين والأقباط، إذ قام متشددون بفرض إتاوات علي الأقباط، أو جزية، مقابل حمايتهم أو مقابل لا شيء، كما أنهم اعتدوا علي عدد كبير من الكنائس ومنازل للأقباط، وكانت قرية دلجا مثالاً واضحاً علي ذلك، التي فرضت قوات الأمن السيطرة عليها منذ أسبوعين، الغريب أن هناك قري تعيش نفس حالة دلجا من احتقان واضطهاد للاقباط، وترغب في أن يقتحمها الأمن كي تقضي علي البلطجية والمتشددين، كقري نزلة حرز ومنشية نصر وجوارجي بحري وقبلي، ولأن الأقباط في المنيا يخشون تقديم البلاغات حتي لا تقع حوادث ثأر فيما بينهم، تحدثنا إلي عدد من الأهالي الذين رفضوا ذكر أسمائهم، والذين ينتمون إلي قرية نزلة حرز، إذ قالوا إن بلادنا ترتفع فيها نسبة المسيحيين إلي 90%، ويسيطر عليها بلطجي كبير يدعي خ.م.خ والذي يعمل موظفاً في محطة مياه الشرب، ومعه أخيه ح.م.خ- العقل المدبر- الذي أخذ عفواً رئاسياً في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وهما من عائلة مشهورة تُعرف بامتلاكها العديد من الأسلحة الثقيلة، ويعدان هما أساس المصائب التي تعيشها حرز، حيث يقومون في البداية بالبحث وراء ما يملكه الأهالي من أموال وممتلكات وأراضٍ حتي يستولي علي إحداها بالإجبار، وإن لم يستطع يبحث عن نقاط ضعف والتي تتمثل في نسائه.
وذكر الأهالي أنهم ينتمون إلي بؤرة إرهابية بها جماعات إسلامية وجهادية، حتي يصفوا أن عزبة جوارجي تشبه أفغانستان من حيث أشكالهم وملابسهم، فهم بلحي كثيفة وملابس قصيرة، ويمتلكون أسلحة وذخيرة، مضيفين أن المباحث لديها علم بما يحدث لنا خصوصاً أنها تقوم بحملات أمنية كل فترة لكن دون فائدة، ما يجعلنا نظن أن هناك تواطؤاً كبيراً بينهم وبين البلطجية، مشيرين إلي أنه من حوالي شهرين استدعت مباحث أبو قرقاص 6 من المسيحيين الذين يتعرضون لنظام الجزية ودفع إتاوات للفرد الواحد تصل من 20 ألف جنيه إلي 370 ألف جنيه علي أقصي تقدير، وأن إجمالي ما دفعه الأقباط من إتاوات في قرية حرز حوالي 4 ملايين جنيه، وفق ما أكده الأهالي.
واستكمل أهالي حرز حكاياتهم أن هناك شاباً يدعي كيرلس نبيل، 21 سنة، من قرية نزلة رومان اعترضه ثلاثة مسلحين ملثمين قاموا باختطافه مستقلين موتوسيكلاً لهدف سرقة المبلغ الذي كان بحوزته حوالي 30 ألف جنيه، وبعد أيام اتصل الخاطفون بوالده طالبين فدية 2 مليون جنيه مقابل عودته بسلام.
دلجا"تقرع أجراس الحياة من جديد
"دلجا" أو "جلدا"- كما ينطقها البسطاء من أهلها- هي قرية لا تريد سوي السلام، كما كانت تعيش من قبل، حيث أجراس تقرع بالتزامن مع الأذان لتجد الجميع يصلي لأجلها.. لأجل أن تزول الفتنة منها، وأن يغفر الله لمن عكر صفو وحدتهم، حتي لو حرق أو نهب أو خطف، فهم يعيشون منذ زمن بعيد علي يقين أن الله محبة، وأن أعيادهم مشتركة في الفرح، وأن بيوت الله خط أحمر، ففي أوقات الفتن كان المسلمون يشكلون سلاسل بشرية حول الكنائس لحمايتها ويستضيفون الأقباط في بيوتهم، ليتحدوا بذلك المتشددون الذين لا يعرفون كيف يمكن التعايش مع الآخرين، ولا يدركون أنهم يحفرون قبورهم بأيديهم، لأن الثورة قامت لتزيل الخوف من قلوب الناس لا لأن تستبدل طغياناً بآخر.
وهو ما استشعره أهالي "دلجا"، الواقعة بالظهير الصحراوي غرب مدينة ديرمواس في المنيا، عندما بدأ عدد من المتشددين برعاية البلطجية في فرض إتاوات علي الأقباط بحجة حمايتهم، إضافة إلي اعتداءات كثيرة تمثلت في عمليات خطف وترويع المسيحيين إلي حد هجرتهم إلي القري المجاورة، إذ كان يأمل بعض من السلفيين والمتبنين للمشروع الإسلامي أن تكون "دلجا" نواة لإمارة إسلامية في الصعيد، إلا أن عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو الماضي أفسد عليهم أحلامهم، ليشهد هذا التاريخ تطوراً في الأحداث وتحولاً كبيراً في العنف الذي يمارسه المتشددون، حيث انطلقت مكبرات الصوت تطالب بالخروج للجهاد ونصرة المسلمين بدعوي أن إخوانهم يقتلون برابعة والنهضة، وبالفعل تجمع عدد كبير من الغاضبين أغلبهم ملثمون، البعض قال إنهم من أهالي القرية والآخر قال إنهم من خارجها، وتوجهوا إلي كنائس دلجا، وقاموا بسرقتها وتحطيمها ثم حرقها، وذلك علي مدار عدة أيام متتالية، ليمتد العنف لنحو خمسة وعشرين منزلاً مجاوراً للأقباط.
ورغم كل هذه الاعتداءات لم تتخذ أي من قوات الشرطة أو الجيش أي رد فعل، إلا عندما تردد أن عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية والمطلوب أمنياً، موجود في "دلجا"، ومع نشر القضية إعلاميًّا حاول الجيش والشرطة الدخول قرابة ثلاث مرات، وفي كل مرة قابلهم الفشل في الدخول وإحكام السيطرة، نظرًا إلي كثرة السلاح داخل تلك القرية، حتي اقتحمتها منذ أسبوعين وفرضت سيطرتها عليها، وقبضت علي نحو 100 متهم في الأحداث الأخيرة، كما أنها قامت في الأيام الأخيرة بحملات نوعية علي المرور والجبال والتعديات علي الاراضي والتموين، لتمشيط المنطقة بأكملها من الخارجين عن القانون.
أقباط في رعاية الرب
الأمر الذي أشعر المواطنين بالارتياح وهو ما ظهر جلياً في جلوسهم أمام البيوت، حيث تجمعات من الرجال علي المقاهي أو المصاطب، يتحدثون في أمور كثيرة عن الأحداث والأمن والتجارة، فطبيعة أهل "دلجا" تجار ويعتمد معظمهم في الرزق علي الزراعة، ومن يزورهم ويدخل بيوتهم، سوف يتأكد أنهم يعيشون بالكاد، فالقرية فقيرة جدًّا وأهلها بسطاء إلي أبعد حد، إذ يقطن بها نحو 120 ألف نسمة، يشكل المسيحيون منهم من 15 إلي 20 ألف نسمة تقريبًا، وبها 5 كنائس للطوائف المسيحية، مثل الأرثوذكس والكاثوليك والإنجيليين.
لذلك تجد بينهم حالة من التعايش رغم كل الفتن التي يعيشونها الآن، فيحكي عادل محمود حسن، من أهالي القريبة، "كل الأحداث التي حدثت كانت يوم فض اعتصام رابعة والنهضة 14 أغسطس، وجاء ملثمون من خارج البلد لإثارة الفتنة، كلنا هنا عائلات ومحدش غريب بيننا، ومشاركين بعضنا في التجارة، وكل منطقة بتحمي نفسها، جنبنا بيوت مسيحية حميناها وحمينا عرضها، كما أن كل عائلة مسيحية تابعة لعائلة مسلمة من حيث العرف والتقاليد والجيرة".
ويتحفظ الحاج أحمد عبد الحكيم محمد الشريف علي قيام قوات الأمن بالقبض علي أشخاص لا ينتمون إلي المتشددين أو البلطجية، مثل فتحي محمد عسان المقبوض عليه حالياً، وشهد معه أهل القرية علي ذلك، وأضافوا: " المنطقة ليس بها متعصبون من الناس، ولم تمارس ضدنا أي مضايقات أمنية، وأن المنطقة الغربية هي الأكثر اشتعالاً في الأحداث والتي تم فيها حرق الكنائس وبيوت الأقباط، مؤكدين أن هناك مشايخ حرضت علي الفتنة عير ميكروفونات المساجد قائلين: حي علي الجهاد.. والحق أن الاختلافات نشبت بيننا منذ مجيء مرسي إلي الحكم".
وأوضح الحاج عبد الحكيم أن من طبيعة الأقباط أنهم لا يتقدمون ببلاغات إلي الشرطة حال الاعتداءات عليهم، مايجعلنا نتكاتف علي حمايتهم ففي منطقتنا هناك أكثر من 2000 مسيحي لم يحدث لهم أي اعتداءات بشهادة رجال الدين المسيحي، وظللنا أكثر من 70 يوماً نحمي منازلهم دون أي مقابل وبشهادتهم، كما أنني لست صاحب شأن لأتقدم ببلاغ والمجني عليه في بيته، لكن نريد توضيح أن قبل أحداث دلجا لم تكن هناك شرطة أو جيش كي نقدم بلاغات أما الآن فهناك من يشتكي.
وعن حقيقة وجود عاصم عبد الماجد في القرية أجمع الكثيرون من الأهالي أنهم لا يعرفون ملامحه، وقال الآخر إنه لم يتواجد مرة واحدة في القرية، وان البعض قام بالربط بين نسبه ونسب أحد الأشخاص، كما أن "دلجا" لا توجد بها إخوان.
لأجلك يا عذراء.. أصلي
هنا في "دلجا" لا شيء يحول بينك وبين العبادة، ستقام الصلوات حتي لو احترقت كل الكنائس، هكذا وجد المسيحيون أن الصلاة ليست بالجدران التي ستشيد لاحقاً بل في صدق القلب، ورغم أن الاعتداء علي دور العبادة أمر مؤلم، إلا أنهم يبتسمون قائلين: الحمد لله، ذهبنا إلي هناك حيث دير العذراء الأثري الذي يحتوي علي كنيستين داخل حدوده وهما كنيسة الشهيد مار جرجس والأخري علي اسم الأنبا إبرام أسقف الفيوم والجيزة، وهو أحد قديسي العصر الحديث في الكنيسة القبطية ومن مواليد القرية نفسها في القرن الثامن عشر، طرقنا البوابة الكبيرة ففتح لنا القس يؤانس شوقي، راعي كنيسة السيدة العذراء والأنبا إبرام، واستقبلنا بابتسامة طمأنينة، وتركنا في البداية نشاهد الكنيستين، فوجدنا جدرانها سوداء من شدة الحرق، وما بقي منها سوي رسومات غير واضحة، ورأينا القس أيوب صالح راعي كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك يجلس تحت شعاع قادم من السقف، جلست بجواره لأساله ماذا تشعر عندما تنظر إلي الكنيسة؟، أشعر بحزن شديد.. وأقول الله يسامحهم، ويرجعوا إلي الرشد، فلن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، لأن الله يريد أن يجدد بيته من جديد، فديننا يقول: أحبوا أعداءكم.. باركوا لاعنيكم.
ويري القس أيوب أن الذين اعتدوا من داخل "دلجا" لأن لا أحد غريباً يدخل القرية، لكنهم غير معروفين نظراً لاعتدائهم علي الكنيسة والدير وهم ملثمون، ولم يقوموا فقط بعمليات بل سرقة ثم نهب ثم تحطيم ثم حرق، مشيراً إلي أنهم صلوا في الكنيسة بعد 3 أيام من الاعتداء عليها، قائلاً: شكراً لأنهم زودوا إيماننا بمسيحيتنا.
أما دير العذراء الأثري الذي يرجع تاريخه إلي القرن الرابع الميلادي تم الاعتداء عليه بالكامل، وكان توجد به أيقونات أثرية، منها أيقونة نادرة رسمت بيد القديس لوقا أحد تلاميذ السيد المسيح، للسيدة العذراء، وحامل أيقونات يرجع إلي القرن الرابع الميلادي منذ عهد بناء الكنيسة، وتتكوّن الكنيسة الأثرية من ثلاثة هياكل، الأوسط باسم السيدة العذراء مريم، والأيمن باسم القديس تكلا هيمانوت الحبشي، والأيسر باسم الملاك ميخائيل، وكان يحتوي الدير علي مقبرة الآباء قام البلطجية بتكسير العظام ظناً منهم أن أسفلها أموالاً أو كنوزاً، كما أوضح لنا القس يؤانس، والذي يري أن هذا الدير لا يمكن أن يعوض بملايين العالم، مشيراً إلي أن البلطجية اعتدوا علي الكنائس في أيام متتالية اعتقاداً منهم أن المسيحيين السبب وراء سقوط مرسي، كما أنهم قاموا بحرق المباني الرئيسية سواء مبني خدمات الكنيسة أو بيت الخلوة والكانتين ومكتبات الكهنة، وكل هذه الخسائر تقدر ب 8 ملايين جنيه.
الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبو قرقاص: أخشيأن تكون عروس الصعيد "رهينة" في يد المتشددين
في أوقات الفتن تُعد الكلمة وقوداً إن لم تنقل كما هي دون تشويه، لذلك كان نيافة الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبو قرقاص متخوفاً من استغلال كلماته، وأراد أن يدير بيننا - في البداية - حواراً وديا سألني فيه عن الهدف من التحدث إليه، فقلت له: جئت من القاهرة إلي المنيا كي أعرف حقيقة ما يحدث من اعتداءات علي الأقباط وفرض إتاوات عليهم وحرق كنائسهم خصوصا بعد الأحداث السياسية الأخيرة التي شهدتها "دلجا".. فقال: لكنني لست رجل سياسة.. قلت: صحيح.. نيافتك رجل دين، لذلك فأنت من يملك المعلومات الصحيحة عن وضع الأقباط.. قال: لمَ لا تأخذين تصريحاتي من وسائل الإعلام بدل التعب؟.. قلت: لأن الصحفي لا ينقل من وسيلة إعلامية بل يأتي بالجديد، كما أنني
لا أثق في كل ما تقوله الميديا لأن بعضه غير موثق والآخر مغلوط، بالإضافة إلي أن لديّ تساؤلات تحتاج إجابتك..
قال: إذن نبدأ الحوار..
نيافة الأنبا مكاريوس أصدرت مؤخراً بياناً تُدين فيه "حالة الاحتقان" بين المسلمين والأقباط.. في رأيك ما الأسباب التي أدت إليه؟
- ما نعيشه هذه الأيام يعد ثمرة الاحتقان الطائفي لكن الجذور لازالت موجودة، وسنجني ثمارا أخري، خاصة أن المنيا شهدت تراكمات كثيرة كانت علي إثرها تحدث كل شهر حادثة فتنة أو أكثر، نتيجة لإهمالها من قبل الدولة علي مدار عشرات السنين، فكان نصيبها قليلا من مشروعات التنمية، وزاد فيها الفقر والأميّة والبطالة والأمراض.
وهناك 6متهمين في الاحتقان الطائفي وهي: التربية، المناهج، المدرس، الخطاب الديني، الحكومة، الإعلام.
فتربية الآباء يجب أن تكون علي أساس تقبل الآخر من حيث اللون والجنس والتوجهات والدين، وأن تكون هناك أرضية مشتركة بيننا وإلا سينظر الجميع للآخر باعتبار أنه كافر، ما يشترط ألا يُسئل أحد عن دينه؛ لأن ما يحدث يصب في مصلحة الإلحاد، وذلك نتيجة تزايد الصراعات بين الأديان والطوائف، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، فمنذ ثورة 25 يناير حتي الآن لدينا 3 ملايين ملحد كانوا حصيلة التعثر الديني.. لذلك لابد أن يكون لدينا شعور بالمسئولية تجاه الآخرين وأن يكون لدينا انتماء، فكلنا أعضاء في جسد واحد.
أما المناهج فهي بحاجة إلي تنقية لأنها تحتوي علي عبارات تحريضية ضد المسيحيين وبها مغالطات تاريخية تحتاج إلي مراجعة، لكن للأسف لم تهتم وزارة التعليم بذلك، والأخطر من المنهج المدرس نفسه؛ فالكتاب هو المنهج النظري أما المدرس فهو العملي.
يأتي بعد ذلك رجل الدين، فبعض الفتاوي علي سبيل المثال لا تمثل الإسلام بل أساءت إليه ،لذلك لابد أن نفرق بين صحيح الدين والاجتهاد.
أما الإعلام فله دور كبير في رقي أو انهيار الشعوب. وبعد ذلك الحكومة التي يجب ألا تتقاعس عما عليها من مسئولية وقرارات، فلا يوجد عامل زمني يحل المشكلة، لذلك لابد من إصدار كلام محدد بشأن الاجراءات التي تتخذها خصوصاً بالنسبة للأمن.
أتقصد أن هناك تقصيرا من الأمن في حماية المواطنين؟!
- نعم حدث تقصير من الأمن في 14 أغسطس وحتي الآن، إذ قالوا إنهم لن يعلنوا عن فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة حتي لا يهرب الجناة والمتشددون، بالتالي لم يأخذوا في الاعتبار نقل الصراع إلي بؤر ومستنقعات علي مستوي مصر، وفي المنيا خشي حراس الكنائس من الاعتداءات، فهربوا قبل احتمالات الفض بيوم، وذلك لأنهم بسطاء وأسلحتهم ليست بها ذخيرة ومعرضون للخطر بشكل كبير، وعندما أرادوا أن يعودوا بعد انتهاء الأحداث لحراسة الكنائس مرة أخري، رفضنا وقلنا لهم من يريد أن يحمي الكنيسة يحميها من الداخل وليس الخارج.
هل هذا يتطلب تأمين الكنائس من قبل قوات الأمن؟
- الدولة لم تقم يوماً بتوفير قوات أمن لحماية الكنائس وحراستها علي مدار سنوات طويلة، حتي في أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها البلاد، وقد طلبنا إحدي المرات بالتواجد الأمني أمام الكنائس خصوصاً في الأماكن المشتعلة سياسياً، إلا أنه لم يستجب أحد، وأذكر عندما احترقت بعض الكنائس كانت المطافي تقول لنا ليست لدينا تعليمات بالتعامل.. فلا تزال أجهزة الدولة بها عناصر تحتاج إلي تمشيط، ولا نستبعد أن تكون هناك أطراف متواطئة غير معروفة في حرق الكنائس، لذلك فتحتاج المنيا إلي إعادة نظر من حيث الأمن والخدمات، فكانت تلقب قديما بعروس الصعيد، والآن تلقب ب "أرملة الجنوب"، بعد أن فقدت عائلها، كما أنني أخشي أن تكون المنيا رهينة في يد المتشددين.
ما حقيقة تهجير الأسر وفرض إتاوات من قبل بلطجية ومتشددين علي الأقباط مقابل حمايتهم؟
- ظهرت الإتاوات بعد ثورة 25 يناير، عندما تعرض الأمن إلي كبوة، كان علي إثرها غياب القانون، وظهر أشخاص يتولون مسئولية تأمين الناس عبر ابتزازهم، وكأننا عدنا إلي أيام الفتوات الذين يأخذون إتاوة مقابل حمايتك، وهو في الحقيقة يسرقك، وهذا يتم من قبل أشخاص خارجين علي القانون مع الأقباط، إذ يفرضون إتاوات تتناسب مع قدرة الفرد وممتلكاته، وفي بعض الأماكن تفرض إتاوات محددة، وهناك قريتان مازالت الإتاوات بهما مستمرة، لكنني لن أذكر اسميهما، لأنهما تعيشان في أمان، ولا أريد أن تلحق بهما الأذية كما حدث ب "دلجا".
أما بالنسبة لتهجير الأسر، فليس تهجيرا بالمعني المفهوم، لكن بعض الأسر ذهبت إلي قري أخري بعد أن أحرقت منازلهم.
هل هناك حصر بالخسائر التي تكبدتها الكنائس والمسيحيون؟
- لدينا حوالي 13 كنيسة مابين أرثوذكس وكاثوليك وبروتستانت وقعت عليها اعتداءات، بالإضافة إلي التعدي علي عدد كبير من منازل الأقباط في دلجا وصفط اللبن وبني أحمد وملوي، وتحطيم متاجر وصيدليات وسيارات، فلدينا قبطي فقد - وحده - 6 ملايين جنيه.
كيف تري قرار السيسي ترميم الكنائس علي نفقة الجيش؟
- رأيت أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، لم يصدر هذا القرار إلا عقب الإعلان عن ترميم مسجد رابعة العدوية، لكنه لم يصدر حتي الآن قرارا بتعويض الأهالي عن خسائرهم في بيوتهم وممتلكاتهم.
أليس غريبا أنه رغم ارتفاع عدد الأقباط في المنيا إلا أنه يتم التعامل معهم علي أنهم أقلية..!؟
- لأن الحكومة مسلمة، وقلت كثيراً إنه من المفروض ألا توجه ديانة المسئول قراراته، فعندما أرتدي ملابس عسكرية علي سبيل المثال "أنا لا مسلم ولا مسيحي"، ففي هولندا وجدوا خلف رئيس الوزراء صليبا، وعلي الرغم من أنها بلد مسيحي، فطالبه المواطنون برفعه لأنه رمز ديني ويجب احترام البوذيين وأصحاب الديانات الأخري.
ورغم أن المنيا بها أكبر عدد من الأقباط علي مستوي مصر من حيث سكانها المقيمين بها، إذ نمثل حوالي 40% من المحافظة، إلا أننا مازلنا نتعامل مع الجالس علي الكرسي وليس القانون، فبعض المسئولين لديه اعتقاد أنه لو ساهم في بناء كنيسة يكون قد ساهم في نشر الكفر.
كما أنه غريب أيضاً أن تختفي دعوات التدخل الأجنبي لحماية الأقباط..!
- نعم.. سأقول لك أكثر من ذلك أنه لم يعد لدي الاقباط رغبة في الهجرة، فهم يشعرون أنهم يستحقون هذا الوطن، وأنهم نالوا الشرف في المشاركة بثورة يناير 2011 والأحداث التي أعقبتها، والجميع تأكد أنهم ضربوا مثلا كبيرا في الوطنية؛ فقد تماسكوا وصلوا كثيراً لأجل مصر.. كما أنهم صلوا لمن اعتدوا عليهم، فأذكر مشهد سيدة دخلت إحدي الكنائس المحترقة منفجرة في البكاء وصلت: يا رب سامحهم.. إحنا مسامحينهم. وعندما كانت تُكتب علي بيوت الأقباط عبارات تحريضية ضدهم، كانوا يكتبون بجوارها: بنحبكم، كما أننا لا نستطيع أن نغفل مساعدات الكثير من المسلمين سواء مواطنين أو مسئولين في إعمار ما تهدم.
ماذا كنت تقول لمن يشكو لك كثرة الاضطهاد؟
- أقول لهم هذا جزء مما ندفعه لأجل مصر، ففي الثورة خرجنا كمصريين وليس أقباطا، ولم نرفع الصليب بل رفعنا علم مصر، ولم نطالب ببناء كنائس بل بمكتسبات ثورة يناير.
كما أننا فخورون كمسيحيين أن مايحدث لأننا مسيحيون، فمن أجل مسيحيتنا نهان، وأن المتشددين أرادوا أن يوصلوا رسالة مزدوجة لنا وللحكومة، فيقولون لنا: الحكومة لن تنفعكم، وللحكومة: الأقباط الذين ساندوكم نعاقبهم بكم، لكننا لا يهمنا الاثنين واستمرت صلواتنا في الكنائس المحترقة.
هل توافق علي اقتراح استبدال المسيحيين واليهود من الدستور ب "غير المسلمين"؟
- حقيقة لا أعرف؛ فأنا بحاجة إلي دراسة الدستور، لكنني أراه اقتراح لعدم تقسيم المجتمع إلي شرائح علي أساس ديني، فالمجتمعات تتبدل؛ الآن ليس لدينا يهود في الوقت الذي كان عددهم في الخمسينات أكثر من يهود أورشليم، وكان لدينا أكبر مستمعرتين يهوديتين في أسوان وإسكندرية، لذلك من الممكن أن أكون اليوم مسيحيا وبعده مسلم أو لا أدري.
برأيك ما الحلول المؤقتة التي تجعلنا نتفادي أي احتقان آخر؟
- بداية لابد من فرض القانون علي المتشددين، فالمنيا تحتاج إلي تمشيط أو ما يسمي اصطلاحاً بتجفيف المنابع من الإرهاب والبلطجة، ومحاكمة الجناة، حتي يكون ذلك لردع باقي العصابات، وللأسف القيادات الأمنية السابقة كانت تعرفهم ولم تسع إلي القبض عليهم، وساهمت في تنازل المجني عليه عن حقه، ما يجعلنا نتساءل: هل الأمن شريك معهم؟
كما أنه لابد أن يخرج المسلمون العقلاء بخطاب معتدل يعلن أن المتشددين لا يمثلون الإسلام، وإن لم يحدث ذلك قريبا، سترسخ مفاهيم صعبة في أنفس الناس، فما حدث عمّق الجرح بين الأقباط والمسلمين، وأن تقدم خدمات إلي المواطنين بدافع إنساني وليس دينيا.
اللواء صلاح زيادة "محافظ المنيا الترويج للسياحية يبدأ من "دلجا" بترميم دير العذراء
استبعاد كل المتطرفين من المشايخ والمدرسين حفاظاً علي الأمن
ندعو الأقباط ممن يفرض عليهم إتاوات تقديم بلاغات
أكد محافظ المنيا اللواء صلاح زيادة أنه سيقوم باستغلال الأحداث التي شهدتها قرية دلجا في الترويج للقرية سياحياً علي المستوي العالمي، خصوصاً بعد تعرض كنائسها الأساسية للحرق مثل دير العذراء، مشيراً إلي أن الأمن عاد إلي القرية بنسبة %100 بعدما كانت خارجة عن نطاق التأمين، وأن الملفات التي تشغله حالياً ويعمل علي تطويرها تبدأ بالملف الأمني مروراً بالملف التعليمي ثم الخطاب الديني وأخيراً توفير فرص عمل والقضاء علي البطالة.. مزيد من التفاصيل في الحوار التالي.
بداية ..حدثنا عن الوضع الأمني بمحافظة المنيا ؟
- هناك تحسن مستمر للوضع الأمني ، وخاصة بعد السيطرة علي قرية دلجا التي كانت بؤرة خارجة عن نطاق التأمين ، لكن تم إعادة الأمن إليها بنسة 100% ، بدأنا تنفيذ جميع قرارات الإزالة المتعلقة بالتعدي علي الأراضي الزراعية ، وتم ضبط عدد كبير من المطلوبين وجاري ضبط الباقي ، وبالنسبة لنقطة شرطة دلجا المحترقة تم تشغيلها من مبني مجاور وجاري إعادتها إلي العمل خلال أيام .
رغم اقتحام قوات الأمن لدلجا إلا أن القلق ما زال يسيطر علي المواطن المنياوي ..ما تعليقك؟
- الإحساس بالأمن يختلف من شخص لآخر ، هناك من يخاف وهناك المتوكلون علي الله بطبيعتهم ، لكن الشعور عند الجميع يشير إلي أن هناك تقدما في الاستقرار الأمني ، ومن يخاف لا أستطيع أن أفعل له شيئا لكن كل يوم يمر بأمان ينقل له شعورا وإحساسا أكثر بالأمن .
هناك بعض القري يفرض عليها إتاوات.. كيف تواجهون ذلك؟
- في بداية مجيئي إلي المحافظة كانت تأتيني شكاوي كثيرة متعلقة بفرض إتاوات ، لكن منذ عدة أيام لم تأتني أية بلاغات حول هذا الأمر ، وذلك نتيجة الشعور بالأمن .
لكن يشكو بعض الأقباط في قرية نزلة حرز بأبوقرقاص من إجبار مسلحين لهم لدفع إتاوة ويخشون الإبلاغ خوفا علي حياتهم.
- هناك معايير كثيرة تحكم الإحساس بالأمن تختلف من شخص ومن مكان لآحر ، لذلك فإن هذا الشعور سيبدأ في التلاشي كلما زاد الإحساس بالأمن ، وكلما تم إصلاح الخدمات التي قام بإتلافها الإخوان نتيجة تعدياتهم علي المنشآت العامة ، كما أن هناك خطة لإعادة الإنارة للطرق والمناطق المظلمة ليلاً ،وكل ذلك لن يتم في ليلة واحدة لكنه سيأخذ وقتاً ، وبالنسبة لحالات دفع إتاوة قطعاً موجودة ، وأمس جاءتني حالة للأسف إثنان من المسيحيين مع إثنين من المسلمين كونوا تشكيلا عصابيا لفرض إتاوات ، حيث يقوم الشخصان المسيحيان بجمع أموال من الأقباط بحجة أنهم سيوفرون أشخاصا يقومون بحمايتهم ،ثم يتقاسمون المبلغ وهذه واقعة حقيقية.
كيف نزيل هذا الخوف ، وخاصة في ظل خوف كثيرين من الإبلاغ؟
- أنا شخصياً أعطيت تليفوني لأهالي المنيا ،وبالتالي فأنا أسرع واحد تأتي له المعلومة تليفونياً وذلك بحجم الشعور بالأمن في الشارع من عدمه ، ولديّ إحساس داخلي بحجم الشعور بالأمن ، وما يحدث من ترويع للمواطنين خطة من خطط الجماعات المتطرفة لخلق إحساس لدي المواطن المنياوي بعدم الأمان وتنفذها تشكيلات عصابية ، لكن الحقيقة أن حالات دفع الإتاوات قليلة جداً ، ومن يخاف يكون شريكا في تلك المخططات .
ما أهم ملف توليه اهتماماً ؟
- ترتيب أهم الملفات بالنسبة لاهتماماتي في التعامل معها تبدأ بالأمن ثم التعليم والخطاب الديني وتنتهي بتوفير فرص العمل ، والتعليم له اهتمام خاص بالنسبة لي لأنه ضعيف بالمنيا ، ونسبة ذكاء التلاميذ بالمحافظة مرتفعة جداً ويمتلكون مواهب نحتاج إلي استغلالها ، ثم بعد ذلك الخطاب الديني ونتحرك فيه من خلال بيت العائلة وتحفيظ القرآن والمحاضرات الدينية المبنية علي التسامح بالمدارس من خلال إبعاد المدرسين ممن لهم أفكار متطرفة عن التعامل مع التلاميذ والطلبة ومن خلال برامج فنية وتعليمية، وتوفير فرص العمل من خلال افتتاح مشاريع استثمارية جديدة ومصانع ، وإذا طلب أحد رجال الأعمال افتتاح أية مشاريع فإن المحافظة تشترط عليه أن يكون أغلب العاملين فيه من أبناء المنيا للقضاء علي البطالة، لأن الفراغ وقلة فرص العمل تخلق تطرفا ولا يشترط أن يكون التطرف فكرياً فمن يلهو طوال اليوم يعتبر متطرفا رياضياً ..إلخ.
كيف يتم التعامل مع رجال الدين الذين يستغلون منصبهم في التحريض ضد الآخر؟
- من يتم رصده من المشايخ يستغل المساجد والمنابر للحديث عن أشياء لا تمس الدين سيتم إستبعاده حفاظاً علي عقول الشباب من الأفكار المتطرفة ، ونفس الأمر بالنسبة لرجال الدين المسيحي.
ما أهم المشاريع التي تحتل أولوية في خطتك لتطوير المحافظة؟
- هناك مشاريع تتعلق بالآثار ، حيث يوجد بالمنيا أجمل منطقة بالنيل ،حيث توجد منطقة جبلية تعطي رؤية لمجري النيل جيدة ، وفي خطتنا إنشاء متحف جديد بالمحافظة سيأتي وزير الثقافة في شهر نوفمبر القادم ليتفقده ، كما توجد قاعة للمؤتمرات توازي قاعة مؤتمرات القاهرة إن لم تفوقها ، وسنقوم بعقد مؤتمرات كبري ، وسيكون لدينا عدد من الغرف الفندقية وفنادق عائمة ، وسنستغل دلجا سياحياً ، وذلك بعد الشهرة التي أخذتها نتيجة التركيز والتناول الإعلامي المكثف لتلك القرية ، ولدينا مناطق أثرية ودينية كثيرة.
كم عدد القطع الأثرية التي تم استعادتها من متحف ملوي حتي الآن؟
- استعدنا 460 قطعة منذ تعرض المتحف للسرقة علي يد خارجين علي القانون ، وذلك بعد مشاركة العديد من المواطنين الشرفاء في تسليم القطع الأثرية والإبلاغ عن أماكن تواجدها وكذلك المجهودات الأمنية التي مازالت مستمرة لضبط الخارجين عن القانون وإعادة الانضباط إلي المحافظة.
ما حقيقة وجود عاصم عبدالماجد بمحافظة المنيا ؟
- إذا كنت أعرف أنه موجود بالمنيا لنزلت لإلقاء القبض عليه بنفسي ، لكن هناك معلومات كثيرة ومختلفة لكنها غير مؤكدة، وأؤكد لك أنه سيتم القبض عليه مثل غيره طالما مطلوب ، فلم يتخيل أحد أنه سيتم ضبط البلتاجي أو صفوت حجازي ، كل من خرج عن القانون وارتكب جريمة خيانة للوطن سيتم القبض عليه والشعب المصري هو من سيحاسبه وتذكروا ذلك ، لأن التيارات المختلفة مثل الإخوان الخونة ، فمن يحرق المحاكم والنيابات ويضيع حقوق المجني عليهم ومن يحرق أقسام الشرطة يضيع حقوق الناس في الأمان.
من هو التيار الذي يثير الشغب بالمنيا ؟
- معظم مثيري الشغب بالمحافظة من الإخوان والجهلاء ومن يتم استئجارهم من البلطجية والخارجين عن القانون ، فالتطرف مرتبط بالجهل والفقر والمرض ،وكلما زاد أي من العوامل السابقة زاد التطرف ، لذلك كما ذكرت فإنني سأحارب الجهل بالتعليم والفقر بالعمل ، والمشاكل ظهرت بدلجا عقب وصول مرسي للحكم .
ما هي الصورة العامة التي كونتها كمحافظ عن المواطن المنياوي وطبيعته ؟
- الرجل والمرأة المنياوية طيبون جداً ولديهم رغبة في العمل ، ولكن بسبب طول فترات البطالة فقد يكونون محتاجين إلي من يشجعهم علي استرداد نشاطهم ، وللعلم قريباً سيتم عقد مؤتمر لرجال الأعمال بالمنطقة الصناعية لبحث مشكلاتهم وكيفية النهوض بالحالة الاقتصادية والاجتماعية لأبناء المنيا ، وللعلم كانت هناك مصانع ومشروعات سيتم افتتاحها وتنفيذها وخططها موجودة قبل مجيء الإخوان لكنهم حاولوا تأخيرها حتي يسيطروا عليها ليتحكموا في الناس ويقنعوا المواطنين بأنهم فعلوا ما لم يفعله أحد ، وحتي يأخذوا كل شيء كانوا يعملون علي تفريغ البلد من العلم ، فإذا نظرنا إلي محافظة المنوفية التي بها أكبر نسبة تعليم فإننا نجد أن الإخوان لم يحصلوا فيها علي مقاعد بسبب إدراك المتعلمين لمخططاتهم ،أما في أسيوط والفيوم فأقل نسب التعليم بهما ويذلك يحصلون علي أصوات هؤلاء المواطنين .
ماذا عن الرحلات النيلية السياحية التي توقفت عقب الأحداث التي تشهدها المحافظة ؟
- أعطيت موافقة بالفعل لصاحب فندق عائم به 64غرفة أن يأتي من محافظة الأقصر للعمل بالمنيا، سيكون ثابتا في العمل ، لكن تلك الرحلات النيلية لن أستطيع تحديد موعد لعودتها إلي العمل لأنها تحتاج إلي استقرار أكثر من ذلك .
كيف تم استقبال العام الدراسي الجديد بالمنيا ؟
- تم التنسيق مع مدير الأمن لتكثيف الخدمات الأمنية بمحيط المدارس ،وزيادة الدوريات المتحركة التي تجوب المحافظة ، وكانت تهديدات وصلت لإحدي المدارس تحذر من بدء الدراسة بها ، لأن من أهم خطط الإخوان إحداث انفلات في مصر من خلال وقف التعليم ، ونحن نعمل من خلال الإمكانيات المتاحة لنا ، والأمر يحتاج إلي تكاتف الجميع فالمدارس بها مدرسون يجب أن يكونوا يقظين ويبثوا روح الحب بين الطلبة ،والطلبة لهم أسر لها دور هام في توعية أبنائهم ،وأصدرت تعليمات إلي رؤساء المدن بضرورة المرور علي المدارس لتفقد الحالة بها وعمل تقارير يومية حول هذا المرور، ومكتبي مفتوح لكل المواطنين ومن لديه أية مشكلة بخصوص ذلك يعرضها علينا ، وأبعث برسالة طمأنة إلي جميع المواطنين في كل المحافظات وأطالبهم بدعم الجهود الأمنية للقضاء علي الإرهاب .
اللواء أسامة متولي "مدير أمن المنيا الأمن استرد عافيته.. وحملات نوعية لتطهير البؤر الإجرامية
التقت "آخرساعة" مدير أمن المنيا اللواء أسامة متولي لإجراء حوار صحفي للوقوف علي أبعاد الوضع الأمني بالمحافظة، ولم نتوقع أنه سيتابع الحملات الأمنية بقرية دلجا بعيداً عن مكتبه بمديرية الأمن، فبعد تحديد موعد لإجراء الحوار اتفقنا علي التقابل بنقطة شرطة دلجا وعندما وصلنا المكان فوجئنا بوجوده بمكتب مدير مدرسة مصطفي كامل الابتدائية ومعه اللواء صلاح مزيد مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة وسط الصعيد وقيادات الأمن الوطني والعام بالمحافظة يتابعون تنفيذ الخطط الأمنية علي أرض الواقع بعيداً عن المكاتب المكيفة.. وإلي نص الحوار.
هل استقر الوضع الأمني بمحافظة المنيا بعد اقتحام قرية دلجا؟
- الوضع الأمني مستقر، فلكل منطقة مشاكل تعاني منها يجب تحديد هذه المشاكل أولاً ومعرفة أولوياتها ثم بعد ذلك يتم البحث عن حلول لها، بالنسبة للمشكلة الأمنية بالمنيا هناك خطط أمنية موضوعة لإعادة الأمن والاستقرار للمحافظة إلي ما كان عليه، يقوم بتنفيذ هذه الخطط رجال الشرطة من خلال تقسيمهم إلي مجموعات عمل بحيث يتم تنفيذ الخطط بأعلي درجات الدقة.
لماذا تأخرت قوات الأمن في تطهير دلجا والقبض علي مروعي الآمنين بها؟
- لم نتأخر نتيجة تباطؤ أو تكاسل، لكن هذا التأخير كان لمصلحة الحملة، لأن القوات ستقتحم قرية بها عدد كبير من السكان، ولها عدة مداخل ومخارج وظهير صحراوي، كل ذلك كان لابد من دراسته جيداً لتحديد كيفية حصار القرية، كما إننا كنا حريصين علي الدخول إلي القرية بشكل آمن دون وقوع إصابات أو شهداء سواء من جانب الشرطة أو من جانب الأهالي، كل ذلك كان محل اعتبار حتي لا تراق الدماء، وبالفعل نجحت العملية الأمنية وتم دخول القرية دون إراقة نقطة دم وتمت السيطرة عليها.
هل تم ضبط جميع المطلوبين؟
- من المعروف أن العنصر الإجرامي الذي يعي أنه مطلوب بسبب جرائم ارتكبها فإنه دائم التوقع بدخول قوات الشرطة إلي المكان المتواجد به في أي لحظة، وتم القبض علي عدد كبير من المطلوبين ومما لا شك فيه أن هناك آخرين قد يكونون تركوا المكان قبل هجوم قوات الشرطة مما مكنهم من الهروب، لكننا حققنا نجاحاً كبيراً في هذه العملية، ونستطيع أن نقول إن الأمن استرد عافيته وبدأنا نشن حملات نوعية سواء للمرور أو للإزالات أو للتموين أو لمخالفات الكهرباء أو مرافق، ولم تقتصر جهودنا علي نوع واحد من الحملات، وخلال أيام قليلة سنعيد العمل بنقطة شرطة دلجا بعد احتراقها، كما سيتم إعادة تشغيل الكمين الحدودي لقرية دلجا.
هل تحشد الشرطة قواتها بالقري التي يسلط عليها الضوء إعلامياً فقط وتهمل الأخري؟
- هذا غير صحيح.. حيث توجد دوريات أمنية تجوب باقي القري والطرق بانتظام لضبط المطلوبين والمشتبه بهم، وعلي سبيل المثال هناك واقعة اختطاف تمت بدائرة إحدي المراكز، وهي اختطاف سيارة نصف نقل بداخلها أسرة مسيحية كاملة ومعهم ثلاثة أطفال، حيث خرج أربعة ملثمين مسلحين واعترضوا طريقها وقاموا بأخذ السيارة وفروا هاربين وبداخلها الأطفال الثلاثة لكنَّ المجرمين لم يروهم حينما قاموا بالسطو علي السيارة، بمجرد وصول البلاغ تحركت مجموعات عمل من المباحث الجنائية وتأمين الطرق وناقشوا الأسرة وقاموا بتحديد أوصاف الخاطفين واستطاعوا الوصول إلي مكانهم وتم ضبط اثنين من الخاطفين وإعادة الأطفال الثلاثة إلي أهلهم، هذا يؤكد قوة وسرعة تحرك القوات بباقي القري والمراكز، حيث توجد حالة استنفار واستعداد بجميع الأماكن .
يشكو بعض الأقباط ببعض القري من إجبار مسلحين لهم لدفع إتاوات، ويرفضون الإبلاغ خوفاً علي حياتهم.. أين الشرطة من هؤلاء؟
- أولاً أؤكد أننا لم نقصر في حماية الأقباط ودور العبادة الخاصة بهم، ثانياً لا توجد بلاغات بهذا الشأن، ونحن لا نأخذ بالكلام فقط، ففي حالة تعرض أي مواطن لمثل هذه الأمور لابد أن يقوم بالإبلاغ وتحرير محضر بذلك دون خوف، ولا أستطيع نفي تلك الإدعاءات لأنه قد تكون بالفعل صحيحة وموجودة، لكن هناك وقائع معينة المعلومة فيها فقط لا تكفي ولابد أن يتقدم المجني عليه للإبلاغ، وأناشد من يتعرض إلي هذه الأمور أن يقوم بالإبلاغ وسنوفر له الحماية ولن يعرف أحد أنه صاحب البلاغ.
ما حقيقة وجود عاصم عبدالماجد بمحافظة المنيا؟
- المعلومة التي تأتينا نهتم بها، ونحاول إما تأكيدها أو نفيها حتي الآن كل المعلومات التي وصلتنا بشأن وجود واختباء عاصم عبدالماجد من خلال التحريات تبين عدم صحتها، لكن ليست هناك معلومة مؤكدة بشأن وجوده بالمنيا من عدمه، ورغم ذلك لا نستهين بأي معلومة ترد في هذا الشق.
ماذا عن الهاربين؟
- نقوم بملاحقة ورصد العناصر الإرهابية الهاربة ونحاول توفير المعلومات الكافية عنها لضبطها، ولن نترك أحداً، فكل من هو مطلوب من قبل النيابة العامة سيتم ضبطه وتقديمه للعدالة.
أثير أن العناصر التي تم ضبطها ليست العناصر التي كانت تروع المواطنين.. ما حقيقة ذلك؟
- لم يتم القبض علي أحد عشوائياً، وكل من ضبطوا مطلوب القبض عليهم بموجب قرارات من النيابة العامة.
عاصم عبد الماجد.. الهارب الحاضر
حولت كثرة الأخبار عن القيادي الهارب بالجماعة الإسلامية عاصم عبدالماجد إلي أسطورة ، حيث يتوقع كل شخص وجوده في مكان غير الآخر ، فهناك مصادر تشير إلي أنه في الصعيد وتحديداً بمحافظة المنيا وأخري تؤكد هروبه إلي خارج مصر وتحديداً إلي السودان، لكن كل تلك التوقعات والمعلومات تبقي مجرد اجتهادات وشائعات لحين القبض علي المتهم وتحديد مكانه .
ولد عاصم عبدالماجد محمد ماضي عام 1957م بمدينة المنيا ، وتلقي تعليمه بمدارسها إلي أن تخرج في كلية الهندسة ، وهو داخل السجن درس التجارة حتي حصل علي درجة البكالوريوس فيها من جامعة أسيوط ونال درجة الماجستير في إدارة الأعمال ، وله ولد واحد اسمه محمد ، أما حياته مع الجماعة الإسلامية والإرهاب فبدأت حينما كان المتهم رقم 9 في قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنورالسادات عام 1981م حيث صدر ضده في شهر مارس عام 1982م حكم بالسجن لمدة 15عاما أشغال شاقة.
شارك عبدالماجد مع مجموعة منها عمر عبدالرحمن المسجون في أمريكا وعبود وطارق الزمر وخالد الإسلامبولي وغيرهم في تأسيس الجماعة الإسلامية ، وهي جماعة نشأت بأوائل السبعينيات من القرن العشرين تدعو إلي الجهاد لإقامة الدولة الإسلامية ثم الانطلاق لإعادة الخلافة الإسلامية من جديد وتنتشر بصورة كبيرة بمحافظات الصعيد وتحديداً بسوهاج وأسيوط والمنيا، وأشهر مؤلفاته"ميثاق العمل الإسلامي" الذي كان يعد دستورالعمل والمنهج الفكري للجماعة الإسلامية . وزعم عبدالماجد أن ميدان التحرير منذ 28يونيو 2013م ملئ بالمخدرات والجنس وقال علي معتصمي التحرير" إنهم يريدون سرقة الثورة وخراب البلد ولن نسمح لهم بالاستمرار أكثر من ذلك ، كما اتهم عبدالماجد حركة "تمرد" بأنه يقف وراءها (شيوعيون وملحدون ومتطرفون من الأقباط) . وبعد نجاح ثورة 30 يونيو في عزل الرئيس السابق محمد مرسي ذهب عبدالماجد إلي ميدان رابعة العدوية وكان أول ظهور له برابعة العدوية يوم الجمعة 5/7/2013م لمشاركة أنصار مرسي في المطالبة بعودته ، وبدأت الأمور تتفاقم وتزداد العمليات الإرهابية في استهداف رجال الجيش والشرطة حتي طلب الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزيرالدفاع والإنتاج الحربي من جموع المصريين الخروج للاحتشاد من أجل تفويض الجيش بمساعدة الشرطة في مواجهة الإرهاب ، مما جعل عبدالماجد يعتلي منصة رابعة العدوية ويلقي كلمة رفض خلالها دعوة السيسي واعتبر أن هذه الدعوة ستكون إيجابية علي مؤيدي مرسي وليس العكس بسبب أنه سيسهم في زيادة الحشود الداعمة للشريعة والشرعية علي حد تعبيره ، واستمر في التحريض ضد الشرطة والجيش إلي أن تم اقتحام ميدان رابعة العدوية وتطهيره ، لكن قوات الأمن لم تنجح في القبض عليه واستطاع الهرب.
استطاع عبدالماجد الهرب عقب فض اعتصام رابعة العدوية ، ورجحت مصادر أمنية أن يكون تمكن من الهروب متخفياً ومتنكراً وقد يكون ارتدي النقاب ليساعده في الهرب بصحبة امرأة ، ونشرت تقارير إعلامية أشارت إلي أن أول ظهور لعاصم عبدالماجد كان بمحافظة المنيا بعد فض ميدان رابعة ،حيث ظهر يوم الجمعة 30/8/2013م أعلي المنصة المتواجدة أمام مسجد عباد الرحمن في قرية دلجا بمركز ديرمواس وبدأ بعض أهالي القرية بالاتصال بالقيادات الأمنية في الثانية ظهراً وبالفعل وصلت مدرعات القوات المسلحة والشرطة إلي أطراف القرية من ناحية الطريق الصحراوي ،ولكن سرعان ما خرج شيوخ مساجد عباد الرحمن والنصر والتوحيد لتحريض الإسلاميين بمهاجمة القوات والدفاع عن عبدالماجد بالأسلحة ،حيث لجأ أنصار عبدالماجد إلي التمويه ورفعوا أعلام مصر في إشارة لدعمهم للقوات المسلحة حتي تمكن عبدالماجد من الهروب متخذاً زراعات القصب للاختباء بها . وردت معلومات إلي الجهات الأمنية باختباء عبدالماجد بقرية طهنا الجبل الصحراوية بالقرب من طريق الجيش وقامت علي الفور قوات الأمن بمداهمة المكان إلا أن عاصم عبدالماجد تمكن من الهرب وتم العثور علي هاتف محمول خاص به ، وأشيع أنه تمت محاصرة عبدالماجد بإحدي قري المنيا وكان معه 60 شخصا مسلحين قاموا بحمايته واستمروا في تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن التي لم تستطع القبض عليه وتمكن من الهرب، حيث كان مع هؤلاء الأشخاص أسلحة متنوعة وثقيلة ما بين آلي وجرينوف وقناصة ، لكن نفي محافظ المنيا ومدير الأمن كل ذلك مؤكدين أن التحريات أكدت عدم صحة تلك المعلومات التي وردت إليهم بشأن اختباء عبدالماجد بالمنيا ، وكلما جاءتهم معلومة يتم التحقق منها ولايستهان بأي معلومة ، وأوضح عدد من الأهالي أنهم لم يروه بالمحافظة ،وتوقعوا وجوده بالجبال الغربية بالمنيا لأنها مفتوحة مع الحدود الليبية. وكشف المحامي سمير صبري في تصريحات إعلامية أن أحد ضباط المباحث بمديرية أمن المنيا وراء تهريب عبدالماجد وذلك قبل القبض عليه بدقائق وتم نقل الضابط إلي مديرية أمن سوهاج بتعليمات من وزيرالداخلية ، ورجحت مصادر بالجماعة الإسلامية هروب عبدالماجد إلي السودان بتعليمات من قيادة الجماعة مؤكدة أنه لم يدخل الصعيد منذ شهرين، وتبقي أسطورة عاصم عبدالماجد مستمرة لحين التأكد من معرفة مكانه والقبض عليه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.