رغم سنوات الحرب والحصار وغياب الفن والفنانين العراقيين عن حضور المحافل الدولية لتوقف الإنتاج الفني لهم لسنوات إلا أن المخرج والممثل المسرحي عزيز خيون قد استطاع الإفلات من الحصار والحضور للقاهرة عام 2000 وقدم مسرحية عراق عراق بنقابة الصحفيين بناء علي دعوة وجهت له المسرحية عن أشعار »بدر شاكر السياب« درس عزيز خيون المسرح بمعهد الفنون المسرحية ببغداد وكان كل من يعرفه يتوقع له أن يصبح فنانا تشكيليا أو موسيقيا مشهورا حتي اشترك بالتمثيل في إحدي المسرحيات بعدها قرر أن يكون ممثلا بعد إحساسه بجمال وروعة الحياة علي خشبة المسرح .. ذهب إلي بغداد وتعرف فيها علي مجموعة من شباب المسرح كانوا ينتظمون في معهد يسمي »بغداد التجريبي« وكان لمشاركته في مسرحية المسيح يصلب من جديد بشخصية يهوذا وهي شخصية صعبة مركبة الفضل في اتجاهه للالتحاق بالأكاديمية لدراسة المسرح ومتابعة كل مايحدث علي الساحة الفنية وتثقيف نفسه بالفلسفة والشعر كان من نتيجتها أربعة أعمال هامة في حياته (في انتظار اليسار أين تقف ڤيتراك مركب بلا صياد) حصل وقتها علي جائزة أفضل ممثل مسرحي إضافة لعمله معدا وكاتبا وممثلا ومخرجا بالإذاعة استغرقته سنوات لكنه عاد مسرعا للمسرح ممثلا لأنه يعتبر نفسه الابن الشرعي لخشبة المسرح وكان أول أعماله مع الفرق القومية للتمثيل ومسرحية كان ياما كان مستفيدا من التراث والفلكلور الشعبي قدم عزيز خيون بعدها عددا كبيرا من الأدوار الهامة والمتنوعة بمسرحيات جلجامش المتنبي أبوالورد مقامات باب الفتوح النجمة البرتغالية لكنه لم يقنع بالتمثيل وظلت أفكار كثيرة تتنازعه وتشغله ليدخل عالم مهنة المتاعب الجميلة كما سماها الإخراج) وأولي تجاربه كانت (قارب في غاب) بالمسرح الشعب وقدم مسرحيات عديدة حققت نجاحا وأتمني أن يقدم عزيز خيون مشروعه المسرحي العربي الذي يحلم به وأن تصبح بغداد مرة أخري نافذة للنشاط والإبداع المسرحي.