ما بين التحفظ والترحيب تحاول جبهة الإنقاذ الاقتراب بكافة أعضائها من حملة "تمرد" التي أطلقها التيار الشعبي لجمع توقعيات شعبية لنزع الثقه من الرئيس محمد مرسي والدعوة لانتخابات رئاسة مبكرة التي اكتسبت زخما كبيرا خلال الأيام الماضية بدعوة حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية للمواطنين بالمشاركة فيها .. إلا أن قيادات أخري داخل الجبهة مازالت تتوجس من الدخول والمشاركة في الحملة خشية أن تفشل وتنسب للجبهة. المتوجسون من الحملة حتي الآن حزبا الوفد والمؤتمر إلا أن شبابا من الحملتين بدأ في المشاركة في جمع التوقيعات مع شباب المصريين الأحرار في المحافظات وقالوا إن هدفهم هو إرسال رسالة واضحة للرئاسة من أجل التراجع وممارسة المزيد من الضغط الشعبي للاستجابة لمطالب الإصلاح. بعض قيادات الإنقاذ تري أن صباحي وضعهم في مأزق حينما أعلن عن دعمه للحركة دون الرجوع للجبهة أو التنسيق معها وهو ما يلقي بظلال كثيفة حول استمرار الخلاف المكتوم بين صباحي وعمرو موسي حول طريقة عمل الجبهة ورأيهما المتناقض في الموقف تجاه الرئاسة بين رأي يري ضرورة تغيير النظام ورأي آخر يري أن الرئيس مرسي يجب أن يستكمل مدته الرئاسية لكن الواضح أن صباحي حسم أمره وقرر دعم الحركة التي تعمل بشكل مكثف داخل القاهرة والمحافظات وأعلنت قبل أيام عن حصولها علي 2 مليون توقيع في أقل من 10 أيام وهو ما دفع خبراء سياسيين كثيرين للتشكيك في جمع هذا العدد في هذا الوقت الضيق ..لكن هذا الإعلان لم يدفع قيادات كبيرة في جبهة الإنقاذ إلي الاقتناع بجدوي الحملة وهو الأمر الذي أصاب شباب الجهة بالضيق لبطء اقتناع الكبار بضرورة التدخل وحسم الأمر. قيادي آخر في الجبهة أيد المشاركة وهو جورج إسحاق، المنسق العام السابق لحركة كفاية الذي يري أن الحركة لاتهدد النظام الحالي بقدر ما تقدم له إنذارا واضحا علي ضرورة تغيير سياسته الحالية واختيار حكومة جيدة بها كفاءات فإما الاستجابة للمطالب وإما ستتحول الحركة إلي المسمار الأخير في نعش النظام الحالي مثلما حدث مع مبارك وتوكيلات البرادعي التي كانت المسمار الأخير في نعشه . وأكد إسحاق بأن حملة تمرد هدفها إجبار مرسي علي انتخابات رئاسية مبكرة وإن كان لدي الإخوان كرامة عليهم إعادة الانتخابات، وهذا مطلبنا وله الحق أن يرشح نفسه مرة أخري وإن جاء به الصندوق فلن نخرج بمظاهرات وسنرضي بالأمر الواقع، وقال إنه لا ينتقد الإخوان أنفسهم ولكن ينتقد الأداء فهو ليس لديه مانع من تولي إخواني ذي كفاءة أي منصب، وطالب شباب الحزب بمراقبة الانتخابات لأنها طلقة النهاية . تحركات صباحي وإسحاق وآخرين في الجبهة دفعت قيادات أخري للتحرك باتجاه المشاركة في الحملة حيث دعا الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، والقيادي بالجبهة إلي تشكيل لجنة من أعضاء الجبهة برئاسة سامح عاشور نقيب المحامين، لبحث إمكانية المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة من عدمه، وكذلك الانضمام لحملة "تمرد" موضحا أن هذه اللجنة يناط بها مناقشة وجهات النظر والرؤي المختلفة داخل الجبهة بهدف التوصل إلي قرار يلتف حوله الجميع، خاصة أن الهدف المشترك بين الجميع يتمثل في إسقاط النظام. وتحدث حرب عن الخلاف الموجود داخل الجبهة حول المشاركة في الانتخابات لافتا إلي أن هناك فريقين بالجبهة أحدهما يؤيد لمشاركة باعتبارها السبيل الأمثل لإسقاط النظام، وفريق آخر يري ضرورة مقاطعة الانتخابات لعدم إضفاء شرعية علي النظام. وانتقد حرب أداء الجبهة مؤكدا أنها ليست علي المستوي الذي يرضي طموحات الشارع المصري، مشيرًا إلي أن الاجتماع بحث فكرة تكثيف نشاط الجبهة وجعلها أكثر حيوية، وضرورة الخروج بسرعة بحلول بديلة وسياسات واضحة وتبني مطالب الشارع، والتأكيد علي عقد اجتماع أسبوعي لقيادات الجبهة، كاشفًا عن استيائه وعدد من أعضاء الجبهة لغياب البرادعي وصباحي وموسي والبدوي مطالبًا بأن يكون هناك جدية أكثر من ذلك لافتا إلي ضرورة تفعيل دور الجبهة ككيان مؤسسي، وتحديد هيكل تنظيمي واضح واختيار قيادات لكل أفرع الجبهة بالمحافظات. وقال سامح عاشور، القيادي بجبهة الإنقاذ، ونقيب المحامين: "إن الجبهة وضعت خطة لنزول المحافظات وعقد سلسلة مؤتمرات بدءًا من الأسبوع المقبل للتعريف بأهدافها ورؤاها للخروج بالبلاد من الوضع المتأزم، رافضًا التعليق علي التعديل الوزاري لأنه لا يستحق التعليق، حسب قوله، مضيفًا أنه لا يوجد أي مبرر لدي جبهة الإنقاذ لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة". وأكد محمد سامي، رئيس حزب الكرامة أنه تم الاتفاق في الاجتماع الأخير للجبهة علي دعم ومساندة حملة تمرد والمشاركة في مليونية إنقاذ مصر، معتبرًا أن تشكيل حكومة موازية أمر منطقي وستكون عبارة عن مجموعة من المتخصصين في كل المجالات مهمتهم مراجعة قرارات وعمل الوزراء وتقديم مقترحات بديلة. علي الجانب الآخر يقف حسام الدين علي الأمين العام المساعد لرئيس حزب المؤتمر وعضو لجنة الخطاب السياسي بجبهة الإنقاذ ليعبر عن تحفظ الجبهة علي المشاركة مؤكدا أن الأمر لم يناقش علي مستوي اتخاذ قرار جماعي حتي الآن مؤكدا أن الحزب لايرفض الحملة التي هي حق طبيعي وسلمي ومشروع لأي مواطن إلا أنه يري أن إعلان مشاركة جبهة الإنقاذ امر سابق لأوانه، كما أن إعلان يوم 30يونيو أنه آخر يوم للنظام أمر غير منطقي. أما "حسام فودة" عضو المكتب الإعلامي لشباب جبهة الإنقاذ فقد اكد أن دعم حملة "تمرد" للنشطاء المعتقلين فرض سيطرته علي مائدة الحوار داخل اجتماع شباب الجبهة، مشيرا إلي أن الشباب منشغلون الآن بإقناع كل قياداتهم لدعم حملة تمرد رسميا، بعد بحث الموقف القانوني من التوكيلات وإمكانية الاستفادة منها. وأكد فودة أن شباب الجبهة من كل الأحزاب المنتمية لها، مؤيدون لحملة تمرد وأصحاب الدعوة إليها، وكذلك تقرر المشاركة في الحملة بشكل غير رسمي، حتي إقناع قادة الجبهة دعم الحملة رسميا.