الشيوخ طوبار والطبلاوى والبنا وعبدالصمد فى الاحتفال بمولد السيدة زينب في آخر حديث ل (آخر ساعة): يحكي عن مطاردة المعجبات.. وشائعة الحشيش والأفيون إذا كان ألمع نجوم السماء قد عرف بالحنجرة الذهبية فإن ألمع نجوم دولة التلاوة في العالم كله هو الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد إمام القراء قراءة وفنا وسيد عصره. قطب القراء وأعلاهم منزلة.. اجتمع علي حبه المسلمون والنصاري وعشقه الملوك والزعماء فاستقبلوه استقبال الرؤساء ومنحوه الجنسية فاعتذر معتزا بمصريته.. في تركيا عدوه أستاذ القراء وفي إيران أنشأوا باسمه مدرسة خاصة للقراء وفي باكستان نزل رئيس الجمهورية يستقبله بالمطار.. وبعد غد الجمعة توافق الذكري 24 لوفاة الشيخ السلطان. تعرف دولة التلاوة القرآنية في مصر أسماء تشنف لها آذان المسلمين وتهتز لصوتها قلوب الملايين مثل الشيوخ عبدالفتاح الشعشاعي ومصطفي إسماعيل والمنشاوي ومحمد محمود وعبدالعظيم زاهر وأبوالعينين شعيشع لكن يبقي سلطان الدولة هو الشيخ عبدالباسط صاحب الصوت السماوي العذب الذي صنفته مراكز الصوتيات في العالم أحد ثلاثة عباقرة هو والنقشبندي وأم كلثوم.. لذا لم أعجب عندما تحدث رئيس وزراء تركيا الطيب أردوغان عن شغفه وحبه للشيخ عبدالباسط الذي عرفه أردوغان أنه سلطان القراء كما لم أندهش أن رأيت مدرسة تحمل اسم الشيخ عبدالباسط بإيران طلابها عشاق مقلدون للشيخ لكأنك تسمعه وتراه. وسيرة الشيخ عبدالباسط حافلة بالعطاء منذ دخل عالم الشهرة عام 1950 وقرأ بالإذاعة عام 1951.. ويذكر لي الشيخ عبدالباسط في آخر حديث إذاعي له معي عام 1988 أنه قرأ واشتهر بالصعيدي خاصة في ليالي رمضان حيث كان العمد والأعيان يدعونه للتلاوة، في (المندرة) في جموع المسلمين بالكفور والعزب والقري.. حتي ذاع صيته بالصعيد.. فلما كان مولد السيدة زينب رضي الله عنها قرر أحد العمد أن يصحب الشيخ معه لحصور المولد فإن أمكن له أن يقرأ فيها ونعمت .. ووصل السلطان إلي المسجد وقد امتلأ عن آخره وبه من القراء خمسة في مقدمتهم مصطفي إسماعيل والشعشاعي وشعيشع.. حتي إذا انتصف الليل طلب (العمدة) من أحد العاملين بالمسجد بلدياته أن يستأذن للشيخ أن يقرأ.. وتقدم الشاب عبد الباسط وعمره آنذاك 17 سنة ليبدأ التلاوة 10 دقائق فقط بحسب موافقة المسئولين فإذا به ينتهي بعد ساعتين بطلب الحضور من المواطنين وكبار القراء وحينئذ أدرك مهنس الإذاعة الخارجية الذي يشارك في نقل الاحتفال علي موجات الإذاعة أنه أمام كنز حقيقي.. فاقترب حتي عرف أن العمدة متحمس له فعرض عليه أن يقدمه للإذاعة وتردد الشيخ معتزا بشهرته في الصعيد وأمام إصرار المحبين تقدم ونجح بامتياز ليبدأ الشيخ عصرا جديدا من الإبداع والشهرة. التقيت الشيخ بمنزله رحمه الله في مارس 1988 بحضور الشيخين أحمد الرزيقي وأبو العينين شعيشع وقد سمعت منهما ومن غيرهما أن صوت الشيخ عبدالباسط عبد الصمد مدرسة متفردة صعب جدا الدراسة بها وتقليدها مهما كانت عبقرية القاريء المقلد.. وأجمعوا أنه إمام القراء وعابد القراءة، قليل الحديث لايخوض في سيرة الناس ولا زملائه المنافسين له.. إذا قرأ ذهب.. أي أنه إذا بدأ التلاوة يدخل في عالم سماوي ينفصل فيه عن محيطه في الدنيا.. ومن المفارقات أن يقدم باحث مسيحي من رجال الكهنوت وكان مولعا بصوت الشيخ ومهتما بدراسة الأصوات علي إعداد رسالة للماجستير عن صوت الشيخ عبدالباسط. استقبال الزعماء الدول الإسلامية وبعض الأوروبية دعت الشيخ للقراءة لا تستثني دولة إسلامية واحدة بل إنه القاريء الوحيد الذي أذن له بالقراءة عند الكعبة المشرفة في المسجد الحرام، فقرأ قصار السور وضيوف الرحمن تنخلع أفئدتهم من حلاوة الصوت السماوي وروحانيات التلاوة، وفي المغرب كان الملك محمد الخامس يستقبله مرتين في العام فقد أحبه حبا جما حتي أنه عرض عليه منحه الجنسية المغربية فاعتذر الشيخ اعتزازا بمصريته وشكره، وفي العام التالي دعي لزيارة باكستان فخرج رئيس الباكستان ينتظر الشيخ عبدالباسط بالمطار ويستقبله استقبال الزعماء. الشيخ براندي وسألته عن أطرف المواقف في رحلاته فقال لي: عندما زرت سوريا بعد إعلان الجمهورية العربية المتحدة ودخلت المسجد الأموي وقرأت ساعة ونصفا.. بعدها تعذر خروجي ساعتين من شدة الزحام فقد اجتمعت الملايين لسماع القرآن.. وفي اليوم التالي لمحتني سيدة سورية في سيارة الضيافة فألقت بنفسها علي السيارة وصرخت لطلب الزواج مني.. قلت لها لا أستطيع.. فأصرت وهي جميلة الجميلات.. فوجئت بعناوين الصحافة في اليوم التالي هكذا: حسناء سوريا تقع في غرام الشيخ براندو! لكن الأهم من هذا كله أن نسبة مبيعات الراديو زادت آنذاك 30٪ خاصة أن الإذاعة المصرية خصصت وقت الثامنة مساء كل يوم سبت لإذاعة تلاوة لي.. وهذا كله من فضل الله عليّ. غير صحيح هل صحيح أن فضيلتك وبعض القراء يلزمه تدخين الحشيش وتذوق الأفيون قبل التلاوة.؟ قال الشيخ: أستغفر الله.. هل هذا معقول.. حتي وإن فعلها البعض أؤكد أنها لاتفيده ولاتحسن من أدائه بالمرة ثانيا أنا أتنزه عن كل هذا لأنني حينما أقرأ أدخل في عالم السماء منفصلا عن محيطي في الأرض.. هذا كلام غير صحيح بالمرة. لا مغالاة ما رأيك في الأجور الفلكية للقراء..؟ أي أجور.. يا أخ تهامي هذه مبالغات ثم إنني، وأقسم لك بالله، ما اشترطت يوما أجرا علي أحد بل إنني فوجئت يوما برجل بسيط علي بابي يطلب مني أن أقرأ في عزاء والدته وأنه فقير لا مال عنده.. فذهبت وقرأت وانصرفت بكل رضا.. ودعني أعلق علي سؤالك.. إن من يطلب الشيخ عبدالباسط أو غيره لايريد سماع القرآن الكريم.. فالقرآن بالإذاعة والأشرطة.. وأي قاريء من أي قرية صوته جميل يؤدي الغرض.. لكن صاحبنا هذا يريد شهرة الشيخ عبدالباسط وليس القرآن فليدفع بقانون الدنيا.. تريد الشهرة فادفع لمن يحقق لك الشهرة وهذا مجرد رأي ولكني لم أطبقه ولم أشترط أجرا. أوسمة ونياشين نال الشيخ رحمه الله: وسام الكفاءة الفكرية المغربي وسام الاستحقاق السنغالي وسام رئيس وزراء سوريا وسام الاستحقاق من أندونيسيا وسام الإذاعة المصرية 1984 الوسام الذهبي من باكستان نياشين من تونس والعراق ولبنان وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي في عيد العلم ال 57 عام 1987 وأخيرا وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي 1990 حتي إذا أتم الشيخ 62 عاما من العطاء المتواصل والشهرة التي طبقت الآفاق لقي ربه في 30 نوفمبر 1988 بنفس مطمئنة. .. رحمه الله..