وزير التموين: استلام 2.4 مليون طن قمح من المزارعين حتى الآن    المقاومة تعلن استهداف 7 جنود للاحتلال من مسافة صفر بجباليا    الجنائية الدولية: نسعى لتطبيق خارطة الطريق الليبية ونركز على تعقب الهاربين    الدوري الإسباني.. موعد مباراة جيرونا ضد فياريال فى صراع الوصافة    ضبط مسجل خطر يُزور محررات رسمية بأسيوط    جلسة تصوير للجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي    وزيرة الهجرة: للمجتمع المدني دور فاعل في نجاح المبادرات القومية الكبرى    شعبة الأدوية: الشركات تتبع قوعد لاكتشاف غش الدواء وملزمة بسحبها حال الاكتشاف    «الزراعة»: مشروع مستقبل مصر تفكير خارج الصندوق لتحقيق التنمية    برلماني: مصر قادرة على الوصول ل50 مليون سائح سنويا بتوجيهات الرئيس    انعقاد برنامج البناء الثقافي للأئمة بمديرية أوقاف دمياط    وزير التعليم يفتتح الندوة الوطنية الأولى حول «مفاهيم تعليم الكبار»    الأسلحة الأمريكية لإسرائيل تثير أزمة داخل واشنطن.. والبيت الأبيض يرفض الإجبار    العراق يؤكد استمرار دعم وكالة «الأونروا» لتخفيف معاناة الفلسطينيين    نائب محافظ أسوان تتابع معدلات تنفيذ الصروح التعليمية الجديدة    سموحة يتقدم على الاتحاد السكندري في الشوط الأول    "أغلق تماما".. شوبير يكشف ردا صادما للأهلي بعد تدخل هذا الشخص في أزمة الشحات والشيبي    الشيبي يظهر في بلو كاست للرد على أزمة الشحات    تردد قناة سبيس تون للاطفال الجديد 2024 Spacetoon بجودة عالية    جامعة كفرالشيخ تتقدم 132 مركزا عالميا في التصنيف الدولي CWUR وتأتي ضمن الأفضل عالميا    مصرع شخص غرقاً فى مياه نهر النيل بأسوان    مصدر أمني: انتهاء المهلة الممنوحة للأجانب المعفيين من تراخيص الإقامة أول يوليو    هيئة الأرصاد الجوية تحذر من اضطراب الملاحة وسرعة الرياح في 3 مناطق غدا    «على قد الإيد».. أبرز الفسح والخروجات لقضاء «إجازة الويك اند»    ضاحي: منشآت التأمين الصحي قديمة وتحتاج إلي هيكلة    تعرف على القطع المميزة لشهر مايو بالمتاحف على مستوى الجمهورية | صور    بعد تصدرها التريند.. أعمال تنتظر نسرين طافش عرضها تعرف عليها    لماذا أصبح عادل إمام «نمبر 1» في الوطن العربي؟    1.6 مليون جنيه إيرادات الأفلام في السينما خلال يوم واحد    "العيد فرحة".. موعد عيد الأضحى 2024 المبارك وعدد أيام الاجازات الرسمية وفقًا لمجلس الوزراء    قبل البيرة ولا بعدها؟.. أول تعليق من علاء مبارك على تهديد يوسف زيدان بالانسحاب من "تكوين"    الحكومة: غداً.. بدء التشغيل لمحطات الجزء الثالث من الخط الثالث للمترو    يخدم 50 ألف نسمة.. كوبري قرية الحمام بأسيوط يتجاوز 60% من مراحل التنفيذ    مقبلات اليوم.. طريقة تحضير شوربة الدجاج بالمشروم    بالصور.. وزير الصحة يبحث مع "استرازنيكا" دعم مهارات الفرق الطبية وبرامج التطعيمات    طالب يضرب معلمًا بسبب الغش بالغربية.. والتعليم: إلغاء امتحانه واعتباره عام رسوب    القومي للمرأة يشارك في ورشة عمل بعنوان "القضية السكانية.. الواقع والرؤى المستقبلية"    تأجيل محاكمة المتهم بقتل زوجته بكفر الشيخ لجلسة الخميس المقبل    «الحرية ورحلة استعادة المجتمع».. رسائل عرضين بالموسم المسرحي بالفيوم    تصريحات كريم قاسم عن خوفه من الزواج تدفعه لصدارة التريند ..ما القصة؟    داعية إسلامي: يوضح ما يجب على الحاج فعله فور حصوله على التأشيرة    دعاء للميت في ذي القعدة.. تعرف على أفضل الصيغ له    رسميا مانشستر يونايتد يعلن رحيل نجم الفريق نهاية الموسم الحالي    مهرجان الإسكندرية يعلن تفاصيل المشاركة في مسابقة أفلام شباب مصر    وزير الدفاع البريطاني: لن نحاول إجبار أوكرانيا على قبول اتفاق سلام مع روسيا    «الداخلية»: ضبط 25 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء    5 شروط لتملك رؤوس الأموال في البنوك، تعرف عليها    مفتي الجمهورية يتوجه إلى البرتغال للمشاركة في منتدى كايسيد للحوار العالمى..    نموذج RIBASIM لإدارة المياه.. سويلم: خطوة مهمة لتطوير منظومة توزيع المياه -تفاصيل    أبو الغيط: العدوان على غزة وصمة عار على جبين العالم بأسره    السيد عبد الباري: من يحج لأجل الوجاهة الاجتماعية نيته فاسدة.. فيديو    أحمد الطاهرى: فلسطين هي قضية العرب الأولى وباتت تمس الأمن الإقليمي بأكمله    مصر تدين الهجوم الإرهابى بمحافظة صلاح الدين بالعراق    فى أول نزال احترافى.. وفاة الملاكم البريطانى شريف لوال    "مقصود والزمالك كان مشارك".. ميدو يوجه تحية للخطيب بعد تحركه لحماية الأهلي    رئيس جامعة القاهرة: زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين 25%    "أسنان القناة" تستقبل زيارة الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد    الإسكان: الأحد المقبل.. بدء تسليم الأراضي السكنية بمشروع 263 فدانا بمدينة حدائق أكتوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إحنا التلامذة
نشر في آخر ساعة يوم 10 - 09 - 2012

تبدأ الأسبوع القادم السنة الدراسية الجديدة وهي الأولي في عهد الرئيس محمد مرسي والثانية بعد الثورة، يعول أولياء الأمور علي النظام الجديد في تحسين أوضاع التعليم وتطوير المناهج وحل المشكلات الأساسية التي تقف حجر عثرة في طريق المنظومة التعليمية وأهمها تكدس الفصول والعجز في عدد المدارس والمعلمين والمشكلة الأبرز في كل عام (الدروس الخصوصية).
تلاميذ مصر يحلمون بغد أفضل، ومستقبل يحققون فيه أحلامهم البريئة فهل يقبضون براحاتهم الصغيرة علي تلك الأحلام أم ينتهي الأمر ب (قبض ريح)؟! الملف التالي يقدم رؤية شاملة لأوضاع التعليم في مصر ويلقي الضوء علي المناهج الجديدة المزمع تدريسها لأول مرة لتعزيز الروح الوطنية التي غابت عن مناهجنا بسبب تدخلات إسرائيلية في عهد مبارك.. وغيرها من التفاصيل المهمة التي تحمل أصوات تلاميذ وطلاب مصر وصرخة وجودهم المعهودة.. إحنا التلامذة.
مع دقات السابعة من صباح يوم السبت القادم ينطلق عام دراسي جديد حيث تفتح أبواب أكثر من 0054 مدرسة لاستقبال 71 مليون تلميذ وتلميذة يبدأون الدراسة بها.
حول استعدادات وزارة التربية والتعليم وموقف الكتب المدرسية والمناهج الدراسية والوزارة ودورها للحد من الدروس الخصوصية وما موقفها من الإضراب والدعوة إلي تعطيل الدراسة وتأمين المدارس كان محور هذا التحقيق.
مع بداية عام دراسي جديد.. وزير التعليم يرفع شعار:
وزارة في الميدان وليست في الديوان
مني الخولي
كانت وزارة التربية والتعليم قد بدأت استعداداتها مبكرا لاستقبال العام الدراسي والذي تم اعتماد الخريطة الزمنية الخاصة بها التي يبدأ بمقتضاها العام الدراسي يوم السبت 51/9 وينتهي الخميس 6/6/3102 بالنسبة للتعليم العام والتعليم الفني فينتهي عامهم الدراسي في 32/5/3102.
حددت الخريطة الزمنية إجازة نصف العام بأسبوعين تبدأ 91/1/3102 وتنتهي الخميس 13/1/3102 وبذلك تكون أيام الدراسة الفعلية بالفصلين الدراسي الأول والثاني للعام الدراسي 602 أيام بما يعادل 43 أسبوعا تقريبا.
وتمت الموافقة علي أن تبدأ امتحانات الفصل الدراسي الأول للنقل والشهادات المحلية للتعليم العام والفني يوم السبت 5/1/3102 أما الفصل الدراسي الثاني فتبدأ الامتحانات في 11/5/3102 علي أن تبدأ امتحانات الدبلومات الفنية يوم السبت 52/5/3102 والثاننوية العامة السبت 8/6/3102 وبالنسبة للتعليم الفني يتضمن العام الدراسي 3 أسابيع تدريبا صيفيا تبدأ بعد امتحانات نهاية العام اعتبارا من أول يوليو 3102 تضاف إلي أيام الدراسة الفعلية للعام الدراسي.
لا إهانة للمعلم
وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم أكد أنه وزير للميدان وليس للديوان وأن حرصه وتصميمه علي عودة كل من الطالب والمعلم للمدرسة وأن ذلك لن يتحقق إلا بعدم جلوس أي مسئول علي كرسيه قبل الواحدة ظهرا وشدد علي ضرورة الزيارات والمتابعة الميدانية.
كما وضح الوزير وأكد تركيز الوزارة علي كرامة المعلم وعدم إهانته بأي حال من الأحوال وفي حالة ارتكابه لخطأ هناك إجراءات تأديبية بشرط عدم الإهانة لأن المعلم هو صانع الحضارة وليس ناقلها.
وعن موقف الكتب المدرسية وهل سنسمع شكوي عدم وصول الكتب؟
قال الوزير: إن جملة الكتب المطلوبة للفصل الدراسي الأول لمرحلتي التعليم الأساسي والمرحلة الثانوية مايقرب من 251 مليون نسخة وتسلمت الوزارة من المطابع مايقرب من 051 مليون نسخة وتبلغ جملة الكتب التي تم تسليمها للمديريات والإدارات التعليمية فعليا 231 مليون نسخة وتم التأكيد علي أنه قد تم بالفعل اتخاذ الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بالكتب التي لم ترد من المطابع لينتهي تسلمها قبل العام الدراسي وقد أكد الدكتور إبراهيم غنيم أنه قد أصدر تعليماته بضرورة وصولها إلي المدارس قبل بدء الدراسة مشددا علي إبلاغه علي الفور في حالة تأخر أي كتاب عن الأسبوع الأول من الدراسة ولاتخاذ إجراء حاسم وأشار إلي عدم الربط بين دفع الطالب للمصروفات واستلام الكتب.
الدروس الخصوصية
وهل هناك أي تغيير سيتم في المناهج؟
أجاب الدكتور إبراهيم غنيم بأنه علي مسئوليته الشخصية لن يتم أي تدخل في المناهج إلا من خلال مركز تطوير المناهج.
الدروس الخصوصية وكيف ستحد وزارة التربية والتعليم منها؟
أشار الوزير إلي أنها آفة المجتمع وهي ظاهرة مجتمعية تخص المجتمع كله وتحتاج إلي تضافر الجهود للحد منها وعندما طلب منا تقنينها رفضنا ذلك لأنه لا يمكن تقنين وضع خاطئ فالدروس لاتعني بإعداد التلميذ وإنما تعصف بالتعليم في مصر وأكد الوزير أنه بمقتضي القانون 551 فإن الدروس الخصوصية تعد مخالفة تأديبية يحال مرتكبها إلي المخالفة التأديبية وسوف يلي ذلك في الفترة القادمة خطوات جادة من قبل الوزارة لمحاربة هذه الظاهرة.
فيما يتعلق بأحوال المعلمين المالية والإدارية هناك من يهددون بالإضراب وغلق المدارس والاعتصام؟
حق التظاهر السلمي مكفول للجميع ولكن لن يتم السماح بإغلاق أي مدرسة أو إدارة بالجنازير وتعطيل عمل ومصالح المواطنين وأن من يقوم بذلك يضع نفسه تحت طائلة القانون كما أن الوزارة جادة في إصلاح أحوال المعلمين فقد تم ترقية مايقرب من 006 ألف معلم.
وعن مشكلة كثافة الفصول وماذا تقدمه الوزارة للحد من الكثافات؟
إن هناك جمعيات مجتمع مدني تعمل في مجال مساعدة التعليم فجمعية مصر الخير تعمل في 001 مدرسة وكذلك عمرو خالد بدعوة مني مع مجموعة من رجال الأعمال يريدون وضع خدمتهم في مجال التعليم وأن واحدا منهم قد عرض بناء (01 مدارس) نسعي لشراكة المجتمع المدني كله لحل أزمة تكدس الفصول.
وعن الوجبة المدرسية ؟
سيتم تقريرها للمرحلة الابتدائية في المناطق المحرومة والأكثر فقرا من هذا العام.
وماذا عن المدراس الأجنبية في مصر وهل هي دولة داخل دولة؟ فلها أسلوبها ونظامها وكذلك إجازاتها فهل لديك رؤية لهذه المدارس؟
يجيب الدكتور إبراهيم غنيم.. مايحدث في المدارس الأجنبية الموجودة في مصر إذا كانت تخدم فئة أجنبية فهي وشأنها أما إذا التحق بها طلاب مصريون فلابد أن تخضع فنيا وإداريا لوزارة التربية والتعليم وقد حدد القانون 931 قواعد العمل لهذه المدارس ولابد أن يخضع الجميع لهذا القانون.
وماذا عن الجديد في العام الدراسي الجديد في ظل حكومة وبرنامج جديد؟
الجديد هو أن ماينفق علي الكتب المدرسية يقرب من مليار و002 مليون أغلبها يرمي بها في الزبالة لذلك هناك تجربة سيتم تطبيقها وهي تحميل المناهج الدراسية علي C.D ومن يريد أن يأخذ الكتب أو C.D لامانع وذلك لتخفيف الحمل علي ظهور الطلاب فعلينا أن ننظر إلي مايحمله أبناؤنا علي ظهورهم وهم في طريقهم لمدراسهم وتُحكم!!
وفي النهاية أتمني من المعلمين الشرفاء وأثق فيهم أن يساعدونا مع بداية عام دراسي جديد أعرف أن لهم حقوقا ومقدر لهم حقوقهم ولايمكن إغفال حقوقهم!!
اللعب في المناهج.. مخطط إسرائيلي لتشويه الوعي المصري
حسن حافظ
باتت عملية قصف المدن مكلفة وغير ناجزة لذا استعيض عنها بقصف العقول، فلم يكن غريبا أن تهتم إسرائيل بالمناهج التعليمية في مصر، فالسلام المشئوم حدد إطار العلاقات بين القاهرة وتل أبيب ( يافا المحتلة) وكانت الإدارة الإسرائيلية ذكية عندما بدأت تدس أنفها في المناهج التعليمية لمختلف الصفوف الدراسية بحجة إقصاء الأجزاء التي تزيد الكراهية ضدها، وهو ما بدأ عندما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين للرئيس السابق أنور السادات في زيارته للقاهرة عام 1981م، كيف تريدني أن أصدق رغبتكم في التطبيع وطلاب مصر مازالوا يقرأون الآية التي تقول "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داود وعيسي ابن مريم«، لتحذف بعدها الآية وتبدأ الإملاءات الإسرائيلية لتغيير مناهج التعليم في التتابع.
ولم تكن إسرائيل لتجد منفذا لتغيير المناهج لولا أن وجدت خالص التعاون من قبل الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي اعترف قادة الكيان الصهيوني به كنزا استراتيجيا، فهل هناك هدف استراتيجي أهم من تغييب وعي أجيال عديدة قادمة لا تعرف شيئا عن واقع الصراع العربي الإسرائيلي المدعوم بمخططات السيادة الغربية علي العالم باعتباره صراع وجود؟!.
فمن خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الخاصة بالتعليم الأساسي، تم إخضاع وزارة التعليم طوال فترة الثمانينات للرغبة الإسرائيلية، فكان طبيعيا أن تُلغي جميع الإشارات للحروب بين إسرائيل ومصر في السنوات الأخيرة من حكم السادات، قبل أن تعود علي استحياء في عصر مبارك، وتهميش التحول العميق الذي أجراه الزعيم جمال عبد الناصر في الواقع المصري طوال الستينيات وانعكس إيجابيا علي مكانة القاهرة دوليا. ومن المعروف أن الإدارة الأمريكية تخصص 50 مليون دولار من أموال المعونة لتطوير المناهج في مصر، بما يتوافق مع النموذج الثقافي الأمريكي.
أحد أوجه مأساة التدخل الإسرائيلي كان في إلغاء توزيع الأطلس الجغرافي علي طلبة المدارس، تلك قصة يرويها إحد أعضاء لجنة تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم آنذاك الذي رفض ذكر اسمه قائلا ل"آخر ساعة": "ترجع عملية إلغاء توزيع الأطلس علي طلبة المدارس بعد أن تلقت وزارة الخارجية المصرية احتجاجا إسرائيليا علي إغفال إسرائيل من الأطلس وذكر فلسطين مكانها وهو ما رفضته تل أبيب بحجة اعتراف مصر بالكيان الصهيوني منذ توقيع معاهدة السلام عام 9791وهددت وقتها إسرائيل بتصعيد الأمر دوليا واللجوء إلي منظمة اليونسكو".
تابع المصدر قائلا: عندما أبلغت وزارة الخارجية وزير التربية والتعليم حسين كامل بهاء الدين بمضمون الاحتجاج قرر تشكيل لجنة لبحث الأمر كنت أحد أعضائها لنجد مخرجا لهذه الأزمة لكن قرار اللجنة جاء بالابقاء علي الأطلس، وهو ما رفضه الوزير وقرر إلغاء توزيع الأطلس العربي علي الطلبة، خوفا من غضب إسرائيل وإرضاء لها.
جانب آخر من التلاعب نابع هذه المرة من مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية الذي يعود بفكرته لفترة وزارة فتحي سرور وافتتح في عهد حسين كامل بهاء الدين في1990م، وجاء إنشاؤه بناء علي اتفاقية بين الوزارة وهيئة المعونة الأمريكية، وقيل وقتها إن الهدف من إنشاء المركز هو الإشراف علي حض المناهج علي إشاعة ثقافة الود والتطبيع مع الكيان الصهيوني، وتعديل المناهج الدراسية بما يتواكب مع القيم الأمريكية بحذف القيم الإسلامية من المناهج، كان آخرها حذف معظم آيات القرآن الكريم من كراسات الخط العربي.
ويعد علي لبن النائب البرلماني السابق عن جماعة الإخوان المسلمين، أحد أهم من تصدي للتلاعب الأمريكي- الإسرائيلي في المناهج الدراسية بما يطمس الشخصية العربية الإسلامية عند النشء، وبدأ لبن حديثه ل"آخر ساعة" قائلا: "هناك مخطط للتخلص من مناهجنا الوطنية وهويتنا الإسلامية في ظل غياب استراتيجية عامة للتعليم في مصر".
وتابع لبن: تم القضاء علي مناهجنا الوطنية في ظل تولي كل من فتحي سرور وحسين كامل بهاء الدين ثم أحمد زكي بدر تنفيذا للأجندة الأمريكية - الإسرائيلية، التي تهدف إلي اللعب في الثوابت الوطنية وطمس حقيقة الصراع العربي- الإسرائيلي، فمثلا في عهد سرور وبهاء الدين شهدت كتب التربية الإسلامية تقليصًا في صفحات السيرة النبوية من 472 صفحة إلي 169 صفحة في عهد الأول، ثم خفضت بعد ذلك إلي 105 صفحات في عهد خلفه، وكذا باقي فروع مادة التربية الإسلامية، فضلا عن حذف واختزال معظم غزوات النبي صلي الله عليه وسلم وبخاصة غزواته ضد يهود المدينة.
من جانبه، رأي د. عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، أن المناهج الحالية ينقصها الكثير فمادة التاريخ ينقصها طريقة العرض الجذابة التي تؤهلها لتمارس دورا فعالا في تكوين الأجيال الناشئة بحيث تلعب دورا في الدفاع عن هذا الوطن، فالمناهج منذ التسعينيات يبدو العدو للدولة المصرية غير واضح فيها.
أزمة (ثلاثية) في بداية العام الدراسي الجديد
نقص المعلمين وكثافة الفصول والدروس الخصوصية
أحمد جمال
يبدأ العام الدراسي الجديد بإشراقة جديدة وأمل جديد ولكن مايعوق هذا التفاؤل وجود الكثير من المشكلات التي تقف حائلاّ أمام تطور العملية التعليمية ولابد أن يكون هناك حلول جذرية للتغلب عليها وأولها زيادة كثافة الفصول ووجود عجز في أعداد المعلمين وتحديداّ في مدارس القري والمراكز فالكل يريد أن يعمل في المدينة وتبقي القري تعاني عجزا شديدا في أعداد المعلمين.
كما أن الدروس الخصوصية تكاد تقضي علي حضور التلاميذ إلي المدارس بالإضافة إلي عدم الاهتمام ببعض المدارس وتهالك البعض الآخر منها خاصة في القري والأقاليم أيضا مما يجعل المدرسة عامل طرد للطالب.
آخر ساعة حصلت علي تقرير سري أعدته وزارة التربية والتعليم الشهر الماضي بأعداد المدارس وأماكن العجز حيث يوجد علي مستوي الجمهورية 46 ألفاً و700 مدرسة ويبلغ عدد الطلاب الذين سيبدأون العام الدراسي الجديد حوالي 18 مليون طالب.
وكشف التقرير عن أن 10297 قرية من أصل 41715 أي بنسبة 24٪ من القري وتوابعها محرومة من التعليم الأساسي وقسم التقرير الأماكن المحرومة إلي ثلاثة أقسام الأول يتراوح فيه عدد السكان من 60 إلي 240 ألف نسمة في 7743 قرية ونجعا بنسبة 18٪.
أما القسم الثاني في المناطق التي يتراوح أعداد السكان فيها بين 240 إلي 500 ألف نسمة في 1806 قري ونجوع بنسبة 4.3٪ أما القسم الثالث فمتعلق بالمناطق التي يوجد بها عدد سكان أكثر من 500 ألف نسمة في 748 قرية ونجعا بنسبة 1.8٪.
ومن جانبه أكد عبد الناصر إسماعيل »أمين اتحاد المعلمين المصريين« أن الإهمال في إنشاء مدارس التعليم الأساسي يقودنا إلي كارثة حقيقية مشيراّ إلي أنه بالرغم من زيادة ميزانية وزارة التربية والتعليم هذا العام إلي 50 مليار جنيه بواقع زيادة 10مليارات فإن ثمانية مليارات ذهبت كرواتب للمعلمين الذين تصل أعدادهم إلي قرابة 2 مليون معلم مشيراّ إلي أنه بهذه الطريقة لايمكن أن ينصلح حال التعليم.
وأضاف أن هيئة الأبنية التعليمية عليها دور فعال بالتعاون مع المجتمع المدني ورجال الأعمال في سد العجز الرهيب في أعداد المدارس مؤكدا أن هناك العديد من المبادرات التي أطلقت من أجل بناء مدارس تتكلف الملايين للمتفوقين في حين أنه من الممكن أن يتم بناء عشرات المدارس بدلاّ من مدرسة واحدة.
وناشد إسماعيل رجال الأعمال المساهمة في إنشاء المدارس معتبرا أنها بداية التنمية الحقيقية لمصر.
ومن جانبه أكد محمد مصطفي (أمين اتحاد الثوار المصريين) أحد المعلمين أن هناك مبادرة أطلقت بعد قيام الثورة بشهرين لبناء 2000 مدرسة من جانب مؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال بالاشتراك مع هيئة الأبنية التعليمية بوزارة التربية والتعليم وبالفعل قمنا بإنشاء أكثر من 20مدرسة ولكن مازلنا بحاجة إلي دعم وزارة التربية والتعليم والمتمثلة في هيئة الأبنية التعليمية فهناك العديد من قطع الأراضي المتوفرة ولكن لايوجد تمويل كافٍ لإنشاء المدرسة.
وأشار إلي أن العملية التعليمية في مصر تعاني العجز الشديد في ثلاثة محاور أولها أعداد المعلمين فهناك العديد من المدارس بالقري والأقاليم تعاني عجزا شديدا في أعداد المعلمين الأمر الذي وصل إلي أن بعض المعلمين يقومون بتدريس 8 حصص يومياّ وهو أمر لايتصوره عقل أما المحور الثاني والمتعلق بأعداد المدارس نفسها التي تعاني أيضا من عجز شديد حتي في محافظات القاهرة والجيزة ويجد وليّ الأمر صعوبة في إدخال ابنه أي مدرسة نظراّ لارتفاع الكثافة كما أن متوسط عدد التلاميذ في الفصول يصل إلي 70 طالباّ وهو مايخالف كل المعايير الدولية لتطوير التعليم فالمفترض ألا يزيد عدد الطلاب في الفصل الواحد عن 40 طالباّ حتي يستطيع المعلم أن يوصل خطته العلمية إلي الطالب.
أما المحور الثالث فيتعلق بالنظام التعليمي والإدارة التي تقوم عليها فهناك قصور في العمل يؤدي إلي الإهمال في كثير من الأحيان وتسبب في ذلك النظام السابق الذي كان يأخذ من ميزانية التعليم والبحث العلمي لتأمين نفسه عن طريق توجيهها إلي عناصر الأمن في الأجهزة الأمنية المختلفة.
وأشار مصطفي إلي أن عدد التلاميذ في بعض المدارس وصل إلي 100 طالب في الفصل خاصة في محافظة الجيزة التي تعاني العديد من المشكلات أولها عدم توافر أراض لبناء المدارس وعدم توافر السيولة المالية لإنشاء المدارس مشيراّ إلي أنها من أكثر المحافظات التي يوجد بها تسرب من التعليم الأساسي ومن ثم ينتشر الجهل وتتفاقم المشكلات التي يعاني منها المجتمع كما أن المعلم يعاني من صعوبة توصيل المعلومات إلي الطالب ومن هنا يلجأ الطلاب إلي الدروس الخصوصية.
وقال إن أكثر من ثلاث محافظات علي مستوي الجمهورية تعاني نقصا في أعداد المدارس هي سوهاج والجيزة وأسيوط مشيراّ إلي أن ذلك طبقاّ لتقرير وزارة التربية والتعليم مؤكداّ أن هناك مجهودات أهلية بجانب مجهودات حكومية من جانب وزارة التربية والتعليم بإنشاء العديد من المدارس في المحافظات الثلاثة.
وطالب مصطفي وزارة المالية بسرعة إعداد المخصصات المالية للمعلمين والمتعلقة بتعديلات قانون الكادر مشيراّ إلي أن ذلك يعتبر بداية الطريق لإصلاح المنظومة التعليمية حتي يستطيع المعلم أن يعطي كل مابداخله للطلاب وحتي لا يلجأ للأعمال الخاصة ليلا ويكون جاهزا ذهنيا وبدنيا لبداية يوم دراسي كما أن الجزء الأكبر من المعلمين لايقوم بإعطاء دروس خصوصية ويعاني من أزمات مالية طاحنة.
من جانبه أكد مجدي خليل (مدير مدرسة السادات الابتدائية المشتركة بمحافظة الجيزة) أن هناك مناطق في بعض قري المحافظة لايوجد بها سوي مدرسة واحدة فقط كما أن الأهالي لايهتمون بذهاب أبنائهم إلي المدرسة فهناك العديد من المناطق منذ أكثر من عشر سنوات لم يتم فيها إنشاء مدرسة جديدة بالرغم من الزيادة الكبيرة في عدد السكان وأصبحنا في حيرة من زيادة كثافة الفصول كما أن المعلمين قدموا العديد من الشكاوي إلي المديريات التعليمية لعدم مقدرتهم علي الشرح مع الزيادة الكبيرة في أعداد التلاميذ التي وصلت إلي 70 و80 طالبا في الفصل الواحد.
ومن جانبها أكدت هيئة الأبنية التعليمية علي لسان مصدر مسئول بها أنه تم الانتهاء من خطة الصيانة والتطوير لعدد 840 مدرسة ثانوي عام بتكلفة إجمالية 200 مليون جنيه بالإضافة إلي الانتهاء من الصيانة العامة في 155 مدرسة أخري بقيمة إجمالية 51 مليون جنيه. كما تم الانتهاء كذلك من تزويد 900 مدرسة بمتطلبات الدفاع المدني ومواجهة الحريق وجارٍ العمل بعدد 1000 مدرسة أخري وسيتم إنهاء الأعمال بها قبل العام الدراسي الجديد.
وكان وزير التربية والتعليم د.إبراهيم غنيم قد التقي د.أشرف العربي وزير التخطيط والتعاون الدولي مطلع هذا الأسبوع لمناقشة وضع الأماكن الأكثر حرماناّ من التعليم لإنشاء مدارس جديدة بها وأوضح غنيم أن تلك المسألة أولي أولوياته مع توليه المنصب الوزاري مشيراّ إلي أنه تم الاتفاق علي إنشاء مدارس جديدة بالتعاون مع كل من وزارة التخطيط وهيئة الأبنية التعليمية ومنظمات المجتمع المدني.
تقرير سري علي مكتب الوزير
المدارس ..تفتقد الأمن
ياسمين عبدالحميد
"الأمن والأمان" ظلت تلك الجملة شعارًا يرافق المحروسة لأكثر من خمسين عامًا ، ولم يتأثر أمنها الداخلي بالعمليات الاغتيالية أو المخططات الدولية لإسقاط مصر في بؤرة " الإرهاب" ، ولكن بدأت تلك العبارة تتلاشي ولم يبق منها سوي حلم يراود الكثيرين في الحصول عليها .. البعض يتهم ثورة يناير بأنها المتسبب الأول في حالة انعدام الأمن التي تعيشها مصر في تلك الحقبة ونسوا أن البلطجة لم تكن نتاج الثورة بل هي من نسيج النظام الفاسد الذي رسخه مبارك وحاشيته طيلة الثلاثين عامًا.
ورغم تردي الحالة الأمنية في مصر إلا أن المواطن استطاع تأمين نفسه وأمواله. إما بحيازته لسلاح أو بوضع ما غلا ثمنه في البنوك، ولكن لم يبق أمامه سوي تأمين أولاده في مدارسهم، توفير الأمن للطالب يقع علي عاتق الحكومة ولكن لا تزال الأسر تفتقد لشعور " الثقة بالحكومة".
(آخر ساعة) رصدت بشكل مفصل، تفاصيل أزمة تأمين المدارس باعتبارها من أولويات وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم، خاصة بعد أن أعدت إدارة الأمن بوزارة التربية والتعليم تقريراً يرصد التعديات الأمنية التي شهدتها المدارس، وتم ختم التقرير بعبارة " سري جدا" وسيتم عرضه علي الوزير في إطار متابعة الوزير لكل الاستعدادات الخاصة باستقبال العام الدراسي الجديد.
ومن أبرز ما كشفه هذا التقرير أن وزارة التربية والتعليم سجلت خلال الفترة من شهر يناير إلي أغسطس الماضي 63 حالة سرقة للمدارس بالإضافة إلي 43 حالة تعد علي المدارس من الخارجين علي القانون، و24 حادث حريق ، بالإضافة لتعرض مدرستين للغرق نتيجة للفيضانات بأسوان، وأشار التقرير أيضا إلي أن هناك قصورا واضحا في أعداد عمال النظافة وأفراد الأمن في المدارس.. كما أوضح التقرير أن العام الماضي شهد 75 مظاهرة ووقفة احتجاجية أمام المدارس والمديريات التعليمية وأشار التقرير إلي أن هذه الأرقام تشكل ظاهرة خطيرة تحتاج لحلول سريعة للقضاء عليها ومواجهتها مع بداية العام الدراسي الجديد لضمان عدم تكرارها.
تجولت "آخر ساعة" في عدة مدارس تابعة للقاهرة لنعرف مدي توافر الأمن بالمدارس وكيف يتم تأمينها في ظل أزمات البلطجة والاعتداءات علي المنشآت.
بدأنا بمدرسة المهدي الحديثة الخاصة التابعة لإدارة المرج التعليمية ، لنجد البوابات مغلقة ولا يوجد سوي حارس مثل الذي يقوم بحراسة المنازل "بواب المدرسة" وبسؤاله عن وجود شركات لتأمين تلك المدرسة، قال م.ك : " لا يوجد أي أفراد بالمدرسة وأنا من أقوم بحراسة المدرسة وأثناء العام الدراسي لم تشهد المدرسة أي حوادث اختطاف أو إصابة للطلبة ".
وأوضح أن المدرسة تعمل علي تأمين الطلبة من الداخل والتأمين الخارجي لا يقع إلا علي عاتق الأسر وولي الأمر، مشيرًا إلي أن مسئولية المدرسة تنتهي بانتهاء اليوم الدراسي، ومن ناحية أخري أكد أن التأمينات الداخلية تتمثل في معرفة ولي الأمر جيدًا حيث إنه هو الوحيد الذي يستطيع أن يتسلم ابنه ولا تقوم الإدارة بتسليم الأطفال إلا لشخص واحد، ومن الملاحظ أن هذا الإجراء هو المتسبب في بقاء الحالة الأمنية علي ما يرام.
أما مدرسة مودرن سكول الزهراء الخاصة التابعة لإدارة عين شمس التعليمية فكانت مفتوحة لاستقبال طلبات التحاق التلاميذ بالمدرسة ، وعند الدخول استوقفني عدد من الأشخاص وكانوا من أفراد الأمن الموجودين بالداخل ، فهم يقومون بتأمين المدرسة طوال العام ولكن يزداد عددهم لحولي 8 أفراد في أوقات الدراسة .
ولاحظنا أيضًا وجود غرفة زجاجية علي جانب البوابة يقطن بها 3 أفراد من الأمن مسئولين عن تأمين الطلاب بعد خروجهم من المدرسة، وأشار وليد علي أحد أفراد الأمن بالمدرسة إلي أن تلك المدرسة عمرها أكثر من 20 عامًا ولم تشهد اي حوادث سوي حوادث طريق نظرًا للتكدس المروري أمامها خاصة في أوقات الانصراف.
ويلتقط علي طرف الحديث منه آخر ليؤكد أن التأمين الداخلي والخارجي مسئولية هامة خاصة في ظل الظروف الأمنية التي تشهدها مصر وقال: " لذلك قرر ملاك المدرسة أن يقوموا بتزويد عدد أفراد الأمن، علاوة علي وجود 3 بوابات بالمدرسة ولكل منها طاقم تأميني خاص بها".
وانتقلنا لمدرسة أحمد عصمت التجريبية لنجد الوضع مختلفا تماما حيث الهدوء التام داخل وخارج المدرسة ولم نجد سوي حارس لنستدل منه عن بدء العام الدراسي وتأمين المدرسة، ليقول:" أصلاً إحنا مدرسة في شارع هادئ جدًا وعدد الطلاب مش كتير وكمان مش محتاجين أمن عشان معظم الطلبة ساكنين بجوار المدرسة أو في نفس المنطقة ولم يحدث أي اعتداءات أو بلطجة منذ أحداث يناير".
الوزير الجديد ..له شدة
بالطبع وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم يقع علي عاتقه العديد من المسئوليات فمصر تبدأ عهدا جديدا وهو عهد " النهضة" التي لابد أن تشمل المواد التعليمية والمحتوي الدراسي وعدد ساعات الدراسة وأوقات العمل والكتب المدرسية والزي وأخيرًا التأمين الذي هو المطلب الأهم لدي العديد من الأسر.
بداية .. طالب الدكتور غنيم، خلال اجتماع مع الإدارة المركزية لأمن الوزارة بضرورة تأمين المدارس استعدادًا لبدء العام الدراسي الجديد في 15 سبتمبر، في ظل حالة من القلق والترقب، تحسبًا لحدوث أعمال شغب من قبل أولياء الأمور أو تعرضهم للمعلمين بشكل مباشر أو غير مباشر، خاصة أن هناك استعدادات مكثفة من المعلمين للبدء في إضراب مفتوح مع بداية العام الدراسي.
وأبدي غنيم عدم رضاه عن العملية الأمنية الموجودة داخل المديريات التعليمية وطالب مدير الأمن بإعداد تقرير سريع عن خطة تأمين المدارس مع بداية العام الدراسي.
ومن ناحية أخري أكد اللواء حسام أبو المجد، رئيس الإدارة المركزية لقطاع الأمن بالوزارة عدم وجود إمكانيات كافية للتأمين وأن هناك عجزًا في الموارد التأمينية، كما أن هناك أزمة مالية تتعلق بعدم توفير رواتب ثابتة لموظفي الأمن الذين يعملون بنظام المكافأة مما يجعلهم يتركون العمل دون إخطار مسبق.
وقال أبو المجد، إنه التقي مع رجال أمن المديريات التعليمية علي مستوي المحافظات، وذلك لبحث الاستعدادات لبدء العام الدراسي الجديد، ولبحث الاستعدادات الأمنية بالمدارس علي مستوي الجمهورية.
وأشار إلي أنه أثناء الاجتماع تم تكليف مسئولي الأمن بكل إدارة تعليمية بعدة تكليفات تنفذ قبل بداية العام الدراسي، مشيرًا إلي أن تلك التكليفات تتضمن تفقد جميع المدارس وفحص الأسوار والبوابات وطفايات الحريق، وخطة الإخلاء بسبب حدوث كوارث طبيعية وغير طبيعية من "حرائق دون حدوث إصابات للطلاب والتأكد من أسلوب تأمين المعامل بالمدارس، وسلامة المنشآت من مبانٍ وزجاج وإضاءة، بالإضافة إلي النظافة، مؤكدًا أن تأمين المنشأة التعليمية يهدف إلي الحفاظ علي سلامة المعلم والطالب.
أوضح غنيم أنه كلف مسئولي الأمن أيضًا بتشديد الحراسة الأمنية علي المدارس، لتأمين سلامة الطلاب أثناء اليوم الدراسي وبعد انتهائه، موضحًا أنه وجه تنبيهات لمسئول الأمن أنه في حال وجود عجز في أفراد الحراسة الأمنية داخل المدارس يقوم كل مدير مديرية بالتنسيق مع مجلس أمناء المدرسة بالتعاقد مع أفراد أمن لتولي مهمة الحراسة، علي أن يكون الحد الأدني للحراسة علي أبواب المدارس 4 أفراد بحد أدني.
ولي الأمر.. بين الشك واليقين
ولي الأمر هو الشخص الأكثر ظلمًا في استهلال السنة الدراسية ففي الماضي كانت تتوقف مهامه عند دفع المصروفات والمتابعة الدورية لمستوي الطالب، واختلف الأمر تمامًا الآن ليصبح المسئول عن حماية ابنه وهو بداخل مدرسته والمسئول عن تأمينه بعد انتهاء اليوم الدراسي علاوة علي تأمين المدرسة ذاتها، تحول الأمن من الحراسة الشرطية للحراسة الذاتية أمر غاية في الخطورة ويهدد مستقبل مصر.
هذا العام هو الثاني بعد ثور يناير فهل تعود الأوضاع مثلما كانت عليه قبل الثورة وكيف يأمن رب الأسرة علي أولاده هذا ما سألناه للعديد من أولياء الأمور لتصبح الآراء متباينة ما بين مؤيد ومعارض لبدء العام الدراسي في ظل الغياب الأمني.
بداية قالت سميحة شكري (محاسبة): رفضت أن يذهب أولادي للمدرسة العام الماضي وقمت بنقلهم من المدرسة الخاصة لافتقارها للحراسة إلي مدرسة أخري حكومية بالقرب من المنزل ولم أسمح لهم بالذهاب إلا وقت الامتحانات واكتفيت بالدروس الخصوصية فهي الأفضل وهما في كافة الأحوال بياخدوها فلماذا أعرض حياتهم للخطر"؟
وتعالت الأصوات مستنكرين ما قالته تلك السيدة ليلتقط إسماعيل محمد طرف الحديث ويقول : إحنا لازم ندي فرصة للداخلية والوزارة - التربية والتعليم - إن يثبتوا أنهم كفء حقًا ولا مش فارقين عن النظام السابق ، ولو أي حد عمل زيك موجهًا الحديث للسيدة يبقي إحنا بنساعد علي الانفلات والبلطجة.
وقالت سهام حسن (طبيبة): اعتدت أن آخذ أولادي من أمام المدرسة يوميًا قبل وبعد الثورة والتأمين بشكل عام أمر صار صوريا ولا يشكل أهمية إلا علي المدرسة ذاتها و الحراسات لا تكون علي التلاميذ إطلاقًا إلا في بعض المدارس، ووجهت نصيحة لأولياء الأمور قائلة:" أنصح أي حد عنده طلبة في مدارس إنه ميعتمدش علي التأمين فلن يخاف أحد علي ابنك إلا أنت، لابد أن يسلم الطفل صباحًا للمدرسة ويستلمه في انتهاء اليوم الدراسي ولا يعتمد علي حراسة أو ما إلي ذلك".
علي خريطة المناهج الجديدة هذا العام
المواطنة وحقوق الإنسان ودعوات بتدريس الدستور
خالد المسلماني
في أول عام دارسي في عهد الرئيس محمد مرسي، لم تشهد المدارس تغييرات ملحوظة فمازالت متهالكة والفصول مكدسة والمدرس المطحون يتمني أن تعود له هيبته والمناهج تعتمد علي الحفظ والتلقين، حاولنا أن نبحث عن أي جديد هذا العام لنجد أن وزارة التربية والتعليم قد انتهت من إعداد كتاب المواطنة وحقوق الإنسان للصف الثاني الثانوي وكتاب التربية الوطنية للصف الثالث الثانوي وكتاب التكنولوجيا للصف الثالث الإعدادي والمجال الصناعي للصف الثاني الثانوي وكتاب اللغة العربية للصف الأول الإعدادي.
إذا اطلعنا علي النسخة المبدئية لكتاب المواطنة وحقوق الإنسان نجده يتحدث في فصله الأول عن تعريف المواطنة وعناصرها والأسس التي تقوم عليها والمعوقات التي تهدد تحقيقها والحقوق الرئيسية للمواطنة.
ويتحدث الفصل الثاني عن الوعي السياسي ووسائل تكوينه وعن طرق قياسه، أما الفصل الثالث فيتحدث عن المجتمع المدني وعن مقوماته وعن أهميته للتحول الديموقراطي.
أما الفصل الرابع فيركز علي حقوق المرأة ويقارن بين حقوق المرأة في حضارات الشرق والغرب وحرص الأديان السماوية علي تمكين المرأة في الحياة السياسية ومعوقات مشاركة المرأة في الحياة السياسية ودور المرأة في ثورة يناير وحقوق المرأة في ضوء أهداف ثورة يناير.
يقول د. ناصر علي الخبير التربوي بوزارة التربية والتعليم لم أطلع بعد علي كتاب المواطنة ولكن من القراءة المبدئية ألاحظ أن الموضوعات تم اختيارها بشكل جيد ولكن ما أتمناه أن يكون قد كتب بحرفية شديدة وعمق بعيدا عن السطحية وأن تقدم هذه المفاهيم للطالب في الصف الثاني الثانوي بصورة مبسطة يسهل فهمها.
ويضيف: هذا الكتاب إذا تم تدريسه بشكل جيد قد يحل العديد من المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا التي لن تحل إلا بالتعليم في المراحل السنية المبكرة "فمن شب علي شيء شاب عليه«.
ويذكر أننا يجب أن نبتعد في مناهجنا عن الحفظ والتلقين فالطالب فور انتهاء الامتحان ينسي تماما ما درسه طوال العام لذا لابد من إزالة الحشو والتكرار لتحقيق جودة الكتاب المدرسي من حيث الشكل والمضمون.
فنحن نحتاج لثورة علي المناهج القديمة لكي ننقذ منظومة التعليم في مصر من الإهمال والفساد والتخلف .
أما فيما يتعلق بكتاب التربية الوطنية الذي سيدرسه طلاب الصف الثالث الثانوي فيتحدث عن النظام الديمقراطي ودور المشاركة السياسية والمجتمعية في تحقيقها وعن الدستور ومبادئه وطرق تعديل الدستور والجمعية التأسيسية والحقوق والحريات العامة في الصحافة وعن الأحزاب السياسية والعملية الانتخابية كما يتحدث الفصل الأخير عن أسباب ثورة 25 يناير.
يأتي هذا في الوقت الذي أوصت فيه لجنة المقترحات والحوارات والاتصالات المجتمعية بالجمعية التأسيسية لوضع الدستور بضرورة تدريس الدستور في المدارس للطلاب بشكل مبسط، وحسب المرحلة السنية حتي يعرفوا حقوقهم وواجباتهم.
وجدي عفيفي رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي سابقا قال: الوزارة لديها مركز لتطوير المناهج الدراسية يسير وفقا للمعاييرالعالمية. وقد قام المركز بدمج مفاهيم حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل والوعي القانوني والضريبي، وترشيد الاستهلاك ومكافحة الإدمان والمواطنة والقانون الإنساني والأمن القومي في المناهج الجديدة.. بالإضافة إلي أن الوزير الحالي أستاذ مناهج وعلي دراية كبيرة بمناهج وزارة التربية والتعليم.
إلي جانب أنه في أعقاب ثورة يناير لابد أن يتعلم الطالب في المراحل العمرية المختلفة المبادئ الأساسية للدستور حتي يعرف أن لديه الحق في التعبير عن رأيه بكل حرية، ولديه الحق في التعليم ولديه الحق في أن يعيش حياة كريمة وعليه أيضا واجبات تجاه مجتمعه .
وذكر أنه يجب أن تكون كل التعديلات في المناهج ترقي لطموح المجتمع المصري في تعليم محترم بعيدا عن الاهتمام بالتعديلات الشكلية علي الكتب.
والأهم من ذلك أنه لابد من تطوير المناهج بما يتلاءم مع متطلبات سوق العمل فيجب أن يأخذ الطالب المقررات التي تساعده علي إيجاد فرصة عمل.
(علمني) مبادرة لعودة المتسربين من التعليم
علا نافع
ظاهرة التسرب من التعليم ليست بالمشكلة الهينة التي قد تواجهها وزارات التربية والتعليم المختلفة في بلادنا خاصة أن أسبابها عادة تدور في فلك الظروف المادية فكم من أسرة اضطرت لإخراج ابنها من المدرسة لعدم قدرتها علي تسديد المصروفات الدراسية أو حتي شراء حقيبة متواضعة ليصبح الشارع مأوي له وينضم إلي قائمة المتسولين الذين تزدحم بهم الشوارع.
كان هذا هو السبب الأساسي في ظهور مبادرة "علمني" إلي النور وهي مبادرة شبابية بدأت بأربعة شباب لتصل الآن إلي أكثر من خمسين متطوعا جندوا أنفسهم في مهمة إعادة الأطفال المتسربين من التعليم الذين وصل عددهم إلي 135 طفلا حتي الآن إلي مدارسهم ودفع نفقات دراستهم بالكامل بخلاف استحداث طرق تعليمية جديدة باستخراج الطاقات الكامنة بداخلهم وتعليمهم أنشطة جديدة كالرسم علي الزجاج وفن الأورجامي والمشاركة في كتابة سيناريو وحوار بعض الأفلام القصيرة وهذا ماأهلهم للفوز بالمركز الثالث في مسابقة مهرجان سينما الأطفال الدولي بالقاهرة ليثبتوا أن حقهم في الإبداع والإنجاز مكفول.
وقد حصلت تلك المبادرة التي لاتجد جهات رسمية تدعمها علي العديد من الجوائز الدولية كجائزة منظمة أشوكا للإبداع المجتمعي عن أفضل عمل تطوعي إضافة إلي جائزة مهرجان النخوة بالأردن.
لم تكن تدري ياسمين هلال 26 سنة أنها ستساهم في عودة أكثر من مائة طفل ينتمون إلي أفقر مناطق الجيزة إلي مدارسهم وتكون بمثابة الساحرة الطيبة التي تحقق لهم أمنياتهم في استكمال تعليمهم وأن يكونوا أعضاء فاعلين بالمجتمع وسوف تتعجب إذا علمت أن الصدفة وحدها هي التي قادت ياسمين للتفكير في هذا المشروع الفعال وتركها عملها لتتفرغ له وتدعو الجميع لمشاركتها فيه وقد كان هذا المشروع وليد لقائها بسلامة وابنته"هدي"بمنطقة الطالبية بالجيزة ومعايشتها لظروف أطفالها القاسية التي حرمتهم من الماء والهواء كما قال طه حسين لتفكر في تلك المبادرة وتحاول جاهدة تطويرها علي غرار مدارس أمريكا وأوربا.
في منطقة "الكنيسة" تلك المنطقة التي تقبع بمحافظة الجيزة وتحديدا بالطالبية تعاني من مشاكل اقتصادية جمة تجعلك تشعر وكأنها سقطت عمدا من حسابات الحكومات السابقة، سكانها أشبه بالموتي لايختلفون شيئا عنهم وأطفالهم أحالتهم قسوة الزمن وظروفه إلي كهول صغار، تركوا مدارسهم قسرا تلك التي طالما حلموا بالذهاب إليها فالعلم كما سمعوا من أجدادهم "نور".
ولكن ماذا هم فاعلون فلقمة عيشهم يجدونها بالكاد، تركوها ليمنحوا عن جدارة وظيفة"متسول"أطلقهم آباؤهم يجوبون شوارع العاصمة يبحثون عن رزقهم وسد أفواه ذويهم.
وبالرغم من سوء أوضاعها ومستوي سكانها الذين يعيشون تحت خط الفقر إلا أنها استهوت أعضاء حملة "علمني" لتكون شاهدة علي إطلاق صفارة البداية لمشروعهم واستعداد جنودهم لبدء عملهم الشاق بعد الاستماع إلي قصصهم البائسة والتحري من مصداقيتها.
محمود أحد هؤلاء الضحايا طفل لم يتعد عمره الأحد عشر ربيعا ولد في أسرة معدومة دخلها لايتعدي العشرة جنيهات في اليوم الواحد، الأب كان يعمل بمهنة نسيها الكثيرون ألا وهي"سن السكاكين"فكان يخرج منذ باكورة اليوم يدور علي قدميه يعرض خدماته علي سكان المنطقة والمناطق المجاورة ليفلح في استقطاب قلة من ربات البيوت أردن استخدام السكين لأهداف بسيطة كتقطيع خضار مر عليه أكثر من ثلاثة أيام أو لأهداف منزلية تافهة فقيمة السكين تتجلي في المناطق الغنية التي اعتاد أصحابها تقطيع اللحوم وذبح الطيور لتكون الطبق الرئيسي في وجباتهم.
رضي الأب وعائلته المكونة من سبعة أفراد بتلك الجنيهات القليلة وسار قطار الحياة كالمعتاد ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فيصاب الوالد فجأة بمرض مزمن سري في جميع جسده لينهش صحته ويلقي به بعيدا عن دنيانا وتقع الكارثة فوق رأس ولده البكر"محمود"ليقرر جميع أفراد العائلة بالإجماع خروجه من المدرسة واستكمال مشوار أبيه في الانفاق عليهم ولكنهم اختاروا له مهنة أخري رأوها الأجدي نفعا إنها مهنة"التسول"وحددوا له منطقة "الهرم"ليمارس بها عمله الجديد فوافق الابن علي مضض وظل يلعن الفقر الذي عجل باغتيال براءته فهو كما قال عنه علي بن أبي طالب "لو كان الفقر رجلا لقتلته"وبالطبع شارك محمود سيدنا علي تلك الأمنية.
فقد كان يرسم لنفسه حياة وردية ورأي أن التعليم وحده هو الكفيل بتحقيقها وبمرور الوقت اعتاد علي عمله الجديد وظلت تراوده فكرة استكمال مشواره التعليمي حتي ولو بفصول محو الأمية وأقسم أن يحمل أبناءه علي التعليم لينالوا شهادة عليا يفتخرون بها بعد ذلك وقد هداه الله إلي مقابلة ياسمين هلال مديرة مشروع علمني لتغير مسار حياته وتساعده علي تحقيق حلمه واستكمال دراسته بطريقة حديثة قد لا ينالها أطفال أسوياء آخرون.
وتقول ياسمين هناك أسبابا أخري تدفع الأطفال إلي الهروب من المدرسة كصعوبة المناهج وتعقيداتها فابتكرنا فكرة استخراج الطاقات الكامنة بداخلهم وتنمية مواهبهم كل علي حدة إضافة إلي التوصل لأحلامهم المستقبلية التي رسموها لأنفسهم إضافة إلي تنمية القدرة علي التفكير الإبداعي والتوصل لحلول لأصعب المشكلات التي قد تواجههم في حياتهم العملية واستعنا بخبراء تنمية بشرية ومدربين رياضات مختلفة ورسوم متحركة وغيرها من الأنشطة الإبداعية وقد نجحنا في تأهيل أكثر من 135 طفلا بمنطقة الطالبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.