بدأ العام الدراسي الجديد في قطاع غزة وتوجه أكثر من 241 ألف تلميذ وتلميذة إلى 390 مدرسة موزعة على ست مديريات في القطاع، وسط نقص في عدد المدارس بسبب التدمير الكلى والجزئي للكثير منها نتيجة حرب غزة. وزارة التربية والتعليم في الحكومة المقالة قالت بأن كافة كوادرها العاملة في المدارس من إداريين ومدراء مدارس ومعلمين باشروا عملهم وفق خطط جديدة. وأكد وزير التعليم في الحكومة المقالة في غزة محمد عسقول في تصريحات صحفية على أن وزارته أنهت عمليات بناء بعض المدارس وإعمار المدمرة جزئياً. لكن عسقول شدد على العجز الكبير في المدارس بعد تعرض "نحو 280 منها لدمار جزئي و24 لدمار كلى". وأضاف عسقول قائلاً: "لدينا عجز بما يقارب 120 مدرسة على اعتبار أن كل عام نحتاج فيه إلى 40 مدرسة لتغطية الزيادة الكبيرة في إعداد التلاميذ، الأمر الذي يؤدي إلى توزيعهم واستيعابهم في إطار ما يُعرف بنظام الفترتين". دويتشه فيله تجولت في عدد من مدارس القطاع للإطلاع على سير العملية التعليمية. في مدرسة أبو جعفر المنصور الأساسية للبنين قال التلميذ كريم: "دُمرت مدرستنا في الحرب ولم يتبق شيء من معالمها، فانتقلنا إلى هذه المدرسة، وبدأنا عاماً دراسياً على أمل أن يكون أفضل من العام الماضي. لكن المشكلة هنا تتمثل في امتلاء الصفوف بسبب توزيع تلاميذ المدارس التي دمرتها الحرب، على المدارس الأخرى التي يمكن التدريس فيها". أحد أولياء التلاميذ أحتج على اكتظاظ المدارس قائلاً: "ابني لم يستوعب الدروس والسبب هو وجود أكثر من خمسين تلميذاً في الفصل، قالوا لي في المدرسة: "وماذا يمكننا أن نعمل، هل يعني ذلك أن نرفض قبول التلاميذ الجدد من المدارس الثانية؟". أعباء مالية إضافية وفي حوار مع دويتشه فيله قالت ختام سلامة، مديرة مدرسة حيفا الأساسية للبنات في مدينه خان يونس جنوب القطاع: "شهد العام الدراسي إقبالاً كبيراً على مدرستنا، وتمثل ذلك في تزاحم التلميذات على فترتين صباحية وأخرى مسائية". وعن توفير الوزارة الكتب الدراسية والقرطاسية للتلميذات أضافت سلامة قائلة: "تم تسليم الكتب لجميع التلميذات بشكل مجاني، أما بالنسبة للمستلزمات الأخرى فيجب على التلميذات الانتظار لبعض الوقت". أماني، إحدى تلميذات المدرسة الابتدائية، قالت: "لم نستلم القرطاسية، وأضطر أبي إلى شراء مستلزمات المدرسة لي ولأخوتي الثلاثة، لأننا بدأنا ندرس ويجب علينا كتابة واجباتنا المدرسية". عن مشكلة تأخر توزيع القرطاسية قال أب أحد التلاميذ: "القرطاسية متوفرة هذا العام في الأسواق بأسعار مناسبة، لكن من له أبناء كثيرون سيكون من الصعب عليه شرائها، خصوصاً وأن ذلك يأتي بعد أعباء الإنفاق في شهر رمضان والعيد ,ومصاريف بداية العام الدراسي". قرارات وزارية جديدة وأتت بداية العام الدراسي الجديد مترافقة مع قرارات جديدة لوزارة التعليم التي منعت الدروس الخصوصية، ونصت القرارات على "تعرض المخالفين لأشد العقوبات". عن قرار الوزارة قال أحد معلمي مدرسة كمال ناصر الثانوية للبنين: "قررت الوزارة العمل بخطه التعليم العلاجي، أي دروس التقوية". لكن أحد تلاميذ هذه المدرسة قال: "كان الأجدر تغيير المنهج الصعب والطويل بسبب التكرار الممل للمادة". ومن القرارات الجديدة أيضاً أن الوزارة في غزة اتفقت للمرة الأولى هذا العام مع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" على إمكانيات إجراء امتحانات موحدة لتلاميذ الرابع الأساسي (الابتدائي)، كما تقول سلامة. كما أشار مسؤولون في وزارة التعليم في غزة إلى أن الوزارة على تنسيق تام مع وزارة التعليم والسلطة الفلسطينية في رام الله، لأهمية ذلك في التحضير لامتحانات الثانوية العامية ونتائجها بعيداً عن الخلافات والانقسام الفلسطيني. مناهج صعبة ومدرسون غير مؤهلين "نعاني من صعوبة المنهج وخاصة الرياضيات والفيزياء ومما يزيد مشكلتنا هو وجود معلمات غير مؤهلات. وهذا الأمر من مسؤولية الوزارة، التي تأتي بالخريجين الجدد لتدريس مواد في غاية الصعوبة". بهذه الكلمات تشرح سعاد إحدى تلميذات الثانوية العامة في مدرسة غزة، مشكلتها. يوافقها الرأي محمد من مدرسة كمال ناصر الثانوية قائلاً: "لا أفهم أي شيء في الدرس، فالمعلم يقرأ ما في الكتاب فقط وبسرعة". وعن قصر الأداء قال المُدرس فايز عامر: "أدرس مواد كثيرة في غير تخصصي، مما يحملني أعباء ثقيل في التحضير وإيصال المعلومات للطلبة". أما عن مشكلة المنهاج فيقول مجدي من المدرسة ذاتها: "نحن الآن نفتخر أن مناهجنا فلسطينية وتواكب التطور. وعلى الرغم من طول المنهج وصعوبته، لكن على الطالب أن يجتهد أيضاً وألا يعتمد على المعلم كلياً". وفي هذا السياق أقرت سلامة بطول بعض المواد المنهجية وتكرارها وأضافت قائلة: "لا بد من إجراء عملية تنظيم للمادة الدراسية وحذف المكرر منها، ونحن الآن نولى اهتمامنا لزيادة حصص اللغة العربية والرياضيات". عن هذه المشكلة أشار الوزير عسقول في تصريحات صحفية قائلاً: "إننا بحاجة إلى إحداث عملية تغيير في المناهج على المستوى الاستراتيجي، والتفكير في إعادة صياغة إعداد المعلم بما ينسجم مع التطورات المعاصرة. وهذا الأمر يتطلب منا إمكانات ومخططات عدة". شوقي الفرا - غزة