كريم عبدالعزيز فى مسلسل »الهروب« علي مدي ليالي الشهر الكريم تابع المشاهدون من خلال المحطات الأرضية والفضائية نحو 07 مسلسلا دراميا، شارك فيها نجوم كبار وصغار ، وتنوعت الموضوعات والأفكار التي حاول من خلالها صناع دراما هذا العام الاستحواذ علي اهتمام المشاهدين ، ولم تتحدد حتي الآن مساحة المكاسب أو الخسائر المالية نتيجة المنافسة الشرسة بين المسلسلات ، التي تكلف إنتاجها نحو مليار جنيه ، بعيدا عن المكسب والخسارة المادية يتحدث بعض الخبراء عن القيمة الفنية ، وحصاد ما قدمته هذه المسلسلات من تقنيات وأفكار ومضامين أخلاقية وإنسانية. في البداية يقول د.رضا عكاشة أستاذ الإعلام هناك عدة ملاحظات علي الأعمال الدرامية التي عرضت هذا العام أبرزها الزيادة الكبيرة لعدد المسلسلات وهي خصوصية سلبية حيث تعد مظهرا من مظاهر الإسراف المادي إذ قدر البعض إجمالي ما أنفق حوالي مليار جنيه وهومبلغ ضخم ، أيضا هذا الكم يجعل المسلسلات دون المستوي الفني كما يخلق تزاحما شديدا بين المسلسلات مما يفقد المشاهد القدرة علي التمييز. أما الملحوظة الثالثة وهي كثرة الأعمال السياسية التي تناولتها معظم المسلسلات سواء تلك المتعلقة بالثورة وأسبابها أو وضعية أمن الدولة وفيما يبدو أن انتاج المسلسلات لا يعتمد علي الفكرة أو العمل الدرامي إنما يعتمد في المقام الأول علي "النجم" حتي يبدو أن كل مؤلف يكتب عملا خاصا لفنان معين وهذا واضح في بعض الأعمال أما فيما يتعلق بمستوي الحوار الدرامي فهي مأساة تعانيها المسلسلات منذ سنوات من حيث الأداء اللغوي والجسدي فهو يحتوي علي تجاوز أخلاقي كبير لا يتناسب مع دور الأعمال الدرامية التي لايجب أن لا تخلو من الجانب التربوي كما لايتناسب أيضا مع جلال الشهر الكريم فضلا عن عدم تناسبه مع الشريحة الأكبر من الجمهور وهم من الأطفال والشباب. المخرج عادل الأعصر يري أن الصورة التليفزيونية هذا العام جيدة والمنتجون لم يبخلوا في الإنفاق علي المسلسلات هذا العام وهذا واضح من خلال الديكورات المبهرة وعدد النجوم المشاركين في المسلسل الواحد والتقنية الحديثة التي تم استخدامها في تصوير هذه المسلسلات. واتهم الأعصر المؤلفين بأنهم لم يقدموا جديدا فالموضوعات معظمها قديمة ومكررة وأكد أن المسلسلات أعطت الفرصة لظهور جيل جديد من الممثلين الشباب للظهور هذا العام . وانتقد بشدة الأسلوب المتدني في حوار بعض المسلسلات وما احتوته من ألفاظ وايحاءات سيئة لاتنفع العمل الدرامي بل بالعكس أضرت به ويقول أنا ضد كل الإسفاف وخصوصا هذا النوع والتحذير الذي ظهر هذا العام لأول مرة أنا اعتبره ترضية للمشاهد وللنقاد. واتفق السيناريست نادر صلاح الدين مع المخرج عادل الأعصر وقال إن العديد من الأعمال هذا العام تجاوزت الخطوط الحمراء من حيث مستوي الحوار والخروج عن المستوي اللائق في الحوار وأنا لا أشاهد إلا أعمال الثلاثة الكبار الفنان عادل إمام والفخراني ومحمود عبد العزيز وبعض أعمال الشباب وذلك لكثرة المسلسلات واستحالة مشاهدتها كلها وأنا أري هذا العام صورة جديدة وأنا أرجع ذلك إلي الاستعانة ببعض مديري التصوير الأجانب. وشادي الفخراني بالرغم من أن مسلسل " الخواجة عبد القادر" أول إخراج له إلا أن التكنيك عال جدا وأكثر من رائع وهو مخرج فاهم وواع جدا وممسك بكل خيوط المسلسل بالرغم من أن المسلسل صعب وفيه "فلاش باك" وهي لعبة خطرة وهذا المسلسل مختلف عن بقية المسلسلات فهو ليس نمطيا في النقل بين المستويات الزمنية . أيضا "فرقة ناجي عطا الله" للفنان عادل إمام مسلسل إنتاجه ضخم وتم تحويلة من فيلم سينمائي قبل تصويره إلي مسلسل. بينما يؤكد المخرج محمد فاضل أن كثرة المسلسلات ظاهرة إيجابية وسلبية في نفس الوقت ويقول فاضل إن كثرتها أتاحت لعدد كبير من المؤلفين طرح أنفسهم علي الساحة أما سلبيتها هي أنها لم تتح الفرصة الكاملة للمشاهد لمتابعة هذه الأعمال. ومن الظواهر اللافتة للنظر اشتراك عدد كبير من الفنانين في الدراما منهم الفنان عادل إمام الذي عاد بعد 30عاما غيابا وأيضا مشاركة كريم عبد العزيز وأحمد السقا وأتمني ألا تكون نزوة بسبب قلة الإنتاج السينمائي هذا العام فوجودهم بلا شك يثري الشاشة التي تراجعت خلال السنوات الماضية أيضا من ضمن السلبيات أن بعض الأعمال تم تفصيلها لبعض الفنانين وأعتقد أن هذا سوف يساعد علي تصفية الجمهور للأعمال وانتقائهم للأعمال الجيدة والسلبية الأهم والأخطر وهو تراجع الدولة عن الإنتاج واعتمادها علي المسلسلات الجاهزة وأعيب علي بعض المسلسلات مجموعة من الألفاظ السيئة بحجة أن ذلك نقل للواقع يجب أن نأخذ من الواقع بشكل لا يخدش حياء المشاهد لأن السينما غير التليفزيون. السيناريست فايز رشوان يقول إن مؤلفي الدراما الصعيدية لم يعد لديهم الجديد باستثناء مسلسل "الخواجة عبد القادر"لأن مؤلفه عبدالرحيم كمال من أبناء الصعيد فبالتالي لديه القدرة علي أن يكتب عن الصعيد الحقيقي ويعايش أحلام أهله وأوجاعه أما المسلسلات الأخري مثل "سيدنا السيد" و"شمس الأنصاري" فدارت في فلك موضوعات مثل الثأر وتجارة السلاح والآثار فهي موضوعات مستهلكة بينما الصعيد الحقيقي به موضوعات أهم ويمكنها أن تقدم دراما أكثر ثراء من تلك التي نشاهدها علي الشاشة. الأعمال الشبابية لاقت نجاحا لقيام الشباب بالبطولة الجماعية مثل مسلسل "رقم مجهول" و"طرف ثالث"، علي مستوي الإخراج استطاع أحمد نادر جلال تقديم صورة سينمائية في الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل "رقم مجهول" وعلي مستوي المؤلفين نجح أيمن سلامة في »مع سبق الإصرار« وعمرو سمير عاطف في مسلسل "رقم مجهول" بتقديم دراما تشويقية مثيرة جذبت شريحة كبيرة من مشاهدي التليفزيون كذلك نجح محمد سليمان في التصدي لموضوع درامي جديد في مسلسل "باب الخلق" وواصل عبد الرحيم كمال نجاحاته بتقديم عمل جيد وهو "الخواجة عبد القادر" للفنان يحيي الفخراني.ومن ناحية أخري احتوت بعض المسلسلات علي ألفاظ وإيحاءات لايصح أن يشاهدها الجمهور أو يسمعها وخاصة في عمل مثل الزوجة الرابعة وعمل مثل "شمس الأنصاري" كثر به تدخين الحشيش بشكل مبالغ فيه وهناك عدة أعمال جيدة ولكنها لم تلق نسبة مشاهدة عالية من الجمهور مثل "نابليون والمحروسة" الذي تقوم ببطولة الفنانة ليلي علوي. ويقول الفنان شريف رمزي أري أن هناك طفرة ملحوظة في شكل الصورة لأن هناك جيلا جديدا من الشباب والتكنيك عال ولكن مازال لدينا مشاكل في الكتابة، وأنا أري أن هؤلاء تسرعوا في إنتاج مثل هذه المسلسلات في الوقت الحالي، وأعجبني الديكور والإنتاج السخي.