في إطار اهتمام القيادة السياسية المصرية بتوطيد العلاقات المصرية الآسيوية وفتح جبهات تنموية واقتصادية جديدة للبلاد تأتي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للصين من أجل المشاركة في قمة منتدي »الحزام والطريق» التي يشارك فيها زعماء 37 دولة بناء علي دعوة رسمية موجهة من الرئيس الصيني »شي جين بنج» وهي القمة التي تهدف إلي تدعيم التقارب بين الشعوب وبعضها في إطار المنافع المتبادلة. وتحرص القيادة السياسية الصينية علي مشاركة مصر الدائمة في أعمال »منتدي الحزام والطريق» حيث تعتبر مصر شريكا حضاريا وتاريخيا للصين في تلك المبادرة حيث إن مصر ليست شريكا فقط في طريق الحرير بحكم الموقع باعتبار قناة السويس محوراً هاماً علي طريق الحرير البحري.. وإنما أيضا مصر شريك هام في ظل العلاقات التاريخية والحضارية والثقافية التي تربط بين البلدين. وعلي هامش قمة »الحزام والطريق» يعقد اجتماع القمة »المصرية.. الصينية» بين الرئيسين المصري والصيني في إطار سعي البلدين نحو إعطاء دفعة قوية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين القاهرةوبكين بخلاف التنسيق بين الدولتين بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. كما يعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته للصين عدة لقاءات هامة مع كبار المسئولين وعلي رأسهم رئيس الوزراء الصيني ورئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بخلاف لقاءات مع عدد من الزعماء المشاركين في منتدي الحزام والطريق... وقد صرح السفير أسامة المجدوب سفير مصر لدي بكين بأن الرئيسين عبدالفتاح السيسي ونظيره الصيني قد اتفقا خلال لقائهما الأخير عام 2018 علي الدفع بالشراكة الاستراتيجية الشاملة نحو آفاق أرحب وأن كافة المؤشرات الحالية تؤكد أن العلاقات بين البلدين سوف تمضي علي نحو أفضل خلال عام 2019 علي كافة المستويات. ومن المتوقع أن تشهد هذه الزيارة الهامة توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون المشترك بين البلدين في ضوء تنامي »العلاقات المصرية - الصينية» حيث تم الاتفاق خلال الزيارة الأخيرة للرئيس للصين علي عدد من المشروعات الاستثمارية الصينية التي يبلغ حجمها 18.3 مليار دولار بينما عمل نحو 1080 شركة صينية في مصر في مجالات استثمارية متنوعة أبرزها في قطاعات الصناعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتطوير المناطق الاقتصادية والتمويل والمقاولات. ويفتتح الرئيس الصيني أعمال قمة المنتدي بإلقاء كلمة هامة تؤكد علي التعاون المشترك بين دول »المبادرة» كما يرأس أيضا قمة »المائدة المستديرة» التي ستنعقد في اليوم الأخير للقمة حيث تناقش القضايا المثارة محل اهتمام المنتدي والتي سوف يشارك فيها أيضا الرئيس السيسي. وقد شهدت العلاقات المصرية الصينية علي مدي السنوات الأخيرة طفرة متميزة.. حيث وصلت إلي مستوي الشراكة الاستراتيجية الشاملة خاصة أن هناك دولا قليلة جداً هي التي ترتبط مع الصين بمثل هذا النوع من العلاقة.. ويعتبر ذلك انعكاسا لمدي التقدير الذي تحظي به القيادة السياسية المصرية من قبل حكومة بكين.. كما يعد انعكاسا لتقدير الصين للدور المصري الرائد في المنطقة العربية والقارة الإفريقية، وقد ظهر ذلك جليا في حرص الرئيس الصيني علي دعوة الرئيس السيسي في العديد من المؤتمرات الدولية التي استضافتها الصين علي مدي السنوات الماضية.. كما أن هناك تعاونا مصريا صينيا في إفريقيا.. وانطلاقا من مدي اهتمام مصر بعلاقاتها مع الصين فقد تم إنشاء وحدة الصين مؤخراً التي تتبع مجلس الوزراء والتي أقرها الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء خلال الفترة الماضية.