تجري وزارة الصحة والسكان تحقيقات موسعة في قضية حملات التطعيم المجهولة التي أثارت الذعر بين المواطنين خلال الأسابيع الماضية بعدأن تأكدت للوزارة معلومات خطيرة تفيد بأن الأمصال التي تم حقن الأطفال بها بالمحافظات وأدت إلي وفاتهم تم تسربيها من شركات أمصال ولقاحات تعمل بدون ترخيص من وزارة الصحة فضلا عن أن الحملة القومية كانت في السنوات السابقة برعاية سوزان مبارك كنوع من الوجاهة وسوف تستمر هذا العام. الحملة القومية للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يشهد له علي مدار 03 عاما كانت تسبقها إعلانات مسموعة ومقروءة ولافتات بالشوارع والميادين وإعلانات علي جميع القنوات التليفزيونية تؤكد أن الحملة تحت رعاية سوزان مبارك وتعطي مجانا لأطفال مصر كانت عربات وزارة الصحة والسكان تجوب الشوارع والحواري وتنتقل من منزل إلي منزل لتطعيم الأطفال من عمر يوم إلي 5 سنوات هذا ما كان يحدث حتي نهاية عام 0102 قبل قيام الثورة، وكان من المقرر أن تبدأ الحملة العام الماضي في شهر فبراير ولكن فوجئنا باختفائها نهائيا وكأن شيئا لم يكن أو كأن الحملة كانت مرتبطة بوجود سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق حتي المراكز الصحية التابعة للوزارة لم يكن متاحا بها هل انتهت الحملة القومية برحيل سوزان وهل الوزارة عاجزة عن توفير مصل شلل الأطفال الذي يحمي أطفالنا من المرض وماحقيقة شائعة التطعيم الخاطيء التي أثارت الذعر لدي المواطنين بمحافظات الإسماعيلية وبورسعيد والغربية وكفر الشيخ وعن وفاة أطفال بسبب تطعيمهم بمصل فاسد علي غير الحقيقة مما أدي لإعلان الأهالي عبر مكبرات الصوت بالمساجد بالتحذير من تطعيم الأطفال من جانب مجهولين ينتحلون صفة ممرضين حملنا الأسئلة ومدي صحة الشائعة في التحقيق التالي.. يؤكد الدكتور عمرو قنديل وكيل أول الوزارة للطب الوقائي أن الحملة القومية للتطعيم ضد شلل الأطفال مستمرة وتكلفتها 52 مليون جنيه تتحملها وزارة الصحة التي توفرها وزارة المالية ويتم خلالها تطعيم 21 مليون طفل علي مستوي الجمهورية ولا ترتبط بوجود سوزان مبارك ولكن نظرا لما تعرضت له البلد تم إرجاؤها وخلال هذا العام لم تقم وزارة الصحة بحملات لتطعيم الأطفال موضحا أن القيام بحملات لايتم إلا بالإعلان مسبقا وبمواصفات معينة وحول ما أشيع عن وجود حملات للتطعيم ببعض المحافظات مثل بورسعيد والإسماعيلية وكفر الشيخ والغربية فهي غير تابعة للوزارة علي الإطلاق نافيا معرفته بتبعيتها للوزارة قائلا إن ماتردد في الآونة الأخيرة عن وجود تطعيمات ضارة بالأطفال في بعض المحافظات أن هذه التطعيمات يتم إعطاؤها للأطفال داخل المنازل بمعرفة مجهولين لا علاقة لهم بالوزارة. وأشار قنديل أن الوزارة منعت حملات التطعيم بالمنازل بعد الثورة نتيجة للانفلات الأمني الذي شهدته البلاد تجنبا لحدوث أي ملابسات والحملة الوحيدة التي أطلقتها الوزارة في العام الماضي كانت في شهر أكتوبر للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال فضلا عن أن الحملات التي يتم تنفيذها من منزل لآخر بالمحافظات يتم الإعلان عنها والفرق التي تقوم بالحملات ترتدي زيا خاصا وتحمل بطاقة التعارف الخاصة بالوزارة ومديريات الشئون الصحية وجميع التطعيمات التي تقوم بها الوزارة الآن تكون بالوحدات التابعة لها مكاتب الصحة والوحدات الصحية والمراكز الطبية وهي طعوم مسجلة بالوزارة ومعتمدة من منظمة الصحة العالمية وتم إجراء الاختبارات اللازمة بهيئة الرقابة علي المستحضرات الحيوية واللقاحات بمصر. من جانبه قال د. عادل طلبة مدير الشركة القابضة لهيئة المصل واللقاح إنه تم تسريب للأمصال واللقاحات من بعض الموزعين التابعين للشركة التي تستورد الأمصال والتي قد تكون غير حاصلة علي ترخيص وزارة الصحة مشيرا أن كل الأمصال التي تدخل البلاد تكون قد مرت بفترات طويلة من التجارب والاختبارات للتأكد من سلامتها وفاعليتها قبل استخدامها للمرض ودخولها. منوها أن الشركة هي المسئولة عن إنتاج الأمصال في مصر والشرق الأوسط ولكن يوجد بعض الشركات الدولية تقوم باستيراد بعض الأمصال من الدول الأوروبية وأن معظم التعليمات تكون عن طريق حملات وزارة الصحة الإجبارية مثل تطعيم شلل الأطفال والحصبة الألمانية أو الحملات الاختيارية من خلال تواجد المواطن بفروع الشركة وعدم ذهاب أي مندوب من الشركة للتطعيم في المنازل. وأشار الدكتور شريف عبدالرءوف استشاري طب الأطفال أن التطعيمات المدونة خلف شهادة الميلاد التي يتناولها الطفل من عمر يوم حتي سنة كافية لتحفيز النظام المناعي الطبيعي فنسبة الشفاء من شلل الأطفال عالية جدا مقارنة بالأعوام الماضية باستثناء بعض المناطق الريفية التي لاتعطي أهمية للتطعيم والذي يعطي علي5 مراحل بالإضافة إلي الجرعات المنشطة وإن كنا نطالب بإدراج مصل الإنفلونزا ضمن جدول التطعيمات بوزارة الصحة بعد انتشار المرض في الفترة الأخيرة وارتفاع سعر الأمصال بالعيادات الخاصة وعدم معرفة الكثير من الأسر بخطورة هذا المرض الذي قد يؤدي إلي الوفاة. وقال أحد المسئولين بوزارة الصحة إن الوزارة فتحت تحقيقا موسعا حول مدي حقيقة هذه الحملات من عدمها وذلك بعد وجود معلومات غير معلنة وصلت إلي الوزارة عن تسريب كميات من الأمصال من شركة المصل واللقاح واستخدمت في التطعيم بالمحافظات التي توفي بها الأطفال قبل إعلان الدكتور فؤاد النواوي وزير الصحة والسكان عن عدم وجود حملات تطعيم ضد شلل مرض الأطفال بهذه المحافظات.