قبل أيام من الذكري الأولي لثورة يناير ظهرت دعوات علي موقع التواصل الاجتماعي إلي شراء قناع فنديتا واتباع منهجه الثائر فاحتل القناع محل الصور الشخصية للعديد من النشطاء علي الفيس بوك . وما زاد الأمر جدلا ظهور تحذيرات من بلطجية يرتدون أقنعة فنديتا لإخفاء هويتهم الحقيقية علي صفحات إحدي الجرائد الحزبية الأمر الذي أغضب بعض المتظاهرين وعزموا علي الدعوة لارتدائه والظهور به في ميدان التحرير . وانهالت التعليقات الساخرة علي مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) و(تويتر)، والتي واصل بها المصريون روح الدعابة المستمرة منذ انطلاق الثورة في العام الماضي. فظهرت مجموعات تحمل اسم أنا آسف يا فنديتا علي غرار حملة أنا آسف يا ريس ،أنت عيل فنديتا ،حملة دعم فنديتا رئيسا للجمهورية تحت شعارفنديتا مش بتاع فوضي فنديتا بتاع ثورة. هذا ما دفعنا لمعرفة سر هذا القناع وما حقيقته فيعود قصة القناع منذ أكثر من سبعة أعوام مضت علي إنتاج فيلم ' V for Vendetta' فلم يكن مخرج الفيلم جيمس مكتيجو يعلم أنه سيكون سببا في سجالات ثورية بعد الدعوة لارتداء أقنعة فنديتا في ميدان التحرير يوم 52يناير الماضي للاحتفال بالثورة تيمنا ببطل الفيلم الذي ثار ضد نظام بلده الظالم والمستبد علي شعبه مستندا إلي القناع في إخفاء هوية الشخص الثائر من حيث ديانته، وانتمائه السياسي. ويعبر هذا القناع عن شخصية 'جاي فوكس' الشهيرة في التاريخ الإنجليزي، حيث سعي في عام 1606 لتفجير مبني البرلمان الإنجليزي بالتعاون مع مجموعة من الثوار، لكن السلطات اكتشفت مخططه قبلها بساعات وقبضت عليه وتم تعذيبه وإعدامه، وقد ألهمت شخصية فوكس المخرجين لتأليف سلسلة كوميكس تحمل اسم ' V for Vendetta ' التي انتقدت الأساليب القمعية لحكومة مارجريت تاتشر في الثمانينات من القرن العشرين. وتعني كلمة فنديتا باللاتينية الانتقام وقد أصبح القناع حاضرا في عدة مظاهرات حول العالم ومنها حركة 'احتلوا وول ستريت' وظهور جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس في لندن مرتديا القناع تعبيرا عن حق الثوار في إخفاء هويتهم. ليأتي يوم 52يناير وكان في اعتقاد البعض أن ميدان التحرير سيمتلئ بأقنعة الفنديتا ليفاجئنا ثوار التحرير كعادتهم فيظهرون للعالم صيحة مصرية خالصة عبارة عن أقنعة ورقية جسدت صور الشهداء خالد سعيد ومينا دانيال والشيخ عماد عفت والمناضل أحمد حرارة، الذي فقد عينيه الاثنتين خلال أحداث الثورة. لينسحب فنديتا من الميدان ويحل محله صور شهداء الثورة المصرية. "لم نعد في حاجة لاستيراد أبطال من الخارج، بعد أن أصبح لدينا أبطالنا الذين يعبرون عن ثورتنا" هذا ما قاله حاتم فتحي الذي صمم الأقنعة مؤكدا حرصه علي أن تبقي باللونين الأبيض والأسود لتعبر عن كونهم رموزاً للثورة المصرية. مجموعة من الشباب قرروا أن يبتكروا فكرة ليوحدوا بها صفوف الشعب المصري حول رموز الثورة الحقيقية بعدما فرقتهم الأحداث الأخيرة أشرف ربيع مهندس كمبيوتر أحد أفراد هذا الفريق الذي شعر بغيرة من أن يتحول رمز غربي مثل فنديتا إلي رمز للثورة المصرية، في الوقت الذي لدينا فيه العديد من الرموز والشهداء الذين يمكنهم أن يعبروا عنا أكثر. أضاف أشرف: ارتداؤنا الأقنعة يوصل رسالة بأننا كلنا مشاريع لشهداء محتملين، مؤكدا أنهم بحثوا عن أكثر الشخصيات التي أثرت في الثورة المصرية، وحرصوا علي أن يكونوا ممثلين لجميع طوائف المجتمع ومعبرين عن مراحل الثورة، حيث حصل قناعا أحمد حرارة والشيخ عماد عفت علي إقبال كبير، يليهما قناع خالد سعيد ومينا دانيال، بميزانية لا تتجاوز 5 آلاف جنيه، وبتبرعات جمعوها من أصدقائهم، نجح الفريق في إخراج فكرته إلي النور، وساعد علي انتشارها وجود الكثير من الأطفال في المسيرات التي تحيي ذكري ثورة 25 يناير. قبل يوم من إحياء ذكري الثورة ظهر قناع شهيد الأزهر الشيخ عماد عفت في ميدان التحرير ، وهو لم يكن يباع بل كان يوزعه مجموعة من الشباب ، ورأينا الكثير من الشباب يرتدون القناع إيمانا منهم بأهمية استكمال الثورة حتي يحصل أهالي الشهداء علي حقوق أبنائهم ليظهرالشيخ عماد عفت في ميدان التحرير مرة أخري بعد استشهاده. وفي يوم عيد ميلاده خالد سعيد أو أيقونة الثورة كما يسميه الثوار لتظهر الأقنعة التي تحمل صورته في إحياء الذكري الأولي للثورة ليؤكدوا أن خالد سعيد ليس فقط شهيدا بل عميد شهداء الثورة المصرية . بينما في المسيرة القادمة من جامعة عين شمس كان عدد من المتظاهرين يرتدون أقنعة لوجه شهيد كلية الطب علاء عبدالهادي . كما صنعوا أيضا عروسة ماريونت تشبه المشير طنطاوي حيث صنعوها من الفوم وألبسوها زياً به ألوان تتشابه مع لون الزي العسكري ووضعوا علي صدرها جملة لا دستور تحت حكم العسكر. يقول محمد عبدالسلام فكرنا في أن نصنع عروسة ماريونت علي هيئة المشير طنطاوي، علي أن يحركها من الخلف 3 شباب يمثلون الإدارة الأمريكية لنعبر عن تصورنا بأن المجلس العسكري تحركه الولاياتالمتحدة كما كان الحال في عهد مبارك، كما نعبر من خلاله عن كراهيتنا لحكم العسكر.