دخل متظاهرون ميدان التحرير متخفين بقناع "فانديتا" وارتداه الصحفى إبراهيم عيسى، الذى يشتهر بالتحريض فى برنامجه الذى يبثه من قناته الملاكى. بالتزامن مع القناع الذى يعتبر أحدث صرعة للثائرين فى الميدان، زادت أحاديث النشطاء المطالبة بإلغاء أى شرعية وبالأخص شرعية البرلمان، والاعتداد بواحدة فقط وهى شرعية الميدان. يعبر قناع "فانديتا" عن الصراع الجديد الذى بدأ فى الساعة الخامسة مساء يوم الجمعة بين شرعية الميدان وشرعية البرلمان المنتخب الذى لم يبدأ عمله فعليا بعد. عندما دقت "الخامسة" بدأت هتافات منصة "كاذبون" ضد الإخوان، تسبهم وتشتمهم مع رفع الأحذية فى وجوههم. الأحذية ثقافة مصرية راسخة لا جديد فيها سوى أنها ترتفع لأول مرة فى ميدان التحرير.. ولم يكن رفعها ضد ضد السلطة وإنما ضد فصيل آخر من الثوار، وهو الذى وصفته صحيفة أمريكية بالانقسام الخطير الذى أصبحت عليه الثورة المصرية بعد عام كامل من جمعة الغضب ومع اقتراب ذكرى موقعة الجمل، التى ينسب للتيار الإسلامى فضل إحباطها. لا تزال تتصدر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى صورة شاب من ذلك التيار يلتقط فارسًا من فوق حصانه ويوقعه أرضا بعد أن أحكم قبضته بحركة ماهرة على سلاحه الأبيض. رئيس حزب المصريين الأحرار مثلا الذى يشارك بنسبة معقولة فى البرلمان تحدث عن شرعية وحيدة هى ميدان التحرير، واعتبر البرلمان منتخبًا من أقلية لا وزن لها. والمتحدث باسم حركة 6 أبريل – الجبهة الديمقراطية – زاد عليه ضرورة الخروج لكل الشوارع والميادين وعدم التقوقع فى الميدان الذى فصلهم عن الشعب. إذا أضفنا "فانديتا" الذى يخفى شخصية من يرتديه، سنفهم أنه تعبير عن رفض وجود البرلمان ومعبر عن الهتافات التى ذكرت على سبيل المثال وليس الحصر أن الإخوان باعوا به الثورة، وأهانت بالاسم المرشد محمد بديع والدكتور عصام العريان. قناع "فانديتا" يعكس شخصية "جاى فوكس" الذى حاول فى عام 1606 تفجير مبنى البرلمان الإنجليزى بالتعاون مع مجموعة من الثوار، فارتدوا أقنعة تخفى شخصياتهم.. تم اكتشاف فوكس وإعدامه قبل الهجوم على البرلمان. وقبل عدة سنوات استلهم المخرج "جيمس مكتيجو" شخصية فوكس لإنتاج فيلم أمريكى شهير باسم v for vendetta. "فانديتا" كلمة لاتينية تعنى الانتقام، والمعنى يتفق تماما مع دعوات المتظاهرين الشيوعيين أو الاشتراكيين الثوريين. استعار بعض المتظاهرين رمزية "القناع" تعبيرًا عن رفضهم للبرلمان فى نفس اليوم الذى رفضه محمد البرادعى المنسحب من سباق لم يبدأ بعد على الترشح للرئاسة.. ففى بيان صادر عن مكتبه دعا لحل مجلس الشعب بعد أن يقوم بانتخاب رئيس مؤقت للجمهورية من بين أعضائه، ثم يجرى وضع الدستور وبعده ينتخب مجلس جيد. هذه الدعوة وصفها الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل على صفحته فى الفيس بوك، بأنها اتجاه لحرق البلد كلية. ليس وحده الشيخ حازم الذى استثارته دعوة البرادعى، فقد أغضبت الكثير من المتظاهرين فى ميدان التحرير، وقالوا إن حل البرلمان والحديث عن رئيس مؤقت انتحار وفوضى فى الحياة السياسية، وأن هدفهم ليس ذلك بل سرعة تسليم السلطة لرئيس منتخب قبل وضع الدستور. لقد انتهينا إلى حرب ضد البرلمان ودعوات لم تعد خجولة لإسقاطه. [email protected]