يمثل الإدمان وتعاطي المخدرات مشكلة كبيرة منتشرة في المجتمع، خاصة أنها أصبحت تستقطب الفئات العمرية الصغيرة، كما أوضح عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في حواره ل»آخرساعة» لافتاً إلي أن هناك انخفاضاً في العمر بين الفئات المعرضة للإدمان، ليصل الأمر إلي طلاب المرحلة الثانوية، أما الفئات الأكثر عرضة للتعاطي حسب الإحصائيات فكان أبرزها السائقون والعمال. وأكد عثمان أننا بحاجة لسن تشريعات جديدة تنظم التناول الدرامي لمشاهد التعاطي والإدمان دون المساس بحرية الإبداع، وإلي نص الحوار: • حدثنا عن دور الصندوق في مكافحة وعلاج الإدمان؟ يمثل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان الآلية الوطنية للتعامل مع مشكلة تعاطي المخدرات علي صعيد خفض الطلب، وتوفير حزمة من البرامج الوقائية وآليات الكشف المبكر عن تعاطي المخدرات وخلق بيئة عمل خالية من تعاطي المخدرات، وكذلك معني بالعمل علي إتاحة خدمات العلاج بشكل مجاني وفي سرية تامة وصياغة منظمة دمج مجتمعي كاملة. قمتم مؤخراً بشن حملات لكشف التعاطي بين العاملين بالمدارس .. ما آخر الإحصائيات التي توصلتم إليها في هذا الصدد؟ قام الصندوق خلال عام 2017 - 2018 بإجراء الكشف والتحاليل علي 1500 عامل بالمدارس ومعاوني خدمات وتبين من خلال الحملة أن نسبة التعاطي بينهم وصلت إلي 5.9٪، منهم 61 ل»الترمادول»، 19 للحشيش. هل هناك نية لشن حملات للكشف علي تعاطي العاملين بالحكومة كما تردد مؤخراً؟ القرار في هذا الصدد لن يكون بمبادرة من صندوق مكافحة التعاطي وعلاج الإدمان، لأن الصندوق يمثل بيت خبرة في تطبيق برامج الكشف المبكر والعمل علي خلق بيئة عمل خالية من تعاطي المخدرات، فالمبادرة ستكون من قبل الجهات المعنية عن هذا الأمر. ما الفئات الأكثر إدماناً من حيث الإحصائيات؟ أظهرت الإحصائيات حجم مشكلة تعاطي المخدرات بين الفئات الأكثر عرضة للتعاطي والإدمان وكانت بين السائقين بنسبة 24٪، والعمال 19٪، نسبة 7.7٪ بين طلبة المرحلة الثانوية. ما آخر الإحصائيات التي توصل إليها الصندوق بشأن الإدمان والتعاطي؟ تم إطلاق نتائج دراسة حجم مشكلة التدخين وتعاطي المخدرات بين طلبة وطالبات المدارس خلال العام الحالي في شهر 7/2017 تبين بلوغ انتشار التدخين بين أفراد عينة الدراسة بنسبة ( 12.8٪) بينما ظهر تعاطي المخدرات بنسبية ( 7.7 ٪) من أفراد عينة الدراسة من طلاب مدارس الثانوية العامة والفني في 13 محافظة ومثلث كل إقليم في مصر. وماهي أكثر الفئات العمرية المعرضة للتعاطي والإدمان؟ في السابق كانت تتراوح أعمار الأشخاص العرضة للإدمان من 30 إلي 40 عاما، أما حالياً فقد انخفضت الفئات العمرية العرضة للتعاطي والإدمان، حيث جاء طلبة المرحلة الثانوية من أكثر الفئات العرضة للإدمان، وخاصة إدمان الكحوليات بنسبة 8.3٪، وتعاطي المخدرات بنسبة 7.7 ٪، وهي نسب كبيرة تستدعي مبادرات بالمدارس وزيادة مراقبة الوالدين داخل الأسرة. حسب الإحصائيات ، ماهي أكثر المخدرات انتشاراً ؟ كشفت الإحصائيات ارتفاع معدل تعاطي عقار الترامادول ليحتل المرتبة الأولي بنسبة 51.8٪ ويأتي تعاطي مخدر الحشيش في المرتبة الثانية، بنسبة 35٪ ويليه الهيروين بنسبة 23.3٪. ماذا عن تعاطي الإناث ، وخاصة ربات البيوت اللواتي يدمن الترامادول؟ يدخل الترامادول إلي مصر مهرباً من شرق آسيا، وهو مخدر في غاية الخطورة لأن نسبة المادة المخدرة به زائدة ، ولدينا سوء استهلاك للترامادول بمصر، وقد تستهلكه بعض النساء ظنا منهن بأنه مسكن وهو أمر غير صحيح حيث تتسبب أعراض الترامادول في الشعور بالاكتئاب والقلق والرغبة في الانتحار، أما عن نسبة تعاطي الإناث فهي تصل إلي 27.5٪ من الفئة العمرية 12سنة إلي 60 سنة. ما هي المحافظات الأكثر انتشارا من حيث نسب التعاطي ؟ المحافظات الأعلي في نسب التعاطي بالترتيب هي القاهرةسوهاجأسوان مطروح المنيا . هناك تعاون بين الصندوق والأممالمتحدة لعلاج الأمراض المصاحبة للإدمان.. ما هي الجهود المبذولة في هذا الشأن؟ تمثل في اجتماع الدورة 60 للجنة المخدرات المنعقد في فيينا مارس 2017، وتم تنظيم حدث جانبي لعرض التجربة المصرية في خفض الطلب علي شقي الوقاية المبكرة والعلاج، ونتائج الخطة الوطنية الأولي التي أطلت في مايو 2015 بالتنسيق مع 11 وزارة مصرية، وكانت هناك تشاورات بمجالات التعاون بين مكتب الأممالمتحدة المعني بالجريمة والمخدرات والصندوق أسفرت عن أوجه تعاون تمثل في برامج بناء قدرات العاملين في مجالي الوقاية المبكرة وعلاج الإدمان والدمج المجتمعي، وكانت أولي هذه الفاعليات تنفيذ ورشة بحضور 50 من الوزارات والهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، لصانعي السياسات، وعقد برامج في مجالات مكافحة المخدرات والجريمة بشكل عام تضمن عقد ورش عمل تدريبية بالتنسيق مع الصندوق في مجالات التدريب علي ضمان جودة خدمات علاج الإدمان، والتدريب علي علاج المدمنات، والتدريب علي المعايير الدولية لعلاج اضطراب الإدمان، وتدريب مديري خدمات العلاج من الإدمان. ما تعليقك علي تناول الدراما لمشاهد التعاطي والإدمان؟ لابد أن نعلم في البداية أن عدد مشاهد التدخين بلغت 1889 مشهدا بمساحة زمنية قدرها 42.3 ساعة مثلت 13٪ من إجمالي المساحة الزمنية للدراما الرمضانية، وبلغت نسبة مشاهد التعاطي 529 مشهدا بإجمالي مساحة زمنية قدرها 14.30 ساعة تمثل 3.7٪ من إجمالي المساحة الزمنية للدراما الرمضانية، التطور في حجم التناول الدرامي للمشكلة يدعونا للقلق البالغ حيث إن كلاً من نسبة مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات زادت عن العام الماضي. هل نحتاج لتشريعات جديدة تضبط التناول الدرامي للإدمان؟ نعم فنحن في حاجة إلي آليات عمل مختلفة تحقق ضبطا في التناول الدرامي للمشكلة بالشكل الذي لا يجور علي حرية الإبداع والتعبير أي بشكل يضمن حرية إبداع مسئولة. ما هي الوزارات التي تتعاون مع الصندوق لمكافحة الإدمان؟ جاء إطلاق الخطة القومية لمكافحة المخدرات بالشراكة مع عدد 11 وزارة تستند علي قواعد البيانات الخاصة المشكلة بهدف تحقيق التكامل في مجهودات خفض الطلب علي تعاطي المواد المخدرة بشكل شامل ومتوازن مع مجهودات خفض الطلب. ما هي آخر النتائج التي توصل لها الصندوق بعد الحملات المضادة للتعاطي؟ أولاً بالنسبة لبرامج التوعية تم الاعتماد علي أدلة علمية تستند علي مكون المهارات الحياتية تحت عنوان »اختار حياتك» ورفع وعي 2 مليون »شاب وفتاة في »9 آلاف» مؤسسة تعليمية، وشبابية، بالإضافة إلي برامج الكشف المبكر، حيث تم الكشف علي 3536 سائق حافلة مدرسية وانخفضت نسبة القيادة تحت تأثير المخدر من (12٪) في عام 2014 إلي (3.5٪) في 2017 ، كما تم الكشف علي (1700) سائق مهني علي الطرق السريعة والداخلية انخفضت نسبة القيادة تحت تأثير المخدر من (24٪) في عام 2014 إلي (17٪) مع مطلع 2017، استهدفنا إجراء تحليل ل(4000) سائق حافلة مدرسية خلال العام الدراسي (2017-2018 ). ماذا عن الحملات الإعلانية التي تصدرها الممثل محمد رمضان مؤخراً؟ بالنسبة لنتائج الحملة الإعلانية »إنت أقوي من المخدرات» فقد وصل عدد المتفاعلين مع الحملة بمراحلها المختلفة علي مواقع التواصل الاجتماعي إلي »60» مليون متفاعل، وزيادة عدد المتابعين لصفحة الصندوق علي موقع الفيس بوك من 5 آلاف متابع في 2015 إلي مليون و700 ألف متابع في 2017 وزيادة نسبة الطلب علي العلاج بنسبة 82.5٪ كما أن 20.4٪ من المتقدمين للعلاج كان عن طريق منصة الصندوق علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وحدث فاعلية ترويجية للحملة في الجامعات علي سبيل المثال جامعة عين شمس، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا جامعة بني سويف، مكتبة الإسكندرية وذلك بطلب من الجامعات