داخل قاعة »أحمد رجب» حلقت روح الكاتب الكبير لتمنح تلاميذه عطفا أبويا في احتفال »آخر ساعة» بعيد الأم.. تحولت القاعة إلي قلب كبير ضم أسرة المجلة إلي جانب عدد من قيادات أخبار اليوم الذين حرصوا علي تقديم آيات الشكر وعبارات التهنئة للزميلتين نعمة الله حسين ومني الخولي بمناسبة الإجماع علي اختيارهما أمين مثاليتين لهذا العام. وسادت القاعة التي ازدحمت بالحضور، حالة من البهجة، وبدا وكأن عملاقي الصحافة مصطفي وعلي أمين التي تضم جدران القاعة صورتين لهما، سعيدين بهذه الاحتفالية خاصة أنهما صاحبا فكرة »عيد الأم» التي شاء القدر أن ترسم البسمة علي وجه اثنتين من أبناء »أخبار اليوم»، فيما كانت باقي صور القيادات الصحفية شاهدة علي الاحتفالية. بكت الأستاذة مني من الفرحة ولم تستطع الأستاذة نعمة تجفيف دموعها التي انهمرت بغزارة علي مدار الاحتفالية، بينما عبر الزملاء بصدق عن مشاعرهم تجاه سيدتين صنعتا بإنجازاتهما المهنية وتعاملاتهما الإنسانية قدوة للأجيال التالية. وجه الأستاذ محمد عبد الحافظ، رئيس تحرير »آخر ساعة»، الشكر للأستاذتين نعمة ومني، علي ما قدمته كل منهما علي مدار عشرات السنوات من مثال يحتذي به في العمل والحياة، ومقاومة ظروف صعبة بصبر وإيمان وتربية أبناء تفوقوا في الدراسة والأخلاق، في الوقت الذي لم تتخل فيه أي منهما عن مواصلة مشوار نجاحها الصحفي، والوصول إلي منصات عالمية والوقوف في محافل دولية لتمثل بلادها في مهرجانات كبري كما تفعل - الناقدة الأولي في الوطن العربي- نعمة الله حسين التي كرر لها رئيس التحرير الشكر لأنها وافقت علي الاستمرار في العمل ومواصلة العطاء في »آخر ساعة» بعد وصولها لسن المعاش. وكشف عن تعليقهما المشترك حين علمت كل منهما بأن الاختيار وقع عليها لتكون الأم المثالية كلاهما أخبرته بأن هناك أفضل منها من يستحق اللقب.. تواضع يليق بسيدتين عظيمتين ويؤكد أنهما تستحقان كل البر. منحت أسرة المجلة درعي الأم المثالية لنعمة ومني، قبل أن يصطحبهما رئيس التحرير ليجلسا علي مقعدين في مواجهة الحضور وسط تصفيق حار. هنأ الأستاذ محمد الهواري، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم السابق، رئيس مجلس إدارة أكاديمية أخبار اليوم، زميلتيه علي اختيارهما أمين مثاليتين قبل أن يرحب بهذا التقليد الذي سنته آخر ساعة ويقترح إقامة احتفالية كبيرة في العام القادم لاختيار أم مثالية من كل إصدارات »أخبار اليوم». أما الأستاذ شريف رياض، مدير مركز أخبار اليوم للتدريب، فقد تحدث عن الزمالة التي جمعته بنعمة ومني وأثني علي »آخر ساعة» التي برت بابنتيها وقدمت لهما تكريما يليق بهما يوم عيدهما. وحكي الأستاذ فهمي مرسي، مدير عام الشئون الإدارية، عضو مجلس الإدارة، عن العشرة الطيبة التي جمعته بالزميلتين الفضليين وحسن تعاملهما مع الإدارة وعدم اختلاق ولو مشكلة واحدة علي مدار عشرات السنوات وهو ما يجعلهما بجانب تجسيدهما لمعاني الأمومة تجسدان أيضا كل معاني الإنسانية. وإذا كانت الزميلة هدي الخولي قد استطاعت أن تتحدث عن علاقتها القوية بنعمة وتبتسم وهي تذكر المواقف الطريفة التي مرت عليهما في العمل، وتحكي عن انتصار مني علي حياة قاسية لا ترحم فإن الدموع التي ملأت عيني الزميلة ثناء رستم منعت الكلام أن يخرج من فمها، فلوحت بيديها لتعبر عن امتنانها بما قدمته نعمة ومني إليها من صداقة وحب كبيرين. امتدح الزميل حسن علام نعمة ومني وهو يثني علي تاريخهما المشرف داخل مجلة تشهد صفحاتها علي ما قدمته كلتاهما من تحقيقات وانفرادات صحفية. ولم يفوت شاعر »آخر ساعة» رضا الشناوي الفرصة فألقي علي مسامع الجمهور أجمل قصائده التي ذكر فيها أسماء كل الزملاء ليعبر من خلالها عن مدي الحب الذي تكنه أسرة المجلة إلي الزميلتين المحترمتين. أما الزميل محمد علي السيد فقد لفت أنظار الحضور إلي نشاط نعمة ومني وإصرارهما علي الكتابة في أسوأ الظروف وعدم التحجج ولو بعذر واحد طيلة وجودهما في المجلة وتقديم موضوعاتهما للنشر قبل الموعد المتفق عليه. أبكي عصام عطية أستاذته نعمة وهو يذكرها بما قدمته له من أمومة في العمل والحياة، قال لها إنه ابنها البكري ولن يفرط في حقه!.. حكي عن أول يوم في رمضان ذلك الذي كانت تخصصه له بوصفه مغتربا في القاهرة لتعوضه عن غياب الأهل، وتحدث عن الأستاذة مني شريكته في المكتب التي لا تبخل عليه بتقديم النصيحة كلما احتاج إليها. أمومة نعمة ومني فرضت مشاعرها علي الزميل عادل دربالة مدير تحرير الأخبار ففتح صندوق ذكرياته ليحكي عن والدته التي ضحت بعمرها من أجل تربيته وشقيقيه الذين وصلا بفضل رعايتها إلي مكانة اجتماعية مرموقة ولم يستطع مواصلة سرد الذكريات بسبب الدموع التي انهمرت من عينيه. وقدم الأستاذ جمال حسين رئيس تحرير الأخبار المسائي التحية لأمين مثاليتين يعملان في مجلة قال عنها إنها تقدم كل أسبوع انفرادات صحفية يشار إليها بالبنان وتلفت انتباه الجميع وتستطيع أن تنافس علي جوائز كبيرة. كما منح رئيس التحرير الفرصة لجيل الشباب ليعبروا عن مشاعرهم تجاه الأستاذتين نعمة الله حسين ومني الخولي مديرا تحرير آخر ساعة فتحدث الزميل عاصم رشيد عن أمومة نعمة التي توزعها بالتساوي علي سكرتارية التحرير وعلاقته القوية بمني. وأثني مصطفي الجميل علي الأمين المثاليتين قبل أن تلتقط منه الكلمة مني سراج وهبة بيومي اللتان عبرتا عن حظهما السعيد الذي جمعهما في العمل بأستاذتين كبيرتين. وتمني محمد مخلوف لو أن الاحتفالية تمت في الصعيد ليستطيع تحيتهما بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء تقديرا لهما. وطالب الزميلين زكريا أبو حرام وجمال عوض رئيس التحرير بإقامة احتفالية أخري لتكريم الأب المثالي. وقبل أن تدعو الزميلة مني الخولي ابنها وابنتها للوقوف بجانبها قدمت الشكر لأسرة المجلة علي هذا التقدير وتحدث ابناها عن أم لم تتوقف لحظة عن العطاء وتقديم كل ما يحتاجان إليه من دعم. واعترفت نعمة الله حسين بأن دموعها عزيزة إلا أنها في هذا اليوم الاستثنائي لم تحرم نفسها من البكاء وأثنت علي رئيس التحرير الذي أشرف بنفسه علي الحفل وقدمت أبناء أخيها للحضور وبدورهم فقد تحدث الأبناء عن سيدة يشعر كل من يقابلها بأنه ابن لها. زميلنا المصور طارق إبراهيم شعر بالتقصير لأنه لم يصطحب معه هدية للأمين ورسم علي ملامحه تكشيرة كبيرة وهو يلتقط صور الحفل، وبمجرد أن أعلن رئيس التحرير اعتذار الأستاذ ياسر رزق عن عدم المشاركة معنا لارتباطه بالعمل وانتهي الحفل، هرول طارق إلي الدور الثاني ليدخل قسم التصوير ويختفي عشر دقائق يعود بعدها بوجه مفرود وهو يحمل ابتسامة وصورتين كبيرتين قدمهما كهديتين للأمين.