مباحثات وزير الخارجية مع نظيره السعودى والتى عقب بعدها على علاقاتنا مع إيران وتأثيرها على الخليج علاقتنا مع إيران لن تكون علي حساب الخليج علامة استفهام؟ يجب أن تعيش جميع المذاهب الإسلامية كأشقاء وإخوة في الله، لا صراع، ولا حقد بينهم، لأننا جميعا نعبد إلها واحدا لا شريك له، وبالتالي فاتساع الهوة بينهم لا مبرر له علي الإطلاق. أقول هذا الكلام ردا علي ما يسمي بالخلاف السني الشيعي، وهو بالفعل قائم (للأسف الشديد)، والذين يدعون لعودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران يجب أن ينتبهوا تماما لهذا الخلاف قبل الكلام، ويجب علي علماء الإسلام أن يبذلوا قصاري جهدهم لتقليل مساحة هذا الخلاف بدلا من سكب الزيت علي النار وإشعال وقود الفتنة بين المذهبين! وإذا عدنا إلي الوراء لبداية العلاقات المصرية الإيرانية في العصر الحديث نجد أول اتفاقية وقعت كانت بين الدولة الإيرانية والإمبراطورية العثمانية والتي جاء فيها أن إيران تستطيع تأسيس قنصليات لها في الولايات العثمانية (كان ذلك في القرن التاسع عشر)، وتم بالفعل افتتاح قنصلية لرعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، وكان أول سفير إيراني في مصر هو حاجي محمد صادق خان، وقد أعقب ذلك توقيع اتفاقية صداقة بين البلدين في عام 8291، كما تطورت العلاقة بين البلدين بزواج الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق من ابن الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي والذي تولي حكم إيران فيما بعد، واستمرت العلاقة قوية في عهد الثورة خلال حكم الشاه الأخير لإيران، ثم بدأت العلاقات في التدهور أعقاب الثورة الإيرانية عام 9791 واستضافة الرئيس أنور السادات (رحمه الله) لشاه إيران في مصر في الوقت الذي تخلت كل دول العالم (بما فيهما أمريكا) عن استقباله، وبعد موت شاه إيران دفن عندنا في القاهرة بمسجد الرفاعي، وتدهورت العلاقات أكثر بعد وفاة الرئيس السادات عندما أطلقت إيران اسم قاتله »خالد الإسلامبولي« علي أحد شوارعها الرئيسية، ووضعت صورة كبيرة له فيه، ثم أنتجت لجنة تكريم شهداء الحركة الإسلامية العالمية فيلما باسم »إعدام فرعون« حول اغتيال الرئيس السادات وهو ما أدي إلي زيادة تأزم الموقف بين البلدين طوال ثلاثين عاما أثناء حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وشهدت العلاقات عمليات شد وجذب، رغم اقتناع مسئولي البلدين بأهمية الدولتين في المنطقة، ويكفي ما أكده الرئيس الإيراني السابق »محمد خاتمي« عند زيارته لمصر بقوله: »إن مصر وإيران جناحا الأمة ولا يمكن للمنطقة أن تتقدم بدونهما«! وبعد ثورة 52يناير بدأت الدعوة لاستئناف العلاقات المصرية الإيرانية تعود من جديد، وزار إيران وفد شعبي مصري كبير، وذلك بعد دعوة نبيل العربي وزير الخارجية المصري إلي ضرورة عودة العلاقات من جديد وذلك وسط تيار دبلوماسي جارف ما بين مؤيد ومعارض لاستئناف عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين! ومسألة العلاقات السياسية شيء.. ومسألة الخلاف بين الشيعة والسنة شيء آخر، فرغم تصريحات كبار العلماء في إيران بأن السنة والشيعة مذهبان لا تفرق بينهما مكائد أعداء الإسلام، لكن تصريحاتهم شيء.. وتطرفهم في عقيدتهم والذي يخالف مذهبنا شيء آخر، ويجب أن نناقش أفكارهم وأيديولوجية ما يعتقدون حتي نصل إلي تبديد هذه الغشاوة والحاجز العدائي النفسي بين المذهب الشيعي والسني، طهروا العقول الإسلامية من الشكوك والصراعات المذهبية قبل استئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وطهران!! لكن.. يبدو أن وزير الخارجية الجديد محمد العرابي سينتهج سياسة »عقلانية« مغايرة لسلفه نبيل العربي في مسألة استئناف العلاقات المصرية الإيرانية، فبعد مباحثات أجراها مع نظيره الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في مكةالمكرمة الأسبوع الماضي عندما سئل عن إيران والعلاقات مع مصر وتأثيرها علي دول الخليج أجاب وزير خارجية مصر السيد محمد العرابي: إن دول الخليج ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إيران، وذلك حق لكل دولة تسعي لإقامة علاقات صحية مع الدول الأخري، مؤكدا أن العلاقات المصرية مع إيران لن تكون أبدا علي حساب علاقاتها مع دول الخليج وأمن واستقرار وعروبة دول الخليج العربي.