هدى الكاشف حاصلة علي إجازة متخصصة في أحكام التلاوة والتجويد وعضو بالمجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة شاعرة هجرت الشعر تقربا وحبا في عملها الذي يستحوذ علي كل وقتها فهي تقوم بتدريس تلاوة وتجويد القرآن وتحكيم مسابقاته إنها الداعية هدي الكاشف صاحبة مقترح لدراسة هامة تقدمت بها للأزهر الشريف تراها مساهمة أكيدة في درء الفتن وتتبني فكرة تأصيل روح المواطنة وتهدف لخدمةقضايا المسلمين.. وعودة تعليم الشباب والصغار لحفظ وتلاوة القرآن.. شرحت في بداية حديثها أساليب الدعوة الإسلامية كما تراها قائلة: مجالات الدعوة بالنسبة لي متعددة الوسائل والغايات وخاصة في هذه الأيام التي كثيرا ما تهب علينا فيها العولمة بوسائلها المتعددة من الإنترنت والفضائيات التي تتحدث باسم الأديان وهذا مايجعل علي عاتق الدعاة مسئولية عظيمة خاصة بالنسبة للشباب والأطفال الذين لم يتم تأهيلهم التأهيل التام أثناء الفترة الدراسية ولايهتم القائمون علي التدريس بالدين الإسلامي الوسطي الميسر حتي تتكون قاعدة قوية لجيل يتمتع بمكارم الأخلاق التي حث عليها ديننا الحنيف من خلال تعريف السنة النبوية والتركيز علي مواقف المصطفي [ التي تنادي بالوسطية والتيسير فما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما مما يبعده عن التعصب والتشدد الأعمي. وتركز علي أحاديث ومواقف المصطفي ([) التي تعلم الشباب كيفية التعامل مع أصحاب الديانات الأخري والتعريف بمواقف الصحابة والتابعين والصالحين من المأثور عن ديننا الإسلامي.. وتعليم القرآن بتلاوة تكون سببا في الفتح بين العبد وربه بالآيات التي يحثنا فيها المولي عز وجل علي التعايش بسلام وعدم إيذاء الأديان الأخري ونكون بذلك في محاولة جادة لضبط سلوك وأخلاق شبابنا من خلال قرآننا وسنتنا النبوية فنعلي من شأن كل حميد في نفوس أبنائنا. تري الداعية هدي الكاشف أن توجيه الشباب والصغار خلال الفترة الراهنة والقادمة يجب أن تكون بطريقة صحيحة بالمواجهة بالمباشرة من خلال الندوات والمنتديات الثقافية والدينية التي تشهد تواجد أهل الدين إلي جانب المثقفين حتي نعطي انطباعا عن ديننا أنه ليس الدين المتشدد المتعصب ولكنه دين اقرأ الذي يحث علي العلم بأمور الدين إلي جانب الدنيا فنستمع إلي القضايا الحياتية من الشباب ونناقشهم فيها ونتعرف علي آرائهم ونوجه السلوك غير السوي ونواصل إرشادهم المستمر المتواصل فلا نتركهم لأنفسهم ولا لمن يضلونهم علي الفضائيات بفتاواها الظالمة والمتشددة هذا الطوفان الغارق لمن لايجيد السباحة فيه. وعن بداية الفكرة التي تطورت لتصبح مشروعا للدراسة الهامة التي تقدمت بها للأزهر قالت : اكتشفت بعد إحدي الندوات التي اشتركت بها أن المسلمين المقيمين بالدول الغربية لايعلمون شيئا عن أمور دينهم وبالتالي قد ترتكب مخالفات شرعية جسيمة لايعلم من ارتكبها مدي حرمانيتها ووجهت لي كثير من الدعوات للسفر للخارج لتعليم الجاليات العربية تشريعات الدين الإسلامي فكانت فكرة المشروع التي تجمع جميع طوائف المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لأن الله سبحانه وتعالي كتب البقاء والخيرية لأمة المسلمين ليتبني الأزهر وعلماؤه وضع منهج ميسر يشرح وسطية الإسلام ومبادئه وأموره السمحة وقبوله للآخر دون تفريط بفهم واع حتي يظل الأزهر لجميع المسلمين فيتعلموا بطريقة مبسطة أمور دينهم الحياتية فيما يتعلق بأحكام الشريعة الإسلامية من عبادات ومعاملات وكيفية التعايش بسلام اجتماعي وسلمي بين المسلمين وغيرهم بالاستعانة بالسنة النبوية المطهرة وسيرة المصطفي [ في تواز متقن مع كل هذا يتم تعليمهم تلاوة القرآن وحفظه في دورة زمينة محددة مع التركيز علي تعليم نساء المسلمين فقه النساء من طهارة وعدة ورضاعة وغير ذلك من المفتقد لديهن.. وأقترح أن تلحق هذه المراكز بالمساجد ذات المساحات الواسعة في كل منطقة في محافظة القاهرة وباقي محافظات الجمهورية أو في المدارس والمعاهد الأزهرية وأيضا مدارس الحكومة في الفترة المسائية حيث تكون تلك الأماكن خالية من الطلاب ويتم الاستمرار في هذا طول اليوم أثناء الإجازة الصيفية علي أن يتم تخصيص قسم في هذه المراكز لتعليم الأجانب اللغة العربية بتعليمهم أحكام التلاوة والتجويد لما ثبت لي من خلال عملي كباحثة وداعية إسلامية أن أسرع طريقة لتعليم الأجانب اللغة العربية والتي تسبق بكثير في سرعتها وإتقانها تعليمهم لها من خلال قواعد النحو والصرف التي تصعب علي الكثير منهم مع محاولة لتوفير تفسير القرآن الكريم باللغات المختلفة في تلك المراكز وترجمة السنة النبوية وهم خير سفراء للإسلام علي أن يقوم بالتدريس بهذه المراكز خريجو جامعة الأزهر بعددهم الهائل سنويا والذين لم يتم الاستفادة من قدراتهم العلمية إلي الآن بشكل علمي ينفع المجتمع بعد توجيههم التوجيه الصحيح للخطاب الديني الوسطي. أما الهدف من تطبيق الدراسة فتراه سباقاً في خدمة الإسلام لأن مصر لديها مايقرب من ستة آلاف معهد أزهري علي مستوي الجمهورية إضافة إلي معاهد القراءات ومكاتب تحفيظ القرآن مع عدد هائل من المساجد وضروري أن ينتفع المسلمون المستفيدون من تواجدهم في تلك المنابر بالعالم الإسلامي.. وأخص بدراستي هذه عامة المسلمين البعيدين عن كل هذه الأماكن لمنابع الخير الإسلامي فيتم إلحاقهم بمراكز تعليم الدين تحت إشراف الأزهر بدون أي شروط للمتقدمين لها من سن أو مؤهل أو جنسية وبمقابل مادي رمزي فقط لضمان جدية الاستمرار ولقد قمت بتطوير دراستي حتي تعم كافة المسلمين من الجنسين بعد أن كانت مقصورة علي النساء بعد أن تداخلت الأمور واختلطت فأجلب عليهم الأعادي بخيلهم ورجلهم طمعا في اختراق الصفوف وقلب الحقائق بإثارة القضايا الظالمة والفتاوي الغريبة التي طالما امتطت ظهر الإعلام مؤخرا لذا لما للأزهر من دور ريادي ورسالة عالمية تضيء الأفاق فأنا أرجو المولي أن يوفقني بقبول تبني فضيلة الإمام وعلماء الأزهر الأجلاء فكرة مشروعي. ثم حدثتني عن أهم شروط الداعية بقولها: يجب أن يكون ملما بالثقافات المتعددة في النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وعلي علم بقضايا المجتمع داخليا وخارجيا إلي جانب الإلمام الرئيسي بأحكام الشريعة حتي يتوفر لدينا الداعية الواعي الذي يقوم بالتوجيه بمرجعية دينية وثقافية حقيقية وصحيحة مع ضرورة إجادة القرآن الكريم التي تعطي للداعية أسلوبه الخاص في الدعوة وتحاوراته مع الآخر. وأكملت حديثها قائلة: إن الدعوة يجب ألا تقتصر علي الأزهريين ومع أن مصر حظيت منذ أكثر من 1000 عام باحتضان كعبة العلم الإسلامية ممثلة في الأزهر الشريف وعلمائه الوسطيين المتخصصين المخلصين فسيظل الأزهر تهوي إليه أفئدة كل مسلم يبحث عن دينه الحق لقيادة كافة آفاق الحياة اليومية العلمية والعملية لذلك فالأزهر هو المرجعية الحقيقية للداعي الحق أما إذا كان هناك من الدعاة المجتهدين والذين ليسوا من أبناء الأزهر فالعبء عليهم كبير لأننا حصلنا علي العلم الإسلامي من منبعه الأصلي فامتلأنا به في محاولة منا جميعا كأزهريين أن تحيا كمنارة كما كان وسيظل ونعتبر أنفسنا حاملي رايته. ولذلك أناشد الأزهر الاهتمام بالدعاة الأزهريين ببعثات متواصلة لخارج مصر حتي يصل العلم الحقيقي بأصول الشريعة إلي كافة الآفاق العالمية من حولنا.