"شوهد الشاعر نجيب سرور ينظم المرور في إحدي إشارات الأسكندرية".. عبارة دفعت الكاتبة الأردنية سلوي اللوباني، إلي البحث في حياة هذا المبدع متعدد المواهب، الذي كان شاعرا وكاتبا مسرحيا ومخرجا وممثلا، للوقوف علي أسباب نهايته التراجيدية هذه، غير أنها وجدت نفسها، أمام مصائر أكثر مأساوية لعدد كبير من الكتاب والمثقفين، في فترات زمنية مختلفة، وحياة بائسة عاشها، ومازال يعيشها المبدع العربي.. ففي كتابها "أنت تفكر إذن أنت كافر" الصادر مؤخرا عن "الدار العربية للعلوم- ناشرون" توثق سلوي اللوباني، للواقع المتردي الذي يحيا فيه المثقف العربي، وتكشف أن يفترض فيهم أنهم يمثلون النخبة، محاصرون بسلطة الرقيب الديني والسياسي..مطاردون من شيوخ التكفير ومحاميي الحسبة، وجماعات الإرهاب. مهددين بالاغتيال، أو بالإصابة بمرض فتاك لا يجدون نفقات علاجه، لأنهم كانوا يرون أن ثرواتهم الحقيقية في أعمالهم، وإنتاجهم الفكري والإبداعي..يعانون من التهميش والتغييب العمدي، ومن التنكيل والإقصاء، وكأنهم مجرمون أو قتلة.