أحمد حلمى فى مشهد من فيلم بلبل حيران رأيته لأول مرة من خلال التليفزيون في برنامج للأطفال اسمه »عالم عيال« حينما كان يجمع الأطفال ليتكلموا بتلقائية أمام الشاشة.. دون أي افتعال علي وجهه.. ووجوه الأطفال الصغار ليوجه لهم اسئلة عن السياسة والمنطق فتخرج منهم أفعال وردود تلقائية جعلت الجميع يضحكون فيسأل الطفل مثلا عن علاقته بأصدقائه وأصدقاء والده ووالدته.. كما يسأل آخر عن رأيه في الديمقراطية.. وهل ينتمي إلي حزب من الأحزاب.. وكيف يتم جمع الشمل العربي من جديد.. ومارأيه في الهيمنة الأمريكية.. ونظام العولمة.. ورأيه في فلسفة أرسطو وغيرها من الأسئلة.. كان يوجه أسئلته بشكل جاد كمحاضر في الجامعة.. أما الأطفال الأبرياء فكانت إجابتهم تثير الضحك. وحرصت أن أشاهد هذا البرنامج كل يوم.. وكان يذاع تقريبا في عام 9991 في شهر رمضان إنه أحمد حلمي نجم الكوميديا الذي بدأ حياته مخرجا للإعلانات بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة.. ثم التحاقه بمعهد السينما لدراستها.. وبالرغم من حبه للفن التشكيلي.. كانت عيناه علي السينما.. فمثل في البداية أدوارا صغيرة حين اكتشفه المخرج عادل صادق ليقدمه في مسلسل »ناس ولاد ناس« الذي لم أره.. لكن »لعب عيال« كان بداية شهرته.. فهو يتمتع بكاريزما وله حضور علي الشاشة كما يتمتع بوجه طفل. التقطه المخرج شريف عرفة من التليفزيون إلي السينما.. وكم كانت فرحته حينما اتصل به.. ومن هنا كانت نقطة تحول في حياته الفنية حين مثل مع علاء ولي الدين في فيلم »عبود علي الحدود« في دور ثان.. وبعدها مثل أيضا مع علاء في فيلم »الناظر«. البطولة المطلقة لأول مرة انطلق أحمد حلمي إلي دور البطولة المطلقة بعد أن اكتشفه شريف عرفة في الأدوار الثانية.. ويعتبر فيلم »ميدو مشاكل« الذي شاركت فيه المطربة شيرين في بدايتها ونجح »حلمي« في هذا الفيلم وانتقل إلي نجوم الصف الأول.. فبعد أن كان اسمه يكتب في ذيل الإعلان أصبح الأول.. أما شيرين فكان هذا الفيلم هو الأول والأخير في حياتها.. فهي لا تتمتع بوجه سينمائي ويكفيها الغناء ومنذ ذلك الوقت وأنا أتابع أحمد حلمي في مشواره الفني الذي اعتقدت أنه الحصان الرابح بين كل الكوميديانات الذين يعتمدون علي الاسكتشات وهز الوسط وادعاء الهبل. سهر الليالي.. نقطة تحول في السينما المصرية ومن الأفلام التي أحببتها »لحلمي« هي »آسف علي الإزعاج« وكتبت يومها »لا تأسف ياحلمي علي الإزعاج« أيضا فيلم »ظرف طارق«. وبالرغم من نجوميته التي استطاع تحملها وحده فلم يكن عنده مانع أن يمثل البطولة الجماعية مع الشباب.. فقد كان يحب العمل أكثر من أي شيء كان ذلك في فيلم »سهر الليالي« الذي كان نقطة تحول جديدة في السينما المصرية.. لم يكن هذا سائدا في الساحة السينمائية في ذلك الوقت.. ونجح الفيلم علي مستوي الجمهور والنقاد فقد أبدع كل نجم منهم في دوره.. وأيضا مجموعة من الفتيات مثل حنان ترك ومني زكي التي تشارك لأول مرة في فيلم مع زوجها وإن كانت أدوارهن وتمثيلهن ليس علي مستوي النجوم الشبان.. وقد حصل الفيلم علي الكثير من الجوائز خاصة جائزة التمثيل التي كانت تمنح لكل فريق التمثيل. أما الفنانة »انتصار« وكانت في بداياتها فقد أضفت علي الفيلم كثيرا من الضحك والمرح في دورها كعاهرة.. بالرغم من عدم وجود أي مشهد جنسي .. فهي تتمتع بخفة ظل ليست موجودة عند كثيرات من النجمات »فانتصار« لها لون خاص وتمثل الأدوار الصعبة حتي وإن كانت أدوارا ثانوية أو ثانية.. ومن أسباب النجاح أيضا التيمة التي تنتمي لأغنية فيروز »ياسهر الليالي.. ياحلوة علي بالي«. ليس مضحكاتي لقد أراد أحد المخرجين المنتجين أن يجعل منه »مضحكاتي«.. لكن »حلمي« رفض بحجة أن التمثيل موهبة وليس تهريجا.. ومن الأفلام التي أحببتها فيلم »صايع بحر« الذي يختلف كثيرا عن شخصية »ميدو مشاكل«.. ففيلم »ميدو مشاكل« تضحك فيه طوال العرض.. أما »صايع بحر« الذي قامت بدور البطولة أمامه ياسمين عبدالعزيز.. هذه الفنانة التي أصبحت تنافس الكوميديانات من الرجال.. وأصبحت تقوم الآن بأدوار البطولة المطلقة التي حققت الكثير من النجاح مثل »الدادة دودي« ثم فيلم »الثلاثة يشتغلونها«. لقد اتهم »أحمد حلمي« بأن أفلامه خفيفة لا تناقش قضايا.. وهو يعترف بذلك فهو يقدم الضحك من أجل المتعة ويحس بسعادة حينما يحقق للجمهور المتعة والضحك دون أي نوع من الابتذال.. فالكوميديا أصعب أنواع الفنون. ولأنه يحب التغيير فهو يقدم أنماطا مختلفة وشخصيات جديدة في أفلامه فقدم من قبل فيلم »عمر 0002« الذي ينتمي لنوعية السيكودراما ولم يستمر في السينما أكثر من أسبوعين والفيلم الغنائي »رحلة حب« مع محمد فؤاد و»السلم والثعبان« مع »هاني سلامة« و»حلا شيحة« ولكن لكل حصان كبوة.. وفيلم »55 إسعاف« الذي يعتمد علي التهريج هو هذه »الكبوة«.. لكنه كان بداية انطلاق محمد سعد. نجم الكوميديا الأول وفي رأيي أن من أحسن أفلامه بعد »ظرف طارق« و »صايع بحر« و»آسف علي الازعاج« أما أحسن ماقدمه هو فيلم »عسل أسود« فهو يتناول قضية معينة يناقش فيها مشكلة الهجرة.. وذلك حينما يذهب الطفل مع أبويه في سن صغيرة لأمريكا.. يفكر بعد 02 عاما في العودة إلي الوطن ليعيش بقية حياته ويدفن في بلده.. لكنه وجد أن مصر تغيرت تماما إلي الأسوأ فأراد الرجوع إلي أمريكا.. لكنه يكتشف أن مصر بها شيء يجذبه ويشده إليها وأن ناسها ناس طيبون غير كل بلاد العالم.. فعاد إليها.. وفي رأيي أيضا أن أحمد حلمي في مقدمة نجوم الكوميديا وقد سبق أن كتبت ذلك في تقييم أفلام 0102. عزيزي أحمدحلمي: أحب فيك احترامك لنفسك ولعملك.. فلا أنت تطلب أجرا عاليا مثل كل الكوميديانات رغم أنك »الأول« فحافظ علي النجاح الذي حققته في الفترة الماضية.. وذلك بتقديم أنواع وأنماط مختلفة.. وأن تتناول في أفلامك قضية من القضايا التي نعيشها.. مع عدم تكرار المخرجين والمؤلفين لكي لا تقع في مطب التكرار.