السيدة سوزان مبارك عشر سنوات علي إنشاء المجلس القومي للمرأة، حمل خلالها راية السعي نحو وضع أفضل للمرأة والأسرة المصرية، تحت مظلة العدالة الاجتماعية وهي شعار التنمية في مصر. وكان اهتمام السيدة سوزان مبارك رئيسة المجلس مركزا خلال السنوات العشر الماضية علي وضع المرأة المهمشة التي تواجه الفقر ومشاكل التسرب من التعليم، وكذلك مساعدة المرأة المعيلة علي أداء دورها الفاعل في المجتمع، واستطاع المجلس طرح الموضوعات المؤثرة اجتماعيا واقتصاديا كقوانين الأحوال الشخصية والتقاضي والمرأة المعيلة، وهي من القضايا التي تشكل ركنا أساسيا من برنامج الرئيس مبارك الانتخابي. ومع أولي خطواته في عقد جديد من عمره ماذا يقدم المجلس القومي للمرأة خلال سنواته العشر القادمة؟.. في البداية نشير إلي اهتمام السيدة سوزان مبارك رئيسة المجلس بوضع المرأة المهمشة والتي تواجه الفقر ومشكلة التسرب من التعليم وتعزيز قيم الديمقراطية والمساواة وتحاول جاهدة الوصول إلي مزيد من التعديلات التشريعية التي تحقق وتوفر الأمان والعدل للمرأة كضمان للتنمية العادلة المتوازنة لصالح المجتمع وأجيال الحاضر والمستقبل قائلة: نولي اهتماما بتمكين المرأة في المجال الاقتصادي والنشاط الاجتماعي والعمل الأهلي ومواقع القيادة في الحياة السياسية. حياة اقتصادية آمنة وقد تبني المجلس مشروعات اقتصادية ساعدت المرأة في بناء حياة اقتصادية آمنة وتصدت لمواجهة الغلاء تخفيفا عن المرأة باعتبارها المسئول الأول عن اقتصاد الأسرة مع العمل علي تمكينها في المواقع القيادية ومواجهة الصعوبات التي تعترض المرأة والأسرة في الحياة العامة. وقد أكدت السيدة سوزان مبارك في كلمتها التي ألقتها بمناسبة مرور تسع سنوات علي إنشاء المجلس أنه أصبح علاقة فاصلة في مسيرة المرأة وحركة تطورها وتقدمها قائلة: لقد التزمنا في عملنا بهذا المجلس بالمنهجية والجديد والمتابعة النشطة لخطط وبرامج تمكين المرأة وبناء قدراتها علي كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وسعينا إلي التطوير المستمر لمنظومة التشريعات والقوانين الداعمة لحقوقها. وحرصنا علي بناء التحالفات مع شركاء التنمية في الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني. القري الأكثر احتياجا ويتزامن احتفال المجلس مع يوم المرأة المصرية وفيه تم استعراض أهم الإنجازات التي حققها المجلس بدءا من أهمية المشاركة السياسية للمرأة وضرورة استخراج البطاقات الانتخابية والقيد بجدول الانتخاب والتأكيد علي ضرورة تغيير النمط الاستهلاكي بزيارة القري الأكثر احتياجا وتوزيع المواد الغذائية والحلوي للأطفال وألف أسرة لإعادة تنمية هذه القري اقتصاديا والنهوض بكافة أوضاعها بناء علي الدراسات التي أجريت علي أكثر من 4700 قرية بينها 100 قرية هي الأشد فقرا وقد أوضحت الدكتورة فرخندة حسن أمين عام المجلس أنه يستهدف النهوض بأوضاع الأسرة وليس المرأة وترشيد استهلاك القري الفقيرة من خلال قيام المجلس بتحديد احتياجات كل قرية من بين القري المختارة لتنفيذ المشروع. تنمية مهارات المرأة كما استطاع مركز تنمية مهارات المرأة بالمجلس تدريب 2156 متدربا ومتدربة منهم 642 في مجال الحاسب الآلي و832 سيدة للتعرف علي كيفية بدء مشروع صغير وعقد 29 دورة تدريبية تدرب فيها 949 علي موضوعات مهارات إدارة الوقت والاتصال والأزمات وعقد برامج تدريبية خاصة بشباب الخريجين بهدف مساعدتهم في دخول سوق العمل ونشر مفهوم تكافؤ الفرص بالشركات إضافة لتدريب 297 طالبا وطالبة في مشروع الطرق المؤدية إلي التعليم العالي كما تم تقديم خدمات لسيدات الأعمال ودعم فني وتسويقي من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بتسويق سيدات الأعمال.. كما وضع المجلس الخطوط العريضة للمبادرة الوطنية لمواجهة تدني مشاركة المرأة في الأنشطة الاقتصادية ذات العائد المادي والمقدمة من وزارتي القوي العاملة والاستثمار ولجنة المرأة بالحزب الوطني. وقد تنوعت إنجازات المجلس في المجالات الاقتصادية وتمكين المرأة في محاولة لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم نفذ المجلس 6 آلاف مشروع للمرأة المعيلة في 20 محافظة منها تربية الماشية والأغنام والبقالة والأدوات المنزلية والخردوات وبيع الخضراوات والفاكهة ومنتجات النخيل والألبان والحياكة لإكساب المرأة القدرة علي إعالة أسرتها والاعتماد علي نفسها من خلال 41 جمعية أهلية من الجمعيات العاملة في تنمية المجتمع المحلي في 40 قرية. وفي هذا الإطار قام المجلس بتدريب الجمعيات للارتقاء بقدراتها للتعامل مع المرأة المعيلة.. مع اكتساب مهارات تحقيق الشراكة والحصول علي القروض والتسهيلات الإدارية اللازمة وكيفية التسويق.. كما عقد المجلس 25 دورة تدريبية استهدفت 750 رائدة ريفية في 10 محافظات تحت عنوان »تنمية مهارات المعيلة« تضمن البرنامج تعاون المجلس مع وزارات التنمية والتضامن والصحة والتنمية المحلية ووجد قبولا وحقق نتائج إيجابية كثيرة من المتدربات. الصحة والبيئة الصحة والبيئة من العوامل التي تتأثر بها الأسرة المصرية فالصحة تاج المواطن المنتج والبيئة المحيطة النظيفة هي أهم ما يحتاجه الإنسان ليحيا حياة آمنة بعيدة عن التلوث ولهذا اهتم المجلس اهتماما كبيرا بقضايا الصحة فأطلق حملة القضاء علي سرطان الثدي وكيفية التعامل مع المرض في ضوء استراتيجية قومية تنفذ مع وزارة الصحة والسكان مع إعداد ورقة عمل حول رؤية المجلس لدور المرأة في القضية السكانية مع تنظيم عدد من القوافل الطبية تجوب المحافظات للتوعية بأمراض سرطان الثدي وهشاشة العظام وأنفلونزا الطيور وإعداد ورقة تتناول المحور الصحي المتضمن في الإعلان السياسي لخطة عمل مدريد للشيخوخة. مشروعات قومية قام المجلس بدعم وتبني مشروعات تهدف إلي التنمية المجتمعية وإحداث نهضة حقيقية عن طريق المشاركة الفعالة أهمها مشروع المتابعة والتقييم للخطة القومية من المنظور الاجتماعي علي مستوي المحافظات لضمان أعلي نسب تنفيذ ممكنة لهذه الخطط مشروع مناهضة العنف ضد المرأة بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمواجهة العنف الذي تتعرض له المرأة في الأسرة والعمل مشروع جهود المجلس في مجال محو الأمية للارتفاع بنسبة التعليم داخل المجتمع لنتجاوز النسبة الحالية باعتبارها نسبة غير مقبولة ونجح المجلس في تصميم المشروع بالمدن والقري مشروع نحو أداء برلماني متميز للمرأة المصرية لتعزيز أدائها البرلماني وتبادل الحوار والخبرات مع شخصيات برلمانية وسياسية.. نشاطات متنوعة ولم يتوقف دور المجلس علي المستوي المحلي بل تعداه إلي المستويين الإقليمي والدولي حيث قام بالتعاون مع الوزارات بتشكيل وحدات تكافؤ الفرص والمشاركة في ورشة عمل خبراء إعداد مؤشرات »السيداو« والتي عقدت بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة وعدد من خبراء المنطقة العربية.. كما شارك في المؤتمر الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وفي فعاليات المؤتمر الذي نظمه المجلس القومي لحقوق الإنسان مع اليونسكو.. وعلي مستوي النشاط الدولي حضور مؤتمر الأحزاب السياسية ومنظمات المرأة في أفريقيا المرأة والتنمية بالصين وفيه أعرب الحضور عن إعجابهم بجهود السيدة سوزان مبارك رئيسة المجلس في مجالات تنمية وتمكين المرأة وأشادوا بالتجربة المصرية. تأهيل السياسي طالبت السيدة سوزان مبارك المرأة المصرية بضرورة تمسكها بممارسة حقها في الحياة السياسية بالمشاركة في العملية الانتخابية من أجل الحفاظ علي المكاسب التي حققتها ومواصلة طريقها لتصل لمشاركة سياسية برلمانية فاعلة.. وفي ضوء هذه التوجيهات قام المجلس بتدريب 610 سيدات خلال البرنامج التدريبي لمشروع تنمية القدرات السياسية للمرأة وعقد 7 دورات إضافة إلي 8 دورات أخري علي كيفية استخدام الأدوات الرقابية والتعرف علي طرق التعامل مع المجالس المحلية والتنفيذية والعلاقة بينهما وتلقي المجلس أكثر من مائة اتصال علي الخط الساخن الخاص بالتنمية السياسية للمرأة.. واستقبل 50 سيدة يرغبن في خوض الانتخابات البرلمانية القادمة.. ويواصل المجلس جهوده لرفع مهارات المرأة وإعدادها للمشاركة في الحياة العامة والسياسية وجعلها قادرة علي المنافسة بجدية. بداية عقد جديد وفي بداية عامه الحادي عشر وعقد جديد من عمره مازال أمام المجلس القومي للمرأة العديد من القضايا والأطروحات الهامة لتنفيذها ومتابعتها خلال أعوامه القادمة من أهمها كما قالت الدكتورة فرخندة حسن: إن المجلس نجح في وضع الخطة الخمسية للنهوض بالمرأة المصرية وإدماجها في خطة الدولة 2012-2007.. ويقوم بإبداء الرأي في مشروعات القوانين والقرارات المتعلقة بالمرأة حيث نجح المجلس في تعديل قانون محاكم الأسرة.. وتقدم باقتراح لتعديل قانون الميراث والعقوبات.. والوصول إلي حل للسيدات بلا مأوي ومساندتهن في الحصول علي حقوقهن. وأشارت إلي أن السيدة الفاضلة سوزان مبارك آمنت إيمانا راسخا بقضايا مجتمعها وإذا كانت قضايا المرأة المصرية قد احتلت مكانة خاصة إلا أن الهدف الأساسي من ذلك هو السعي إلي واقع أفضل للأسرة المصرية والمجتمع بأسره.. ولقد عبرت بفكرها فوق جسور التعاون إلي الدول العربية.. كما عبرت فوق جسور السلام إلي العالمية. وحسب توجيهات سيادتها فإن المجلس سيدعو الأحزاب السياسية لتشجيع الكوادر النسائية بها ودفعها للمشاركة ووضعها بشكل أكبر علي قوائمها الانتخابية.. مع حث الإعلام علي نشر الآراء المستنيرة لدعم المرأة في الوصول لمواقع القيادة وصنع القرار. مواصلة المجلس العمل بمنهج المشاركة كآلية لتغيير موقع المرأة في البناء الاجتماعي بالتركيز علي الجودة في برامج التعليم والتدريب والتوعية بالعمل مع الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني. مضاعفة الجهد والعمل في هذه المرحلة الهامة لتطوير المجتمع من أجل رفع مسيرة تقدم المرأة في مواقع صنع القرار لضمان تحقيق التنمية المتوازنة لصالح المجتمع وأجيال الحاضر والمستقبل.. التطلع إلي غد تتمكن فيه المرأة من طرح رؤيتها الإصلاتحية المتطورة في السياسة والاقتصاد والتجارة والإسكان والتموين والضرائب. الإصرار علي إيجاد حلول أكثر فاعلية للقضايا الأساسية المطروحة علي أجندة العمل الوطني للثقة في أن وصول المرأة للقيادة إضافة حقيقية لصالح تنمية المجتمع.