بترتيب زمني عجيب مع أحداث شهداء التخلف والإرهاب بالإسكندرية، كانت احتفالات الكنيسة القبطية بالذكري السنوية لاستشهاد800 ألف مصري قبطي، حصدت رؤوسهم بالسيوف في جنوب الصعيد علي يد الرومان في القرن الرابع الميلادي .. معلومات المصريين عنهم صفر ، لأن مناهج التعليم أسقطت تاريخ الأقباط من تاريخ الوطن ، ثم بدأت تذكره علي استحياء، رغم أهميته في تحديد هوية وسلوك الشخصية المصرية واستنباط ردود أفعالها .. والآن تحتفل بذكري شهداء بيت لحم ، 144 ألف طفل افتدوا المسيح بدمائهم ، حين قتلوا في يوم واحد بأمر هيرودس الملك ، خوفا علي عرشه من المولود يسوع ملك السلام والمحبة كما أكدت النبوءات .. وأقوي تصوير لهذه المذبحة ، هو كتاب العزيزة فاطمة علي " لوحات مذابح الأبرياء" ، والذي جمعت فيه بإصرار فنانة تتبني رسالة تنديد بالإرهاب، لوحات خمسين فنانا عالميا تؤرخ لأول أبشع مذبحة إرهابية في التاريخ دبرها هيرودس لقتل يسوع ، حيث أمر بإحضار كل طفل ذكر دون العامين ولد في مدينة بيت لحم ، بحجة الإحصاء .. تجمهرت آلاف الأمهات علي الجبل حاملات أطفالهن بفرح ، فهجمت كتيبة المئة ألف جندي تحصد رقابهم بالخناجر .. جنود حولهم الخوف من ملك إرهابي خائف علي عرشه إلي سفاحين ..وسجل الفنانون إدانتهم ، في لوحات تصدح بترانيم الملائكة وتصرخ ببكاء الأطفال وعويل الأمهات وأنهار الدم وحفيف قصف الرقاب ".. أدعوكم لاقتناء الكتاب الصادر عن أخبار اليوم ، وقراءة مشاعر الأستاذة فاطمة " لوحات تضئ الروح بأن الموت الأرضي تعادله حياة أبدية وأكاليل في السماء". ولأن الله أعلم بطبيعة البشر فقد جاءت أقصر وأقوي رسالة بالإنجيل هي " لاتخافوا " ، وتكررت 365 مرة !! لبث الطمأنينة والشجاعة لمواجهة أي اضطهاد من السفاحين، أصحاب السلطة عبيد المال والنفوذ ، بقلب ثابت وبفرح ، ونقرأ :- "لاتخافوا ممن يقتلون الجسد ، ولكن النفس لايقدرون أن يقتلوها ، خافوا من القادر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم "..ولا تخافوا التهديد بقطع الرزق :- "انظروا لعصافير السماء ، من يقوتها ".. وأجمل بشارة للمضطهدين بسبب مبادئهم هي:- " طوبي لكم إذا عيروكم، وطردوكم ، وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين ، افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات". آمين .