لم يساعدها مجموعها في الثانوية العامة علي الالتحاق بكلية الفنون التطبيقية، فحصلت علي بكالوريوس التجارة، لكنها لم تيأس، فأثناء دراستها تلقت عدة دورات تدريبية لمدة أربع سنوات، ودخلت مصممة الأزياء هبة نجيب عالم الموضة منذ أقل من عامين، لكنها استطاعت أن تضع بصمتها بجدارة في وقت قياسي. قررت هبة إثبات أن للمرأة المصرية شكلا شرقياً خاصاً بها، وكل ما كانت تتمناه هو طرح أول مجموعة لها بفكرة محددة فقررت أن تحاكي التراث وتبرز جمال المرأة الفرعونية، وطبيعتها وأناقتها وعنايتها ببشرتها فهي أساس الأناقة. لم ترغب في عرض موديلاتها بالشكل المعتاد عليه، بل طورتها للطراز العصري الذي يبرز الروح الفرعونية، ولكن بشكل يمكن لأي فتاة أن تستخدمه الآن، وكل الألوان التي استخدمتها كانت ترمز لشيء محدد، فالأبيض يرمز للسلام والذهبي عشقه الفراعنة في ملابسهم وأكسسواراتهم ليعطي نوعاً من الفخامة، لذلك أصرت ملكات الفراعنة علي ارتدائه بكثرة، وكذلك اللون الأسود الذي ارتبط عند قدماء المصريين بفكرة البعث والخصوبة والحياة الأبدية، والنبيتي الذي لم ترتده سوي ملكات الفراعنة. قررت هبة أن تكون عارضة الأزياء ذات ملامح منحوتة وعظامها بارزة لتعطي إيحاء بأنها مومياء ترتدي هذه الأزياء، فلم ترغب في عرض ملابس بقدر اهتمامها بعرض الفكرة. واستخرجت الموضة التي تناسب الفتيات في الشرق من التراث الشرقي، وعارضت بشدة الاعتماد علي الموضة الغربية التي تناسبهن فقط، ورفضت استيراد الموضة من الخارج فهي تري أن كل مصمم أزياء عليه العمل علي الشكل الذي يناسب بلده. وطرحت في كل شكل من موديلاتها ملكة، ومزجت بين الأزياء والتاريخ، فقد أجرت العديد من الأبحاث حول كل ما استخدمته من خامات وما قدمته من أشكال فرعونية. وتصف هبة أحد موديلاتها قائلة: أردت تجسيد المرأة المحاربة التي تحتفظ بأنوثتها وبكونها ملكة لها شأن وكلمتها مسموعة من خلال هذا الموديل. واستخدمت خامات الشيفون والساتان والليكرا "المطفي" والجلد باللونين النحاسي والذهبي، واختارت الثعبان وفروع الشجر والخرز الملون وكل ما كانت تحبه ملكات زمن الفراعنة لتزين به الملابس، مثل كليوباترا وحتشبسوت ونفرتيتي.