لواء بحرى أسامة منير البحر ينشق لهم الموج وتتزلزل الأرض لقوة نيرانهم العاتية إنهم رجال القوات البحرية، في 21 اكتوبر1967 سجلت البحرية المصرية ملحمة قتالية كتبها أسود البحر، حينما تم تدمير أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت "إيلات"، وكانت تقوم باختراق المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية علي مسرح العمليات البحري لمصر، حتي صدرت الأوامر إلي لنشات الصواريخ المصرية في ذلك اليوم باعتراضها وقصفها بالصواريخ حال دخولها المياه الإقليمية. تمكن عدد من اللنشات من إصابة المدمرة وتدميرها وإغراقها باستخدام الصواريخ البحرية "سطح - سطح" لأول مرة في تاريخ بحريات العالم، مما كان لهذا الحدث أكبر الأثر في تغيير الفكر الاستراتيجي العسكري العالمي من حيث أسلوب الاستخدام لوحدات بحرية صغيرة الحجم لإصابة أو تدمير وحدات بحرية كبيرة مثل "المدمرات، الفرقاطات" التي كانت تعتبر في هذا الوقت السلاح الرئيسي لمختلف بحريات العالم. هذا التاريخ اتخذته القوات البحرية عيداً لها، وبهذه المناسبة تحدث اللواء أركان حرب أسامة منير ربيع، قائد القوات البحرية، قائلاً إن القوات البحرية بالقوات المسلحة جاهزة لحماية المياه الإقليمية والاقتصادية والسواحل المصرية علي مدار 24 ساعة، لافتا إلي التأمين والمرور القريب والبعيد علي مدار الساعة لمسافة أكبر من 1200 ميل بحري لفرض "سيادة الدولة" بممارسة حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها ومطاردة كل من تسول له نفسه مخالفة القوانين أو الإضرار بمقدرات الشعب المصري. وأشار إلي أن القوات البحرية تمتلك حاليا وحدات عالية ذات تقنية للعمل في كافة المجالات وحماية المسرح البحري للبلاد بجانب المهام القتالية المكلفة بها لحماية وتأمين المياه الإقليمية والأهداف الحيوية والاقتصادية بالبحر. وحول دور القوات البحرية في تقديم الدعم لأجهزة الدولة أوضح أن القوات البحرية تقوم بدور هام وحيوي في تقديم الدعم لأجهزة الدولة من خلال الاشتراك في أعمال الإنقاذ بحالات الكوارث والأزمات ونقل المساعدات والمعدات لها، وتأمين الأهداف الحيوية والمنشآت الاقتصادية والسياحية علي الساحل وداخل البحر، ومراقبة ومكافحة التلوث البحري، وعمليات الإخلاء، وتقديم المعاونة بالإنقاذ للسفن السياحية التي تتعرض للمحن في حالات الطقس الرديء خاصة بمنطقة البحر الأحمر وشرم الشيخ، ومكافحة أعمال تهريب البضائع بالبحر كالسولار والسجائر والأدوية ذات الطبيعة الخطرة، وحماية مصادر الثروة السياحية من شعب مرجانية ومحميات طبيعية، إن القوات البحرية لها دور في تأمين الوحدات والمنشآت العسكرية والجبهة الداخلية ضد جميع الأعمال العدائية وتأمين المواطنين والطرق بتنظيم دوريات راكبة للقضاء علي أي محاولات تضر بأمن وسلامة المواطن والممتلكات الخاصة والعامة. وعن ماهية الدور الذي تقوم به القوات البحرية لمساندة أجهزة الدولة المختلفة وكذلك دعم مسيرة التنمية والبناء أكد أن القوات البحرية تقوم بإمداد هيئات الموانئ بالمرشدين البحريين، وكذلك قادة القاطرات نظراً لما لهم من خبرات في قيادة الوحدات البحرية ذات الإزاحات المختلفة، في إطار التعاون الوثيق بين القوات البحرية وهيئات الموانئ ووزارة النقل، وتقوم القوات البحرية بإعداد وتأهيل الضباط البحريين والمتقاعدين للعمل بالقطاع المدني وهيئة الموانئ وهيئة قناة السويس من خلال عقد الدورات المختلفة بمعهد الدراسات العليا البحرية طبقا لتعليمات المنظمة البحرية العالمية. وأشار إلي تأمين المجري الملاحي لقناة السويس في الاتجاهين الشمالي والجنوبي ومناطق انتظار السفن العابرة باستخدام الوحدات البحرية من أوضاع المرور و المصاحبة، وكذلك تأمين المنشآت والأهداف الحيوية علي الساحل وبالبحر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعي والمدن الساحلية بالبحرين المتوسط والأحمر، مشددا علي أن قناة السويس خط أحمر، وأن أمن مصر القومي يبدأ من "باب المندب" والقطع البحرية المصرية الموجودة هناك، للأمن القومي المصري، والتحديات الأمنية زادت ويجب أن نواكب تلك التحديات. وقال، إن القوات البحرية لها دور كبير في فرض سيادة الدولة وتطبيق القوانين داخل المياه الإقليمية والمجاورة والاقتصادية وعلي الساحل ضد جميع الأخطار القادمة من البحر كتهريب الأسلحة وتهريب المخدرات والبضائع غير خالصة الرسوم الجمركية ، ذلك في إطار حماية مقدرات الشعب الاقتصادية في قاع البحر من غاز طبيعي وبترول، مضيفا أن السنوات الماضية شهدت الكثير من محاولات الهجرة غير الشرعية علي يد سماسرة الموت، وتقف القوات البحرية بالمرصاد لهم للحفاظ علي أرواح شباب مصر. وعن الخطوات التي تتخذها القوات البحرية لمجابهة التغيرات الإقليمية والدولية في منطقة البحر المتوسط والبحر الأحمر قامت القوات البحرية بعديد من التعاقدات الجديدة لتدبير وحدات بحرية حديثة ومتطورة تواكب التطور العالمي وقادرة علي مجابهة هذه التغيرات وحماية حدود الدولة الإقليمية ومصالحها الاقتصادية حيث تم تدبير "لنشات صواريخ طراز سليمان عزت، وتدبير عدد فرقاطات حديثة طراز جوويند، وتدبير أحدث فرقاطة في العالم طراز فريم، وتدبير غواصات طراز 209" كما تم تدبير حاملات مروحيات طراز "ميسترال، وتدبير لنش صواريخ طراز مولينيا" الذي تم إهداؤه للبحرية المصرية من الجانب الروسي. وعن أوجه التعاون العسكري مع ألمانيا قال إن القوات البحرية سوف تتسلم أول غواصة من طراز دولفين "تيب 209" من أصل 4 غواصات في أواخر عام 2016، وهناك أطقم مصرية بالفعل تقوم بالتدريب عليها الآن في ألمانيا، وحول التدريبات المشتركة مع أمريكا قال قائد القوات البحرية، إن التدريبات المشتركة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تتوقف، وهناك تعاون استراتيجي معها في مجال التدريب والتصنيع والقطع البحرية الجديدة، والتعاون في عدة مجالات أخري، وأن التعاون مع الصين مستمر ولم يتوقف لنقل الخبرات والتدريب. وحول الدور الذي قامت به القوات البحرية في عملية "حق الشهيد" الأخيرة بشمال سيناء أوضح أن القوات البحرية كفرع رئيسي بالقوات المسلحة المصرية تعمل طبقاً لخطة القيادة العامة للقوات المسلحة لتنفيذ الأهداف الاستراتيجية، التعبوية، التكتيكية في جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة وبالتالي كان للقوات البحرية المصرية دور في عملية "حق الشهيد" في عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر ومنع أي إمدادات أو دعم يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار في تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالي الشرقي وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أي عائمة أو سفينة مشتبه فيها، وقامت عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها علي الساحل وذلك بالتنسيق مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة من المرحلة الأولي لعملية حق الشهيد للحفاظ علي أمن وسلامة مصرنا الحبيبة. وعن مجالات التعاون مع بعض الدول الأجنبية لتزويدنا بقطع بحرية متقدمة خلال الفترة المقبلة قال إنه في إطار مواكبة التطور العالمي في بحريات دول العالم وخاصة دول الجوار ومع التقدم التكنولوجي في جميع المجالات فهناك خطط تطوير مستمرة لقواتنا البحرية في إطار خطط التسليح الشاملة للقوات المسلحة، وأن قواتنا البحرية في تطور مستمر في السنوات الأخيرة خاصة مع الدعم المستمر للقيادة العامة للقوات المسلحة التي أحدثت طفرة كبيرة في قواتنا البحرية.