تل أبيب تتكبد 50 مليون دولار خسارة.. ووزير الطاقة الإسرائيلي: ستبقي ذكري حزينة شركة "إيني" الإيطالية عن تحقيق كشف للغاز في منطقة "امتياز شروق" بالمياه الإقليمية المصرية، وتأتي أهمية هذا الكشف في أنه أكبر كشف للغاز يتحقق في مصر، وفي المياه العميقة بالبحر المتوسط، وقد يصبح من أكبر الاكتشافات الغازية علي مستوي العالم. شريف إسماعيل، وزير البترول، أكد أن الكشف يفتح آفاقاً جديدة لاكتشافات أخري، ويؤكد أن منطقة البحر المتوسط بمصر من أهم الأحواض الترسيبية الحاملة للغاز الطبيعي علي المستوي العالمي، كما يؤكد أيضاً أن مصر دولة واعدة، ويسهم الكشف الذي تحقق في جذب المزيد من الاستثمارات لتكثيف عمليات البحث والاستكشاف لدعم الاحتياطيات وزيادة معدلات الإنتاج التي توليها وزارة البترول أهمية أولي في إطار هدفها الاستراتيجي لتأمين احتياجات البلاد من المنتجات البترولية والغاز الطبيعي. وتؤكد نتائج الكشف الجديد أنه يتضمن احتياطيات أصلية تقدر بحوالي 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وأشار حمدي عبدالعزيز المتحدث الرسمي لوزارة البترول، إلي أن هذا الاحتياطي يضمن الاكتفاء الذاتي لمصر لمدة خمس سنوات، ويغطي مساحة تصل إلي 100 كيلو متر مربع. وحول الموقف الحالي للإنتاج والاستهلاك من الغاز الطبيعي، أشار حمدي عبدالعزيز، إلي أن هناك فجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وأننا نستورد نحو 500 قدم مكعب يومياً من الغاز المسال لتغطية احتياجات الكهرباء من الغاز. الرئيس عبدالفتاح السيسي والمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، استعرضا نتائج الكشف الجديد مع السيد كلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة إيني، خلال زيارته للقاهرة (السبت) الماضي. من جهة أخري، سيطرت حالة من الحزن علي إسرائيل، عقب اكتشاف الغاز الطبيعي المصري، وقال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، إن اليوم الذي اكتشفت فيه شركة "إيني" الإيطالية الغاز في مصر يُمثل ذكري حزينة، وعبر عن صدمته بقوله "في الوقت الذي نقف فيه مترددين في التوقيع علي مسودة الغاز وتعميق عمليات التنقيب، يتغير المشهد تماماً، لافتا إلي أهمية أن تسرع إسرائيل في دعم اقتصاد الغاز، وتوقع علي المسودة النهائية لإنتاج وتطوير حقول الغاز"، ولم يخف الوزير الإسرائيلي أنه في انتظار رد الشركاء في حقل "لفيتان" علي الاكتشافات المصرية، بينما انتبه موقع "دبكا" إلي استغناء مصر عن الغاز الإسرائيلي، وهو ما يعني توجيه ضربة إلي المشروع الإسرائيلي لتطوير حقول الغاز في البحر المتوسط. وألمحت جريدة "ذاماركر" الإسرائيلية، المهتمة بالجانب الاقتصادي، إلي زعم إسرائيل بأن مصر لا تمتلك غازاً كافياً، وحرضت الحكومة العبرية علي الإسراع بالتوقيع علي مسودة الغاز تمهيدا لتصديره. وأشارت الصحيفة، إلي تغيير ما وصفته باللاعبين الرئيسيين في غاز المتوسط فضلا عن القواعد والأسس الاقتصادية والجيوسياسية، وقالت إن علي إسرائيل تقديم سلسلة من التنازلات خاصة أن شركة "إيني" تمتلك 40% من منشآت إسالة الغاز بمجموعة "بينوسا جاز" شمال مصر، وهي الشركة التي طالبت علي وجه السرعة بشراء الغاز المنتج من حقل تامار الإسرائيلي، وانتهت الصحيفة، إلي أن الاكتشاف الجديد يغلق بشكل نهائي إمكانية عقد صفقة لتصدير الغاز الإسرائيلي إلي مصر. وركزت صحيفة "يديعوت أحرونوت" علي الضرر الذي سيلحق بإسرائيل جراء اكتشاف الغاز في مصر، لا سيما الشركاء في حقل لفيتان، الذين قالت إنهم وقعوا علي اتفاق تفاهم مع مصر والأردن بنحو 50 مليار دولار لشراء الغاز، في حين أن الاتفاقيات لن تنفذ إذا اتجهت مصر والأردن إلي شراء الغاز من الحقل الجديد. وطالبت الصحيفة العبرية، الحكومة الإسرائيلية بمسودة جديدة للاتفاق، تكون عقلانية وبعيدة عن التنسيقات الأمنية الخيالية، بينما رفض عضو الكنيست، شيلي يحيموفيتش تفعيل البند 52 من مسودة اتفاق الغاز بين الحكومة والشركات المنتجة، الذي يقول إن التحالف الاستراتيجي مع مصر يحتم الإسراع في تصدير الغاز.