في مثل هذه الأيام.. من العام الماضي باع مجلس مدينة نورثهامبتون تمثال سخم كا الذي يعود إلي أربعة آلاف عام في مزاد علني علي مرأي ومسمع الجميع في حين لم تتحرك اليونسكو، وصمتت وزارة الآثار عندنا. وقد بيع التمثال بقاعة كريستيز في لندن في شهر يوليو الماضي لمشتر أجنبي وسط احتجاجات من جهات عدة.. ومنذ أن تم عرض التمثال في المزاد، ظهرت مجموعات من محبي الآثار خارج مصر تطالب بإنقاذه قبل البيع، لكنهم فشلوا، ومع ذلك لم يستسلموا، وبعد مرور عام مازالوا يقودون مظاهرات تطالب بعودة التمثال. وقد تجمع المتظاهرون أمام صالة مزادات كريستيز في لندن، وطالبوا بعودة تمثال أثري «سخم كا» الذي يقدر عمره بنحو أربعة آلاف سنة والذي بيع بمبلغ 15.76 مليون جنيه استرليني في صالة مزادات، بعد أن كان يتوقع بيعه بنحو ستة ملايين جنيه استرليني، وطالبوا بإعادة التمثال لوزارة الآثار المصرية. وقالت سو إدواردز، من مجموعة أنقذوا سخم كا إن هذا اليوم هو أحلك يوم ثقافي في تاريخ المدينة. السلطة المحلية ارتكبت خطأ فادحا، لكننا سنستمر في النضال من أجل إنقاذ سخم كا. الجديد هنا أن من استباحوا سرقة حضارة مصر لتتزين بها صالات المزادات العالمية، ليس لص آثار ولكنه متحف مدينة نورثامبتون الذي كان يعرض تمثال سخم كا من الأسرة الخامسة بصالة كريستي للمزاد من أجل استغلال عائده لترميم المتحف.. الغريب أن الذي يقف ضد بيع التمثال أهل هذه المدينة الذين دشنوا مواقع إلكترونية وصفحات علي مواقع التواصل الاجتماعي لمنع بيع التمثال.. فماهي حكاية سخمت الكاتب المصري. وقد أعلن وزير الثقافة البريطاني، إد فايزي حظر مغادرة التمثال المصري القديم، سخم كا، بريطانيا بعد أن باعه المجلس المحلي لمدينة نورثهامبتون بنحو 15.76 مليون جنيه استرليني. ورغم ذلك، فإن الحظر، الذي فرضه فايزي ، يعد مؤقتا حتي يوم 29 يوليو القادم ، فيما قال «مجلس الفنون» في إنجلترا إنه من الممكن العثور علي مشتر آخر من داخل المملكة المتحدة. وقال المجلس المحلي لمدينة نورثهامبتون إن الحظر المؤقت لن يؤثر علي عملية بيع التمثال، الذي ظل في حوزة المجلس منذ عام 1880حيث تم عرضه في مزاد خلال شهر يوليو الماضي للاستعانة بالمبلغ من أجل توسيع متحف المدينة ومعرض الفنون. وجاء قرار الوزير البريطاني بعد توصية من "لجنة مراجعة تصدير الأعمال الفنية والمواد ذات القيمة الحضارية"، والتي يديرها مجلس الفنون في إنجلترا، حيث قالت اللجنة إن التمثال ذو أهمية جمالية كبيرة في دراسة تطوير التماثيل، والطقوس الجنائزية، وتطور تاريخ تصوير الإنسان لنفسه. وقد كان التمثال متربعاً تحت الأضواء في متحف «نورثامبتون» البريطاني، يخطف الأنظار بإتقان ودقة صنعه، فهو تمثال 'سخم كا' الفرعوني العتيق، المُجسد لشخصية المفتش من الأسرة الخامسة الفرعونية، يُمسك بلوحة كتبت عليها أحرف فرعونية قديمة، ليظل أكثر من 160 عامًا في قلب المتحف. " وقد دشن عالم الآثار روبرت مور صفحة من أجل جمع التوقيعات الخاصة بوقف بيع التمثال الذي لا يقدر بثمن للأسف وهي قاصرة حالياً علي سكان نورثامبتون الذين يمارسون محاولات جادة من أجل وقف بيعه. والسؤال هنا أين المسئولون في مصر، أين حراس الآثار، أين وزير الآثار؟ سو إدواردز من مجموعة "أنقذوا سخم كا" قالت إن هذا اليوم هو "أحلك يوم ثقافي في تاريخ المدينة. السلطة المحلية ارتكبت خطأ فادحا، لكننا سنستمر في النضال من أجل إنقاذ سخم كا". لكن المسئولين المصريين لم يعلق أحد منهم علي القضية حتي الآن.