سافرت إلي أكثر من بلد لتنمية موهبتها في تنسيق الزهور، وصقلها بالتعلم، حيث تابعت دورات متخصصة في هذا المجال، وتعرفت علي أنواع الزهور المختلفة وطرق عنايتها، لتصبح بعد ذلك صانعة الفرحة لكل عروس في ليلة زفافها، إنها مصممة حفلات الزفاف وخبيرة تنسيق الزهور مي حسني، تلك المرأة التي تشبه الزهرة الجميلة بروحها البسيطة التي تنعكس علي جمال منزلها وأناقته الشديدة. وتحكي مي ل"هي" كيف أن ولعها الشديد بعالم الزهور والديكور خطفها من مجالها الأساسي الذي تخصصت فيه حيث تخرجت في كلية التجارة، لتصبح وبسرعة فائقة أشهر خبيرة في مجال تصميم الحفلات وبخاصة حفلات الزفاف، وفي بيتها ترجمت هذا العشق للنباتات والورود، حيث لا يكاد يخلو ركن من أركان بيتها من النباتات مختلفة الأشكال والألوان. تقول مي: الزهور مثل الإنسان تحب الاهتمام والرعاية، حيث تتنفس وتشعر وتفكر، وبالنسبة لي لا أمل إذا قضيت شهوراً أو سنوات طويلة أرعي الزهور وأهتم بها، وأبحث دائماً عن أنواعها وفصائلها المختلفة، وأري أن للتعامل مع الزهور والنباتات فوائد عدة أهمها تعلم الرحمة وزيادة الحس الفني لدي الإنسان، وهو ما جعل حياتي أفراحاً مستمرة من خلال تصميم حفلات الزفاف التي تدخل الورود فيها كعامل أساسي في تزيين كوشة العروسين وكل ما يخص الحفلات عموماً. تعمل مي في هذا المجال منذ 10 سنوات تقريباً، فرحتها التي تغمرها ما هي إلا انعكاس لكل فرح تقوم بتصميمه، حيث صممت حفلات زفاف وخطوبة في منازل أصدقائها، وصاغت من البساطة علامات من البهجة، كما تقوم بتصميمها سواء في الأماكن المفتوحة أو القاعات المغلقة. تشير مي إلي أن تصميم حفلات الزفاف فن.. لا يهم المكان أو المساحة، لكن الاعتدال والتناسق بين الألوان والبساطة عامل مهم في خروج الحفل بشكل رائع، وتتابع: "الورد البلدي بألوانه يبرز جمال المكان الذي يوضع فيه لذلك أعتمد عليه في معظم الأوقات، خاصة الكوشة التي تبرز عندما يزينها اللون الأبيض مع تطعيمها بالإضاءة المناسبة. ولا تقرر مي شكل الديكور إلا بعد نزولها إلي المكان لتطبيق الأنسب، كما أن ثقة المتعاملين معها يترك لها المساحة الكافية للإبداع وابتكار أفكار جديدة. ولم يقتصر عمل مي علي تصميم حفل الزفاف، فهي التي تقوم بتزيين السيارة للعروسين لإكمال فرحتهم، وتنسق بوكيه الورد "الجيرب" للعروسة، الذي لابد أن يكون مناسباً للعروسة، حيث تنصح مي بأهمية أن يكون "جيرب" العروسة مناسباً مع طول قامتها ووزنها ولون بشرتها، فالجيرب الطويل يناسب العروسة طويلة القامة أو الممتلئة، والعروس القصيرة يحبذ أن تحمل باقة ورد صغيرة دائرية الشكل. وتقدم مصممة الحفلات المعروفة مجموعة من النصائح للعروسة، حيث تقول يجب أن تتحلي العروس بالبساطة في كل شيء وأن تراعي التناسق بين الفستان وبوكيه الورد وتصميم الكوشة لإبراز جمالها، مع عدم الانسياق الأعمي وراء الموضة واختيار فقط ما يناسبها، كما تنصح العروس بالإعداد للفرح قبل موعدة المحدد بفترة لا تقل عن ستة شهور، لتتمكن من الاختيار المناسب لستايل الماكياج والفستان وتاج العروس واختيار مكان حفل الزفاف وتجهيزه حسب ذوقها. ولم تنس مي تعبيرها عن حبها لعملها، وكيف أنه أثر عليها إيجابياً في محيط العائلة والأصدقاء الذين تسعد عند مساعدتهم في أهم يوم في حياتهم، وكيف أنها تخلق من مكان صغير أو غير مهيأ للاحتفال، إلي مكان يسر جميع المتواجدين فيه ويسعد العروسين، وتؤكد أن تنمية الموهبة والعمل يرفعان من قدر المرء ويصلان به إلي ما يطمح إليه، كما أنها كما تقول "ست بيت شاطرة" ولم يؤثر عملها علي أسرتها.