عاش المصريون أياما عصيبة قبل انتفاضة الشعب في الثلاثين من يونيو للثورة علي حكم الإخوان الذين خططوا للإجهاز علي الوطن وسلب مقدراته.. شهدت محافظات مصر مظاهرات حاشدة في ذلك اليوم تنادي بإنقاذ مصر من مستنقع الجهل والتخلف خرجت الملايين إلي الشوارع تصرخ وتنادي علي مصر المخطوفة في «عز الضهر» طوال عام أسود.. لم يكن 30 يونيو مجرد تاريخ يحكي قصة شعب ثار من أجل الحرية ولكنه أسطورة نضال سطرها جميع فئات الشعب الذين تجمعوا في الميادين ليتكرر سيناريو المطالبة بالرحيل كما حدث في 25 يناير لخلع الرئيس الأسبق مبارك بعد فساد سنوات طويلة من الحكم.. ولكن كان هدير الشعب هذه المرة للتخلص من الفاشية الدينية التي سيطر فيها خفافيش الظلام علي مصير الأمة ووضعوا خطوات عودتها إلي الوراء.. وكانت استجابة القائد لنداء الشعب لإنقاذ البلاد مؤكدا أن مصر ليست سوريا أو العراق أو اليمن ولكنها مصر الثورة والدولة والقانون والدستور.. مصر الشعب القوي قاهر المستحيل الذي أبهر العالم بالإطاحة بحكام سلبوا إرادته ومستقبله وحريته فكان خروج الثلاثين مليون مصري معجزة أدهشت العالم فلم يحدث أن انتفض شعب في كل ربوع البلاد للتمرد علي حاكم جائر.. ولكن فعلها شعب مصر الذي تمسك بالوطن وتشبث بالأرض ودافع عن مستقبله وحريته.. لم يكن 30 يونيو مجرد تاريخ ولكنه يوم الالتفاف حول القائد من أجل تحقيق الحلم في الحياة الحرة الكريمة ومن أجل حماية وطن يوفر مستقبلا زاهرا للأجيال القادمة. كان 30 يونيو درسا لشعوب العالم في الحرية والكرامة وكان المدرس هو الشعب. ولاشك أن انتفاضة الشعب حققت العديد من الإنجازات إلا أن هناك الكثير من التحديات والسلبيات في كافة المجالات التي ماتزال تحتاج إلي جهد وحسم علي مدار الفترة القادمة.