مرور عامين علي ثورة الشعب العظيمة في 30 يونيو 2013، عادت شمس مصر لتشرق من جديد، وأصبح الطريق ممهداً لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات علي المستويين الإقليمي والدولي، وأدرك العالم عن اقتناع بأن ثورة 30 يونيو هي تعبير عن إرادة الشعب المصري، الذي خرج بعشرات الملايين للمطالبة بإقامة دولة ديمقراطية حقيقية عصرية، وأن ماحدث في الثالث من يوليو كان استجابة لهذه الإرادة الشعبية. ولعبت الدبلوماسية المصرية دورا فعالا في نقل الصورة الحقيقية لماحدث في مصر للعالم الخارجي حيث قامت وزارة الخارجية وسفارات وقنصليات مصر في الخارج بجهد كبير للرد علي الادعاءات المغلوطة وعلي هذا الأساس انتقلت مصر من رد الفعل إلي الأخذ بزمام المبادرة ونيل التقدير والاحترام الإقليمي والدولي لها. وعلي مدي العام الماضي، ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي إدارة الحكم في البلاد حرصت الدبلوماسية المصرية علي التفاعل مع الملفات الهامة، وفي مقدمتها حماية وصون مصالح المواطنين المصريين في الخارج من خلال تقديم كافة أوجه الرعاية اللازمة والخدمات القنصلية لهم فضلا عن التفاعل المباشر معهم سواء للاستفادة من خبراتهم أو العمل علي حل الأزمات التي يواجهونها في الخارج. الدكتور بدر عبدالعاطي المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أكد ل"آخرساعة"، أن الدبلوماسية المصرية قامت علي عدة مبادئ في مقدمتها التعبير عن إرادة الشعب، ونقل صوته للعالم الخارجي، والتمسك باستقلالية القرار المصري، والانفتاح علي جميع القوي الخارجية، والتأكيد علي الاحترام الكامل للقانون الدولي والشرعية الدولية مع عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول فضلا عن التعامل مع مختلف دول العالم علي أساس علاقات المشاركة وليست علاقة التبعية والتأكيد علي مبادئ التعاون مع دول العالم وحل النزاعات بالطرق السلمية لتحقيق المكاسب للجميع. وأكد الدكتور عبد العاطي، أن الاعتبار الأساسي الذي يحكم تحرك مصر الخارجي هو تعظيم المصلحة الوطنية المصرية وصيانة أمنها القومي الذي يرتبط ارتباطا عضويا بالأمن القومي العربي مشددا علي أن الدائرة العربية سوف تظل الدائرة الأساسية لتفاعلاتنا الخارجية ليس فقط بحكم القرب الجغرافي واعتبارات الأمن القومي وإنما أيضا بحكم الهوية والمصير المشترك كما أن الدائرة الأفريقية لاتقل أهمية عن الدائرة العربية بالنسبة للسياسة الخارجية المصرية ليس فقط بحكم الانتماء الجغرافي ومياه النيل وإنما أيضا بحكم التحديات المشتركة والاعتبارات الاقتصادية لوجود فرص واعدة في إطار دبلوماسية التنمية استنادا لمبدأ تحقيق المكاسب للجميع دون الإضرار بمصالح أي طرف. ومن أهم المبادئ الأساسية التي تشكل إطارا حاكما للسياسة الخارجية يأتي إدراك الارتباط الكامل بين السياسة الخارجية المصرية وأوضاعها الداخلية ومن ثم تعمل السياسة الخارجية علي مواصلة نقل الصورة الداخلية الحقيقية للعالم الخارجي وجهود إقامة نظام ديمقراطي حديث يحقق المساواة الكاملة للمواطنين أمام القانون بالتزامن مع محاربة الإرهاب وحشد الدعم السياسي والاقتصادي للبلاد من خلال جذب الاستثمارات الخارجية والتدفق السياحي بما يتيح رفع مستوي معيشة المواطن المصري. وحرصت القيادة السياسية المصرية، من خلال التحركات والاتصالات المكثفة والزيارات المتبادلة علي استعادة دور مصر الريادي في المنطقة سواء في محيطها العربي أو الأفريقي أو المتوسطي أو الإسلامي والانطلاق من ذلك نحو تدعيم مكانة مصر الدولية اللائقة بها وقد اتضح ذلك جليا من خلال حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي علي المشاركة بفاعلية في مؤتمر قمم الاتحاد الأفريقي وسعيه نحو توثيق العلاقات والروابط مع دول حوض النيل. . وعلي المستوي الدولي حققت مصر العديد من الإنجازات سواء في دهاليز الأممالمتحدة أو من خلال الزيارات الناجحة للرئيس السيسي لعدد الدول من الأوروبية الهامة مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا وهناك دعوة رسمية لزيارة بريطانيا قريبا وذلك بخلاف الزيارة الهامة للصين وروسيا في إطار تنوع وتوازن العلاقات المصرية الدولية.