❊❊ الفنانة نادية لطفي اتفقت علي تصوير قصة حياتها في حلقات تليفزيونية مع أحد المنتجين علي أن تعرض في رمضان 2011 ومرشح لإجراء اللقاءات معها كل من خالد الصاوي وهند صبري. في اللقاء الأخير لي معها قبل الرحيل.. وكنت بدأت ألتقي بها لكتابة مذكراتها.. لكن القدر لم يمهلها لأن تكمل معي المذكرات. قالت لي ليلي فوزي التي رحلت فجأة: » إن أنور وجدي لم يحب ليلي مراد وأفصح لي مرة عن ذلك.. قال إنه لا يستطيع الحياة معها.. كما أنه لا يستطيع الحياة بدونها.. فقد كونا معا ثنائيا فنيا ناجحا.. وكانت بالنسبة له مشروعا كبيرا.. فالحب في أفلامهما.. والغضب والشجار في حياتهما الزوجية.. كما قالت لي أيضا: »كان عمري 17 عاما عندما رآني في الاستوديو وكان يخرج فيلم »ليلي بنت الفقراء« مع ليلي مراد.. وبدأ يغازلني لكني لم أعر له التفاتا.. ثم طلب مني الزواج فرفضت لأن إشاعات كثيرة جعلت منه »زير نساء« ثم تقدم لأبي أيضا لطلب الزواج ورفض أيضا لهذا السبب.. ❊ ❊ ❊ وأنور وجدي من أصل سوري.. اسمه أنور يحيي النقاش.. لكنه تربي في مصر وتخرج في مدرسة الفرير بالخرنفش وأتقن اللغة الفرنسية.. وحينما بدأ يعمل بالتمثيل طردته أسرته.. ولم يكن يجد مكانا يبيت فيه سوي في كواليس المسرح في مخزن الأخشاب والإكسسوارات وبعد أن كان يبيت في الكواليس استطاع أن يسكن مع عبدالسلام النابلسي في غرفة فوق السطوح وعانا هما الاثنان من الفقر والجوع والتشرد.. ولم يكن يملك ستة مليمات لركوب الترام ليصل إلي غرفته فوق السطوح فكان يجمعها من زملائه الكومبارس.. وكان يشتهي سندوتش الفول والطعمية لكنه كان يبيت جوعانا. ❊ ❊ ❊ تزوج أنور وجدي أول زواج له من فتاة خارج الوسط الفني وعاشا عيشة بسيطة في أحد الأحياء الشعبية.. ثم تزوج بليلي مراد بعد أن كون شركة إنتاج فأخرج لها ومثل معها العديد من الأفلام الاستعراضية الناجحة مثل »ليلي بنت الفقراء« و»ليلي بنت الأغنياء« و »عنبر« و»قلبي دليلي« الذي مازال يرقص علي أغنيته العرسان والشباب في الأفراح.. »حبيب الروح« و »غزل البنات« الذي يعتبر أهم أفلام السينما الاستعراضية الغنائية.. وجعل من ليلي مراد ملكة عرش السينما الدرامية الغنائية.. ولأن حياتهما الزوجية لم يجدا فيها سعادتهما فقد انفصلا بالطلاق.. ❊ ❊ ❊ في المصعد رأي طفلة صغيرة جميلة يشع من عينيها الذكاء والشقاوة فقال لها »تمثلي معايا«.. قالت الصغيرة دون أن تفكر لحظة بأنها لاتمانع.. فقد كانت خفيفة الظل »لمضة«.. وكانت فيروز الأخت الأكبر للفنانة نيللي.. وافقت الأسرة وأسند إليها بطولة الفيلم الاستعراضي الغنائي »ياسمين« الذي لقي نجاحا لاحدود له.. وأذكر ونحن صغار أن استمتعنا جدا بالفيلم .. وبالطفلة المعجزة.. فحفظنا كل مشاهده.. وغنت وقلدت فيروز كل الراقصات في اسكتشات لا تصدقها.. وحين نجح هذا الفيلم قدم معها فيلم »دهب« قال لي أستاذنا الراحل جليل البنداري إن أنور وجدي قال مر ة وهو في عز الفقر والتشرد إنه يريد أن يحقق الثراء حتي لو مرض بالسرطان ولا أعلم إذا كانت هذه هي الحقيقة التي قالها أم لا.. لكن الذي حدث أنه حقق ثروة طائلة لم يستمتع بها. ❊ ❊ ❊ قالت لي »ليلي فوزي« الزوجة الثالثة إن أنور أحبها بجنون.. كانت قد نضجت ثم انفصلت عن زوجها »أونكل عزيز عثمان« الذي لم يكن زواجا متكافئا.. والذي لقبوه »بالغراب« حين مثل مع تحية كاريوكا ونجيب الريحاني وغني »الغراب ياوقعة سودة جوزوه أحلي يمامة« هذا الطلاق الذي كلفها الكثير. والتقي بها أنور مرة أخري بعد هذه السنين في الاستوديو.. وكان أنور قد أصبح نجم النجوم وقال لها »لماذا تحتقرينني« وأحست ليلي بالصدق في كلامه.. حينما قال لها »أعطيني فرصة لكي أثبت لكي حبي« وتزوجا وأصبحت ليلي بالنسبة له كل حياته. أمضيا شهر العسل في أوروبا علي ظهر مركب لكي يستمتعا أكثر بالوقت.. وكانت أربعة شهور عسل وليس شهرا واحدا طافا بها كل بلدان أوروبا.. لكن يبدو أن الأيام الحلوة عمرها قصير.. فبعد أن عادا إلي القاهرة بدأ المرض يدب في جسده.. وقال الناس إنه المرض الخبيث »السرطان«.. لكنه كان في الحقيقة كان مرضا وراثيا مات به أبوه وأخوه.. وهو يأتي مابين الخامسة والثلاثين والأربعين.. وهو عبارة عن كيس صديد ينمو علي الكُلي.. ولم يكن وقتها يعرف في مصر الغسيل الكلوي.. وقام الأطباء بعمل كونسولتو وتعرفوا علي المرض الذي لا علاج له إلا في السويد.. والكلام علي لسان ليلي فوزي فهناك يوجد أحد الأطباء الذين اخترعوا جهاز الغسيل الكلوي.. لكن صحته بدأت تتدهور ثم أصيب بالعمي ودخل في غيبوبة وبجواره زوجته.. وهناك لفظ أنور وجدي أنفاسه الأخيرة.. لقد رحل نجم الشاشة الأول في عز شبابه وعطائه وشهرته وبعد أن حقق ثروة كبيرة.. لكنه لم يلحق أن يستمتع بها.