ذهبت ألتمس نفحة نورانية في حضرة صوفية تقام كل يوم سبت بقاعة العارف بالله الشيخ عباس الديب (طيب الله ثراه) بمسجد حسن عباس زكي بطريق صلاح سالم بعد صلاة العشاء، ما هذه الأجواء الإيمانية المعطرة بحضور هذه النخبة الطيبة التي حضرت من كل أرجاء القاهرة محبة في الله، وعشقا لسيدنا المصطفي(ص) بقلوب صادقة مخلصة راجين عفوه ورحمته ومغفرته، رأيت وجوها غير التي أراها طوال النهار، لا تعرف الشر ولا الخداع ولا النفاق ولا الحسد، فهي هائمة خاشعة عابدة قاصدة وجهه الكريم. رأيت صديقا لم أره منذ عشرين عاما (الدكتور عبدالقادر قطب أستاذ ورئيس أقسام جراحة الأوعية الدموية بطب القاهرة)، وكل حرصه أن يحمل زادا روحيا من هذه الحضرة الصوفية تعينه علي استكمال رحلته العلمية والإيمانية، وشاهدت من بعيد في ركن النساء سيدة فاضلة تدعي «الحاجة دينا» تذرف دموعها التي تنساب علي خديها تأثرا بما تنطق شفاهها بالقرآن الكريم وذكر خير المرسلين، وكلما انفعلت غطت ملامحها الهادئة بالرداء التي تحمله بين يديها لتخفي تأثرها بشفافية مغلفة بالخجل والحياء الجميل. رصدت ناسا أغنياء وفقراء.. كبارا وصغارا.. رجالا.. ونساء.. جمعتهم المحبة البيضاء، فلا مصالح ولا صفقات ولا رياء في هذا المكان الطاهر، فقد تجمعوا فقط (لحوالي ساعتين) علي مائدة القرآن الكريم، والأوراد الرحمانية، والأدعية المنظومة، والابتهالات المأثورة، والأناشيد الصوفية التي يشتاق إليها المحبون لتعطير ألسنتهم، وتنقية أرواحهم وأفئدتهم، عسي الله أن يلبي الرجاء، ويجيب الدعاء: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب).. وغادرت الحضرة الخاشعة بصلوات القلوب والأرواح، وأنا أشكر من دعاني إليها سماحة الشيخ وحيد فريد.