الرئيس: شيماء الصباغ وكل شباب مصر أبنائي وحال تورط أي ضابط أو مجند في مقتلها سيُقدم للمحاكمة الجنائية والإدارية الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلي للقوات المسلحة، اللقاء الذي نظمته القوات المسلحة بمسرح الجلاء، بحضور شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، وبابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، والفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، والفريق محمود حجازي، رئيس الأركان، والفريق أسامة عسكر، القائد الجديد للقيادة الموحدة بمنطقة شرق القناة، وكبار قادة الجيش والشرطة، بالإضافة إلي عدد كبير من الوزراء والمسئولين، ولفيف من الإعلاميين، ورؤساء التحرير. بدأ الرئيس السيسي اللقاء بالوقوف دقيقة حداداً علي أرواح شهداء الوطن معربا عن خالص تعازيه للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل عزة وكرامة مصر، وقدم تعازيه في وفاة شيماء الصباغ، قائلاً: "كل أبناء وبنات مصر أولادي وبناتي، وهذه ابنتي وقد أجريت اتصالا بوزير الداخلية منذ أيام لمعرفة ملابسات الحادث، وطالبته بالتحدث أمام الرأي العام"، فرد وزير الداخلية بقوله: "إن النيابة العامة تحقق بشفافية كاملة في القضية وفي حال تورط أي ضابط أو مجند في مقتل شيماء سيقدم للمحاكمة الجنائية، والإدارية معا"، مشدد أن خطأ فرد لا يمكن أن تحاسب عليه مؤسسة كاملة. ثم قال الرئيس للفريق عسكر قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة، أنا بشهد الناس عليك يا أسامة أن أحداث سيناء الإرهابية لا تتكرر مرة أخري، وأنت مسئول أمامي وأمام المصريين، عن أن هذا الحادث لن يتكرر مرة أخري، ومسئول بشكل كامل عن تنمية سيناء، ومن الآن لن يكبل أحد إيدي المصريين للثأر للشهداء الذين رحلوا في الأعمال الإرهابية الخسيسة، وأنتم ستأخذون بثأر مصر، وأنتم من يحميها ويدافع عنها، وجيشنا مستعد للموت من أجل أن تظل مصر، ولا أحد يستطيع مهما كان حجمه وتنظيمه يستطيع أن يهزم الجيش المصري. وتحدث الرئيس إلي القوات المسلحة التي تواجه الإرهاب في سيناء قائلاً: "لا تظلموا أحدا وليس معني أننا نريد الثأر أن نقتل الأبرياء، وسوف نستمر كما بدأنا وهذا التزام عليكم جميعا، لأن الشرفاء والأمناء لايقاتلون إلا بهذه الطريقة، لأن هناك دولا أثناء محاربتها للإرهاب كانت تجتاح مناطق كاملة تقتل فيها أطفالا ونساء وسنواجه المجرم الذي يرفع السلاح في وجهنا، وإذا تم القبض عليه سيحال إلي القانون ليأخذ عقابه العادل وهذا التزام أمام الله وأمامكم". وأوضح الرئيس، إن الفريق أسامة عسكر قائد القيادة الموحدة لشرق القناة، مٌُكلف بتحقيق الأمن والاستقرار في سيناء وتنمية هذه المنطقة من أرض الوطن، لافتاً إلي أنه تم تخصيص 10 مليارات جنيه لتنمية سيناء، ومكافحة الإرهاب بها. أضاف السيسي: "نحن نحتاج إلي دولة القانون والمؤسسات يتم فيها محاسبة أي مخطئ دون أن تهدم المؤسسة ونحن نقوم بذلك من أجل الحفاظ علي المؤسسات، فأحيانا تكون مصداقية المؤسسة علي المحك وليس عيبا أن نعترف بأي خطأ مهما كان حجمه". وطالب الرئيس بإنشاء جامعة تحمل اسم الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، نظرا لما قدمه لمصر وستكون في منطقة جبل الجلالة بسيناء علي أعلي قمة للجبل (700 متر)، لتكون رمزا للتعاون بين مصر وأشقائها العرب، موضحا أن هذه الجامعة ستكون بأموال المصريين، وكلف وزير الدفاع ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بضرورة إعداد التصميمات الهندسية ومواعيد تسليم الجامعة، وقال اللواء أركان حرب، عماد الألفي رئيس الهيئة الهندسية، أن التصميمات تستغرق شهرين وسوف نبدأ في المشروع علي أن يستغرق تأسيسه عاما. ثم وجه السيسي التحية لشعب الإمارات العربية الشقيق قائلاً :"هم كرام أبناء كريم، وأننا سنبني تجمعا جديدا بمصر أيضا يحمل اسم الشيخ محمد بن زايد بأموالنا لأن الشيخ خليفة بن زايد قرر إنشاء مدينة سكنية تحمل اسمه بمصر، وتقديرا منا وردا للجميل سنبني للشيخ محمد بن زايد تجمعا مماثلا بأموالنا"، وكلف السيسي رئيس الهيئة الهندسية بإعداد الرسومات، علي أن تستغرق عاما أيضا. وتقدم الرئيس بالشكر والتقدير إلي الدول الصديقة في مختلف دول العالم ومنها فرنسا، التي ساعدت القوات المسلحة في منحنا معدات عسكرية متطورة، في وقت قصير وبأقل تكلفة ممكنة، وقال الرئيس: "عندما طلبت من الرئيس الفرنسي دعمنا في المجال العسكري وضعت معايير منها أن تكون المعدات متطورة طبقا للمعايير التي يعملون بها، وأن تكون بأقل تكلفة وبقروض ميسرة، وأن تأتي إلي مصر في أسرع وقت ممكن". ووجه السيسي رسالة إلي رجال وزارة الداخلية أكد خلالها أن الأمن داخل مصر مسئولية علي عاتقهم وفي رقبتهم، قائلاً: أنا لست حاكما لمصر وأنتم شركائي والشعب هو الذي كلفني بهذه المهمة، وطالب جهاز الشرطة بمراعاة حقوق المصريين، وقال: "أنا المسئول عن كل أطياف الشعب الفقير قبل الغني". وقال الرئيس، إن أخطر ما يواجه مصر في الفترة الراهنة هو الفكر المتطرف الذي لا يقدر قيمة الاختلاف الذي خلقه الله في الأرض لكي تستمر الحياة. وقال الرئيس السيسي، إن مشروع المليون فدان يحتاج ل280 مليار جنيه، وإذا توفر هذا المبلغ هيعيش المصريين مثل الريف الأوروبي، قائلاً: "أنا بجري علي ال280 مليار واللي عاوز يجري معايا يبقي كتر خيره"، وهنا داعب الرئيس حمدين صباحي قائلاً: "أستاذ حمدين هو الجهد بيتعمل أثناء الانتخابات بس ولا إيه كلنا يجب أن نجري علي هذا الوطن ونضحي من أجله". وطالب السيسي المصريين بالاصطفاف والتكاتف علي قلب رجل واحد واثقين في الله وأنفسهم علي مواصلة الجهد والعطاء. من جانبه، توجه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بخالص التعازي والدعاء لشهداء الوطن في سيناء جراء الأحداث الإرهابية الغادرة، الذين لقوا مصرعهم علي أيدي الغدر والخيانة والعمالة الأجنبية، وقال: "نترحم علي شهداء كثيرين في جنة الخلد، يتمنون أن يقتلوا عشر مرات لينعموا بما أعد لهم الله منزلة للشهادة في سبيله". وأكد الإمام الأكبر أن مصر فرض عليها أن تواجه إرهابا في داخلها وعلي حدودها ممولا من جهات قذرة باعت عروبتها ودينها للشيطان وظنت أنها ستفلت من انتقام السماء، وقال: "هيهات هيهات لما يظنون، فقد قال الله تعالي في كتابه العزيز، ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون".. بينما قدم البابا تواضروس الثاني، التعازي لشهداء الحادث الإرهابي الذي طال شمال سيناء خلال الأيام الماضية، قائلا: "أقدم خالص التعازي لكل من يقدمون دماءهم فداء لهذا الوطن، ومصر بلادنا العزيزة التي تربينا علي أرضها، ونفخر بالانتماء إليها وفي تاريخها الحضاري "المسكونة" كلها وجعلها الله درة في تاج البشرية وكل الدول". كما وجه البابا تواضروس رسالة للرئيس قال فيها: "لقد منحناك تفويضا لمواجهة الإرهاب، وهذا التفويض الممنوح لكم مستمر ودائم، فأنتم حراس مصرنا الغالية وسعيكم وإخلاصكم واحساسكم بالمسئولية الوطنية محل تقدير واعتزاز من كل أبناء الشعب المصري، ولقد تعلمنا منكم الوطنية الصادقة والشجاعة والقدوة والمثل الأعلي".