جامعة بنها تحصد المراكز الأولى فى مهرجان إبداع ال12    «التضامن الاجتماعي» تقرر قيد جمعيتين بمحافظتي القاهرة والشرقية    الذهب يرتفع من أدنى مستوى في أسبوعين.. والأونصة تسجل 2342.73 دولار    أسعار اللحوم اليوم الاثنين 27 -5-2024 في الدقهلية    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    وزير الإسكان: تنفيذ حملات لإزالة مخالفات البناء في 4 مدن جديدة    ألمانيا: ندعم إعادة تفعيل بعثة الاتحاد الأوروبي في معبر رفح    مصر تدين القصف الإسرائيلي المتعمد لخيام النازحين فى رفح الفلسطينية    الليلة.. الاتحاد يواجه النصر في قمة الدوري السعودي    فيديو.. الأرصاد تُعدل توقعاتها لطقس اليوم: العظمى على القاهرة لن تصل إلى 40 درجة    «للوجه القبلي».. «السكة الحديد» تعلن مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى المبارك    موعد وقفة عرفات 2024 وأهمية صيام يوم عرفة    عاجل:- توقعات بزيادة أسعار الأدوية قريبًا ومخاوف من نقص الدواء    خالد عبدالغفار : ندعم تشكيل لجنة عربية لدراسة وتقييم الوضع الصحي في قطاع غزة    الجزائر: نعتزم إعادة طرح ملف عضوية فلسطين أمام مجلس الأمن    فاتن حمامة تمثل باللغة العربية الفصحى أمام يوسف وهبي فى 7 صور نادرة    الزمالك أمام الاتحاد وختام الدوري السعودي.. تعرف على مواعيد مباريات اليوم    500 ألف جنيه مكافأة لكل لاعب بالأهلي بعد التتويج بدورى أبطال أفريقيا للمرة ال 12    مقتل وإصابة العشرات في 4 ولايات أمريكية جراء عواصف شديدة    طلاب الدبلومات الفنية يؤدون امتحان اللغة الفرنسية والحاسب الآلي بكفر الشيخ    500 متر من النيران.. حالتا اختناق في حريق مخزن خردة بإمبابة    "أوفر دوس" تكشف لغز جثة شاب في العجوزة    وزير الري يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين مركز التدريب الإقليمى وجامعة بنها    جامعة القاهرة تحتضن ختام فعاليات مهرجان «إبداع 12»    مهرجان كان السينمائى 77 .. مصر تتصدر المشاركات العربية    عدا هذه السلعة.. هبوط حاد في أسعار السلع الأساسية اليوم 27-5-2024    بيان رسمي.. البترول تكشف: هل سحبت إيني سفينة الحفر من حقل ظهر؟    ميناء دمياط توقع مذكرة تفاهم مع "علوم الملاحة" ببني سويف لتعزيز التعاون    أول صورة لإحدى ضحاياه.. اعترافات جديدة صادمة ل"سفاح التجمع"    صباحك أوروبي.. موعد رحيل جوارديولا.. دياز مطلوب في إسبانيا.. وبديل كونتي    ستولتنبرج: الناتو يستعد للعب دورا أكبر بكثير في دعم أمن أوكرانيا    تعليق مفاجئ من وزير الكهرباء على تخفيف الأحمال    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الاثنين 27-5-2024 في البنوك    بعد قليل، نظر استئناف باقي المتهمين بقضية التوكيلات الشعبية المزورة    «كولر vs جوميز».. كيف ظهر الثنائي عقب التتويج الأفريقي؟    راهول كوهلي يكشف عن خضوعه لتجارب أداء فيلم The Fantastic Four    صحة الاسماعيلية تحيل عدداً من العاملين بوحدة أبو جريش للتحقيق ( صور)    هل حج الزوج من مال زوجته جائز؟.. دار الإفتاء تجيب (فيديو)    ميدو: دونجا لاعب متميز وسيكون له دور مع المنتخب في الوقت القادم    الأزهر للفتوى يوضح سِن الأضحية    هبوط فروزينوني.. وإنتر ينهي موسمه بالتعادل مع فيرونا في الدوري الإيطالي    إحباط مخطط تاجر أسلحة لغسل 31 مليون جنيه بأسيوط    كولر: التحضير لمواجهة الترجي كان صعبا.. ولم أكن أعرف أن كريم فؤاد يستطيع تعويض معلول    أهمية ممارسة الرياضة اليومية.. لجسم وعقل أقوى وصحة أفضل    جيش الاحتلال يعلن اغتيال قياديين فى حركة حماس خلال هجوم على رفح الفلسطينية    متى عيد الأضحى 2024 العد التنازلي| أفضل الأعمال    أستاذ اقتصاد ل قصواء الخلالي: عدم التصنيف القانوني للوافدين يمثل عبئا على الاقتصاد    علي جمعة يوضح معنى العمرة وحكمها وشروط وجوبها: آثارها عظيمة    «القاهرة الإخبارية»: دخول 123 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم    خبيرة: اللاجئون يكلفون الدولة اقتصاديا ونحتاج قواعد بيانات لهم دقيقة ومحدثة    بالتفاصيل.. تعرف على خطوات أداء مناسك الحج    رئيس جامعة المنصورة: أجرينا 1100 عملية بمركز زراعة الكبد ونسبة النجاح تصل ل98%    ماكرون: لم يكن لدى أوروبا هذا العدد من الأعداء كما هو الحال الآن    أوراق مزورة.. نقابة المحامين تكشف سر تأجيل القيد بالفترة الحالية    قطاع المتاحف: طريقة عرض الآثار بمعارض الخارج تتم من خلال لجان مشتركة    مفاجأة..أطعمة تغنيك عن تناول البيض واللحوم للحصول على البروتين    تعاون مشترك بين «قضايا الدولة» ومحافظة جنوب سيناء    "تطوير مناهج التعليم": تدريس 4 لغات أجنبية جديدة في المرحلة الإعدادية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وداعا حكيم الأمة
نشر في آخر ساعة يوم 27 - 01 - 2015

‎الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عام 1924 في مدينة الرياض.. في عام 1975 عينه الملك خالد بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء إلي جانب منصبه كرئيس للحرس الوطني.. الذي تولاه عام 1964.. وفي عام 1982 بويع وليا للعهد بعد تولي أخيه فهد عرش المملكة.. وفي عام 2005 بويع ملكا للمملكة العربية السعودية.. ينسب له الفضل في علاقات المملكة الجيدة مع الدول العربية والأجنبية.. كما حظي باحترام شعبي كبير حيث كان له دور هام في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية وكذلك في دعم العلم والعلماء الذي تمثل في مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض ومؤسسة الملك عبد العزيز في المملكة المغربية.
‎تولي العديد من المناصب منها رئيس المجلس الاقتصادي الأعلي ونائب رئيس المجلس الأعلي لشئون البترول ورئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز لرعاية الموهوبين ورئيس الهيئة العامة للاستثمار.. ورئيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني
‎ورحل الملك السادس للسعودية
‎سنوات حكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) عشر سنوات، حقق خلالها العديد من الإنجازات عبر مسيرة حافلة بالعطاء الإنساني في خدمة الإسلام والمسلمين.
‎توفي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عن عمر يناهز 91عاما، فقد ولد في مدينة الرياض عام 1924م، وهو النجل العاشر لموحد الجزيرة وباني نهضتها الحديثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، فقد جاءت نشأته في عصر التحول الذي طرأ علي المملكة السعودية إبان التأسيس، فبحكم ولايتها علي المشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وصارت مهوي أفئدة المسلمين، ثم جاء اكتشاف النفط بشكل كبير ليمثل نقلة من نوع آخر ويجعل لدولته دورا في الاقتصاد والشأن العالمي، فنشأ الملك عبدالله في أجواء زاخرة بالعمل البناء مليئة بالمهام.
‎بحثت عن أهم إنجازات الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز طوال سنوات حكمه في الإحصاءات والأبحاث والدراسات، والشخصيات، فلم أجد أفضل من سفير السعودية بالقاهرة ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية وعميد السلك الدبلوماسي العربي السفير أحمد عبدالعزيز قطان، صاحب العقل المنظم، بما قدمه من معلومات مفيدة للغاية في آخر ندوة حضرتها عن إنجازات بلاده في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وأستطيع رصدها في إيجاز شديد..
‎تأتي توسعة الحرمين الشريفين علي رأس مشروعات خدمة الإسلام والمسلمين، وبلغت خمسة وعشرين مليار دولار للمسجد الحرام لرفع طاقته الاستيعابية إلي ما يقرب من مليون ومائتي ألف مُصل، علاوة علي توسعة المطاف، وتطوير سقيا زمزم، وجسر الجمرات، وقطار المشاعر، أما الحرم النبوي الشريف فيستقبل مليونا وستمائة ألف مُصل.
‎اقتصاديا تأتي المملكة كأفضل الاقتصادات أداء في مجموعة العشرين حسب تقرير صندوق النقد الدولي، وتراجعت معدلات البطالة، وبلغ الناتج المحلي الحقيقي 3.8% ليصل مستواه في آخر إحصائية إلي حوالي 340 مليار دولار، ثم الطفرة الهائلة في المشروعات التنموية العملاقة حتي عام 2014 بميزانية تجاوزت 385مليار دولار.
‎تخصيص 56 مليار دولار لقطاع التعليم، وتضاعف أعداد الجامعات، والاهتمام بتطويره، والاهتمام ببرنامج البعثات للخارج (150 ألفا للجنسين) وبلغت تكلفة نفقاتهم نحو ستة مليارات دولار، وتخرج حتي الآن أكثر من 55 ألف طالب وطالبة.
‎تسعة وعشرون مليار دولار هي آخر ميزانية سنوية للصحة، وتبوأت السعودية مكانا مرموقا في المجال الصحي، وتجري في مستشفياتها أدق العمليات خاصة في مجال فصل التوائم، وجراحات القلب والمخ وزراعة الأعضاء.
‎الاهتمام البالغ بمشاريع الإسكان (47مشروعا)، واعتماد ما يقارب سبعمائة مليون دولار لإنشاء نصف مليون وحدة سكنية.
‎التصدي لظاهرة الإرهاب علي جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وتبرع الملك بمائة مليون دولار لتفعيل مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وتعزيز عقوبة من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة.
‎إطلاق عدد من المبادرات لتعزيز الحوار، وضرورة نشر قيم التضامن والتسامح والاعتدال ونبذ الفرقة ومحاربة الغلو والفتن، وافتتاح المركز العالمي للحوار في فينا.
‎ظلت مصر تشغل مكانة خاصة في وجدانه.
‎فقد أدرك المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية وباني نهضتها الحديثة الأهمية الاستراتيجية للعلاقات السعودية المصرية، وانتهي إلي مقولته الشهيرة: (لا غني للعرب عن مصر.. ولا غني لمصر عن العرب).. وبهذه المقولة التزم أبناء الملك عبدالعزيز من الأمراء، وحفر الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر مكانة خاصة في قلبه ووجدانه، لينتهج نهج والده، ويستمر في تقديم كافة أشكال الدعم لمصر وشعبها، سياسيا كان أو اقتصاديا، وقد تجلي ذلك في خطابه التاريخي عقب ثورة الثلاثين من يونيو عام ألفين وثلاثة عشر ميلاديا في مصر.
‎الملك سلمان بن عبدالعزيز يتواصل مع أخر ساعة
‎رداً علي مقالة نشرتها مجلة «آخرساعة» للزميل حسن علام مدير التحرير، أرسل خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، خطاباً ذيله بتوقيعه وبصفته رئيساً لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز عام 2011 .
‎جاء فيها: «نشير إلي مقالكم المنشور في مجلة آخر ساعة تحت عنوان (مرة أخري: كلام في الوهابية) وإشارتكم إلي جوانب حقيقية عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية، ونشكر لكم ما ورد من معلومات توضح حقيقة تلك الدعوة التي واجهت الكثير من الإساءة والتشويه مما أدي إلي حدوث سوء فهم خاطئ لدي البعض عن حقيقتها وما تدعو إليه والمبادئ الصحيحة التي قامت عليها، فدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية تقوم علي عقيدة السلف الصالح التي تستند إلي كتاب الله وسنة المصطفي محمد ([) ولا تدعو إلي غير ذلك».
‎تابع: «ولإيضاح هذه المغالطات والتشويه أدعو الجميع إلي العودة إلي تراث الشيخ محمد بن عبدالوهاب والاطلاع عليه والبحث عن أي شيء يخالف الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة في ثناياه، لاشك أن من يطلع علي كلام الشيخ نفسه لن يجد شيئا من هذا ولنا أن نسأل أين الجديد أو المخالفة في هذه الدعوة حتي يطلق عليها أشنع الألقاب وتشوه وكأنها مذهب جديد أو ابتداع حديث. وهذه الدعوة هي من الدعوات التجديدية الإصلاحية التي ظهرت في كل مكان بما في ذلك مصر الشقيقة من أجل تصحيح المغالطات والابتداعات التي ظهرت في الدين خاصة في مجال العقيدة، ولقد حظيت هذه الدعوة باهتمام بارز لأنها دعوة إلي الدين الصحيح وقامت علي أسسها دولة تتبع الشريعة الإسلامية منهجا وتقوم علي خدمة المسلمين في كل مكان، فاقتران هذه الدعوة بالدولة إلي اليوم جعل ويجعل من المملكة العربية السعودية دولة تقوم علي أسس صحيحة وليس علي أسس أيديولوجية أو فكرية أو عصبية أو قبلية زائلة».
‎أضاف: «إن هذه الدعوة الإصلاحية كما ذكرتم هي دعوة تدعو إلي العودة إلي الأصل الصحيح في الدين كما كان في عهد المصطفي ([) وليس أكثر من ذلك.
‎الملك سلمان يحمل راية القيادة
‎المللك سلمان بن عبدالعزيز الذي أعلنت المملكة السعودية بيعته خلفا للراحل عبدالله بن عبد العزيز هو سابع ملك للمملكة منذ تأسيسها عام 1932.. ولد عام 1939 ويحتل التسلسل ال 25 بين أبناء الملك عبدالعزيز الذكور.
‎بدأ مشواره السياسي عام 1954 عند تعيينه أميرا لمنطقة الرياض بالنيابة عن أخيه الأمير نايف بن عبدالعزيز إلي أن استقال من هذا المنصب عام 1960 ليعود لتولي المنصب ذاته بمرسوم ملكي عام 1963.. وفي عام 2011 صدر أمر ملكي بتعيينه وزيرا للدفاع.. وبعد وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد الأسبق صدر أمر ملكي باختياره وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة لكونه وزيرا للدفاع.
‎سمر صلاح الدين
‎وهو من أهم أركان العائلة الحاكمة في السعودية حيث كان أمين سر العائلة ورئيس مجلسها والمستشار الشخصي لملوك المملكة وهو أخ شقيق للملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز وغير شقيق للملك الراحل عبدالله.. تولي الملك سلمان في حياته الكثير من المهام في مجالات الإغاثة خلال الأزمات التي شهدتها المنطقة في مصر والجزائر عام 1956 وفي الأردن وفلسطين عام 1967.. وكان رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر وسوريا في اعقاب اندلاع حرب أكتوبر عام 1973.. يعرف عن الملك سلمان اتساع دائرة علاقاته الداخلية والخارجية .
‎ويتفق المحللون أنه كان زعيما يعتد به وقائدا يحظي بالإعجاب لعقود.. فكان يعرف بالوسيط في خلافات العائلة المالكة.. حتي أنه يوصف بأحد أعضاء العائلة الأكثر شعبية.
‎آخر أبناء عبد العزيز
‎أما ولي العهد الأمير مقرن أصغر أبناء الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود وكان مبعوثا ومستشارا للملك عبدالله بعد بقائه في رئاسة الاستخبارات لمدة 7 أعوام كان قبلها حاكما للمدينة المنورة وقبلها منطقة حائل.. يمثل الأمير مقرن مرحلة جديدة.. حيث أنهي دراسته في الطيران الحربي في بريطانيا ليلتحق بعدها بسلاح الطيران السعودي.. يعتبره كثير من المحللين أنه كان دائما من المقربين في الحلقة الضيقة للعائلة المالكة السعودية التي تحدد السياسة الخارجية حيث استمر في حضور اجتماعات رفيعة المستوي مع كبار الزعماء الأجانب إلي جانب الملك عبدالله.
‎الأمير مقرن يعتبر من أهم العاملين في الشئون اليمنية السعودية وسيكون حجر أساس في الأوضاع المضطربة في اليمن.
‎الأمير محمد نايف
‎كما أصبح وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وهو أول أمير من الجيل الجديد من الأمراء السعوديين وأول أحفاد الملك عبدالعزيز آل سعود في تسلسل تولي السلطة وليا لولي العهد السعودي.
‎ولد في أغسطس عام 1959 وهو أحد أبناء الأمير نايف بن عبدالعزيز من زوجته الأميرة (جوهرة بنت عبدالعزيز) وصفته الصحافة العالمية وعلي رأسها الصحافة الأمريكية بجنرال الحرب علي الإرهاب ويصفه محللون بأنه شوكة في حلق الإسلاميين المتشددين.
‎حصل علي بكالوريوس في العلوم السياسية من إحدي الجامعات الأمريكية عام 1981 ليخوض فيما بعد عدة دورات عسكرية متقدمة داخل وخارج المملكة تتعلق بمكافحة الإرهاب.
‎في مايو عام 1999 تم تعيينه مساعدا لوزير الداخلية للشئون الأمنية ليشغل منذ ذلك الوقت العديد من المناصب في وزارة الداخلية وتم تعيينه في نوفمبر 2012 وزيرا للداخلية خلفا للأمير أحمد بن عبدالعزيز الذي أعفي من منصبه بناء علي طلبه «بحسب توصيف الأسرة المالكة».
‎وقد تعرض محمد بن نايف في أغسطس عام 2009 لمحاولة اغتيال بعد أن قام انتحاري بتفجير نفسه.. قيل وقتها إن الأمير نايف اتصل بوالد الانتحاري يعزيه في وفاة ابنه، وهو ما وصفه المحللون بأنه تصرف لرجل دبلوماسي رفيع.
‎ملفات علي مائدة العاهل الجديد
‎يأتي تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم بالمملكة العربية السعودية في فترة دقيقة تمر بها المنطقة حيث تواجه المملكة تحديات جمة داخليا وخارجيا،، فمن جهة لم يعد للمملكة حلفاء في اليمن بعد أن ضربته الفوضي العارمة وأصبحت الحدود الجنوبية مصدر تهديد بعد أن سيطر الحوثيون علي مفاصل الدولة اليمنية وهم القريبون من إيران التي تفرض فيها الآن الحكومة وجودها بحزم وقوة والتي تعد المنافس الرئيسي للمملكة في المنطقة.. ومن الشمال حيث الدولة الإسلامية التي توسع من حدودها حتي الحدود الشمالية السعودية وتحديدا إلي منطقة (عرعر).. فضلا عن الملف السوري الذي يزداد تعقيدا.. إلي جانب الوضع المشتعل في البحرين.. ولعل ملف الأزمات الداخلية التي تواجهها المملكة هو الأكثر سخونة الآن وأول أزمة تنتظر العاهل الجديد هي انخفاض دخل المملكة إلي النصف تقريبا بعد انخفاض أسعار النفط فضلا عن نسبة البطالة المرتفعة التي بلغت نحو 30% من الشباب السعودي.
‎ كذلك ملف الفساد إلي جانب مشكلة الإسكان الاجتماعي والذي خصصت المملكة لأجله 250 مليار ريال كأكبر مشروع إسكان اجتماعي في العالم.. فضلا عن التهديد الخطير من الجماعات السلفية المتشددة وخاصة الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة بل إن المشكلة الأكبر هي تأييد نسبة كبيرة من الشباب السعودي لهذا الفكر الذي يقترب كثيرا من الفكر الوهابي.
‎اليمن صداع
‎في رأس السعودية
‎سمر صلاح الدين - محمد عبد الفتاح
‎المثير للدهشة في أزمة اليمن ليس في استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي من منصبه، بل في توقيت الاستقالة، فلا أحد يعلم لماذا تشبث منصور بالسلطة، وهو بلا أي صلاحيات تقريباً، ولا يملك من أمره شيء، إذ إنه ومنذ الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي لا يكاد يمر يوم إلا واتجهت جماعة أنصار الله الحوثية نحو مزيد من التصعيد واستعراض القوة، فبعد نزولهم من معاقلهم الشمالية بمنطقة صعدة الجبلية إلي العاصمة صنعاء، وفرض سيطرتهم علي مبني البرلمان والإذاعة والتلفزيون، والمحاكم والبنك المركزي ومطار العاصمة، ولا يمكن وصف حصارهم لقصر الرئاسة وإجبار منصور علي مغادرة منصبه إلا برصاصة الرحمة علي شرعية الرجل، والخطوة الأخيرة من انقلاب بالتقسيط.
‎أغلق الحوثيون جميع الطرق المؤدية للقصر في منطقة صابيان جنوب العاصمة صنعاء، وأمطروا موكب وزير الدفاع بالنيران لحظة مروره أمام إحدي نقاط تفتيشهم، في تحد صارخ لسلطة الدولة وأقوي من فيها، ومنذ انتخابه في فبراير 2012? لم يذهب منصور إلي قصر الرئاسة إلا نادراً، حيث يفضل العمل من منزله الواقع بالشارع رقم 60 غرب العاصمة، منزل تضاعفت سماكة جدرانه عدة مرات علي مدار الأشهر التي أمضاها في الحكم بعد رصد أكثر من محاولة لاغتياله.
‎وبينما كانت لجنة مشتركة من الجيش اليمني وجماعة الحوثي تراقب وقفاً هشاً لإطلاق النار، أوقع مسلحو الحوثي عشرات القتلي والمصابين بنيران مدافعهم الخفيفة والثقيلة المتطاير رصاصها في كل اتجاه، ويشترط الحوثيون مراجعة مسودة الدستور الجديد للبلاد وإجراء انتخابات مبكرة، مقابل التهدئة والإفراج عن أحمد مهدي بن مبارك مدير مكتب الرئيس منصور الذي اختطفوه في السابع عشر من هذا الشهر، قبل أن يرفضوا رئاسته للحكومة إثر تكليف الرئيس منصور له بتشكيل حكومة، ولم يكف الحوثيون عن اعتراضهم إلا بعد تراجع الرئيس عن اختيار منصور وتكليفه لخالد بحاح، المرضي عنه من الحوثيين، بذات المهمة.
‎باسم الكفاح ضد الفساد وبشعارات أخلاقية أخري عادة ما يستخدمها السياسيون، يريد الحوثوين فرض أنفسهم زعماء لليمن، بل ويزيد صالح آل صمد، رئيس المجلس السياسي لأنصار الله، من الشعر بيتاً فيقول:" إننا نواصل ثورة الشباب التي اندلعت في 2011 وصادرتها الأحزاب.. نحن في حرب ضد الفاسدين والإرهابيين وضد كل من استولوا علي مؤسسات الدولة لخدمة مصالحهم الشخصية، ولذلك ساندنا الجميع: الشعب والقوات المسلحة، وسهلوا لنا الوصول للعاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي".
‎الحوثيون يعارضون مشروع الدستور الجديد بشدة لأنه يقسم البلاد ل6 أقاليم وليس إلي إقليمين فقط كما يريدون، هذا فضلاً عن مطالبتهم بمنفذ علي البحر الأحمر وببسط سيطرتهم الكاملة علي المنطقة الشمالية المتاخمة للملكة العربية السعودية، وتحت تهديد السلاح والحصار أصدر الرئيس منصور بياناً جاء فيه "إن نصوص التعديل قابلة للحذف والتعديل والإضافة".. عبارة مطاطة تفتح الطريق مستقبلاً للتفسير والتأويل ووتفتح المجال لألف شيطان وشيطان ليسكنوا التفاصيل.. تفاصيل تقول أن الحوثيين لم يفرجوا عن بن مبارك ولم يسحبوا مدرعاتهم وميلشياتهم من محيط الرئاسة كما نص الاتفاق المبرم مع منصور.
‎من جهة أخري، يبدو أن تباطؤ الرد وصناعة القرار السعودي بسبب الظروف التي تمر بها المملكة عقب وفاة الملك عبدالله يلقي بظلاله علي تفاقم الأزمة في اليمن، وتشير الدلائل إلي أنه تم تقسيم ملف اليمن بين وزير الداخلية وولي ولي العهد الحالي الأمير محمد بن نايف الذي يتولي قضايا مكافحة الإرهاب وبين وزارة الدفاع والذي كان يشرف عليها الملك سلمان قبل توليه العرش وانتقلت الآن إلي نجله الأمير محمد بن سلمان وهي الوزارة التي تشرف علي الدفعات المخصصة للقبائل الحدودية، ويبدو أن الحوثيون استطاعوا استغلال مرحلة انتقال السلطة في المملكة السعودية لبسط نفوذهم علي البلاد.
‎كذلك جاء توقيت تصعيدهم بمحاصرة القصر الرئاسي ليعطي إشارات ودلالات حيث حدثت جميع هذه التغيرات قبل ساعات قليلة من خطاب بحالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما وبعد مرور أقل من أسبوعين علي الهجمات الإرهابية المرتبطة باليمن التي شهدتها باري، فلا شك أن الوضع الإقليمي والدولي يلعب دورا كبيرا في تصاعد الأحداث في اليمن.. أما علي الصعيد الداخلي ملم يعرقل الرئيس منصور هادي التقدم للأولي الذي أحرزه الحوثيين في العاصمة في سبتمبر الماضي وهو آثار علامات استفهام عديدة طالت أيضا موقف الجيش اليمني من التصدي لكل ما يحدث فضلا عن دور الرئيس السابق علي عبدالله صالح وكلها أمور لازالت غير واضحة حتي الآن ولا يعدوا الحديث منها مجرد تحليلات وتخمينات يلقي بها كل طرف من أطراف الأزمة اليمنية علي الآخر.
‎من جهته لم يكن لمبعوث الأمم المتحدة بجمال عمرا وهو دبلوماسي مغربي تأثيرا يذكر، ومن جانبها دعت جامعة الدول العربية كافة الأطراف في اليمن إلي نبذ العنف ومن شبه المؤكد أن ذلك هو أمل يائس في بلد عادة ما يكون فيه البالغين مسلحين.. فلا يمكن الخوف الآن فقط من أن نجاح الحوثين الذين حصلوا سابقا علي دعم من إيران سيعتبر تقدما استراتيجيا لطهران.. بل إن الأمر برمته يشكل نكسة للجهود المبذولة لحشد تحرك ضد جماعات تنظيم القاعدة التي وجدت ملاذا لها في اليمن.
‎الأخطر من ذلك أنه في حال انفصال الجنوب فإن ذلك سيصعد من حالة انعدام القانون في مضيق باب المندب الاستراتيجي.
‎يري الناشط السياسي اليمني حمزة الكمالي أن اليمن يسير من سييء إلي أسوأ وينتظر سيناريو محبطا نظرا لسيطرة إيران ودعمها للحوثيين لتدمير اليمن.. خاصة وأنه يملكون السلاح ولديهم قوة وسيطرة ويؤكد أن حل الأزمة اليمنية يعتمد علي تكاتف عربي كامل تكون نواته مصر ومجلس التعاون الخليجي.. وشدد علي أن الشارع اليمني يعاني من احتقان شديد وحذر من انفجار قريب حيث يرفض اليمنيون الوضع الحالي وسيخرج ثورة شعبه سواء ضد الحوثيين أو النظام الحالي وهو ما يبشر بمستقبل مظلم لليمن علي حد قوله.
‎فيما يري الدكتور عبدالحميد شكري رئيس المجلس الوطني الأعلي لتحرير الجنوب زن عمليات الحوثيين في اليمن سوف تستمر علي ذلك النحو لاسيما في ظل ما تلقاه من دعم واسع من قبل العديد من القوي والفصائل.
‎ويؤكد أن الحوثيين أحكموا سيطرتهم علي كافة المؤسسات في اليمن فضلا عن سيطرتهم علي القصر الرئاسي.. وتوقع تمدد عمليات الحوثيين ميدانيا.. لاسيما أن هناك جهات تدعمهم لاستمرار تمددهم ومكاسبهم.. ولفت إلي أن هناك استعدادات لإعلان دولة الجنوب.. كاشفا أنه يتم إعداد وتدريب لجان شعبية لتكون نواة الجيش لدولة الجنوب.
‎من جهته يري الكاتب اليمني عبدالله إسماعيل أن الهجوم الحوثي الكامل علي الرئاسة واحتلال القصر الرئاسي ومحاصرة رئيس الوزراء والعمليات العسكرية الموسعة تعد الفصل الأخير في مسلسل الانقلاب الذي يتبناه الحوثيون واصفا الحوثيين بأنهم جماعة راديكالية متعصبة تستغل الاختلاف المذهبي لتعزيز الأزمة فضلا عن تمتعها بالقوة والسلاح كما أنهم يقومون الآن بتبديل كوادر الدولة واستخدام اتباعهم لتولي المؤسسات الحكومية.
‎ويؤكد أن الحوثيين يبقون علي الرئيس عبدربه منصور هادي للوصول إلي السلاح الجوي لدخول مدينة مآرب والتي تعد الصيد الثمين لهم.. حيث إنها بوابة الشرق والجنوب اليمني وهي محافظات غنيجة بالنفط والغاز.. مستنكرا في السياق ذاته الصمت الذي يخيم علي المشهد العالمي بالنسبة للأزمة اليمنية واصفا رد الفعل العالمي بأنه بلا يوازي حجم الأزمةا في حين يري أنه في المقابل يظل الشعب لا يملك أي مقومات للمقاومة زو الوقوف ضدهم..
‎كان زعيم الحوثيين عبدالله الحوثي قد اتهم في خطاب تليفزيوني الرئيس عبدربه منصور هادي بالتنصل من اتفاق السلم والشراكة والتوجه نحو الاستئثار بالسلطة وإقصاء مكونات أخري من بينها أنصار الله وكيانات في الحراك الجنوبي.. كما اتهم الرئيس هادي بحماية الفساد والتستر علي ابنه الذي قال إنه استرسل في ممارسة فساد مالي.. وقال إن السلطات وأطرافا فيها اتجهت إلي فتح جبهات جديدة وتوفير مصادر تمويل كبيرة للقاعدة من بينها نهب البنوك وتسليمها للقاعدة.. وأضاف أن سياسة فتح البجهات الجديدة وراء تسليم عتاد كتيبة عسكرية للقاعدة وحلفائها في حزب الإصلاح بمآرب.
‎وما بين الحوثيين بكل حالفاتهم الحالية سواء مع إيران أو الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبين تنظيم القاعدة الذي سيسعي أكثر لكسب أنصار له من بين الغاضبين علي هذه المليشيات الشعبية يبقي المشهد اليمني مفتوحا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.