يتعثر الأهلي.. يخسر مباراة أو اثنتين خلال مشواره في بطولة ولكن عندما تأتي المواعيد يظهر المعدن الحقيقي للاعبيه.. وهذا ما حدث للأهلي في مواجهة الزمالك في كأس السوبر المصري علي ستاد القاهرة.. عادت روح الفانلة الحمراء فعادت الانتصارات، وأضاف الفريق بطولة جديدة لسجله الرائع والمتميز حيث دخل جاريدو الإسباني بتوليفة جديدة من أجل الفوز ببطولة السوبر وترك لجماهير الزمالك الحيرة لتتساءل «متي يفوز الزمالك علي الأهلي؟». فقد نجح جاريدو في علاج خط الدفاع وعالج نقاط الضعف. وقد فضل عامل الخبرة علي عنصر الشباب في هذا اللقاء المصيري لقناعته بأن كل خطأ في هذه المباراة يكون ثمنه غاليا ويكلف الفريق الكثير ولم يكتف جاريدو بذلك بل امتدت تغييراته إلي خط الوسط فوضع محمد رزق بجانب حسام عاشور ووليد سليمان وحسام غالي معا لإغلاق منطقة المناورات وأعاد عمرو جمال ليكون مهاجما أساسيا بعد أن كان جالسا علي دكة الاحتياطي في المباريات السابقة وفضل صلاح الدين وعمرو جمال في خط الهجوم والتشكيل أثار دهشة الزملكاوية حيث إن الإسباني خوان جاريدو فضل اللعب بخطة هجومية لحسم المباراة في دقائقها الأولي مع الحرص الدفاعي. وقد حرص الجهاز الفني للأحمر خلال المحاضرة النهائية قبل المباراة بشرح الشق الدفاعي بعمل ستارة أمام لاعبي الزمالك وإفساد هجماتهم، وقد نجح الأهلي في ذلك بالإضافة إلي النقطة الأهم وهي تضييق المساحات وسط ملعبه لحرمان الفريق الأبيض من عمل الهجمات المرتدة في ظل السرعة التي يتميز بها الثنائي في خط الهجوم عبدالله سيسيه وحفني مع انضمام أحمد عيد عبدالملك ومن خلفهما معروف يوسف، ولذلك حرص جاريدو في البداية علي الهجوم الحذر رغم أن (القماشة) تساعده في الهجوم المكثف ولكن رحيل بعض النجوم إلي جانب الإصابات التي تعرض لها بعض اللاعبين أمثال ناجي جدو والحالة النفسية التي يعاني منها عماد متعب بسبب الحكم الصادر ضده بالحبس 6 شهور وكذلك لم يستعد لياقته البدنية والفنية رغم وضعه علي دكة الاحتياطي كما أن الأهلي أراد الحصول علي كأس السوبر تعويضا عن كأس مصر. ورغم المحاولات التي بذلها مجلس إدارة الأهلي لتحقيق الفوز بالسوبر خاصة محمود طاهر رئيس النادي الأهلي متحديا مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك لما بينهما من مشاكل وأزمات ولذلك لم تكن المباراة في الملعب فقط بل أيضا في المقصور بين مرتضي منصور ومجلس إدارة الأهلي لأن محمود طاهر اعتذر عن عدم حضوره المباراة وكذلك بين المدربين خوان كارلوس جاريدو وكذلك حسام حسن.. وقد وعد محمود طاهر منحهم مكافأة أكثر من التي أقرتها اللائحة وأيضا وعد بصرف جزء من مستحقات اللاعبين المتأخرة واشترط طاهر لتنفيذ ذلك الفوز بالسوبر وتحسن الأداء في الفترة المقبلة بعد تذبذب مستوي الفريق في الفترة الماضية. وقد أكد وائل جمعة مدير الكرة للأحمر أن اللاعبين لم يكونوا في حاجة للتحفيز لأن المباراة تساوي بطولة ولقبا سوف يضاف إلي تاريخهم وكذلك راهنوا علي روح الفانلة الحمراء. ورغم ذلك فكان أداء الفريقين ضعيفا في معظم فترات المباراة خاصة في الشوط الأول حيث لم نر جملا تكتيكية ولم يكن هناك نواحِ فنية، وقد لعب مدافعو الأهلي خاصة خط الدفاع وخاصة باسم علي وصبري رحيل اللذان نجحا في إرباك دفاع الزمالك وتألق اللاعب الشاب سعد وأفسد جميع هجمات الزمالك القليلة التي قادها عبدالله سيسيه. وفي الشوط الثاني استكمل الفريقان الأداء الضعيف رغم أنهما لعبا بحماس زائد مما أدي إلي كثرة الإنذارات للاعبي الفريقين. وكانت التغييرات التي أدخلها جاريدو موفقة إلي حد كبير حيث إشراك رمضان صبحي وأحمد عبدالظاهر أدي إلي تألق وتفوق الأهلي علي الزمالك خاصة أن التغيرات التي أدخلها حسام حسن في الفريق لم تساهم في أي شيء. متي يفوز الزمالك علي الأهلي؟ وهو نفس السؤال الذي يدور في رؤوس الجماهير منذ سنوات، سؤال تحول إلي عقدة بكل لغات العالم. وفي نفس الوقت لايطيقه جمهور الزمالك والسبب بات مقررا مع كل قمة؟.. والإجابة لايعرفها أحد ولا يتوقعها أحد حتي لو كان هناك فريق أفضل من الآخر. قبل لقاء قمة السوبر الذي أقيم علي ستاد القاهرة يوم الأحد الماضي كانت مشاعر التفاؤل والثقة والقوة هي السائدة في معسكر فريق الزمالك وربما يتساءل البعض عن أسرار هذه الثقة وأسباب التفاؤل الذي كان واضحا علي الفريق في الزمالك سواء اللاعبين أو المسئولين في مجلس الإدارة أو الجهاز الفني والإجابة أن الثقة مطلوبة في مثل هذه المباريات والإفراط فيها مكروه ومحرم كرويا والتفاؤل ضرورة لشحن البطاريات المعنوية لكن الإفراط فيه كارثة رغم أن ظروف الأهلي كانت قاسية لدرجة أن الزمالك احتفل بالتفوق علي القلعة الحمراء قبل اللعب ووضح ذلك علي الجهاز الفني للزمالك بأنهم قدموا عرضا لايليق بقدراتهم وإمكاناتهم وكان هناك شعور بالاستهتار ورغم ذلك اعتمد خوان جاريدو علي بعض الشباب وكذلك اللاعبين أصحاب الخبرة في حين أن الزمالك لعب بفريق يمتلك المواهب الفردية وبالتالي انعدم الانسجام بينهم، وأما الأهلي فأدي المباراة بطريقة جماعية وكفاءة عالية رغم انتهاء المباراة بالتعادل دون أهداف.. ولكن بضربات الجزاء تغلب نجوم الأهلي علي الفريق الأبيض. فقد فشل بعض اللاعبين في إحراز ضربات الجزاء أحمد عبدالظاهر ووليد سليمان. أما اللاعبون الذين أحرزوا أهداف ضربات الجزاء فهم محمد نجيب وباسم علي وسعد سمير وصبري رحيل ومحمد رزق. أما فريق الزمالك.. فقد سجل محمد عبدالشافي وخالد أنور وأحمد سمير لم يسجل ومحمد كوفي لم يسجل وإبراهيم صلاح لم يسجل في حين عمر جابر سجل ليتفوق الأهلي علي الزمالك بضربات الجزاء.