تضع جماهير الزمالك علي عاتقه أحلاما كبيرة وتنتظر منه إعادة أمجاد مدرسة الفن واللعب والهندسة واسترجاع درع الدوري الغائب عن القلعة البيضاء منذ فترة.. وأيضا الفوز في سباق المنافسة مع فريق مازيمبي وبعده فيتاكلوب بطل الكونغو ثم الهلال السوداني وحصاد اللقب الأفريقي ليكون ثاني وسام له علي صدره وثاني بطولة يحصل عليها في فترة ولايته التدريبية لفريق الزمالك، خاصة بعد إشادة الجميع والصحف الأوربية بإنجازه بالفوز بكأس مصر.. إنه الموهوب أحمد حسام الشهير بميدو الذي خاض بجرأة مهمة تدريب فريق القلعة البيضاء بعد تجربة احتراف ناجحة في اللعب بالدوري الأوروبي، ويخوض الآن تجربة أصعب بإعادة الزمالك إلي مكانته وريادته ألم تؤثر مذبحة الاستغناء عن الكبار في قائمة الفريق الجديدة؟ وضعي كمدير فني مسئول عن الفريق يجعلني أرصد داخل أجندتي التدريبية أداء اللاعبين ومن يسعي لتطوير أدائه ومن صاحب الجهد الثابت والأقدر علي تنفيذ الخطط التكتيكية.. والمهاجم الذي يتميز باستغلال الأزمات الدفاعية للفريق المنافس.. ومع دراسة أوجه القصور يستوجب الأمر ضرورة الإحلال والتجديد في دماء الفريق، وجاء قرار الاستغناء عن الحارس عبدالواحد السيد كابتن الفريق ومحمود فتح الله ونور السيد وأحمد جعفر ودومينيك وإسلام عوض وأحمد سمير فرج وعرفة السيد وسعيد قطه وهاني سعيد والحارس محمود جنش. وكيف جاء استعدادك لمواجهة مازيمبي الكونغولي؟ بعد لقاء فريق الزمالك مع مازيمبي في الجولة الثالثة لمباريات المجموعة الأولي بدوري أبطال أفريقيا يوم 8 يونيو الماضي عكفت مع جهازي الفني علي متابعة مباريات فريق مازيمبي وتحليلها من خلال سيديهات حصلت عليها للخروج بأفضل تشكيلة للفريق وأفضل طريقة لمواجهة مازيمبي العنيد.. وكان هذا سببا مباشرا في أن نشهد خلال معسكر الفريق بالإسكندرية حالة تعاون تام وانسجام في التدريبات وتركيز في تنفيذ كل الجمل التكتيكية في الملعب من أجل الوصول لنقطة التحدي مع فريق مازيمبي قبل صافرة البداية لتحقيق أمل الحصول علي بطاقة التأهل للدور قبل النهائي للبطولة. ويكمل أحمد حسام ويقول: إن المعسكر كان البداية لتنفيذ خطته بالابتعاد عن أي شحن معنوي سلبا أو إيجابا.. وتم وضع اللاعبين تحت السيطرة فلا سهر ولا وزن زائد ومن خلال الحالة المعنوية المرتفعة للاعبين ثبت أوراقي بالاعتماد علي مجموعة اللاعبين الذين فازوا بالكأس لكونهم يمتلكون حساسية وحماس المباريات وطالبت الجميع باليقظة وتنفيذ الخطوط لمهامهما الدفاعية والهجومية والاستفادة حتي من أنصاف الفرص لتسجيل الأهداف. كشف فوزك بكأس مصر اعتمادك علي الصاعدين المطعمين بالوجوه القديمة وكذلك في تشكيل مازيمبي.. ألا تعتبر ذلك مجازفة؟ أعشق المجازفة منذ أن كنت لاعبا ومازلت مؤمنا بالمثل القائل ولا يفوز باللذة إلا كل مغامر فالمفروض عليّ بناء فريق جديد قادر علي إعادة الانتصارات والبطولات للقلعة البيضاء خاصة بعدما ساهم بعض اللاعبين الكبار في خسارة بطولة الدوري.. ولم يكن أمامي سوي الرهان علي الشباب الصاعدين.. وتوليت الدفاع عن أخطائهم في المباريات وأعطيتهم فرصة لاستعادة الثقة بالنفس.. وهاهم حصدوا بطولة الكأس ويسعون أيضا للتألق أمام مازيمبي الكونغولي في الجولة الرابعة ومن بعده فيتاكلوب الكونغولي في الجولة الخامسة بدوري أبطال أفريقيا.. والاعتماد عليهم هو عين العقل حتي يكتسبوا الخبرة المطلوبة. متي تكشف عن عيوب لاعبيك؟ لا أستطيع فأنا طبيب معالج.. أبحث عن الدواء لعلاج الداء.. وضمن مهام عملي معالجة الأخطاء وعدم البوح بأسراري. من اللاعب الذي ينفذ تعليماتك والأقرب للاحتراف الأوروبي؟ رغم وجود عناصر متميزة في الفريق.. وتنهال علي الكثير منهم عروض احتراف في الدوري الأوروبي.. لكني في مرحلة تدعوني لعدم الحديث عن أي لاعب سواء في وسائل الإعلام المقروءة أو المرئية وأعتقد أنني مسئول عن فريق الزمالك ولست مسئولا عن لاعب أو اثنين بعينهما. وهل سنري تعديلات في مراكز بعض اللاعبين؟ بالتأكيد هناك أدوار جديدة لبعض اللاعبين.. بما يتناسب مع تفكيرنا في تطوير الأداء نفسه في التشكيل الهجومي مع تأمين الجانب الدفاعي.. بالإضافة لاعتمادي علي القادمين من العمق وهم الذين يمثلون مشكلة للفرق المنافسة. لوحظ تركيزك علي رفع معدلات اللياقة البدنية.. مما يؤكد وجود مشكلة فيها عند لاعبيك؟ أي فكر أو طريقة أو تعليمات لأي مدرب يريد أن ينفذها لابد أن يكون عند اللاعبين اللياقة البدنية المناسبة لتحقيق ما يريده مثل السيارة لا تستطيع السير بدون بنزين.. كذلك اللاعبون لا يستطيعون تنفيذ أي شيء بدون لياقة بدنية عالية. وهل أنت قلق من مباراة 8 أغسطس القادم؟ لست قلقا من لقاء فريق الزمالك أمام فريق فيتاكلوب الكونغولي في الجولة الخامسة من البطولة بعد مباراة مازيمبي.. وأؤكد مع جهازي الفني المعاون بأنها مثلها مثل أي مباراة خاضها الفريق في دوري رابطة الأبطال الأفريقي.. ومنها مثلا لقاء فريق نكانا رديفلز الزامبي وإيه إس.. داون بطل النيجر.. ووضعت في اعتباري استثمار فعاليات لقاء فريق مازيمبي لتنفيذ أشياء فنية سواء في جرعات التدريب ومعدلات التمرين واحتكاك اللاعبين الشباب في غمار بطولات تحتاج للقوة والمهارة. بصراحة ماذا ينقص فريق الزمالك الآن؟ الثقة عند بعض اللاعبين وعدم الابتكار وانتظار تعليمات المدرب عند البعض الآخر.. ولابد أن يكون لدي اللاعب قرار شخصي.. فالخطيب مثلا أحرز هدفا بكعبه بمبادرة شخصية ومارادونا راوغ فريق انجلترا بالكامل، وكذلك ميسي الفائز بجائزة أفضل لاعب في المونديال البرازيلي ورودريجيز هداف المونديال سجلا أهدافا بمبادرة شخصية أيضا وبدون تعليمات المدرب.. فهل المدرب أجبر هذا اللاعب أو ذاك علي القيام بهذا العمل داخل الملعب. متي نري الزمالك يفوز علي الأهلي؟ عندك حق والجماهير لديها كل الحق.. واصبروا سوف ترون فريق الزمالك في ثوبه الجديد بعد تحقيق التجانس في صفوف الفريق بعد دخول الصفقات الجديدة.. وأعدكم ليس بالفوز علي الأهلي فقط إنما بالفوز بمسابقة الدوري والكأس والبطولات الأفريقية والتأهل لكأس العالم للأندية.. ولكن في حالة استمراري مع الفريق في ظل وجود 15 صفقة جديدة.. ما هي الرسالة التي تقولها للاعبين؟ سأسير وفق برنامج تدريبي جديد.. وأكيد لا يوجد حجز للمراكز في صفوف الفريق.. والبقاء دائما سيكون للأفضل ولمن يملك العطاء.. وليس للأسماء.. ولن يدخل التشكيلة إلا اللاعب السليم.. الجاهز.. الملتزم داخل وخارج الملعب. لكونك كنت لاعبا وهدافا متميزا.. هل أصبح الهداف عملة نادرة بملاعبنا؟ هذا حقيقي فمنذ فترة طويلة لم تشاهد الهداف الحريف الذي يسجل من خرم إبرة.. وحتي الآن يتم استيراد لاعبين من الخارج.. وهذا من أسباب هبوط مستوي اللاعبين مؤخرا وعلي المدربين البحث عن مواهب صغيرة في الدورات وفرق الناشئين وتدريبهم علي كيفية إحراز الأهداف واستغلال الفرص أمام المرمي ومطلوب مشاهدتهم للمباريات الدولية والبطولات القارية المختلفة ليستفيدوا من النجوم الكبار في تسجيلهم للأهداف الممتعة. وهل من عقبات مع مجلس الإدارة؟ بلاش نفتش في اللي راح.. وأؤكد أن مجلس الإدارة برئاسة المستشار مرتضي منصور يبحث عن الاستقرار، ولا يبخل بشيء علي الفريق وقد رصدت مكافآت مالية كبيرة للاعبين في حالة الفوز علي فرق مازيمبي ثم فيتاكلوب الكونغولي والهلال السوداني في منافسات دوري أبطال أفريقيا. ما شعورك بعد إشادة الصحف الأوربية بإنجاز كأس مصر؟ شعرت بسعادة كبيرة لإشادة صحيفة الديلي ميل الإنجليزية بحصادي لكأس مصر وإحراز أول لقب في مسيرتي التدريبية.. وذكرت أنني أصغر مدرب مصري علي الساحة يفوز ببطولة كرة قدم وأشارت لتألقي لاعبا في أندية توتنهام وويجان.. وميدلزبرة.. وويستهام وبارنسلي وصحيفة بميرورا الانجليزية التي أشادت بإنجازاتي.. وكل ذلك اعتبره أوسمة علي صدري وتاجا أزين به رأس القلعة البيضاء ومصر المحروسة.