اختتم بالكويت منتدي دولي ضخم (مؤتمر الأمن الرياضي الدولي الأول) بحضور 300 شخصية رياضية وأمنية علي أعلي مستوي .. وناقش المؤتمر قضية العصر وهي شغب الملاعب والعنف بالمدرجات والعلاقة بين الأمن والإعلام والجماهير وهي القضية التي تشغل العالم الرياضي عامة والملاعب المصرية خاصة. بدأت فعاليات مؤتمر الأمن الرياضي الدولي الأول للشرطة الذي تستضيفه الكويت من 2324 الجاري برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وبحضور دولي متخصص في الشغب والعنف من الاتحاد الدولي للشرطة الذي يرأسه الفريق الشيخ أحمد النواف في وقت مهم وثمين نظرا لتعاظم الأعمال العدائية التي تسود الملاعب والأحداث الرياضية الكبري والمحلية في الاتحادات الرياضية الوطنية لكل بلد في العالم. ويتناول المؤتمر في محاوره الكثير من الحلول والنقاشات التي ستغني الموضوع وتقدم صورة واضحة من خبرات عالمية لمعالجة هذه الظاهرة في ملاعبنا وغيرها في أصقاع العالم. وتعتبر ظاهرة شغب الملاعب والعنف واسعة الانتشار في الملاعب الرياضية وهذه الظاهرة ليست حديثة في المجال الرياضي وإنما هي ظاهرة قديمة ولكن الجديد هنا هو تعدد مظاهر العنف والشغب وتغير طبيعته حيث أصبحت هذه الظاهرة تتعدي حدود الملاعب الرياضية، فالكثير من الجماهير الرياضية أخذت تتصرف بعد الفوز أو الخسارة بطريقة غير حضارية عن طريق الاعتداء علي الآخرين وإلحاق الأذي والضرر بهم أو بممتلكاتهم . من أهم المحاور التي يركز عليها المؤتمر الدولي هو دور وعلاقة الإعلام الرياضي ومواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الفيس بوك والصحافة الإليكترونية في العنف والشغب أو تهدئة الأوضاع بين المدرجات والأمن ..كذلك يناقش المؤتمر كيفية التفاعل والتواصل بين الأمن والمشجع ووقف نزيف الدم .. كذلك يهتم المؤتمر برجال الشرطة الرياضيين السابقين والحاليين للاستفادة من خبراتهم بالملاعب والشرطة. ويعتبر الشغب الجماهيري من الظواهر التي صاحبت الرياضة قديماً علي مستوي العالم، فقد حدثت أول أعمال شغب جماهيري في العصر الحديث في تصفيات كأس العالم عام 1964حيث وقعت اشتباكات بين الجماهير أثناء مباراة بيرو والأرجنتين. وكانت حصيلة المعركة أكثر من (300) قتيل وأكثر من (500) جريح.. ومن أكثر الملاعب الرياضية التي اشتهرت بالشغب الجماهيري الملاعب البريطانية، فلا يكاد يمر موسم رياضي إلا ويتسبب المشجعون المتهورون في كوارث. والشغب الجماهيري يطلق علي الأعمال والممارسات العنيفة وغير الأخلاقية والضارة الموجهة ضد المنظمات والهيئات الرياضية وضد الأفراد أو المجموعات التي تنتمي إليها والشغب من أخطر الأمراض الفتاكة في جسم الرياضة، ومتي ما ترك هذا المرض يستشري فإنه سيهلكه يوماً ما، لذا فعلي جميع المسؤولين ذوي العلاقة ومحبي الرياضة والرياضيين أن يدركوا حجم هذه الظاهرة، ويتعرفوا علي أسبابها ويتخذوا الإجراءات العاجلة وطويلة المدي لعلاجها. ومرت ظاهرة شغب الملاعب بثلاث مراحل الأولي تمثلت في اعتداء المشجعين علي اللاعبين والحكام، واتخذت الثانية صورة الاشتباكات بين مشجعي الفرق الرياضية المتنافسة داخل الملاعب، أما المرحلة الثالثة فهي الأكثر خطورة حيث نقل المشجعون مشاحناتهم خارج أسوار الملاعب إلي الشوارع. الشغب العربي والمتابع للدوريات العربية في الوقت الحالي يجد أن مدرجاتها لم تسلم من حمي الشغب في ظل محاولة بعض المشاهدين تقليد ما يحدث في الدول الأوروبية، ما أثر سلبا علي تقدم الحركة الرياضية. وفي محاولة لقمع الشغب في الملاعب واحتواء مثل تلك الظاهرة الخطيرة، سنت بعض الحكومات قوانين تعاقب بموجبها مثيري الشغب بالحبس أو غرامة ضخمة أو الحرمان من حضور الأحداث الرياضية لمدة قد تصل إلي خمسة أعوام. وفي مصر أصبح الشغب والعنف بالملاعب بمثابة القنبلة الموقوتة التي تنفجر في الملاعب والمدرجات وتسببت في إيقاف النشاط الكروي لفترة طويلة وأصبحت الكرة المصرية في مهب الخطر وتأخر ترتيبها كثيرا ..إضافة إلي سقوط 72 قتيلا في استاد بورسعيد في مباراة الأهلي وبورسعيد فبراير 2011 وتوترت الأجواء الرياضية بسبب صدام الاولتراس الأهلاوي وبعض جماهير بورسعيد .. وبعدها تحول الشباب الأولتراسي الأحمر مصدر حرق اتحاد الكرة ونادي الشرطة واقتحام ملاعب السلة واليد ومختار التتش وتنظيم مسيرات وتهديد ولم يفلت الوايت نايتس الزملكاوي من التواجد داخل دوائر العنف. وحاليا بدأ شباب الروابط من الأندية والجماهيرية المصرية تطلق حملات صارخة تطالب بإبعاد رجال الشرطة من تأمين الملاعب والاكتفاء بوجودهم خارج الملاعب مع ترك تأمين المدرجات وتنظيم عمليلات الدخول والخروج الي شركات امن خاصة بالاشتراك مع روابط المشجعين .. وهي فكرة جميلة ومقبولة.