من هو رئيس مصر؟ من سيقنع المصريين به؟ الأحزاب السياسية مع من؟ تساؤلات عديدة أصبحت محور اهتمام كل مواطن مصري سواء كان سياسيا أو حزبيا أو مواطنا عاديا، فلا حديث يعلو فوق انتخابات الرئاسة القادمة، المشير السيسي أصبح هو الرقم الصعب في هذه المعادلة ومسألة تأخره في إعلان ترشحه فتحت العديد من التكهنات والشائعات حول ترشحه من عدمه بل وفتح الباب أمام من يريد عرض نفسه علي الساحة ليبقي حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي هو الوحيد الذي أعلن نيته الترشح وبدأ مؤيدوه الترويج له علي مواقع التواصل الاجتماعي، أما الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش السابق المرشح الذي تنامت تكهنات بشأن إعلانه الترشح قريبا خصوصا في ظل تدشين مقار انتخابية لحملته وأصبحت فكرة ترشحه مجرد تصريحات منه إلي وسائل الإعلام المختلفة حيث تردد أن المقر الرئيسي للحملة في شقة فاخرة بمنطقة الدقي في أحد العقارات يمتلكها أحد قادة جماعة الإخوان . في حين انطلقت حملات شعبية للترويج للسيسي رئيسا غالبيتها تطوعية من جانب مواطنين بسطاء ووضعوا صورا ولافتات لتأييد وزير الدفاع. وأعلنت 28 حملة شعبية لدعم المشير عبدالفتاح السيسي، مرشحا رئاسيا، عن اندماجها في كيان واحد تحت مسمي جبهة مؤيدي السيسي تحت شعار "مطلب واحد رجل واحد.. السيسي رئيسًا لمصر 2014". وأعلن منسقو الحملات عن تكوين لجنة مركزية تضم جميع مؤسسي الحملات المنضمة واختيار الدكتور محمد أبوحامد، متحدثا رسميا للجبهة علي أن تحتفظ كل حملة بهيكلها التنظيمي في المحافظات وتلتزم بالتنسيق مع اللجنة المركزية للجبهة، مؤكدين أن الجبهة اتفقت علي عدم قبول أي حزب أو تحالف انتخابي بالبرلمان المقبل، لأن الجبهة شعبية نابعة عن مطلب شعبي". حمدين صباحي يركز حاليا في تجميع أكبر قدر ممكن من تأييد القوي السياسية سواء المدنية أو الإسلامية ولعل صباحي قد استفاد من تجربته السابقة التي من الممكن أن تكون سببا لعدم توفيقه في الانتخابات القادمة لأن الشارع الآن يريد وجوها جديدة، وفي المقابل نري أن المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح قرر عدم خوضه الماراثون مرة أخري لأن أبو الفتوح تأكد له أن مصير الإسلام السياسي في الشارع قد انكشف للجميع خاصة أن أبوالفتوح يعتبر أحد أركانه المستترة. وكانت قيادات حزبية قد كشفت عن مساعي حمدين صباحي المرشح لرئاسة الجمهورية لدي القوي المدنية لدعمه في انتخابات الرئاسة، مؤكدة أن القرارات الرسمية لأحزابها ستكون عقب غلق باب الترشح واجتماع الهيئات العليا بها، ووضعت الأحزاب شروطا لاحتمالية دعمه منها تعديله لبرنامجه الانتخابي وعدم المتاجرة بالشعارات الثورية وتحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو وكذلك تمكين الشباب. جولات صباحي المكوكية لم تتوقف خاصة لكسب ود الأحزاب المدنية "حديثة النشأة" كحزب المصريين الأحرار والذي طلب صباحي لقاء قياداته ليقنعهم بدعمهم له عن طريق اتصال أجراه مع الدكتور أحمد سعيد رئيس الحزب وأوضح شهاب وجيه المتحدث باسم الحزب أنه لم يتم تحديد لقاء بعد، مؤكداً أن الحزب يرحب بكل المرشحين، ولكن سيتم إعلان الموقف الرسمي للحزب عقب غلق باب الترشيح واجتماع الهيئة العليا. من الواضح أن الأحزاب الجديدة تريد تواجدا قويا في الشارع وتحتاج مساندة "الحصان الرابح" الذي يحظي بقبول شعبي وفرصة في النجاح تكون قريبة وباتت فكرة "مسك العصا من النصف" كما كان يحدث من قبل بعيدة، ف»المصريين الأحرار« رأي أن هناك تحفظات عديدة لدي الحزب علي البرنامج الانتخابي ل"صباحي" وطالب بوجوب تعديلة ليتماشي مع الواقع المصري، وحدد الحزب أنه لديه معايير لاختيار المرشح الرئاسي أبزرها إيمانه بضرورة إنشاء برنامج للاقتصاد الحر، وإرساء قواعد للحرية الكاملة. وأضاف المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار أن الفريق المعاون لصباحي لابد أن يعتمد علي الكفاءة أكثر من الصداقة، وكذلك يجب أن يختار أشخاصا لهم قبول واسع وليس عليهم شكوك أو علامات استفهام، ومشدداً علي عدم المتاجرة بالشعارات الثورية، وكذلك تمكين الشباب. من جانبه أكد ياسر حسان عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن حمدين صباحي المرشح للرئاسة تواصل مع الحزب بشأن دعمه، وأن الحزب يرحب بكل مرشحي الرئاسة ولكنه لم يعلن رسمياً عن دعمه لأي مرشح. وعلي صباحي أن يتعهد بحماية وتحقيق أهداف الثورة، وكذلك دعم حزب الوفد وأن يكون برنامجه الانتخابي متوافقا مع سياسة الحزب، مؤكداً أن "صباحي" سيضع في الاعتبار كل أخطاء الماضي، وكذلك عليه أن يحتوي الشباب الذي يشعر الآن بأن كل من يقف بجانب الثورة يكون خائنا وعميلا. واستكمل حسان، "أن ما نراه زعيما الآن من الممكن أن يخطئ غداً خلال طرح برنامجه الانتخابي أو أثناء الحديث للمواطنين فيسقط معدل شعبيته"، وضرب مثالا بعمرو موسي وعبد المنعم أبو الفتوح خلال الانتخابات الرئاسية السابقة قبل المناظرة بينهما وبعدها. أما حزب المؤتمر الذي يرأسة السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق فموقفه يعتبر شبه واضح بشأن دعم المشير عبدالفتاح السيسي حال خوضه الانتخابات وأكد حسام الدين علي الأمين العام المساعد أن حزب المؤتمر قرر دعم المشير السيسي حال ترشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة، مضيفاً: "صباحي يختلف معنا في الأيديولوجية وبرنامجه الانتخابي يختلف عن برنامج الحزب". وأضاف "علي"، أنه لا أحد ينكر تاريخ "صباحي" النضالي ولكن هناك بعض المعايير التي نختار بناء عليها مرشحنا للرئاسة، لافتاً إلي أن الحزب مفتوح لكل المرشحين لعرض ما يريدون، وأنه في النهاية للحزب القرار النهائي. أما الحزب المصري الديموقراطي والذي يرأسة الدكتور محمد أبوالغار فقام حمدين بالاتصال برئيس الحزب ليحدد موعدا للقائه وبالتالي فإن موقف المصري الديموقراطي لم يتحدد مؤكدا ذلك أحمد فوزي الأمين العام مشيرا إلي أن الحزب لم يعلن عن دعم مرشح رئاسي بشكل رسمي، إلا بعد غلق باب الترشح، وإعلان اللجنة العليا للانتخابات عن المرشحين بكاملهم. مشيرا إلي أن الهيئة العليا ستجتمع بعد غلق باب الترشح لإعلان موقف الحزب رسمياً، مشيراً إلي أن للحزب عددا من الشروط لدعم أي مرشح رئاسي، أبرزها إيمانه بمبادئ وأهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وأن يكون لديه رغبة جادة في إصلاح مؤسسات الدولة من الانهيار الحقيقي الذي تتعرض له. واستكمل الأمين العام للحزب "تلك الشروط، أن يكون لديه برنامج واضح للعدالة الاجتماعية، وكذلك لدعم مبادئ المواطنة والإيمان بها، وكذلك يعمل علي إثراء السياسة الحزبية في مصر، فضلا عن تمكين الشباب في المؤسسات المختلفة". أما الأحزاب الكبيرة والقديمة بحجم حزبي التجمع اليساري والوفد فالأمر يعتبر شبه محسوم بشأن مساندة المشير السيسي. كما أكد نبيل زكي القيادي بحزب التجمع، أن الحزب حتي الآن لم يتلق دعوة رسمية بلقاء المرشح الرئاسي حمدين صباحي، مؤكداً: "لن ندعم حمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية القادمة، ولكننا سندعم المشير السيسي حال ترشحه لمواقفه التي دفعت الشعب المصري إلي دعمه، مما يجعلنا ننصاع وراءها". وأوضح زكي أن اختلافنا مع "صباحي" بسبب أن تصريحاته بعد 30 يونيو أكدت أنه لم يعط الثورة قدر حقها، فضلاً عن أنه اعتبر الإخوان فصيلا سياسيا في الوقت التي تمارس فيه الجماعة كل أساليب الإرهاب وقتل أبناء الوطن". وأضاف نبيل زكي أن الحزب يحترم الإرادة الشعبية للشعب المصري التي أكدت دعم المشير السيسي حال ترشحه، وأن الحزب مفتوح للقاء أي مرشح رئاسي، ولدينا أسئلة سنطرحها عليه، ولكن موقفنا من دعم السيسي واضح وصريح". أما حزب الوفد فقد وضع شروطا لمساندة المرشح الرئاسي وإن كانت أغلب الشروط التي أعلن عنها الدكتور ياسر حسان عضو الهيئة العليا ورئيس لجنة الإعلام في الوفد تقترب من المشير السيسي حال خوضه الانتخابات وأضاف أن الاتجاه الغالب لحزب الوفد ألا يكون له مرشح رسمي من الحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة، لكن هذا لا يمنع من أن يدعم أحد المرشحين إذا توافرت شروط أربعة، وهي أولا أن يطلب المرشح دعم حزب الوفد، إذ لا يعقل أن يدعم الوفد بتاريخة السياسي الذي يقترب من قرن من الزمان مرشحاً لم يطلب في الأساس دعم الوفد، وثانياً أن يتعهد المرشح بأن 25 يناير ثورة وأنه لا عودة لما وراءها، وأن 30 يونيو ثورة وأنه لا عودة لما وراءها، وأن يلتزم بتحقيق أهداف الثورتين، وثالثاً أن يتماشي برنامجه الانتخابي ومبادئ وثوابت حزب الوفد الذي عاصر كل ثورات مصر ولم يحد أبداً عن تلك المبادئ أو الثوابت، ورابعا موافقة مؤسسات الحزب ومنها الحكومة الموازية والمجلس التنفيذي الذي يمثل فيه رؤساء وسكرتير وعموم لجان المحافظات علي دعم المرشح، قبل العرض علي الهيئة العليا لاعتماد القرار. وأكد حسان أن حزب الوفد يعد أقدم الأحزاب المصرية وآلية اتخاذ القرار فيه تمر عبر قواعد واضحة وصارمة لا يملك رئيس الوفد أو هيئته العليا مخالفتها. أما الأحزاب الإسلامية، وعلي رأسها حزب النور فأكدت أنها لم تتلق أي اتصالات من الشخصيات التي أعلنت ترشحها لانتخابات الرئاسة، وعلي رأسهم حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، والفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة السابق، مؤكدين أنهم سيتعاملون مع أي مرشح وفق البرنامج الانتخابي الذي سيضعه. وقال الدكتور طارق السهري، رئيس الهيئة العليا لحزب النور، إن حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي والمرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية لم يطلب لقاء الدعوة السلفية حتي الآن لعرض برنامجه الانتخابي كمرشح محتمل لانتخابات الرئاسة، لافتا إلي أن الدعوة ستعقد لقاءات مع كل المرشحين لانتخابات الرئاسة فور غلق باب الترشح. وأكد "السهري" أن هناك عددا من الشخصيات أعلنت ترشحهم للرئاسة خلال الفترة الماضية حتي قبل فتح باب الترشح، مشدداً علي أنه لا يوجد أي مرشح للرئاسة يمتلك عصا سحرية لتعديل الأوضاع الحالية، مضيفاً: "حزب النور سيختار المرشح الذي يمتلك برنامجا يتطابق مع المعايير التي وضعها الحزب خلال الفترة الماضية". وأشار إلي أن الحزب انتهي من إعداد المعايير التي سيختار علي أساسها المرشح الذي سيدعمه الحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة.