أولئك الذين يغمضون أعينهم عن المؤامرة التي تحاك ضد الاستقرار في مصر وتعيد تخطيط شرق أوسط جديد لايرون الشمس في كبد النهار بيد أن الحقائق واضحة لا تحتاج إلي دليل سوي التبصر وإعمال العقل فيما يدور حولنا وخاصة ما أصاب دول الخريف العربي .. فمن جانب تناقلت وكالات الأنباء ما يحدث الآن من تقسيم لليمن إلي ست دويلات صغيرة لا تقوي للدفاع عن نفسها بل تم زرع الفتنة بين طوائفها الستة لكي يتقاتلوا في حرب ليس لها نهاية .. وما تزال النيران مشتعلة في ليبيا مع إشارات لحدوث انقلاب وعمليات عسكرية لا تقوي السلطات هناك علي حسمها وفرض الأمن والاستقرار .. أما مايحدث في سوريا فهو ما يشبه ميدانا مفتوحا للقتال بين جبهات عدة ما بين الجيش السوري الذي يصر علي حماية بشار إلي النهاية ومقاومة تنتمي للقوي الوطنية ورغم شراستها لا تستطيع حسم المعارك التي طالت وضاع فيها أرواح الأبرياء إلي تدمير البنية التحتية والمتاحف الأثرية التي كانت تذخر بها المدن السورية مثلما حدث في متاحف العراق وكأنه مخطط مدروس بدقة لإخفاء معالم الهوية العربية الإسلامية في المنطقة .. أضف إلي هذا الصراع المحتدم بين رجال المقاومة وميليشيات منظمة تدعي داعش التي تدعم الجيش السوري . ولاشك أن تلك الميليشيات التي تم دعمها من جهات خارجية هو ما ساهم في القضاء علي أسلحة الجيش السوري مثلما تم التخطيط له في القضاء علي جيوش العراق وليبيا وأن يمتد المخطط أيضا إلي جيش مصر .. ورغم كل هذه النتائج التي أسفرت عنها ثورات الخريف العربي من تدمير للدول العربية المحيطة بمصر شرقا وغربا وجنوبا إلا أن بعض أولئك معصوبي العينين يصرون باستغراب علي أنه لا توجد مؤامرات ضد مصر متجاهلين ما يحدث علي أرض الواقع من عمليات إرهابية في سيناء تستهدف رجال جيشنا الشرفاء تنال منهم في خسة وندالة تحقيقا لذلك المخطط الصهيوأمريكي لزعزعة الاستقرار في مصر كما يستكمل مخطط الإرهاب حلقاته بتلك المظاهرات لجماعة الإخوان التي تجوب الشوارع تحرق وتقتل الآمنين الذين يدافعون عن وطنهم وحقهم في الحياة وبناء المستقبل . رغم كل هذه الأحداث فإن أولئك ضيوف الفضائيات المشبوهة لا يتورعون عن التشكيك في كل ما يجري من نزيف الوطن .