السيسى والسفن الأمريكية!! هل المشير طنطاوى خان شعب مصر وجيشها ، وسلم مصر للإخوان فعلاً؟! التاريخ سيذكر للمشير طنطاوى كوزير للدفاع إنه أنقذ الجيش المصرى من مؤامرة الربيع العربى المعروفة سياسياً ب"الشرق الأوسط الكبير"..القوات المسلحة كانت على علم تام بمؤامرة الربيع العربى ، وكانت تعلم أن أمريكا تجهز تنظيم الإخوان لتسكينه فى المنطقة العربية بالكامل... أما بالنسبة لمصر وقتها فحجم الخداع كان أكبر من أن نستوعبه ، المشير طنطاوى كان أمامه خياران لا ثالث لهما... إما أن يتصدى للمؤامرة ويأمر بتدخل الجيش لمواجهتها ، وهذا معناه إنه يتصدى للثوار ومن خلفهم تنظيم الإخوان الضالع فى المؤامرة ، وكان سيتهم بدعم مبارك ، وساعتها سيطلق على جيشنا مثلما حدث مع جيش سوريا (ميليشيات مبارك) ، وهذا وضع كان سيسمح بتكوين "جيش مصرى حر" وفتح الحدود المصرية من ليبيا والسودان وغزة لدخول عناصر مسلحة على رأسهم حماس التابعة لتنظيم الإخوان للقتال ضد الجيش المصرى تماما كالوضع فى سوريا بالضبط عندما أتخذ بشار الأسد قرار التصدى للمؤامرة بتصدى الجيش لها ، مما حول سوريا بالكامل لمنطقة صراع دموى وهذا بالضبط ما كانت امريكا تخطط له ... لكن المشير طنطاوى بعد استشارة قادة القوات المسلحة والراحل اللواء عمر سليمان أقدر مدير مخابرات فضلوا إن ينأوا بالجيش المصرى مؤقتاً عن هذا الصراع و تسليم السلطة للإخوان تنفيذاً لرغبة أمريكا ... وكانت الخطة الحفاظ على الجيش المصرى ، واللعب على محاور أخرى تحت تصرف القوات المسلحة ، متمثلة فى المخابرات العامة والعسكرية ، والأمن الوطنى .... وتكليفهم برصد كل مخططات ومكالمات ومقابلات أعضاء تنظيم الإخوان بالإدارة الأمريكية ، وفضح سيناريو المؤامرة للشعب المصرى من خلال تسريب بعض التقارير والحقائق ، واللعب على عنصر الوقت لأن القوات المسلحة كانت على علم بأن معركة سوريا ستكون فاصلة ، وستحدد رد الفعل ، وكيفية الرد. استطاع الفريق السيسى بالتعاون مع قادة القوات المسلحة رصد كم هائل من التجاوزات والجرائم التى ارتكبها تنظيم الإخوان ورصد كافة المخططات التآمرية على شعب مصر ومقدراتها لصالح الاستعمار الأمريكى وحليفته إسرائيل... وكان رد القوات المسلحة يوم 30/6 بأنه استغل التوقيت المناسب ، من خلال حركة "تمرد" وحدد ساعة الصفر التي سبق ان حددها الشعب لإسقاط تنظيم الإخوان ، وقرر الوقوف بجانب الشعب ، وتوجيه ضربة لتنظيم الإخوان العميل ، واسقاط مخطط أمريكا لمصر والمنطقة بأكملها .. ولنتذكر جيدا إن معركة "القصير" بسوريا التى انتصر فيها الجيش العربى السورى على عصابات أمريكا شجعت قواتنا المسلحة، وأدركت أن إسقاط ذراع أمريكا فى مصر سيعجل بتدمير المشروع بأكمله.. سيذكر التاريخ للمشير طنطاوى أنه أنقذ جيش مصر من خوض صراع مع الشعب تحت وهم الثورة ، وجنبه مخاطر التقسيم وحافظ على وحدته .. وسيذكر التاريخ للفريق السيسى أنه اتخذ قرار يفوق فى خطورته وتأثيره ، قرار حرب العبور فى أكتوبر 1973. الخطة والحقيقة أن واشنطن كانت تسعى لإعادة تقسيم الوطن العربى كله واستقطاع أجزاء منه فمثلاً كانت سبته ومليله بالمغرب ستعودان لأسبانيا ويتم إعلان ثلاث دول فى العراق وتلحق البحرين بإيران ويقتطع جزء من جنوب السعودية لمنحه لليمن..الخطة كانت أن تكون اسرائيل الأقوى والأكفأ .. التكنولوجيا الاسرائيلية ستصدر إلى كل الدول العربية لإنعاش اقتصاد الدولة اليهودية .. الاسرائيليون سيعملون خبراء فى دول الربيع العربى اللى يديرها الإخوان فى الاقتصاد والأمن والسياسة والتجارة .. وطبعاً كان الإخوان فى الوطن العربى أسهل أداة لتحقيق ذلك لأنهم لا يعترفون بفكرة الوطن أو القومية العربية وإنما ما يهمهم هو الدين فقط وليس الأوطان.. سيناء طبقاً للتخطيط ستلحق بغزة وتسمى "غزة الكبرى" وينتقل إليها الفلسطينيون ويتم تحويلها لأكبر مقصد سياحى فى المنطقة بميناء كبير جداً على البحر المتوسط "العريش" وآخر على البحر الأحمر ومطار دولى .. بالإضافة إلى تعاون كامل بينها وبين إسرائيل فى الأفواج السياحية الترانزيت .. أما قناة السويس فكانت ستنزع عنها السيادة المصرية وتصبح مجرى ملاحى دولى تحميه قوات دولية من على ضفتيه وتأخذ مصر 10% فقط من عائداته ويخصص الباقى للإنفاق على دمج سيناءبغزة فى أكبر مؤامرة على مصرلانتزاع سيناء التى كانت اسرائيل قد أكدت بعد رحيل السادات أنها ستحصل عليها ثانياً بالسياسة وليس الحرب!. مخطط خطر وخبيث يقسم مصر ويأخذ إيرادات القناة للإنفاق على الفلسطينين مع إقامة دولة لأهالى النوبة فى الجنوب وكيان حكم ذاتى للمسيحيين فى الصعيد .. كان الإخوان على أتم الاستعداد لتنفيذ ذلك كله مقابل تحويل مصر إلى سوبر ماركت كبير يسترزقون منه ويرغمون المصريين على قبول الأمر الواقع بعد أخونة الجيش والشرطة والإعلام والقضاء .. لكنهم نسوا أن هناك جيشاً قهر إسرائيل مرة ، وقادر على ذلك مرة أخرى بل أن السيسى هدد أمريكا نفسها وهو يأمر الطائرات القاذفة السوفيتية العتيقة الطراز بالتحليق فوق سفينتين امريكيتين اقتربتا من المياه الإقليمية المصرية ولم يدخلا إليها .. القاذفات المصرية تم تطويرها بإمكانيات مصرية ، وكانت الإشارة التى بعث بها السيسى للبحرية الأمريكية أن مصر قادرة على الدفاع عن نفسها بأقل امكانيات وأنهم مستعدون للموت فى سبيل الدفاع عن الوطن لو قدر لهم ذلك .. فمصر ليست العراق .. العسكريون المصريون لا يخونون ولا ينشقون ولا يتصارعون..هذا ما كانوا يريدونه لنا ، وهذا ما أحبطه السيسى ومن قبله طنطاوى الذى ظلمناه كثيراً ولم نكن نعلم "الفخ" الذى يجهزونه لنا ..