رجال الشرطة متواجدين مع المواطنين في ظل دعوات تحالف دعم الشرعية الإخواني إلي مواصلة أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي التظاهرات والمطالبة بعودة الشرعية تحت مسمي "أسبوع التصعيد الثوري" ومطالبة أنصاره بالنزول للميادين لاستعادة ثورة 25 يناير حسب تعبيرهم، والتهديد باقتحام ميادين التحرير والنهضة ورابعة العدوية ومحاصرة أقسام الشرطة.. يبدو السؤال الأبرز، فكيف سيتم تأمين الاحتفال بالذكري الثالثة لثورة يناير ؟ وهل ستحتفل الشرطة بعيدها في هذا اليوم مع الشعب أم إنها ستكون منشغلة بعملية التأمين ؟ . مدير مباحث الداخلية : سنتواجد بكل شبر علي أرض مصر لتأمين الاحتفالات يقول مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني اللواء حمدي سرحان عندما نعود لذكري موقعة الإسماعيلية التي تصدت فيها قوات الشرطة للاحتلال البريطاني عام 2591 فإننا نجده موقفا وطنيا وتعبيرا عن مواقفها الوطنية طوال العمر ، فلا ننكر وجود بعض التجاوزات من الشرطة قبل 25يناير2011م ، واستغلت جماعة إرهابية تلك التجاوزات لإحداث شرخ بين الشعب والشرطة بقصد هدم الجهاز الأمني ، وبعدما تم الترويج لذلك بدأت بعض القوي الإرهابية تتسلق علي كتف الشباب واستطاعوا أن يوجهوا ويسرقوا الثورة ، فهم نجحوا في تعميق الشرخ بين الشرطة والمواطن وقاموا بإلصاق التهم الزائفة للشرطة سواء بقتل الثوار أو فتح السجون ..إلخ لأنها هي الجهاز الأمني الذي تصدي لتلك الجماعة منذ نشأتها ،لأنه هو الجهاز الذي يستطيع اختراق تلك التنظيمات فهؤلاء الإرهابيون يعلمون أن الشرطة عقبة تقف أمامهم وتحبط مخططاتهم. ويضيف اللواء سرحان : عندما أصبحت تلك الجماعة في سدة الحكم رسمياً اعتباراً من 03 يونيو 2012م وبعدما تمكنوا من الأمور بدأت فضائحهم تظهر، حيث كانوا في الفترات السابقة لوصولهم للحكم يتخفون وراء ستار الدين، وعندما سقطت الأقنعة بدأ الشعب يدرك مدي خطورة هذه الجماعة بدأ الغضب الشعبي يتصاعد ورصيدهم لدي المواطن البسيط يتآكل حتي وصلنا إلي 30 يونيو 3102.. وثورة الشعب ضد طغيانهم، وقبل تلك الثورة كانت هناك مواقف ودلائل تؤكد وطنية جهاز الشرطة منها إعلان رجال الشرطة موقفهم من عدم تأمين مقار حزبية ثم المؤتمر الذي عقد بنادي الشرطة وهتف فيه الضباط والأفراد صراحة بسقوط حكم المرشد، وفي 30 يونيو خرج الشعب وتقدم صفوفهم بعض الضباط العاملين بالخدمة والمعاش وهنا حدث الانفجار بين النظام الحاكم والشرطة ، وقام الشعب باحتضان قوات الشرطة وسرعان ما استجابت القوات المسلحة لنداء الشعب ليصبح هناك تلاحم بين "الجيش والشرطة والشعب" . ويري اللواء سرحان أنه لا مانع من الاحتفال بعيد الشرطة في موعده ،لأن ما حدث في 25يناير كان بمثابة الموجة الأولي للثورة حتي جاءت 30يونيو وصححت المسار لكن الإخوان يحاولون الترويج لوجود تناقض بين الثورتين لكن هذا غير صحيح لأن الثورتين كانت أهدافهما واحدة ومكملين لبعضهما، مقترحاً دمج اسم عيد الشرطة وعيد الثورة في اسم واحد وهو "عيد الشرطة والشعب". بينما يؤكد رئيس حزب الأمة عصام زغلول أن 25يناير القادم سيشهد نزول الشعب بكل الميادين لتأييد الفريق أول عبدالفتاح السيسي وتكليفه برئاسة مصر، وهنا لابد أن يستجيب لهم السيسي لأن ذلك ليس رجاء أو نداء لكنه تكليف وأمر من الشعب أما الاحتفال بعيد الشرطة والثورة سيكون أمراً بروتوكوليا، مؤكداً أن رجال الشرطة يستحقون التكريم للدور الكبير الذي قاموا به بالتنسيق مع القوات المسلحة في عمليات التأمين سواء كانت لاحتفالات رأس السنة وأعياد المسيحيين أو تأمين عملية الاستفتاء علي الدستور، وأفضل تكريم يمكن تقديمه لهم هو رضاء الشعب عن أدائهم ونزوله والتحامه معهم، فالشرطة والجيش لا ينتظرون الشكر لأنهم يؤدون دورهم وواجبهم تجاه الوطن. ويؤكد محمد عطيان الملقب بأبو الثوار أنه في 25يناير القادم ستتم مواساة أسر جميع الشهداء فهو يوم هام مثل يوم 6 أكتوبر لا يمكن حذفه من التاريخ وستكون ذكري للاحتفال بعيد الشرطة وعيد الثورة معاً ،مشيراً إلي أنه لا يمكن توجيه اللوم للشرطة بأكملها بأنها مقصرة في عملها فهناك إيجابيات وسلبيات نتمني أن تزول ،مقترحاً أن يطلق علي هذا اليوم اسم "عيد مصر" ليحتفل به كل المصريين من جيش وشرطة وشعب. وكشف أبوالثوار في تصريحات خاصة ل"آخرساعة" أنه يقوم بتجهيز مبادرة لتحقيق الأمن في مصر تحت مسمي "وثيقة الثوار من أجل تحقيق السلام في مصر" وهي مكونة من 26بندا كلها متكاملة لا يمكن فصل أي بند منها عن الآخر أو اختزالها، فإذا تم حذف أي بند منها تصبح بأكملها لاغية، مؤكداً أنه سيتم عرض تلك الوثيقة يوم 25 يناير القادم بميدان التحرير في مؤتمر كبير تحضره وسائل الإعلام لإذاعتها علي الهواء، ورفض ذكر أي بند من تلك الوثيقة. بينما يشير رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة د.حسن نافعة إلي أن الشرطة كانت تواجه تحديا أمنيا كبيرا وأنجزت هدفاً مهماً في عمليات تأمين المواطنين لكنها لم تستطع إنجاز هذا الهدف بمفردها فبدون دعم الجيش والشعب لها ما نجحت، كما أن الجهاز الأمني ما زال يعاني من بعض الأخطاء في أدائه ولم يتغير كثيراً فلابد من احترام وإعلاء قيم حقوق الإنسان والتخلي عما كان يحدث خلال أيام نظام مبارك ، ولابد من تطوره إلي جهاز أمني حديث يدرك حقوقه وواجباته وحقوق وواجبات المواطنين في دولة يفترض أنها دولة قانون ، وأعتقد أنه ما زال أمامنا شوط كبير لابد أن نقطعه حتي نصل لذلك ،فالنظام الحاكم القادم سيكون من أهم أولوياته وأهدافه إصلاح الشرطة. وعن توقعاته بشأن الاحتفال بثورة 25يناير يوضح نافعة أن هناك تيارا معينا يسعي لإقناع الناس أن 25يناير ثورة خاصة به وهو الذي قام بها لكن هذا غير صحيح فهي ثورة الشعب وهو ما سيسعي إلي تأكيده جموع المواطنين باحتشادهم ونزولهم الميادين فأعتقد أن الأوراق ستكون مختلطة في هذا اليوم ونأمل أن يمر بسلام ، مشيراً إلي أن نظام مبارك كان السبب في القضاء علي مسمي عيد الشرطة بسبب عمليات القمع التي كان يقوم بها الجهاز الأمني خلال فترة حكمه فالأفضل أن نحتفل ب25يناير القادم باعتباره عيداً للثورة وليس عيداً للشرطة. وبخصوص خطط تأمين الاحتفالات بيوم 25يناير يؤكد مساعد وزيرالداخلية لقطاع أمن سوهاج اللواء إبراهيم صابر أنه تم وضع خطة تأمين عالية الدقة مشابهة لخطة تأمين عملية الاستفتاء علي الدستور بالتنسيق مع القوات المسلحة ،تعتمد تلك الخطة علي وجود تمركزات مسلحة وتشكيلات من القوات الخاصة داخل المدن والقري التي يوجد بها عناصر إخوانية ، كما بدأت حملات مكبرة لاستهداف البؤر الإجرامية والعناصر المطلوب ضبطها بأوامر النيابة العامة والتي قد تحرض علي العنف في هذا اليوم. ويشير مدير أمن سوهاج إلي وجود معدات وأدوات لتصوير الأحداث في هذا اليوم، كما سيكون هناك انتشار لرجال المفرقعات للكشف عن أي متفجرات قد تلجأ الجماعات الإرهابية إلي زرعها، وتعيين خدمات سرية في الشوارع والميادين والتجمعات لإحباط أي مخطط قبل وقوعه، كما سيتم تأمين المناطق الشرطية بأسلحة ذات عيار ثقيل ومن سيقترب من هذه المنشآت سيدفع الثمن، كما توجد خطط بديلة للتعامل مع المواقف حسب مستجداتها، موضحاً أن يوم 25 يناير يوم تضحية وبطولة لرجال الشرطة وسيكون هناك احتفال قوي بعيد الشرطة في هذا اليوم وعودة الشرطة للشعب، وكل المواطنين الشرفاء سيساندوننا في هذا اليوم. كما يؤكد مدير الإدارة العامة لمباحث وزارة الداخلية اللواء محمد القصيري علي إصرار وعزيمة رجال الشرطة في الاحتفال ب 25يناير مع الشعب الذي أدرك مدي وطنية وإخلاص رجال الشرطة وقواته المسلحة، وأنهم سيقومون بتأمين المواطنين وفق خطة أمنية قوية، وسيبذلون قصاري جهدهم لإحباط مخططات الجماعات الإرهابية التي تحاول إفساد فرحة المصريين بهذا اليوم، حيث سيتم تكثيف التواجد الأمني علي الطرق والمحاور الرئيسية وتأمين المنشآت الهامة والشرطية لأنها خط أحمر من يقترب منها هالك، مشيراً إلي وجود حملات أمنية بجميع مديريات الأمن تستهدف العناصر الإرهابية المطلوب ضبطها والتي تخطط لإفساد هذا اليوم. وطمأن اللواء القصيري الشعب قائلاً: الشرطة ستكون في الخطوط الأولي دائماً بجانب المواطن، وقمنا بتوفير كافة احتياجات القوات المعنية بالتأمين للتصدي للإرهاب، فوزير الداخلية يؤكد دائماً ضرورة تحقيق الاستقرار بالشارع وأن يكون تأمين حياة المواطنين هو الهدف الأول في عملنا، وسنتواجد بكل شبر علي أرض مصر لتحقيق الاستقرار ولتأمين فعاليات واحتفالات الشعب ب25يناير.