رغم أننا نحن البشر نعيش تجارب كثيرة سواء حلوة أو مرة، ناجحة أو فاشلة.. يملؤنا الإحباط مرة والسعادة مرة أخري.. لكن يبقي أن من يعمل ويعيش الحياة بتفاؤل ويعامل الناس بصدق وإبداع يبقي راسخا في القمة والوجدان والذاكرة، ومع هذا فقد يختلف مفهوم السعادة في الحياة من شخص إلي آخر.. فهناك من يري سعادته في الراحة وقلة العمل أو الخلود إلي النوم لوقت طويل، والبعض الآخر يري سعادته في كثرة المال ومتعة الإنفاق، وهناك من يراها في المنصب والنجومية والشهرة، والإنسان دائما يسعي بحثا عن السعادة فإن كان يراها في الشهرة والنجومية حاول أن يجتهد في تطوير موهبته الإبداعية ليحظي بالشهرة، فإن كان يراها في المال عمل علي جمع المال وتوفيره، ولكن بشيء من التفكير البسيط.. وأيقنا لو أن للسعادة مقياسا محددا لأصبح كل من سعي إليها سعيدا..لكن سعادة المال تزول بوجود المرض أو فقدان الأحبة.. وسعادة الشهرة تنطفئ بذهاب الشهرة لأي سبب من الأسباب، وسعادة المنصب قد تختفي مع ذهاب المنصب، لذا يجب العلم أن للسعادة مقياسا داخليا ينبع من قناعة الشخص نفسه بالرضا والطمأنينة، ولأجل ذلك نري الكثيرين ممن نظنهم سعداء عكس ذلك في الواقع، حيث الإنسان بطبيعته يمل بسرعة ولا يكتفي بلون واحد من ألوان السعادة.. كما أنه لا يختلف مفهوم السعادة من إنسان إلي آخر فقط، بل الأمر يتعدي الاختلاف من شعب إلي آخر أيضا.. فبعض الشعوب يعيشون الفقر المدقع ومع ذلك هم سعداء للغاية.. وخير دليل علي ذلك وجود فقراء بسطاء يعيشون علي ضفاف الترعة، ليس لديهم منازل يسكنون فيها، بل يسكنون في خيم رقيقة تكاد تكون مصنوعة من البوص والقش وبالكاد تقيهم البرد والمطر.. يغسلون ثيابهم في مياه النهر أو الترعة التي يشربون منها.. وقد تجد وسط أولئك القوم الفقراء صيادين يخرجون ليلا ونهارا في مراكب بسيطة بحثا عن الرزق من وراء صيد السمك.. والمثير أنه في الغالب ما يكون لديهم أطفال كثيرون لا يحظون بالتعليم في المدارس.. ومع ذلك تجدهم سعداء ويملؤون الدنيا ضحكات وحيوية وتفاؤلا.. وتلك هي روشتة السعادة الحقيقية.. فالقناعة والرضا هي كنز السعادة الحقيقي لمن يسعي للحصول عليها..