منذ ما يقرب من 20 عاما قامت احدي الشركات العربية .. بأخطر عملية احتكار للفن المصري .. بدخولها في انتاج الافلام السينمائية والبومات الغناء . قامت الشركة بالتعاقد مع جميع مطربي مصر تقريبا ، وبمبالغ ضخمة جدا ،ومعها شروط صعبة تصل الي حد امتلاك كل نشاط المطرب او المطربة ، سواء في الالبومات او الحفلات .. او حتي الحوارات الصحفية ، واللقاءات المتلفزة .وامام ملايين الجنيهات والدولارات تسابق المطربون للتعاقد مع الشركة .. وبعد احتكار نجوم الصف الاول والثاني ، فوجئ الجميع ب »تجميد» و »تحجيم» نشاط الكثير منهم .. واصبح اصدار البوم كل عامين او ثلاثة منتهي امل اي مطرب .. !!! اما اخطر ما فعلته هذه الشركة .. انها رفعت سقف الاسعار .. فكانت تشتري كلمات الاغاني ، والالحان للالبومات بمبالغ هائلة .. فالمؤلف الذي كان يتقاضي خمسة الاف جنية ثمنا لكلمات اغنية - مثلا - اصبح يأخذ خمسين الفا ، وكذلك الملحن .. وهو ما جعل اي مطرب جديد ، او خارج نطاق التعاقد مع الشركة ، لا يجد اي كلمات او الحان يغنيها .. وبالتالي من الصعب او المستحيل ان يسجل البوما خاصا .. وتوقف معظمهم تقريبا عن الغناء .ونفس الامر تكرر تقريبا مع السينما والفيديو كليب .. وبدأ البساط ينسحب من تحت اقدام الفن المصري لصالح الفن الخليجي ، واللبناني ، والمغرب العربي . وبعد سنوات ، قامت الشركة بإلغاء التعاقدات .. وعاد المطربون يبحثون عن ممول لالبوماتهم بعد الارتفاع الجنوني للأسعار . تذكرت هذه الواقعة ، من متابعتي لما يحدث علي الساحة الكروية ، و القنوات الفضائية الرياضية مع دخول الاستثمارات العربية .. ولم استطع ان امنع الخوف من ان يتسلل الي نفسي .. بان يحدث للكرة ما حدث للفن .. حتي لو كانت النوايا طيبة .. فدخول الاموال بهذه الطريقة .. خطره اكبر من فوائده .. وعلينا ان نتعلم من درس الفن