صباح سفرها أتمت 40 يوما نظرت لي طويلا كما أعتادت منذ أيام تعقبها بشبه ابتسامة علي جانب فمها الرقيق لكنها اليوم أنعمت لأول مرة بابتسامة كاملة من شفتيها غمرتني فرحة طفولية أصفق مبتهجا وكنت أردد لها غنائيتي الصباحية (جدو محمد علي) علها لا تنساني في البعاد فأخذت أغني (ضحكت يعني قلبها مال)تعاركنا كأطفال.. أمها تؤكد أن الابتسامة لأنها سمعت مامتها حبيبتها وهي تغني (حلوة الأيام في عنيا علشان خلفت بنيه) وتتحمس جدتها بأن الابتسام لها وهي تردد لها النشيد الصباحي (يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو صبح نهارنا فل) حسما للمواقف أعادت للدنيا نهارها ببسمة عريضة واضحة لي ورفرفت بذراعيها وساقيها كعصفور جنة بديع حملتها من سريرها و أذبتها في أحضاني ونهلت عسلا من خدها أردد مداعبا أشبع من أبو بلاش بعد كده البوس عاوز تأشيرات وتذاكر سفر شاغبتني أبنتي قولي له يا جدو (خسارة فيييه) رددت علي الفور (مش خسارة ليييه) قولي لها جدك .... ممكن تلاقيه ناطط عندكم أبوسها وارجع فمنحتني لأول مرة إشارة رضا.. أغا.. أقلدها فترد أغا.. أغا وسط بهجة لا توصف. لم أقدر علي توغل طفلتي (الأم وأبنتها) في صالة المطار تذوبان عن عيني انتظرت إقلاع الطائرة أتلهف علي التليفون المغلق في الطيران حتي رد بعد ساعات كالدهر حتي أسمعني والدها عقب استقبالهما ولو صوت بكائها.