»تجسسوا.. تصحوا«؟! يبدو أن هذا هو شعار الإدارة الأمريكية هذه السنوات القليلة علي أصدقائها قبل أعدائها. ويبدو أنها خطتها لبقاء أمريكا كقوة عظمي وحيدة بالعالم.. والآن وبعد تكشف فضيحة التجسس علي الأصذقاء والرؤساء في أوروبا وأمريكا اللاتينية.. ومنهم أصدق الأصدقاء مثل: المستشارة الألمانية ميريكل.. تسعي أمريكا لمواصلة خطة تجسسها علي العالم.. ولكن بإنتاج طائرات بدون طيار أحدث من سابقتها.. وهي طائرات قادرة علي اختراق أي هدف في أي بقعة بالعالم، وبأي قارة فيه.. والعودة بسلام ودون أدني خسائر.. لحظيرة »العم سام«! ويبدو أن أجواء الحرب الباردة التي اشتعلت بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتي في خمسينيات القرن الماضي وطوال فترتي السبعينات والثمانينات منه عندما كانا قطبي العالم الوحيدين.. عادت من جديد مع تطلع قوي أخري لأن تأخذ قسطا من تورتة الهيمنة علي العالم من فم الولاياتالمتحدة.. وعلي رأس هذه القوي: روسياوالصين. وفي المقابل عادت الإدارة الأمريكية بأفرع أجهزتها التجسسية والأمنية لخطة التصنيع العملاقة لكل وسائل التجسس بداية من أجهزة التجسس متناهية الصغر مرورا بالأشخاص والتجسس علي الهواتف والحسابات الشخصية عبر البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي: تويتر والفيس بوك وغيرها.. وعبر محركات البحث الإلكترونية وأشهرها: جوجل! وانتهاء هذه المرة.. بالعودة لتصنيع أجيال جديدة من طائرات التجسس من الطراز (إس آر 17) وكانت سرعته تعادل 3 مرات سرعة الصوت.. وتستطيع الطيران علي ارتفاع يصل إلي 58 ألف قدم.. وكان هذا الطراز هو الأشهر علي الإطلاق والأسرع والأعلي بين مثيلاته حتي خرج من الخدمة مع نهايات القرن الماضي. والآن.. فإن الطراز الجديد منها وهو : (إس آر 72) وهو يصنع حاليا بأمريكا سيكون مقدار سرعة الصوت ب 6 مرات.. وستكون قادرة وبكفاءة عالية جدا علي حمل وتوجيه الصواريخ بدقة بالغة جدا تقترب من الكمال! وبالطبع.. سيكون لمثل هذه الطائرة أن تتجول وبكل سهولة عبر أي مجال جوي في أي بقعة في أي قارة بالعالم وبدون طيار، وعلي أن تبدأ العمل بالفعل خلال عشر سنوات من هذه اللحظات. ويقول الخبراء الأمنيون إن الطائرة بدون طيار من طراز (إس آر 72) لم يطلق عليها لقب (الشبح) غير المرئي، لأنها ليست في حاجة لمثل هذا الوصف لأن سرعتها هي عدم قدرة الأعداء علي رؤيتها مطلقا! والقصة لمثل هذه الطائرات.. لم تبدأ بالأمس أو منذ سنوات قليلة.. ولكنها بدأت منذ سنوات طويلة بدأت منذ القرن الماضي واستمرت خلال حروب أمريكا في كوبا وفيتنام وفي حرب أكتوبر علي نطاق محدود جدا ولم يفلح وقتها لصلابة حائط الصواريخ المصري علي طول مجري القناة.. واستخدمت في معركة بسهل البقاع اللبناني بين سوريا وإسرائيل وكانت خسارة سورية فادحة تكبدت فيها نحو 82 طائرة دفعة واحدة. ورغم أن مثل هذه الطائرات قد تستخدم للتجسس أو للهجوم علي أهداف محددة.. فيها استخدامات أخري في مجالات مثل: الاستطلاع والأرصاد الجوية والفضاء واكتشاف هبوب الأعاصير إلي جانب إطفاء الحرائق خاصة في الأماكن التي يصعب الوصول إليها ومنها حرائق الغابات بصفة خاصة. وحتي عام 2000 .. كانت أمريكا هي المحتكر الوحيد لصناعة وتطوير مثل هذه الطائرات إلي أن دخلت بريطانيا وإسرائيل المجال. ثم دخلت الصين ب 25 موديلا من هذه الطائرات! ثم تطور الأمر ليصل منذ عام واحد فقط لنحو 76 دولة حول العالم تطور وتصنع 900 نظام من هذا الطائرات. والنجاح هذا جاء بعد سلسلة طويلة من الاختبارات النظرية والعملية وعلي أرض المعركة ذاتها خاصة في أماكن الصراع في : الحرب الأمريكية علي العراقوأفغانستان.. وحتي وصل الأمر لإمكانية شراء طائرة صغيرة جدا وبدون طيار ويتم توجيهها إلكترونيا بالريموت كنترول و»عبر« موقع »أمازون« الشهير علي الإنترنت! وهذه الطائرات المعدة للتجسس والهجوم معا علي أهداف محددة.. بإمكانها القيام بعمليات المراقبة والاستطلاع قبل ضرب الهدف.. والطيران دون توقف لمدة تصل ل 40 ساعة كاملة، وقصف أهداف تتراوح مابين: المنازل والعربات العسكرية والأشخاص وبدقة متناهية وعلي مسافات بعيدة جدا من الأرض. وهي تستطيع إطلاق صواريخ موجهة تصل حمولتها إلي 225 كيلو جراما في المرة الواحدة.. وهي ذات الصواريخ التي تستخدمها مقاتلة متطورة جدا من طراز ال »إف 16«. واستخدمت هذه الطائرات في غارات جوية مكثفة خلال العشر سنوات الماضية في أماكن صراع أخري بالصومال وجنوب الصحراء الأفريقية.. وفي الأماكن الحدودية بين أفغانستانوباكستان حيث تتمركز عناصر طالبان الباكستانية وآخرها الغارة التي استهدفت زعيم طالبان باكستان »محسود«.. وتم القضاء عليه تماما هو وعدد من أنصاره.. وبالطبع عدد من المدنيين الأبرياء.. فمثل هذه الطائرات رغم دقتها الفائقة.. إلا أنها لا تفرق بين العدو والصديق!