قام دايڤز بالاتفاق مع كويبل علي أن يستكمل الحفائر التي بدأها كارتر وبنفس التمويل المادي؛ ونفس الشروط المتفق عليها عندما حصل دايڤز علي حق العمل بوادي الملوك أرجو ألا ننزعج ونحن نقرأ أسماء هؤلاء الأجانب الذين عملوا في وادي الملوك، هذا ولا أخفي حزني علي الحقيقة بأن المقابر التي كشفت بوادي الملوك ليس من بينها مقبرة واحدة تم الكشف عنها بأيدٍ مصرية؟! بل لم يرأس مصري أي بعثة حفائر بوادي الملوك! لذلك فقد قررت في عام 2005م رئاسة أول بعثة أثار مصرية تعمل في الوادي، وقمنا بالكشف عن آثار مهمة سوف نتحدث عنها بعد ذلك.. أما جيمس كويبل فقد عمل مديراً لآثار الأقصر بعد أن عُين كارتر مفتشاً للآثار بسقارة، ولذلك قام دايڤز بالاتفاق مع كويبل علي أن يستكمل الحفائر التي بدأها كارتر وبنفس التمويل المادي؛ ونفس الشروط المتفق عليها عندما حصل دايڤز علي حق العمل بوادي الملوك.. ويبدو أن كويبل كان سعيد الحظ حيث لم تمر سنة واحدة علي قيامه بالحفائر حتي عثر علي كشف عظيم وهو مقبرة يويا وتويا - والد ووالدة الملكة تي زوجة الملك أمنحتب الثالث والذي يطلق عليه لقب باشا الفراعنة. وفي حال ما لم تُكتشف مقبرة توت عنخ آمون لأصبحت يويا وتويا أهم اكتشاف في وادي الملوك علي الإطلاق، ولو ذهبنا للدور الثاني بالمتحف المصري لشاهدنا القطع الفريدة التي عثر عليها داخل المقبرة، وأعتقد أن هذه القطع يمكن بعد نقلها إلي المتحف المصري الكبير أن تشغل حيزاً كبيراً بالمتحف، وهذا يجعلني أشير إلي ضرورة أن يحتوي المتحف الكبير علي كنوز مصر الأثرية من آثار توت عنخ آمون، والتي تبلغ أكثر من خمسة آلاف قطعة، وكنوز الملكة حتب حرس - أم الملك خوفو - وكنوز الدولة الوسطي الذهبية، بالإضافة إلي مجوهرات وآثار ملوك وكهنة الأسرة 21؛ بالإضافة إلي كنوز تانيس، وأخيرا ينقل للمتحف مراكب خوفو المعروفة بمراكب الشمس... هذا هو سيناريو العرض ويجب أن يبتعد عن القطع المخزنة التي لا مكان لها داخل هذا المتحف العظيم.. أما كنوز "يويا وتويا" والتي عثر عليها كويبل في ثاني أهم كشف أثري حدث بالوادي قبل كشف مقبرة الملك توت عنخ آمون فيمكن بوسائل العرض الحديثة عرض هذه الكنوز بوسائل عرض تبرز نواحي الإعجاز في صناعتها الدقيقة، أما الآثار التي تبهرني داخل هذه المقبرة فتتمثل في ذلك القناع الصغير المصنوع من الكارتوناچ المذهب والذي أبهر العالم عندما خرج في معرض للملك "توت عنخ آمون"، أما التابوت الخشبي المذهب والخاص ب "تويا" يعتبر أيضاً من نوادر المقبرة وتماثيل شوابتي جميلة، بالإضافة إلي الأسرة.. وهناك قصة لطيفة تتحدث عن كشف المقبرة وكيف أن كويبل كان سعيد الحظ في أن يصل إلي المدخل بعد أقل من سنة واحدة من عمله بالحفائر في الوادي، وقد كان أمامه مهمة أخري وهي عملية الترميم الدقيقة التي تمت لكل الآثار المكتشفة، وهذا يظهر مدي اهتمام الأثريين في بداية العمل الأثري بالترميم وهذا شيء يحسب لهم، حيث إن أعمال الترميم التي قام بها المرممون لآثار يويا وتويا هي التي جعلت هذه الآثار الآن من كنوز المتحف المصري، وسوف تصبح من كنوز المتحف المصري الكبير.. أما قصة كشف المقبرة فهذا حديث آخر.