أكد أحمد صالح باحث المصريات أن رأس الملك توت عنخ آمون الخشبية بالمتحف المصري بالتحرير، والتي اصطدم بها أطفال إحدى الرحلات المدرسية مؤخرا، تعد من أروع القطع التي اكتشفت في مقبرة توت عنخ آمون. وقال صالح، في تصريح له، اليوم الإثنين، إن رأس توت عنخ آمون كانت أحد الأسباب التي استطاعت الحكومة المصرية أن تضغط بها على هوارد كارتر مكتشف المقبرة لقبول تغيير شروط رخصة الحفر والتنقيب بالمقبرة، حيث اتهم كارتر بأنه يحاول سرقتها لأنه لم يسجلها في يوميات حفائره مما يعني أنه بيت النية لتهريبها من مصر. وأوضح أن تلك القطعة الآثرية تسمي رأس الملك توت الخارجة من زهرة اللوتس أو رأس "نفرتوم "، وعثر عليها بمقبرة الملك توت عنخ آمون، وأعطاها كارتر رقم 8 وأعطيت رقم 60723 في سجلات المتحف المصري، وهذه القطعة الآثرية تصور الفرعون توت عنخ آمون في هيئة الأله "نفرتوم " إله الشمس المشرقة الذي يخرج من زهرة اللوتس الزرقاء وهي الزهرة التي تغلق برعمها في الليل ويفتح في الصباح مع شروق الشمس، ويمثل قاعدة الزهرة المياه الأزلية التي تخرج منها الشمس عند الخلق. وأضاف أن هذه القطعة تحمل سمات فن العمارنة الذي يصور الرأس باستطالة مما يشير إلى أنها صنعت في عصر العمارنة عندما كان توت عنخ آمون يعيش بها وهو طفل، مشيرا إلى أنها صنعت من الخشب المغطي بالجص الملون بني، وهي تصور ملامح وجه توت عنخ آمون عندما كان طفلا ويبلغ طول هذه الرأس 30 سم، ويوجد شق طولي بالرأس في يسار الجبهة والعين اليسري والخد الأيسر ومن المعروف أن هذا الشق يزداد كل يوم. وكشف صالح عن التاريخ الجدلي لهذه القطعة الآثرية حيث أن هوارد كارتر لم يسجل هذه القطعة الآثرية في دوريات اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، واكتشفها بيير لاكو مدير مصلحة الآثار وقتها وريكس انجلباخ مفتش آثار مصر العليا عام 1924 في المقبرة رقم 4 بوادي الملوك وهي تخص الملك رمسيس الحادي عشر والتي كان كارتر يستخدمها كمخزن. وكان لاكو قد عثر على هذه القطعة الآثرية في صندوق مع زجاجة نبيذ أحمر ووقت اكتشاف لاكو لهذه القطعة كان كارتر خارج مصر بسبب الخلاف مع الحكومة المصرية وبسبب سحب الترخيص من زوجة اللورد كارنارفون الليدي المينا، وعندما عاد كارتر لمصر لاستكمال الحفائر وتم استجوابه عن تلك القطعة الآثرية قال مبررا "إنه عثر على هذه القطعة في رديم ممر المقبرة بعد المدخل مباشرة "، ولكن كارتر لم يسجلها في سجلات تسجيل القطع الأثرية لمقبرة الملك توت عنخ امون في محاولة منه لتهريبها خارج البلاد. وكانت وزارة الآثار قد أعلنت امس عن تعرض الرأس الخشبية للملك توت عنخ آمون إلى الميل داخل فاترينة عرضها بالمتحف المصري بالتحرير دون إصابتها بأية خدوش أو أضرار نتيجة تدافع طلاب مشاركين في إحدى الرحلات المدرسية، وتم تشكيل لجنة أثرية متخصصة بعضوية رئيس إدارة الترميم بالمتحف ومجموعة من المرميين المتخصصين، لإعادة تثبيتها داخل فاترينتها بعد الانتهاء من كل أعمال الفحص الدقيق والتي أثبت عدم تأثرها بأي شكل من الأشكال، والتي لا تزال معروضة ضمن سيناريو العرض المتحفي.