الدكتور سالم عبدالجليل عالم جليل كما عرفته منذ زمن طويل يمتلك تفكيراً علمياً راقياً ومنظماً، واستنارة دينية، ورصيداً هائلاً من المعرفة أهلته لأن يكون داعية إسلامياً معروفاً، ونجماً علي الفضائيات، لكنني أعتقد أن ذكاءه الاجتماعي خانه كثيراً من تصريحاته المستفزة بشأن المسيحية والمسيحيين، والتي أغضبت المسلمين والإخوة الأقباط علي حد سواء، وفتحت عليه أبواباً للهجوم عليه كان هو في غني عنها تماما، وتسابقت كل أطراف المؤسسة الدينية لإدانته خاصة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، الذي أكد أن ما صدر عنه هو تعبير شخصي له، ولا يعبر عن رأي الأزهر نفسه الذي لا يملك تكفير الناس، ولا عن أي هيئة من هيئاته المنوط بها التفسير والتحدث باسمه، كما عاقبته وزارة الأوقاف بمنعه من الخطابة وسيطبق عليه القانون حال مخالفته ذلك. تصريحات الشيخ سالم غير موفقة بالمرة، ومثيرة للفتنة التي نحرص جميعاً علي وأدها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، وهو يعلم أكثر من غيره أن إسلامنا العظيم يحرص علي البر والأخوة والمودة مع شركاء الوطن، لا يا شيخ سالم.. ماذا تركت لغيرك من المغرضين لأن يدلي بهذه التصريحات غير المسؤولة؟! الاستنارة الدينية ترفض مثل هذه الأفكار والمفاهيم المغلوطة التي يروج لها أعداء الوطن، وأنت يا مولانا دعوت في كثير من المواقف والخطب إلي إغلاق منافذ التطرف كوجه قبيح للإرهاب، فما سر هذا التناقض الخطير في شخصيتك بما تدعو إليه.. وما تصرح بضده؟ هي »سقطة» لعالم جليل، أري أن يعتذر عنها، وانتهي الأمر بدلا من أن يتسابق الجميع لذبحه!