الجملة الفارغة التافهة التى يلوكها الإخوان وتابعوهم «واللى عاملين نُبَها على الناس» ردًّا على أى معارضة أو مواجهة هى: تعالوا نحتكم إلى الصناديق! هذا نفسه ما كنا نسمعه من الحزب الوطنى وقياداته ولم يكن إيمانا بالحرية عند «الوطنى» ولا إيمانا بتداول السلطة عند الإخوان، بل إيمان بقدرتهم على التزوير والتضليل ورشوة الناخبين. لكن يبقى أن الديمقراطية تقتضى الاحتكام فعلا إلى الصناديق، لكنها ليست صناديق وتصويتا فقط! بل أحيانا ما يكون الاحتكام إلى الصناديق هو قمة الديكتاتورية! دَعُونا أولا نذكِّر الجميع بأن المصريين احتكموا إلى الصناديق فى انتخابات الرئاسة ففاز محمد مرسى بفارق واحد ونصف فى المئة، ثم أن هناك شبهات قائمة حول تزوير الإخوان أو أنصارهم أو غيرهم استمارات التصويت فى المطابع الأميرية التى تم ضبط ألفى استمارة مزوَّرة منها فقط، ولا أحد يعرف حجم الاستمارات التى لم يتم ضبطها ومدى دور هذه الاستمارات فى حسم نتيجة الانتخابات لصالح مرسى فى مواجهة شفيق! وحتى الآن ورغم ما نسمعه عن انتداب قاضٍ للتحقيق فى هذا التزوير فإن تقدُّمًا لم نره ولم نلمسه فى هذه الحادثة الغامضة المسكوت عنها! إذن الاحتكام إلى الصندوق مع حد أدنى من النزاهة انتهى إلى شبهات حول نتيجة التصويت، وإن كان هناك قبول بالنتيجة فهو قبول بالأمر الواقع النازل على دماغ الناس وليس قبولا بالشرعية التى أنتجتها الصناديق! لكن السؤال هنا: ومَن قال إن الاحتكام إلى الصناديق يعنى أن تتحكم حضرة جناب سيادتك الإخوانى الاستحواذى الإقصائى الكذوب فى قانون الانتخابات المؤدِّى إلى الصناديق، وأن تملك جناب سعادة حضرتك الإخوانى المُكفِّر المخوِّن حانث الوعد، الحكومة التى تدير العملية التصويتية؟ إن الإخوان وكذابيهم ومنافقيهم ومؤيديهم يتحدثون لا بثقة القَوِى بل بغرور المزوِّر! إن كان الإخوان مستعدين فعلا للاحتكام إلى الصناديق بنزاهة وشرف بعيدين عنهما جدا فلا بد أن يقبلوا بقانون انتخابات يتم الإجماع عليه، فضلا عن حكومة محايدة تدير العملية الانتخابية وساعتها فليفرح كل فريق بما أتته به الصناديق! لكن أن يتبجح الإخوان بأنهم يريدون الاحتكام إلى الصناديق فهذا محض هراء ومجرد فخ للسذج أو للعبط سياسيا أو للمتوافقين والمنافقين الذين يهوون الركوع عند كراسى السلطة ويسعدون بفتات المآدب الديكتاتورية! لا يمكن لعاقل وليس فقط لمواطن مصرى شريف ووطنى أن يقبل المشاركة فى الانتخابات القادمة وهى على أسِنّة رماح الإخوان بقانون شائه مشوَّه وبحكومة تابعة خادمة لمرسى وإخوانه! أما هؤلاء الذين يرون أن الديمقراطية هى الاحتكام إلى الصناديق فعندهم الصناديق يحتكمون إليها أو حتى يلبسونها!