اخبار مصر كثفت الأجهزة الأمنية من وجودها أمام نادى القضاة عقب الاعتداء على المستشار أحمد الزند، رئيس النادى - مساء أمس الأول - وأعلن مجلس القضاء الأعلى برئاسة المستشار محمد ممتاز رئيس محكمة النقض، استنكاره الشديد للاعتداء الذى وقع على «الزند» ونادى القضاة. وقال المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة ل «الوطن» إن قضاة مصر لن ترهبهم هذه «الحركات الحقيرة» بل ستزيدهم ثباتاً حتى تعود مصر المستقرة مرة أخرى، مشيراً إلى تعرضه أمام نادى القضاة لهتافات «بالغة الحقارة والسفالة من أشخاص اطمأنوا إلى أنهم سيكونون بعيدين عن العقاب» على حد وصفه. وقال «الزند» إن نادى القضاة يدافع عن الدستور والقانون واستقلال القضاء ولن تسقط هذه الراية، وإن «سقط الزند فيه مليون واحد زى الزند هيحملوا الراية»، مشدداً على أن هذا الاعتداء لن يرهبه، وأن النادى سيظل ثابتاً على مواقفه حتى تعود الكرامة والحيدة والنزاهة لقضاة مصر ويزول الحصار عن المحكمة الدستورية، وهو الحصار الذى يتطلب الحداد العام من الجميع. وقال المستشار شريف أحمد الزند ل «الوطن» إن ما تعرض له والده يعد اعتداءً على السلطة القضائية بأكملها، مؤكداً أن ما حدث يزيدهم ثباتاً وإصراراً على موقفهم المدافع عن استقلال القضاء. وكشف أنهم يتلقون تهديدات بالإيذاء منذ الجمعية العمومية لنادى القضاة التى عقدت عقب الإعلان الدستورى، وكانت عن طريق رسائل sms على هواتفهم المحمولة، فضلاً عن التهديدات العلنية التى يسمعها الشعب المصرى كله يومياً، مؤكداً أنه ووالده وأشقاءه فداء لمصر واستقلال القضاء. وطالب المستشار مرتضى منصور، برحيل وزير الداخلية لتخاذله عن حماية القضاة، مؤكداً تلقيه رسائل تهديد بقتله هو والمستشار أحمد الزند وعدد من الإعلاميين، من أحد أنصار الرئيس محمد مرسى ويدعى «على عمر علاء الدين» ومقيم بالجيزة، وقال: أرسلت رسائل التهديد لوزير الداخلية وفوجئت بتعيين حراسة على المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى. وأضاف «منصور» أن من هتفوا ضده أمام نادى القضاة من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، قائلاً «اللى بيقولوا عليّا فلول رئيسهم هو اللى فلول وكان بيبات فى أمن الدولة». وأضاف «أنا دافعت عن جمال حشمت بعد طرده من مجلس الشعب فى ظل صمت أعضاء المجلس من الإخوان». وتابع «الرئيس محمد مرسى أسس مدرسة سب الرئيس وحرق الحزب الوطنى وبيشرب منها دلوقت»، مشيراًً إلى أن إهانة القضاء تؤدى لنهاية أى نظام سياسى، وباكستان شاهدة على ذلك. وقال المستشار يسرى عبدالكريم، الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة، أن ما حدث من اعتداء على المستشار أحمد الزند، يأتى فى إطار مسلسل الاعتداء على الشعب كله والذى بدأ بضرب جنود مصر وضباط الشرطة بشمال سيناء، ومن بعده الاعتداء على المحكمة الدستورية العليا وقضاتها والنائب العام السابق المستشار عبدالمجيد محمود، وهو يمثل تعدياً غير مسبوق على دولة القانون. وقال المستشار أحمد الفقى بمحكمة الاستئناف، إن ما حدث يكشف عن دخولنا عصر الاغتيالات من خلال ميليشيات مسلحة. وتساءل الفقى: هل هذا الاستقرار الذى روج له النظام الحاكم؟.. هل الاستقرار أن يتم الاعتداء على القضاة أمام حصن العدالة والشعب. وأكد أن هذا الأمر لن يمر بسهولة، وستتم دعوة القضاة إلى جمعية عمومية حاشدة لاتخاذ قرارات، وليس توصيات، للرد على هذا الاعتداء الذى لا يمس شخص المستشار أحمد الزند فقط وإنما يمس السلطة القضائية بأكملها. وأعرب المستشار عزت عجوة، رئيس نادى قضاة الإسكندرية، عن استيائه وجميع القضاة من واقعة الاعتداء على «الزند»، واصفاً إياها ب«عملية تصفية»، مطالباً جموع الشعب المصرى بالوقوف صفاً واحداً لإنقاذ الوطن من مأساة تكاد تعصف به وتدمره. واعتبر «عجوة» أن ما يتعرض له الآن كبار الشخصيات السياسية والقضائية فى الدولة هو عملية تصفية يجب أن يتصدى لها الجميع، مطالباً كافة جموع الشعب المصرى بمن فيهم القضاة بالوقوف صفاً واحداً لدرء هذا الخطر الذى يهدد الأمة، محذراً من النهاية المأساوية التى من الممكن أن نصل إليها حال استمرار مثل هذه الأفعال. من جانبه استنكر المستشار عبدالستار إمام رئيس نادى قضاة المنوفية الواقعة، مطالباً بعودة الثقة بين جموع الشعب حول نزاهة القضاء وإعلاء شأنه فى دولة القانون بمصر. فيما أصدر نادى القضاة بالقليوبية بياناً أدان فيه الاعتداء، وأكد البيان الذى أعلنه المستشار عيد سويلم رئيس نادى قضاة القليوبية أن الاعتداء على الزند بمثابة اعتداء على جموع القضاة، مشيراً إلى أن هناك محاولات لهدم المؤسسة القضائية والتى بسقوطها تسقط الدولة وهى سابقة خطيرة لم تشهدها مصر فى تاريخها وإهدار لقيم العدل التى يقوم على حمايتها قضاء مصر الشامخ العريق. ونظم عدد من النشطاء - مساء أمس الأول - وقفة احتجاجية أمام نادى القضاة منددين بالاعتداء على المستشار الزند، ووصفوا الإخوان ب«البلطجية» واتهموهم بإرهاب القضاة وإهدار دماء المصريين، مرددين هتافات «عبدالناصر قالها زمان الإخوان مالهمش أمان»، «يسقط يسقط حكم المرشد»، «مرسى وحماس مالهُمش وجود بيننا»، ووقعت مشادات كلامية بين المتضامنين مع «الزند» وعدد من مؤيدى الرئيس مرسى من المارة بشارع عبدالخالق ثروت.