اخبار مصر كشف أحمد دومة أحد شباب الثورة، ومؤسس تحالف «ضد العسكر والإخوان»، عن وجود «دعوة تستهدف إنزال أى خطيب من على المنبر فى حالة ما بدا منه أى توجه سياسى، أو دعا لنصرة تيار بعينه مما يعد انحرافا عن دور المسجد والمنبر الذى هو معنى بالأساس بشئون الدعوة إلى الله». وأضاف فى حوار ل«الوطن»، أن وزارة الأوقاف وعلى رأسها الدكتور طلعت عفيفى، «انحرفت بدور المسجد وحولت الوزارة والمنابر من شئون الدعوة للسياسة». * كيف ترى استخدم المساجد فى الدعاية السياسية؟ - المساجد منابر من أجل الدعوة إلى الله وتهذيب النفوس وللعبادة والإيمان، وأى انحراف برسالة المنبر عن الدعوة وتهذيب النفس والكلام عن الأخلاق والسلوك، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وتنمية علاقة العبد بربه الإطار الروحى والدينى والعقائدى والسلوكى، هو تجاوز لقدسية المسجد وحرمته، ولابد أن يقابل من الناس بردع وحسم حتى لا نشاهد تحول المساجد لميادين للصراع السياسى، أياً ما كانت وجهة النظر للشيخ فوق المنبر. والشيخ الذى يتجاوز دوره من فوق المنير وجب شرعا رده، وعلى الناس التى ترى أن الشيخ يتحدث فى السياسة محاولا توجيه الناس سياسيا أن يردوه وينزلوه من فوق المنبر. * إنزال المصلين للشيخ من فوق المنبر ألا يثير الفتنة وربما الاقتتال داخل بيوت الله؟ - إنزال الإمام الذى لا يؤدى دوره، ويقدم الدعاية السياسية لا يثير الفتنة، إنما يثير الهرج داخل المسجد إعلان الإمام هويته السياسية من فوق المنبر والدعاية لها، فى وقت يوجد داخل المسجد من هو سلفى ومن هو ليبرالى ومن هو لا ينتمى لأى تيار، ومن ثم انحراف الإمام تجاه تيار بعينه هو الذى يثير الفتن ويرسخ الاقتتال الداخلى بالمساجد كما حدث فى مسجد القائد إبراهيم والرد على الشيخ أحمد المحلاوى. * وأين دور وزارة الأوقاف والدولة فى توجيه الدعاة وعدم استخدام بيوت الله للدعاية السياسية؟ - وزارة الأوقاف ضمن الأزمة لأنها أصبحت الراعى الرسمى لعملية تحول دور الإمام من داع إلى دين الله وسنة رسوله، إلى رجل سياسة يستخدم المنابر للدعاية السياسية وليس دعوة الناس إلى صحيح الدين، أى أن الوزير حوّل الوزارة والمساجد لمنابر سياسية، وتحول الخطيب لداعية سياسى، ووزير الأوقاف جاء من التيار السلفى، وعيّن مستشارين سلفيين، ويجب الوقوف على المستوى السياسى لوقف أزمة استخدام المنابر فى السياسة، وشعبيا وهو الأهم أن نحاول وقف هذا الخطر أو الحد منه على الأقل. * هل هناك حملة تقودها هدفها إنزال أى خطيب يتحدث فى السياسة من فوق المنبر؟ - نعم.. هناك حملة يتولاها مجموعة من النشطاء هدفها وقف الدعاية السياسية من فوق المنابر، وليس هدفها أن تسحب الإمام من قفاه من فوق المنبر، فعندما نجد أن الإمام يؤدى دور المتحدث الإعلامى لكيان أو تيار ما يجب وقفه على الفور، وهذا ليس بدعة إنما الابتداع هو أن يؤدى الخطيب دورا سياسيا، ولذلك عندما يخطئ نوقفه، وهناك أكثر من موقف للصحابة يتعلق برد الإمام وصده. * هل ما حدث مع الشيخ المحلاوى قابل للتكرار؟ - بعيداً عن قيمة المحلاوى الذى نحترمه، فهو أهان نفسه، وأهان مكانة المنبر بأن دعا الناس لاتخاذ موقف سياسى معين، وحرّم على آخرين اتخاذ موقف مضاد، وكذب على الهواء وقال لم أقل للناس قولوا نعم رغم أن الفيديو موجود وقال صراحة للناس أكثر من مرة قولوا نعم، ولم يكن من اللائق أن رجلا فى سنه من باب حتى حسن الخاتمة أن يثير أزمة ينتج عنها دم عن طريق الانحراف بالمنبر من مهمته الأساسية، والناس اعترضت على سلوكه، وهناك جماعات جهادية كانت موجودة فى المسجد بسيوف وأسلحة، والأزمة أن هناك جريمتين أن يتحول المنبر والشيخ لمتحدث باسم حزب أو توجه سياسى معين، والثانية أن يكون بجواره فى المسجد بلطجية يهددون ويرهبون الناس. * عقب ما حدث فى مسجد القائد إبراهيم هناك من خرج من السلفية الجهادية يدعو لحمل السلاح تجاه من يعترض الإمام داخل المسجد؟ - للأسف المسجد انحرف عن دوره، الأمر الذى ربما يثير الفتنة، ويؤدى للاقتتال بين المسلمين وبعضهم وداخل المسجد من خلال فتاوى شرعية تحث على قتل أى معارض لرأى الإمام على أنه كافر وجب قتله وهو ما ينفر الناس عن المساجد وعن الدين. * هناك حديث عن أن خطبة الشيخ محمد حسان فى الإسكندرية ربما تشهد تكرار ما حدث مع المحلاوى؟ - هناك دعوة لذلك ونحن لسنا تنظيما له قيادة وأوامر، لكننا نؤمن بفكرة نتعامل معها بتصورات واجتهادات شخصية نحترمها، ومن هنا الشباب فى الإسكندرية رأوا أن الذى حدث فى مسجد القائد إبراهيم الجمعة الماضية، هو إرهاب من السلفيين، وأنهم يحاولون استكمال هذا الإرهاب بدعوة محمد حسان للخطبة فى مسجد القائد إبراهيم فى تحد واضح وكأنهم يقولون للتيارات الأخرى: «ورونا نفسكم»، وهو خطر على الدولة وعليها أن توقفه بشكل قانونى، وإن لم يفعلوا سندعو الناس لإنزال أى شيخ يتحدث فى الشأن السياسى، ويحاول توجيه الناس سواء كان حسان أو غيره.