لا يحب الأضواء ويكره الإعلام ويفضل أن يلعب دور الرجل الثانى، إلا أنه فى الحقيقة وبحسب المقربين له هو الرجل الأول وصاحب الكلمة الأولى فى مؤسسة «الجماعة» بالمقطم، حيث يجلس المهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، ليتابع شئون مصر، يصدر الأوامر فتنفذ دون مناقشة، وبعكس ما يتردد عن أن أبطال القصة الرئيسية للأحداث الحالية فى البلاد هم الرئيس محمد مرسى وجماعته وأعضاء جبهة الإنقاذ الوطنى من الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى، لكن البطل الحقيقى يجلس بعيدا عن المشهد يكتفى بإصدار القرارات، فتقوم الدنيا ولا تقعد وكان آخرها هو نزول الإخوان إلى قصر الاتحادية، ما أدى إلى اشتباكات راح ضحيتها 5 قتلى ومئات المصابين، هو «الشاطر». تعود «الشاطر» الذى أكمل عامه الثانى والستين منذ صعوده فى جماعة الإخوان ومشاركته فى الإطاحة بقيادات الإخوان الكبار مثل الدكتور محمد حبيب، النائب السابق لمرشد الإخوان، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، عضو مكتب الإرشاد السابق، أن يضع جميع مفاتيح إدارة الأمور فى يديه، ويزرع رجاله فى كل مكان حتى إذا كان من خلف سجون نظام مبارك. وعبر الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، استطاع «الشاطر» أن يجمع الإسلاميين ويحشدهم فى مليونيات لصالح الجماعة حال احتياجهم لهم، وفى «المقطم» و«فيرمونت» يعقد الصفقات مع السلفيين -وفق اعترافهم- ولا مانع من وعدهم بحقائب وزارية ومحافظين ليقنعهم بالنزول، فهو تعود على عقد الصفقات منذ أيام النظام السابق وفق اعترافات المرشد السابق للإخوان مهدى عاكف. يتمتع «الشاطر» بعلاقات قوية مع الإدارة الأمريكية وسط أحاديث متناثرة حول ضغوط أمريكية على المجلس العسكرى أدت إلى نجاح «مرسى» فى الوصول للرئاسة، وعلاقات قطرية أدت إلى ضخ أموال خليجية إلى مصر للمساهمة فى النهوض بالاقتصاد. ويتحرك «الشاطر» وسط حراسة مشددة من قبل «الإخوان»، ويقول البعض إن لديه لجانا إلكترونية متخصصة فى النيل من معارضى «الجماعة» من بينها «انت عيل إخوانجى». واستطاع مشهد واحد أن يظهر قوة «الشاطر» فى الحكم مؤخرا، عندما جلس وسط رجاله فى عزاء شقيقة الرئيس مرسى، ولم يتحرك منه ليسلم على أحد سواء من المجلس العسكرى أو الحكومة، إلا مرة واحدة ليسلم على مرشد الإخوان وقيادات الإرشاد.